لكن فشل المعارضة السورية في أن تكون الناطق الرسمي باسم جمهور الثورة والناطق باسمها, وحامل برنامجها السياسي طرح أيضا فكرة وجود رموز, شخصيات اعتبارية, تجمع شتات السوريين
فهل تعاني الثورة السورية من فقر في الرموز
منذ اليوم الأول الذي كانت فيه الثورة السورية سلمية بالكامل ظهرت شخصيات تحمل الكثير من الرمزية وحدت السوريين الثائرين, كان غياث مطر, ورزان زيتونة, وياسين الحاج صالح ومازن درويش بعضا من هؤلاء, نشطاء سلميون, نشطاء حقوقيون ومفكرون ونشطاء من اجل حرية التعبير, وكان أيضا الساروت, البطل الشعبي الذي تحول كما الثورة ذاتها من السلمية إلى السلاح, ومن الوطن إلى النزوح إلى الوطن مرة أخرى, كانت أيضا فدوى سليمان ومي سكاف, فنانتين اجتمع السوريون على شخصهما وأحبهما الناس العاديون قبل النخب, فلماذا يقال اليوم أن الثورة السورية لم تصنع رموزا
في جانب النظام السوري المجرم صنع النظام رموزه بين السياسيين والعسكريين, فكان بين رموزه بشار وماهر الأسد, وأسماء, والنمر, وبثينة شعبان, ووليد المعلم, وسواهم, وجميعهم ما زالوا أحياء, وربما لن يذكرهم أحد بعد موتهم
لكن الساروت وفدوى ومي وغياث وناجي جميعهم تحولوا لرموز بعد موتهم! فلماذا لم يتم الاجماع عليهم قبل وفاتهم
ربما يكمن الجزء الأهم من هذا السؤال في كون الثورة السورية هي قضية صراع وجود بالنسبة للنظام كما بالنسبة للشعب السوري المنتفض, تكتسب شخصيات النظام رمزيتها من قدرتها على البقاء على الحياة, شخصية ديكتاتورية ومتعجرفة, وفي المنصب, في وجه ثورة هي الأعظم ربما بين ثورات العالم, بينما يضفي الموت على الثائر ثوب الثورة في حدادها, ثورة يتيمة تم قمعها وخذلانها من قبل العالم أجمع لتترك لقدرها وحيدة
يزداد الحديث عن ضرورة وجود رموز للثورة السورية في الوقت ذاته الذي تبدو ملامح نهاية النظام السوري بادية على الصعيد الدولي, فيزيد التشتت والانتشار العالمي الواسع من خوف الخائفين على ثورة الشعب السوري وحقوقه
وبالطبع فلوجهة النظر هذه ما يبررها, لكن المسألة يمكن تلخيصها بوجوب دعم الشخصيات الأكثر حرصا على الثورة السورية, كقضية, قضية شعب تم قمعه وتعذيبه وتهجيره, ومن هنا يفترض أن يتم دعم الشخصيات السياسية التي مازالت تتمتع بحد أدنى من ثقة السوريين, إلى جانب الشخصيات الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والفنية التي عملت فأخلصت لهذه القضية
وبالطبع فإن للسوريين تاريخا من عدم الثقة والتجريح, وبالطبع كان هنالك فساد مالي على الأخص لا يمكن تجاوزه, لكن يجب الاتفاق على الحاجة لوجود جهة توحد السوريين وتدافع عن قضيتهم, تجتمع فيها هذه الشخصيات, على أن يترك للدولة السورية الحرة وقضائها المستقل مسألة النظر في أي قضية فساد وخيانة وارتهان دفع السوريون الثمن فيها دماءهم
تحاول اللجنة الدستورية أن تكون هي, هذه الجهة, لكن الواقع الحالي يشي بفقدان الثقة بها, وعدم تبنيها والدفاع عنها, بعد الاصرار على افشالها من قبل النظام وروسيا والدول “الضامنة” لإعادة تأهيله, وأخشى ان البعض يعتبرها مجرد منتحلة صفة, وهذا خطر على الثورة ذاتها, يجب أن يكون هنالك جهة تدافع عن الثورة وتطالب بمطالبها وتحظى بثقة جمهورها, ويكون صوتها مسموعا لديهم
وهذه المهمة ليست مستحيلة, فالمستحيل لم يكن يوما سوريا منذ خرجنا ثورة على أعتى نظام في التاريخ
------------
سوريا الامل
فهل تعاني الثورة السورية من فقر في الرموز
منذ اليوم الأول الذي كانت فيه الثورة السورية سلمية بالكامل ظهرت شخصيات تحمل الكثير من الرمزية وحدت السوريين الثائرين, كان غياث مطر, ورزان زيتونة, وياسين الحاج صالح ومازن درويش بعضا من هؤلاء, نشطاء سلميون, نشطاء حقوقيون ومفكرون ونشطاء من اجل حرية التعبير, وكان أيضا الساروت, البطل الشعبي الذي تحول كما الثورة ذاتها من السلمية إلى السلاح, ومن الوطن إلى النزوح إلى الوطن مرة أخرى, كانت أيضا فدوى سليمان ومي سكاف, فنانتين اجتمع السوريون على شخصهما وأحبهما الناس العاديون قبل النخب, فلماذا يقال اليوم أن الثورة السورية لم تصنع رموزا
في جانب النظام السوري المجرم صنع النظام رموزه بين السياسيين والعسكريين, فكان بين رموزه بشار وماهر الأسد, وأسماء, والنمر, وبثينة شعبان, ووليد المعلم, وسواهم, وجميعهم ما زالوا أحياء, وربما لن يذكرهم أحد بعد موتهم
لكن الساروت وفدوى ومي وغياث وناجي جميعهم تحولوا لرموز بعد موتهم! فلماذا لم يتم الاجماع عليهم قبل وفاتهم
ربما يكمن الجزء الأهم من هذا السؤال في كون الثورة السورية هي قضية صراع وجود بالنسبة للنظام كما بالنسبة للشعب السوري المنتفض, تكتسب شخصيات النظام رمزيتها من قدرتها على البقاء على الحياة, شخصية ديكتاتورية ومتعجرفة, وفي المنصب, في وجه ثورة هي الأعظم ربما بين ثورات العالم, بينما يضفي الموت على الثائر ثوب الثورة في حدادها, ثورة يتيمة تم قمعها وخذلانها من قبل العالم أجمع لتترك لقدرها وحيدة
يزداد الحديث عن ضرورة وجود رموز للثورة السورية في الوقت ذاته الذي تبدو ملامح نهاية النظام السوري بادية على الصعيد الدولي, فيزيد التشتت والانتشار العالمي الواسع من خوف الخائفين على ثورة الشعب السوري وحقوقه
وبالطبع فلوجهة النظر هذه ما يبررها, لكن المسألة يمكن تلخيصها بوجوب دعم الشخصيات الأكثر حرصا على الثورة السورية, كقضية, قضية شعب تم قمعه وتعذيبه وتهجيره, ومن هنا يفترض أن يتم دعم الشخصيات السياسية التي مازالت تتمتع بحد أدنى من ثقة السوريين, إلى جانب الشخصيات الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والفنية التي عملت فأخلصت لهذه القضية
وبالطبع فإن للسوريين تاريخا من عدم الثقة والتجريح, وبالطبع كان هنالك فساد مالي على الأخص لا يمكن تجاوزه, لكن يجب الاتفاق على الحاجة لوجود جهة توحد السوريين وتدافع عن قضيتهم, تجتمع فيها هذه الشخصيات, على أن يترك للدولة السورية الحرة وقضائها المستقل مسألة النظر في أي قضية فساد وخيانة وارتهان دفع السوريون الثمن فيها دماءهم
تحاول اللجنة الدستورية أن تكون هي, هذه الجهة, لكن الواقع الحالي يشي بفقدان الثقة بها, وعدم تبنيها والدفاع عنها, بعد الاصرار على افشالها من قبل النظام وروسيا والدول “الضامنة” لإعادة تأهيله, وأخشى ان البعض يعتبرها مجرد منتحلة صفة, وهذا خطر على الثورة ذاتها, يجب أن يكون هنالك جهة تدافع عن الثورة وتطالب بمطالبها وتحظى بثقة جمهورها, ويكون صوتها مسموعا لديهم
وهذه المهمة ليست مستحيلة, فالمستحيل لم يكن يوما سوريا منذ خرجنا ثورة على أعتى نظام في التاريخ
------------
سوريا الامل