لبنان.. هو من اول الدول التي استخدمت الكهرباء في الشرق الأوسط، ولبنان لديه من الكميات المهولة من المياه العذبة، التي ترتوي منها جميع الدول العربية.. لبنان كان الملاذ الاقتصادي، وكان قوة اقتصادية جبارة، لبنان كان مصدر الثقافة والإبداع والديموقراطية.
لبنان كان لديه رجال علم وسياسة محترفون يتعلم منهم الآخرون، يختلفون في ما بينهم، ولكن يتفقون على وطنيتهم وحبهم لبلدهم..
ماذا حصل للبنان؟! هل هي كارثة حلت به أم انتكاسة جعلته في متاهات الصراعات، ووقع في فخ الأزمات، واصبح لبنان الحزين الذي يعاني من:
جبهته الداخلية متفككة ومتهالكة، وهذا ما شكل صراعاً ما بين أحزابه وانتماءاته، وزد على ذلك أنه اصبح مكب نفايات لبعض الدول الأخرى، مما ساعد على نشر الفرقة وعدم الاستقرار في ما بينهم؟!
لبنان الآن في معترك كبير، لا يقدر على تحمل الصعاب المعيشية والتطورية في هذه الألفية.
لبنان الآن لديه خلل كبير في مؤسساته التشريعية والتنفيذية.
أين لبنان الآن من الديموقراطية، التي صارت مثل السراب الذي تراه ولا تستطيع الوصول اليه؟!
اين لبنان من التطور الحضاري عندما كان يستخدم الكهرباء، والآن يعيش على زئير الموتورات والمولدات؟!
أين لبنان في قوته الاقتصادية وفي هامته الجبلية وثقافته العريقة، اين المجد والعزة للمواطن الذي ابدع في جميع الأمور، اين هو الآن؟!
لقد وقع هذا البلد الجميل والشعب الراقي في فخ الأزمات والانتكاسات، حيث انهارت البنية التحتية! ودُمِّرت الطاقة الكهربائية وتبخرت السياحة! وانتهت الصناعة! واندثرت الزراعة! وشحّت المياه! وهاجرت العقول التي كانت مفتاح التطور!
اصبح المواطن اللبناني واضعا يديه على خديه يرتشف القهوة المرة، من مرارة ما يراه أمامه، وهو يرى بيته ينهار، وليس بيده شيء لإنقاذه وإنقاذ أبنائه والأجيال القادمة!
هذا لبنان الأخضر في ربيعه، والأبيض في شتائه، والورد الأصفر في خريفه، والهدوء في صيفه،
يصل الى هذا المنعطف الخطير، وقد تغيرت هويته وابتعد عن تراثه وترابه!
للأسف، هذا لبنان! وما وصل اليه صراع دائم على السلطة من دون وجود هدف لبناء الوطن والاهتمام بكيانه، ولا أجد - وحسب المعطيات التي أراها - أي بصيص أمل في تعافيه من هذه الأزمات، طالما ان هناك مصالح حزبية داخلية وتأثيرات خارجية تطبق اجنداتها على ارض لبنان!
والسؤال الذي أطرحه على اللبنانيين: هل أنتم تحبون وطنكم؟!
لقد أعطاكم الله سبحانه بلداً لا يوجد مثله في الكون... فهل انتم تقدرون ذلك؟!
والسؤال المحير هو: انني لا افهم، لماذا يُدمِّر اللبنانيون وطنهم؟!