نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


قوة السيسي!




من حيث الشكل، فقائد الانقلاب العسكري الجنرال عبد الفتاح السيسي في أقوى "حالاته"، منذ التمهيد لتولي الحكم بانقلابه في 3 تموز/ يوليو 2013، فها هو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد يزوره في القاهرة، وهو أمر له قيمته في الثقافة المصرية المعاصرة، وإن كان المصريون يقدرون من يقدم خطوة في مجال المصالحة بعد الخصومة، لكن من يحكمنا هم المصريون الجدد.. ما علينا!

فقد ظل الرأي العام في مصر ينتظر من سيبدأ بالزيارة، السيسي بزيارته للدوحة (وقد تلقى دعوة بذلك)؟ أم أمير قطر للقاهرة (وقد تلقى أكثر من دعوة)؟ وفي القاهرة راهن أهل الحكم ومن معهم على زيارة الأمير، لأنها ستؤكد على أهمية من يحكم ومكانته، حتى وإن كان اجتماع العرب مع بايدن سيكون في السعودية وليس في القاهرة. فقد نجح مبارك في أن يثبت في الوجدان بتأخره خطوة عمن سبقوه في حكم مصر، أن المملكة هي الشقيقة الكبرى!

فالمهم أن يكون من بدأ بالزيارة هو أمير قطر ، وهو أمر مع تأخره بعد عودة العلاقات، كان متوقعاً، إلا أن المفلسين وجدوها نصراً لهم، ولا بأس فقد انتصروا. ولم يبدأ السيسي بزيارة الدوحة، وليس مستبعداً أن يزور أردوغان القاهرة، ليصبح الاعتراف بالسيسي مكتملاً، فلا يوجد حكم في المنطقة، أو في أي منطقة، لا يعترف بشرعية السيسي حاكماً لمصر، وهو أمر يحدث لأول مرة منذ انقلابه!



لم يحدث أن قطر لم تعترف بأن السيسي رئيس لمصر، وإذا كانت الجزيرة وصفته بـ"قائد الانقلاب العسكري"، فإن الوصف تغير بعد انتخابه وفوزه على "الأصوات الباطلة" بفارق كبير، فقد أصبحت صفته فيها "الرئيس المصري"، وهي صفة لم تخلعها عنه حتى بعد الحصار. فقطر تتصرف على أنها "دولة كبيرة"، أو للدقة "دولة أصول"، وكان أمامها مع الحصار الظالم أنها تعيد قناة الجزيرة مباشر مصر، وهو قرار كان سينكد على القوم، إلا أنها لم تفعل!
المهم أن يكون من بدأ بالزيارة هو أمير قطر، وهو أمر مع تأخره بعد عودة العلاقات، كان متوقعاً، إلا أن المفلسين وجدوها نصراً لهم، ولا بأس فقد انتصروا. ولم يبدأ السيسي بزيارة الدوحة، وليس مستبعداً أن يزور أردوغان القاهرة، ليصبح الاعتراف بالسيسي مكتملاً


ومع هذا فأمير قطر قدم التهنئة للمؤقت عدلي منصور، والأمير هنأ السيسي بفوزه، ولم تكن قطر في سياساتها دولة معادية، دعك من وجود بعض المعارضين على أراضيها، فلولا أنهم سيكونون عرضة للخطر لعادوا، وكثير منهم كانوا معارضين في عهد مبارك ولم يفكروا في الهجرة. وهذا سلوك الدولة القطرية قديماً وحديثاً، وكان أميرها منحازاً لجمال عبد الناصر، لكنه في الوقت ذاته يرفض طلبه المتكرر بتسليم بعض المعارضين الذين احتموا بدولته، ولم تقطع العلاقة بسبب ذلك.

ومكتب الجزيرة في القاهرة، لا يحمل تقديراً كبيراً على مستوى المهنة لفترة حكم الرئيس محمد مرسي، فلدى العاملين السابقين فيه تفاصيل مزعجة، فكيف أن الرئاسة كانت لا تختصهم بالأخبار المهمة، بل إنهم كانوا إذا رشح لديهم نبأ بخبر مهم، واتصلوا بالرئاسة للتحقق، يتم النفي، ليجدوا وكالة أنباء بعينها نشرته، ليست على كل حال وكالة أنباء الشرق الأوسط (الوكالة الرسمية للدولة المصرية)، مما يضعهم في حرج مع إدارة القناة في الدوحة، ليس فقط لأن السبق لم يكن لهم، ولكن لأنهم قد يكونون عجلوا بالاتصال لنفي الخبر قبل بثه عن طريق الوكالة إياها!

وعندما داهمت قوات الأمن مكتب قناة الجزيرة، في ليلة الانقلاب العسكري، كانت تبث من ميدان التحرير، حيث المحتفلون ببيان قائد الانقلاب، بينما كان في الأستوديو اثنان من مؤيديه هما حسن نافعة، وعبد الخالق فاروق (مع حفظ الألقاب). لكن تكمن أزمة الانقلاب في أنه لم يكن يريد الرأي الآخر، أو الصورة الأخرى، فقد اتخذ قراراً استباقيا بالتأميم لصالح دولة الرأي الواحد، فأغلق عدداً كبيراً من القنوات واعتقل العاملين فيها والضيوف معاً، وعلى مستوى الجزيرة وقطر فالأمر أبعد من ذلك!

التعاطف مع الربيع العربي:

لا أحد ينكر أن قطر كانت متعاطفة مع حكم الرئيس محمد مرسي، تعاطفا مع ثورة يناير، لكن ما قدمته للرئيس هو مقدار ما قدمته لمصر في فترة حكم المجلس العسكري، وهي ودائع لا منحا!

لا أحد ينكر أن قطر كانت متعاطفة مع حكم الرئيس محمد مرسي، تعاطفا مع ثورة يناير، لكن ما قدمته للرئيس هو مقدار ما قدمته لمصر في فترة حكم المجلس العسكري، وهي ودائع لا منحا!


ولا أحد يمكنه القول إنها كانت سعيدة بالانقلاب العسكري، الذي خططت له الإمارات وكان تحت رعايتها، وهنا نكون قد وصلنا إلى بيت القصيد، فقطر تحب أو تكره، لكنها لا تتدخل في شؤون الدول كالإمارات، التي أنفقت على نجاح الانقلاب العسكري إنفاق من لا يخشى الفقر!

وفضلاً عن أن قطر انحازت للربيع العربي وإلى إرادة الشعوب، وربما كانت الدولة الوحيدة التي لم تخش من تأثيرها على نظام الحكم فيها، فالحكم الذي يسعد شعبه لا يخشى من الأعاصير. ولا ننكر أن الجزيرة كانت شريكا في نجاح الثورة وبمقدار "النصف"، ولولا كاميراتها في يوم جمعة الغضب التي سلطت على الميدان، ولولا بيان الشيخ القرضاوي وبيانه التاريخي وتكرار الجزيرة لإذاعته، لتم اجتياح الميدان وسحقنا، ونحن يومئذ قلة نخاف أن يتخطفنا الشبيحة!

ولم يكن الحكم الإخواني سعيداً بنقل الجزيرة لفاعليات خصوم الرئيس محمد مرسي، فمثل هذا الأداء يقلق أي حاكم، وكان هو المتوقع من الجزيرة أن تفعل بعد الانقلاب، فكان القرار بإغلاقها، لأن العداء لثورة يناير كان مستقراً في أذهان الانقلابيين لكل مكونات الثورة، والجزيرة مكون من هذه المكونات، وقد بدأت العداء بالخصوم الواضحين للانقلاب، ثم أكل المكون المدني يوم أكل الثور الأبيض، فمنهم من تم اعتقاله ومنهم من ينتظر!

وكان يمكن إغلاق الجزيرة، مع عدم العداء مع قطر كدولة، وقد هنأت مبكراً عدلي منصور باختياره رئيساً مؤقتا. وفي البداية كان المعارضون على أراضيها كالمؤيدين، وقد عدت إلى مصر بعد أسبوعين من استضافة الجزيرة لي، وكان هذا في يوم عيد الفطر، وكان قراري هو المعارضة من الداخل كما فعلت في عهد مبارك، وتحملت أصنافاً من التنكيل على بشاعتها لكنها كانت في حدود قدرتي على الاحتمال، ولم أفكر في السفر وترك مصر لا للعمل أو للهجرة. وعندما أفكر في تفاصيل ما حدث، اعتبر أنه كان ضرباً من الجنون، مع أنه في مغبة المواجهة وصلتني نصيحة من الكاتب اليساري المرموق صلاح عيسي عبر زميل يعمل معه: "الأستاذ صلاح يقول لك انتبه هؤلاء يمكن أن يقتلوك". وإن كان لم يحدد من هؤلاء، فقد كنت أكتب ضد السلطة، وضد رجال أعمال فاسدين في حمايتها. لكني غادرت مصر وفي قرارة نفسي لن أعود إلا بعد نهاية حكم السيسي، بعد جريمة الفض وموجة الاعتقالات الكبيرة!

لم تمارس الدولة القَطرية سلوكاً للتدخل في الشأن المصري، وإن لم يكن القلب مؤيداً له، فرهان من رهاناتها على الربيع العربي قد فشل، لكنها لم تكن الإمارات أو السعودية التي دعمت الانقلاب العسكري بـ"الزاد والزواد" وتوظيف العلاقات الدولية. لكن لم يحدث بطبيعة الحال التهنئة بثورة يونيو المجيدة، لا أمس ولا اليوم، دعك من التصرف الصغير الذي روجت له السلطة المصرية


على العموم، لم تمارس الدولة القَطرية سلوكاً للتدخل في الشأن المصري، وإن لم يكن القلب مؤيداً له، فرهان من رهاناتها على الربيع العربي قد فشل، لكنها لم تكن الإمارات أو السعودية التي دعمت الانقلاب العسكري بـ"الزاد والزواد" وتوظيف العلاقات الدولية. لكن لم يحدث بطبيعة الحال التهنئة بثورة يونيو المجيدة، لا أمس ولا اليوم، دعك من التصرف الصغير الذي روجت له السلطة المصرية من أن أمير قطر هنأ السيسي بثورة يونيو، فهذا أمر لم يذعه الأمير بنفسه، ولم تنشره الوكالة القطرية الرسمية للأنباء، وإن كان نشر أمر كهذا يفتقد للياقة الدبلوماسية يفوق بطبيعة الحال قيام السيسي في وجود أمير القطر وفي طريقهم لمؤتمر صحفي مشترك؛ وقد أمسك بالمشط بتصفيف شعره، وهو أمر كان يمكن أن يقوم به بعيداً عن حضور الضيف وأمام الحاضرين مهما كانت مكانتهم الوظيفية! لكن في المقابل فالنفي الرسمي لخبر كهذا من شأنه أن يمثل خصومة دبلوماسية لا مبرر لها.

أسباب العداء مع قطر:

بيد أن العداء مع قطر مرده إلى أسباب خارجية، فإرادة الانقلاب العسكري مرهونة منذ اليوم الأول لدوائر إقليمية، وكان الإقليم وراء حالة إعلان الحرب، ناهيك عن أن الرأي الذي كانت تنقله الجزيرة ضد الانقلاب عراها، وإن كان هناك من دافعوا عن الانقلاب بـ"الباع والذارع"، لا تنسى أن الجزيرة نقلت اعتصام رابعة، وكان القوم يريدون إخفاء الرأي الآخر والصورة الأخرى تماماً.

لقد عادى السيسي قطر لأسباب مرتبطة بإرادة الإقليم، وشارك في الحصار بسبب هذه التبعية، ثم بدأ في المصالحة لأسباب تخص إرادة الإقليم، إذ دخلوا في المصالحة كافة، كما دخلوا في الحصار كافة، دون أن تستجيب قطر لأي شرط من شروط دول الحصار. فترامب لم يعد في الحكم، وهذه أيام قطر في المنطقة بلا منازع، وتجلى هذا بدورها في المفاوضات الأمريكية مع حركة طالبان، ولم يعد الرئيس الأمريكي مرتشياً صفيقاً كما كان حال الرئيس السابق!

وإذ اكتملت المصالحة بين مصر وقطر بزيارة الأمير للقاهرة، وبدا أردوغان معتمداً نظرية صفر مشاكل، لرئيس الوزراء السابق الذي قد ينافسه في الانتخابات؛ فيكون قد جرده من أهم ما يمكن أن يقدمه للأتراك. وسواء جاء للقاهرة أو لم يأت، فالاعتراف بالسيسي يكون قد تحقق له في عموم المنطقة، فلم يعد له أعداء فيها، الأمر الذي يؤكد أنه في أوج تمكنه، وهو ما دفعنا للقول في بداية هذه السطور إنه من حيث الشكل في أقوى حالاته، لكنه هل هو كذلك من حيث الموضوع؟!

إذ اكتملت المصالحة بين مصر وقطر بزيارة الأمير للقاهرة، وبدا أردوغان معتمداً نظرية صفر مشاكل، لرئيس الوزراء السابق الذي قد ينافسه في الانتخابات؛ فيكون قد جرده من أهم ما يمكن أن يقدمه للأتراك. وسواء جاء للقاهرة أو لم يأت، فالاعتراف بالسيسي يكون قد تحقق له في عموم المنطقة


إن السيسي حدد فاتورة التدخل في الشؤون الداخلية المصرية بمئة مليون (لم يحدد دولارا أم جنيها)، والجنين في بطن أمه يعلم أنه كان يقصد قطر، وهو هنا يتحدث عن المبلغ المهم بالنسبة له، قبل أن تتغير لهجته ويرتفع بالأرقام إلى المليارات، فهل ستدفع قطر هذه المبالغ الكبيرة؟!

قطر دولة أموالها عزيزة، وهي تدفع لودائع أو استثمارات، والسيسي يريد أموالاً سائلة كمساعدات "على جنب" بحسب تعبيره القديم، وهو مؤمن بنظرية "عصفور في اليد ولا عشرة فوق الشجرة"، فليس مؤمناً بفكرة الاستثمارات التي تعمل على نهضة الاقتصاد الوطني، من خلال تشغيل عمالة مصرية، وهذه الأموال تنفق في السوق، والناس تشعر بالسعادة بالعمل والرواتب المعقولة، ثم إن هذه الاستثمارات قد تنجح وتدفع ضرائب!

وإن كان قد سبق له وأن وجه خطاباً لدول الخليج بأن تحول ودائعها إلى استثمارات، فهو لأنه لا يريد أن يسددها، وليس جائزاً أن يقول هذا أو أن يعلن استيلاءه عليها، فلجأ إلى أخف البدائل وهو الاستثمار. فالحقيقة هو يريد مساعدات حددها عمرو أديب بـ"25 مليار دولار" يتم حقن الاقتصاد المصري بها سنوياً، وإلا فهي الكارثة التي ستحل بمصر وبالمنطقة والعالم مع بداية العام القادم، حيث فوضى مصرية قد تطيح بالنظام، وهجرات بالملايين عبر البحار والحدود!

وقديماً قيل خذ من التل يختل، والمعنى أن دول الخليج وقد عادت إلى سابق الأحوال حيث شعار "خليجنا واحد"، وهذا الواحد يصب عند السيسي، لكن لا يمكن الوفاء بالمطلوب، وهو أكثر من قدرة هذا الخليج الواحد على الإنفاق. وقد أنفقت السعودية والإمارات كثيراً، وفي النهاية ذهب ما أُنفق لبحر الرمال المتحركة في ما يسمى بالعاصمة الإدارية الجديدة، أيضا في بناء الكباري، وفي التقديرات المبالغ فيها لعملية إنشاء كل ما يقوم به، مع زيادة القروض والالتزامات الخاصة به، وهي كلها أمور قبل كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لكن الحرب جاءت لتفاقم الأمر وتزيد الأزمة حدة، الأمر الذي سيزيد من الحنق على حكمه. ولا ينكر إلا مكابر أو معاند أن حجم العداء الداخلي له صار واسعاً بصورة لم تسبق، فهل ستكون حدة الأزمة سبباً في ثورة للشعب المصري، لن تكون أبداً هذه المرة على قواعد ثورة يناير؟!

الفوضى التي تحول مصر إلى دولة فاشلة، لن يتأثر بها الخليج كثيراً، دعك من دعاية عمرو أديب عن ملايين المصريين الذين سيهربون للخليج عبر البحر الأحمر، فالخليج ليس دول لجوء، وما دامت هذه الفوضى ليست بيد الإخوان، ولن تفرزهم حكاماً لمصر، فإن الأمر ليس مخيفاً


لا يمثل السيسي خياراً استراتيجياً للخليج المعادي للثورات، ليس اليوم فقط، ولكن منذ البداية، فالسعودية كان لها مرشحها، والإمارات كذلك، وإذ فرض السيسي نفسه، فلم يجدوا في ذلك غضاضة، وهم عندما ساعدوا انقلابه من قبل فلأنهم ظنوا أن الحاجات الأساسية للنهوض بالحكم في مقدورهم، لكن الأمور صارت أكبر من قدرة أي دولة. ثم إنه لم يعد في قدرة أحد تعويمه، بعد المليارات التي دفعت لترامب، فإذا حدث للسيسي ما تكره هذه الدول، فلدى القوم بدائلهم التي قد تتفاوت بين أحمد شفيق وسامي عنان (أصغر سناً من الرئيس الأمريكي)، وبين جمال مبارك، ثم إن المؤسسة العسكرية باقية، وقادرة على أن تفرز البديل، والذي خلق السيسي خلق غيره!

والفوضى التي تحول مصر إلى دولة فاشلة، لن يتأثر بها الخليج كثيراً، دعك من دعاية عمرو أديب عن ملايين المصريين الذين سيهربون للخليج عبر البحر الأحمر، فالخليج ليس دول لجوء، وما دامت هذه الفوضى ليست بيد الإخوان، ولن تفرزهم حكاماً لمصر، فإن الأمر ليس مخيفاً، وإن كانت فكرة الثورة هذه مستبعدة بحسب منطق الأشياء، ويعد الترويج لها ابتزازا مصرياً للخليج من جانب السلطة في مصر، وهو ما عبر عنه كاتب سعودي من أهل البيت، وكان رده عنيفاً على عمرو أديب فلم يكن كلاهما يقدح من رأسه!

لقد وصف عمرو أديب الحال بقوله "كل العالم يتعامل معنا"، وذلك تعليقاً على زيارة أمير قطر، لكن تعامل كل العالم معهم جاء في وقت انفرط فيه العقد، فقد كان الشعب المصري من قبل منقسما على الانقلاب وعلى السيسي، لكن "التوحد العالمي" جاء في وقت لا يجمع المصريين فيه على شيء سوى إجماعهم على عدم جدارة الجنرال بالحكم!

عندما قامت ثورة يناير، لم تكن هناك دولة واحدة تطعن في شرعية مبارك!
--------
عربي ٢١


سليم عزوز
الاثنين 27 يونيو 2022