وللحق، ليس العربي أَول من يصدعُ بالنكتة هذه، ففي ملمّاتِ اعتداءاتٍ إِسرائيليةٍ سابقة أَشاع مسؤولون عرب، وغالباً في اجتماعات الجامعة، التهديدَ نفسه، والذي لم يُبادر أَحدٌ إِلى شرحِ الغامضِ الغزير فيه، من قبيل المقصود بإِعادة النظر الملوَّح بها، وما إِذا كانت تعني سحب المبادرةِ العتيدة من التداول وإِلغاءَها وكأَنها لم تكن. وأَغلب الظن أَنَّ أَحداً من جماعة “العمل العربي المشترك” لم يجهر بقولةٍ مثل هذه، لأَنَّ من العسير أَنْ يُعثرَ على طفلٍ في أَيِّ مطرحٍ عربيٍّ سيُصدِّق أَنَّ تداولاً يتم للمبادرة المذكورة ليصير سحبُها منه، ولا على من سيشتري مرجلةً من هذا الطراز على محمل الجد.
تُرانا مضطرين إِلى تذكير الأَمين العام بالجواب الإسرائيليِّ على العرب، ساعة أَعلنوا مبادرتهم تلك، وفي البال أَنه حصيفٌ وخبير، ولا تنتسبُ الواقعةُ إِلى أَرشيفٍ بعيدٍ في ذاكرته، وإِنْ لم يكن في موقعٍ عربيٍّ رسمي، في أَثناءِ قمة بيروت وإِبان اجتياح إِسرائيل رام الله ومنعها ياسر عرفات من المغادرةِ إلى القمة. لا نظنُّنا مضطرين إِلى استدعاءِ تلك التفاصيل غير المنسية، غير أَنه مهم التذكير بأَنَّ عصابةَ إِرييل شارون التي كانت حاكمةً في تل أبيب، وكذا من تلاها، لم تعلن موقفاً واضحاً من مبادرتنا تلك، والتي يزهو إِميل لحود بأنه الذي شدَّد على تضمينها نصاً بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين، بين شروط السلام المعروض. استهلكت المبادرة، تالياً، اجتماعاتٍ عديدة في عواصم عربية، وتشكلت لمتابعتها لجانٌ، وجاءَت عليها ثرثراتٌ في غير قمةٍ عربية، لكنها لم تحظ بنقاش جدّيٍّ في مؤسسات السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، ولم تنل فيها الاهتمام الذي كان يظن حسني مبارك (مثلا) أَنها تستحقه.
لم تزعم إِسرائيل، يوماً، غرامها بالسلام مع العرب، ومنهم الفلسطينيين، وإِنْ ظلت تحرصُ على تظهير شغفِها بعملية السلام التي ليس مهماً أَنَّ السلام من خواتيمها، سيما وأَنها لم تر يوماً ما يضطرُّها إِلى انتظار هذه الخواتيم، من قبيل التي يشتهي العربُ أَنْ تأتيهم بالجولان والضفة الغربية والقدس وتعويض اللاجئين وعودتهم. منذ قبل مناحيم بيغن وحتى أَفيغدور ليبرمان، وإِسرائيل متيَّمةٌ بالمفاوضات وتغيير طواقمها والتعاطي مع المبعوثين الأَميركيين بطريقة طبخ الحصى، وهذا أَعتى أولئك ليكوديةً، دينيس روس، يستعد لاستئناف نجوميته في هذه المقاولة. يُؤتى على هذه البديهية المؤكدة، وفي البال أَنَّ إِسرائيل في غضون الغرام والشغف، المشار إليهما، لم تنشغل في العشرية الأخيرة بأَيٍّ مما احتوت عليه مبادرة السلام العربية، وإِنْ تعطف شيمون بيريز، مرَّة، على أَصحابها، بالقول إِن فيها بعض الإيجابي. وفيما طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تتصدر المشهد، وتستمر غاراتِها العدوانية على الفلسطينيين في هذه الأيام، وقد تسندُ لاحقاً دبابات اجتياحاتٍ برية، من البلاهة أن يتوقع أحد منا أن بيريز أو أياً من شركائه سيحفل بطرفة نبيل العربي الجديدة.
تُرانا مضطرين إِلى تذكير الأَمين العام بالجواب الإسرائيليِّ على العرب، ساعة أَعلنوا مبادرتهم تلك، وفي البال أَنه حصيفٌ وخبير، ولا تنتسبُ الواقعةُ إِلى أَرشيفٍ بعيدٍ في ذاكرته، وإِنْ لم يكن في موقعٍ عربيٍّ رسمي، في أَثناءِ قمة بيروت وإِبان اجتياح إِسرائيل رام الله ومنعها ياسر عرفات من المغادرةِ إلى القمة. لا نظنُّنا مضطرين إِلى استدعاءِ تلك التفاصيل غير المنسية، غير أَنه مهم التذكير بأَنَّ عصابةَ إِرييل شارون التي كانت حاكمةً في تل أبيب، وكذا من تلاها، لم تعلن موقفاً واضحاً من مبادرتنا تلك، والتي يزهو إِميل لحود بأنه الذي شدَّد على تضمينها نصاً بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين، بين شروط السلام المعروض. استهلكت المبادرة، تالياً، اجتماعاتٍ عديدة في عواصم عربية، وتشكلت لمتابعتها لجانٌ، وجاءَت عليها ثرثراتٌ في غير قمةٍ عربية، لكنها لم تحظ بنقاش جدّيٍّ في مؤسسات السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، ولم تنل فيها الاهتمام الذي كان يظن حسني مبارك (مثلا) أَنها تستحقه.
لم تزعم إِسرائيل، يوماً، غرامها بالسلام مع العرب، ومنهم الفلسطينيين، وإِنْ ظلت تحرصُ على تظهير شغفِها بعملية السلام التي ليس مهماً أَنَّ السلام من خواتيمها، سيما وأَنها لم تر يوماً ما يضطرُّها إِلى انتظار هذه الخواتيم، من قبيل التي يشتهي العربُ أَنْ تأتيهم بالجولان والضفة الغربية والقدس وتعويض اللاجئين وعودتهم. منذ قبل مناحيم بيغن وحتى أَفيغدور ليبرمان، وإِسرائيل متيَّمةٌ بالمفاوضات وتغيير طواقمها والتعاطي مع المبعوثين الأَميركيين بطريقة طبخ الحصى، وهذا أَعتى أولئك ليكوديةً، دينيس روس، يستعد لاستئناف نجوميته في هذه المقاولة. يُؤتى على هذه البديهية المؤكدة، وفي البال أَنَّ إِسرائيل في غضون الغرام والشغف، المشار إليهما، لم تنشغل في العشرية الأخيرة بأَيٍّ مما احتوت عليه مبادرة السلام العربية، وإِنْ تعطف شيمون بيريز، مرَّة، على أَصحابها، بالقول إِن فيها بعض الإيجابي. وفيما طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تتصدر المشهد، وتستمر غاراتِها العدوانية على الفلسطينيين في هذه الأيام، وقد تسندُ لاحقاً دبابات اجتياحاتٍ برية، من البلاهة أن يتوقع أحد منا أن بيريز أو أياً من شركائه سيحفل بطرفة نبيل العربي الجديدة.