نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


عابرو المحيطات يحكون عن ضغوط على الجسم والروح خلال الرحلات البحرية البعيدة




برشلونة/ هامبورج - فليكس ريوالد - يعد عبور المحيط الأطلسي هو حلم حياة لكثير من البحارة الذين يسعون للقيام برحلات لتجديد نشاطهم، غير أن الرحلات البحرية التي تستغرق مسافات طويلة بحيث لا تبدو الأرض ظاهرة للعيان لعدة أيام تكون صعبة، فهذه الرحلات تكون قاسية من الناحية البدنية وتتطلب عناية فائقة كما أن احتمالات إثارة النزاعات الشخصية تكون كبيرة.


عابرو المحيطات يحكون عن ضغوط على الجسم والروح خلال الرحلات البحرية البعيدة
ويقول أخيم دانكر وهو مواطن ألماني يعمل ربانا ليخت يبلغ طوله 12 مترا يسمى أنيتا ويقل مجموعة متنوعة من البحارة إن مثل هذه الرحلات تشبه دائما حملة عسكرية.
وعامة يكون البحارة عرضة لقبول الحلول الوسط، غير أنه عندما تتجمع عدة عوامل سلبية فإن المناخ على ظهر المركب يمكن بسهولة أن يتسم بالتوتر، وهذا حقيقي ليس فقط بالنسبة لعبور المحيط الأطلسي، فمثلا يمكن أن تمثل الرحلة البحرية المطولة بدون توقف في حوض البحر المتوسط تحديا أيضا، حتى لو كانت الرياح معتدلة والإبحار يسير بيسر وسهولة.
وفي رحلة بحرية مماثلة تمت مؤخرا كانت الضوضاء المنبعثة من المستودعات بمؤخرة السفينة عالية تصم الآذان، ويليها بشكل مباشر وخلف جدار رقيق كانت تسمع زمجرة محرك اليخت الذي يعمل بوقود الديزل، وتهتز غرف المستودعات، ويصبح النوم حتى بعد وضع سدادات الأذن أمرا بعيد المنال بالنسبة للبحارين الاثنين اللذين يشعران بالإرهاق.
وعلى أية حال لا تكاد تكون ثمة فائدة من النوم، فقد صار الوقت يقترب من منتصف الليل وهو التوقيت المناسب لكي يبدأ البحاران نوبتهما للمراقبة الليلية، وسيكونان في مركز قيادة السفينة حتى الساعة الرابعة صباحا.
وظلت السفينة تسير بقوة دفع المحرك وحده لعدة أيام، فقد فترت الرياح وتلاشت بعد غروب شمس أول أيام الرحلة مما اضطر طاقم السفينة إلى التخلي عن استخدام الشراع، كما أن قبطان السفينة كان متعجلا فقد كان يتجه باليخت إلى برشلونة عبر البحر المتوسط وما زالت المسافة التي سيقطعها بعيدة أمامه.
ونادرا ما كان يتم التلفظ بأية كلمة عند تغيير نوبة المراقبة على اليخت، والآن أصبح يتعين على البحارين قضاء نوبة المراقبة الليلية عند الدفة مشرفين عليها بأنفسهما، وكان القبطان قد دخل إلى قمرته بعد تناول وجبة العشاء لينال قسطا من الراحة قائلا : " أيقظوني في حالة حدوث أي شيء "، ويحيط الظلام بالبحارين من كل جانب ثم تبدأ موجة من البرد القارص تحكم قبضتها عليهما.
ويدمدم أحد البحارة قائلا إنه لديه انطباع مختلف حول هذه الرحلة، وكان قد حجز للقيام " برحلة بحرية شراعية" مع توقف في جزر بالريك وهي أرخبيل يقع غربي البحر المتوسط بالقرب من الساحل الشرقي لأسبانيا، ولم يذكر أي شيء عن رحلة بالزورق باستخدام أقصر طريق ممكن، وراودت الرجل آمال في أن تهب موجة من الرياح مرة أخرى بشكل سريع، غير أن الرياح ظلت ساكنة طوال الأيام التالية.
وينصح فرانك بريتورويوس الذي يعمل قبطانا وعضو اللجنة التنفيذية للرابطة الألمانية للرحلات البحرية الشراعية ومقرها هامبورج البحارة بأن يكونوا على وعي بالأحداث التي قد يتعرضون لها أثناء رحلاتهم البحرية ذات المسافات البعيدة وذلك قبل الإقلاع بالسفن إلى عرض البحر، ويقول إنه يتعين على كل بحار أن يعلم أنه سيواجه الإبحار طوال الليل واحتمال أن يتغير مقصد السفينة وفقا لتغيرات الطقس.
وبالإضافة إلى ذلك ينبغي على طاقم البحارة أن يلتقوا بعضهم ببعض قبيل الإقلاع بالسفينة ليتعرف كل منهم على توقعات الآخرين، وبشكل عام لا يجد البحارة الذين اشتركوا في الرحلة بشكل عارض والذين حجز كل منهم الرحلة بشكل فردي الفرصة لعقد مثل هذا اللقاء، وبالتالي يوصي بريتورويوس حجز الرحلة كمجموعة.
ويشير يورجين فيرابند مدير الرابطة الألمانية للرحلات البحرية الشراعية إلى إمكانية إثارة المشكلات بسرعة عندما يتجمع البحارة حيث أن الناس عادة لا يتسامحون بشأن سلوكيات الغرباء، وفي الرحلات المستمرة بدون توقف لا يستطيع أفراد طاقم البحارة أن يتجنبوا بعضهم البعض لعدة أيام.
ولذا فليس من المدهش أن تتعرض الحالة المزاجية للبحارة فوق اليخت للمنغصات، فعندما يحث البحارة على استخدام الشراع على الرغم من ضعف الرياح فإن القبطان يرفض ذلك، ومن ناحية أخرى يتصاعد عبء مواصلة المراقبة، ويزيد الطين بلة أن يتباهى أحد البحارة بمهاراته في الإقلاع مما يثير موجة من التوتر.
ومثل هذه الأمور تجعل دور القبطان أكثر أهمية، ويوضح دانكر أنه ينبغي على القبطان أن يتمتع بموهبة القدرة على منع تصعيد المشكلات.

فليكس ريوالد
الاثنين 1 يونيو 2009