نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


عصابات ملثمة تعتدي على السوريين في لبنان




أن تكون نغمة العداء عالية في بعض وسائل الاعلام اللبنانية ضد السوريين أمر مفهوم فالاحتقان في العلاقات ما يزال قائما أما أن تتحول الاحقاد النائمة الى اعتداءات آثمة على السوريين العاديين بالرصاص والهراوات في بحمدون فقضية خطيرة تعكس مسألة أخطر وهي أن بعض الفرقاء في لبنان لاحدود لاحقادهم على سورية ومعاداتهم للسوريين فالاعتداءات التي تحدث عنها شهود عيان حصلت في مناطق نفوذ وليد بيك جنبلاط وبعد سقوط قتيل من أعوانه في اشتباكات رافقت احياء ذكرى أغتيال الحريري وقد أتهمت أوساط الحزب التقدمي الاشتراكي كالعادة اعوان حزب الله بالحادث ويبدو ان انصار البيك وحزبه الذين لا يستطيعون تحدي حزب الله وجدوا في المدنيين السوريين - كا توقعت بعض المصادر الأمنية - ضحية مثالية للانتقام منهم من أجل مشكلة لا علاقة لهم بها


عصابات ملثمة تعتدي على السوريين في لبنان
ورغم تأكيد شهود عيان الاعتداءات على المدنيين السوريين وتحطيم سياراتهم واصابة بعضهم بجروح لم تتمكن الشرطة اللبنانية من القبض على أي من الفاعلين ولن تتمكن كما يبدو فمعظم جرائم لبنان الصغيرة والكبيرة منها تقيد ضد مجهول.
الجديد في الموضوع أن الاعلام السوري بدأ يناقش علنا هذه القضايا الحساسة ومن تلك التغطيات مقال بعنوان :
اعتداءات آثمة على السيارات السورية في بحمدون! عصابات ملثمة هاجمت الركاب بالرصاص والهراوات! كتبه زيد قطريب في تشرين و في ما يلي نصه لمن يريد الاطلاع على حجم هذه المؤشرات الخطيرة في علاقات البلدين :

ربما من مفارقات هذا الزمن، أن يتنطح للمزايدات في كل حين، قطاع الطرق وسكان الزواريب الضيقة وأرباب الدكاكين و«الدراخيش» الطائفية، وربما من هم أصغر من ذلك بكثير.. لكن من حسنات هذا الزمن أيضاً أنه بات يفرز كل شيء واضحاً على عيون الملأ وأجهزة الإعلام.
فالتشدق بالعفاف لم يعد عملة رائجة تحمي من صفات نحن أبعد عن ذكرها هنا، حتى ولو كانت تلك المزايدات من جانب التضليل والتدليس والضحك على ذقون الناس.. هكذا وبكل بساطة تتعرض السيارات السورية العامة والعابرة على طريق بيروت بالقرب من منطقة بحمدون واعتباراً من يوم السبت الماضي، لاعتداءات آثمة يرتكبها ملثمون اختاروا ألا تظهر وجوههم لأن هناك ما يندى له الجبين بكل تأكيد.. هراوات وحجارة وإطلاق رصاص يلاحق الركاب العابرين إلى أهلهم وأقاربهم في دمشق أو بيروت. ‏
فمنذ السبت الماضي، تعرضت السيارات السورية على الطريق العام بين بيروت ودمشق وتحديداً في منطقة بحمدون، إلى إطلاق الرصاص والهجوم من قبل عصابات ملثمة ومسلحة وانهالت على السيارات بالتكسير وعلى الركاب بالضرب والشتائم والملاحقة بإطلاق الرصاص، ليخلف الأمر، حتى الآن، بعض الجرحى والكثير من الخسائر المادية في المركبات العامة التي لم يعلم أحد الذنب الذي اقترفته، اللهم سوى أنها تنقل الأهالي والأحبة بين طرفي الحدود التي يحاول بعضهم تحويلها إلى ضفتين متباعدتين متناسين حقيقة الجغرافيا والتاريخ التي تجمع الشعبين. ‏
المفارقة، أن العديد من السيارات السورية العابرة التي تعرضت للهجوم، كانت تقلّ لبنانيين جاؤوا لزيارة أهلهم وإخوتهم في سورية، وربما في ذلك إشارة إلى أن محاولات النيل من الهوية بهذا الشكل الدنيء لا يمكن أن تؤثر على الانتماء ومجريات الأمور الطبيعية بين البلدين والشعبين، فالرياح لا شك تأخذ مسارها الطبيعي رغم كل ما يحاوله بعض المتضررين من عوامل التقارب والانحياز القدري إلى مسلمات الانتماء والهوية على حد سواء. ‏
«تشرين» التقت بعض السائقين الذين تعرضوا للاعتداء، ممن أمضوا عمرهم يعملون على ذلك الطريق دون أن يتعرض لهم أحد، وهم يؤكدون أن الأشخاص والجهة التي تقف وراء كل ذلك معروفة الاسم والعنوان والدوافع أيضاً، خصوصاً أن الكلمات وسيل الشتائم التي تفوهوا بها تدل عليهم تماماً، وهي مختصة بأصحاب «البسطات» السياسية وبيع التنظيرات مثل تسويق «الجرابات» في الكراجات..!
يقول السائق محمد «م» أحد الذين تعرضت سياراتهم للاعتداء: ‏
كنت أقود على الطريق العام باتجاه دمشق بشكل طبيعي، وعندما وصلت إلى منطقة بحمدون، قام عشرات الأشخاص بمهاجمة السيارة بالعصي والحجارة وإطلاق الرصاص وأصابوا الأبواب والنوافذ لكن الحمد لله لم يصب أحد من الركاب الذين أقلهم، لكن ما إن توقفت بعد مسافة قصيرة كي أتفقد الأضرار، حتى هاجمونا ثانية وانهالوا على السيارة بالهراوات فهربت بأعجوبة لكن السيارة تحطمت واخترقها الرصاص من عدة جوانب.. لقد كان الجميع مسلحين في وضح النهار وتلك كانت ظاهرة غريبة بالفعل، وعلى كل حال فالأشخاص الذين هاجمونا معروفون تماماً في تلك المنطقة ومعروفة أيضاً انتماءاتهم السياسية وإلى أي جهة يتبعون!. ‏
السائق عدنان «ب» تحدث بمرارة وأسف عن انعدام الأمن على الطريق العام بفعل ممارسة تلك العصابات، فما جرى معه يشبه ما تعرض إليه زملاؤه الذين يعملون على الخط، إطلاق نار وتكسير نوافذ واعتداء على حرمات الناس وأعراضهم من قبل عصابات تسرح وتمرح في منطقة بحمدون دون أن تتدخل الجهات المعنية لوضع حد لتلك الممارسات رغم الشكاوى الكثيرة إلى أقسام الشرطة هناك!. ‏
الشهادات ذاتها، كررها العديد من السائقين الذين تعرضوا للاعتداء الذي يعتقد مرتكبوه أنهم يصنعون إنجازاً بالاعتداء على الناس المدنيين العابرين على الطريق العام، والسؤال الأبرز هنا: كيف يمكن لعشرات الأشخاص أن يفعلوا ذلك على الملأ وهم يحملون الأسلحة النارية ويطلقون النار في وضح النهار وكأن شيئاً لم يكن؟
مصدر سياسي لبناني قال لـ«تشرين»: ‏
ما حصل هو من ضمن الحوادث المدانة التي لا تعبر عن طبيعة الشعب اللبناني ولا عن تطلعاته لإقامة أفضل العلاقات الأخوية مع سورية.. ‏
وأضاف: مثل هذه الأعمال المدانة المرفوضة توجب على السلطات اللبنانية المختصة القيام بملاحقة الفاعلين ووضع حد لمثل هذه الممارسات التي تكررت أكثر من مرة، كما أنه لا بد من أن يصار إلى خلق أجواء تبعد شبح الفتنة الداخلية في لبنان. ‏
وأشار المصدر إلى أن حادثة الأمس في بحمدون استهدفت أيضاً سيارات لبنانية اعتقدها الموتورون تابعة للمعارضة، مؤكداً في الوقت نفسه أن السياسيين اللبنانيين يحاولون الآن تهدئة الأجواء وعدم إعطاء أي فرصة للموتورين لتأزيم الشارع اللبناني. ‏
قصة السيارات السورية العابرة التي تتعرض للاعتداء، سبق أن تكررت في عدة أماكن دون أن تتمكن السلطات اللبنانية المختصة هناك من وضع حد لها، وقد وردتنا شكوى من أهل سائق أحد البرادات حيث تعرض للاختطاف والضرب والرمي في العراء وهو موثوق القدمين واليدين، وقد بقي ليلة كاملة يزحف حتى تمكن من الوصول إلى أحد المنازل ومن ثم الاتصال بالشرطة التي عثرت على البراد لكنها رفضت أن تعطيه ضبطاً بسرقة أوراق السيارة كي يتمكن من العودة إلى سورية، وهو محاصر منذ قرابة شهر هناك بانتظار أن يفرجها الله!. ‏
في كل الأحوال، فإن السائقين والركاب الذين تعرضوا لسلسلة الاعتداءات تلك، جميعهم يؤكدون أن الجهة التي تقوم بهذه الأعمال معروفة ومكشوفة الجهة التي تقف وراءها أيضاً، وقد أشاروا إليها بإصبع الاتهام مباشرة دون أي تردد تبعاً لمعرفتهم الطويلة بالمناطق على طول الخط قرب الطريق العام بين دمشق وبيروت، وفي هذا الإطار فإن الجميع استغربوا عدم المعالجة السريعة والفعالة من قبل أجهزة الأمن اللبنانية لأن الاعتداء أكبر من أن يجري بهذا الشكل على عيون الملأ دون أن يتحرك أحد على الإطلاق!. ‏
قصة الاعتداءات المتكررة على السيارات السورية على طريق عام دمشق ـ بيروت، وقرب بحمدون تحديداً، تؤكد أن للأزمنة الردئية تجارها الذين لا يمكن أن يراهنوا إلا على الاصطياد في الماء العكر، لكن ذلك كله لن يكفيهم كي يحاضروا «بالعفاف» دون أدنى شك.
-----------------------------------------
الصورة : سيارات معطلة على طريق بحمدون

الهدهد - بيروت - تشرين
السبت 21 فبراير 2009