وأظهرت أكثر من (100) وثيقة ورسائل ومواد أخرى سرية حصلت عليها وكالة أسوشيتيد برس، إن موظفي منظمة الصحة العالمية أخبروا المحققين أن ممثلة الوكالة في سوريا الدكتورة أكجمال ماغتيموفا تورطت في سلوك مسيء، وضغطت على موظفي منظمة الصحة العالمية لتوقيع عقود مع سياسيين كبار في الحكومة السورية.
وكذلك أظهرت الوثائق المالية أن ماغتيموفا أقامت ذات مرة حفلة تكلفتها أكثر من (10,000) دولار، وهو تجمع أقيم في الغالب لتكريم إنجازاتها الخاصة على نفقة منظمة الصحة العالمية. أقيم في فندق "فور سيزونز" بدمشق، والذي تم فرض عقوبات عليه من قِبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب دور مالكه في تمويل نظام بشار الأسد. وتشير التقديرات إلى أن الأمم المتحدة أنفقت 70 مليون دولار هناك منذ عام 2014.
والأكثر إثارة للقلق، أخبر الموظفون محققي الوكالة أن ماغتيموفا قدمت خدمات لكبار السياسيين في النظام السوري والتقت خلسة مع الجيش الروسي، وهو ما يمثل انتهاكاً محتملاً لحياد منظمة الصحة العالمية كمنظمة تابعة للأمم المتحدة.
وفي إحدى الشكاوى التي تم إرسالها إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس كتب موظف مقيم في سوريا أن ماغتيموفا وظفت أقارب غير أكفاء لمسؤولين حكوميين، بمن فيهم بعض المتهمين بارتكاب انتهاكات لا حصر لها لحقوق الإنسان.
وأخبر العديد من موظفي منظمة الصحة العالمية في سوريا محققي الوكالة أن ماغتيموفا فشلت في فهم خطورة الوباء في سوريا وعرضت حياة الملايين للخطر. وقال موظف سابق في منظمة الصحة العالمية: خلال موجة كور.ونا كان الوضع في سوريا مؤسفاً ومع ذلك لم تكن منظمة الصحة العالمية تقدم مساعدات كافية للسوريين، كانت الإمدادات الطبية تركز عادة على دمشق فقط ولا تغطي مناطق أخرى في سوريا، حيث كان هناك نقص حاد في الأدوية والمعدات.
واشتكى ما لا يقل عن خمسة من موظفي منظمة الصحة العالمية للمحققين من أن ماغتيموفا انتهكت إرشادات كو.فيد١٩ الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. وقالوا إنها لم تشجع العمل عن بُعد، وجاءت إلى المكتب بعد إصابتها بكور.ونا وعقدت اجتماعات بدون قناع؛ ما تسببت بإصابة آخرين.
ومن بين القضايا التي تم تحديدها: "كميات الأدوية التي تم فحصها لم تكن مطابقة للفواتير"، لم يكن الموظفون حاصلين على تدريب طبي، وكانت هناك عناصر مفقودة بما في ذلك الكراسي المتحركة والعكازات وأجهزة السمع، وكان معظم المبنى المستأجر لتخزين هذه الإمدادات فارغاً.
رفضت الدكتورة التركمانستانية أكجمال ماغتيموفا الرد على الأسئلة المتعلقة بالادعاءات، قائلة إنها "ممنوعة" من مشاركة المعلومات "بسبب التزاماتها بصفتها أحد موظفي منظمة الصحة العالمية". ووصفت الاتهامات بأنها "تشهيرية". وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان أنها تراجع التهم الموجهة إلى ماغتيموفا وقالت: "في ضوء الوضع الأمني فإن السرية واحترام الإجراءات القانونية لا تسمح لنا بالتعليق أكثر على الادعاءات المفصلة". ولم تذكر جدولاً زمنياً لموعد انتهاء التحقيق.
كان لدى مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا ميزانية تبلغ حوالي 115 مليون دولار العام الماضي لمعالجة القضايا الصحية في بلد تمزقه الحرب، بلد يعيش فيه ما يقرب من 90٪ من السكان في فقر ويحتاج أكثر من نصفهم بشدة إلى مساعدات إنسانية.