كنا في الدوحة باجتماعات الهيئة العامة للمجلس الوطني ، وكان رياض سيف يُسوق للفكرة منذ فترة ، وقد أتى في المساء لفندق ريتز ليتابع تسويق الفكرة في قاعة كبيرة حضرها العشرات ، وفي تلك الجلسة قلت لرياض سيف امام الجميع محاولا التخفيف من حماسه لتلك النقلة : ما دمت تدخل تجربة جديدة بنفس الوجوه ونفس التكتلات ، والتيارات ، فستحصد نفس النتائج التي حصدناها في المجلس الوطني .
وكنت قبل اسبوعين قد قلت الجملة ذاتها تقريبا لشيخ الحقوقيين هيثم المالح في لندن في الفندق المجاور لقناة الحوار في مكتبها السابق قرب "هنغر لين " وكان المالح قادما من باريس حيث حضر اجتماعات وضع اللمسات الاخيرة على التشكيل الجديد .
وبالمناسبة فإن قرار اعدام المجلس الوطني صدر عن روبرت فورد الذي سعى نيابة عن كلينتون واوباما لمصادرة قرار المعارضة السورية ، وساعده في ذلك بعض أصحاب الحسابات الخاطئة الذين كانوا يستعجلون السلطة ، واجتمعوا في باريس قبل ان ينتقلوا الى الدوحة للاعلان رسميا عن التشكيل الجديد ، ومعظم من حضر اجتماع باريس يتجاهل الحديث عنه الا انور الاصفري الذي غلط مرة اثناء رثائه للفقيد ميشيل كيلو ، وذكر اجتماع باريس المشبوه .
وفي الدوحة ارتكب أعضاء المجلس التنفيذي للمجلس الوطني خطأهم الكبير والأخير ، فبدلا من ان يقوموا بدعوة الهيئة العامة لانتخاب من يمثل المجلس الوطني في الائتلاف الجديد - وكانت كلها ما تزال متواجدة - جمع أعضاء المكتب التنفيذي انفسهم ، وانتقلوا جماعيا في ليلة ليلاء للشيراتون ليكونوا ممثلين عن المجلس في التنظيم الجديد ، ولو اقروا سابقة الانتخاب لربما تغيرت مسيرة الائتلاف بالكامل .
أما آخر محاولة لإدخالي الائتلاف ، فكانت من قبل رئيسه الحالي الاخ الصديق سالم عبدالعزيز المسلط ، وكنا عائدان بالطائرة من أورفة ، وكان هو وقتها رئيس لجنة العضوية ، وتفضل مشكورا بمحاولة اقناعي بدخول الائتلاف من منطلق أن العملة الجيدة تطرد العملبة الرديئة من السوق ، فشكرته على ثقته ، وختمت ، ونحن نحلق فوق استانبول بعد ساعة من النقاش حول الموضوع بذات الجملة التي قلتها لرياض سيف قبل تشكيل الائتلاف بيوم واحد في ريتز الدوحة " أي تجربة جديدة بنفس الوجوه ونفس التكتلات ستعطينا نفس النتائج يا شيخ ".
وها أنا اليوم بعد تسع سنوات من التجريب ، والفشل في مؤسسة الائتلاف أشكر الله اني لم اتورط في هكذا مسار ، ولم ارتكب تلك الخطيئة التي تورط بها آخرون ، وخرجوا ، أو أُخرجوا لأنهم اتخذوا قرار التورط بسرعة لأسباب أجهلها ، فكل عضو أدرى بكواليسه واختياراته .
ولو سألتني اليوم ما الحل نمضي في طريق الائتلاف او ندفنه ، وننطلق من مؤتمر وطني عام مُنتخب لكررت عبارة قلتها لرياض سيف في تويتر ، وفيسبوك حين تسلم رئاسة الائتلاف بعد خمس سنوات من تشكيله : أطلق عليه رصاصة الرحمة ...وليته فعل