نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


صورة حزب الله عند المسيحيين تهتز بعد القصير




يعرف المسيحيون انه لا يحسب لهم حساب كبير في عاصفة الجنون المذهبية السنية الشيعية التي تتشكل في المنطقة. يعرفون هذا، ويتلمسونه تكرارا في شؤون تفصيلية كما في قضايا جوهرية.


هم من «الأضرار الجانبية» التي لا بد منها في صراع قوى عظمى. غير أن المسيحيين اللبنانيين، بما رسخ في وجدانهم من ترابط جوهري بينهم وبين لبنان الكيان والدولة، يفترضون أن لهم دورا وتأثيرا اكبر نظريا مما تعكسه المعطيات على ارض الواقع السياسي.
ينظر اليوم المسيحيون من مواقع انقساماتهم الى الصراع الدائر في المنطقة وتحديدا في سوريا بارباك وقلق. تنحاز الاحزاب والقوى السياسية الى جانب تحالفاتها المعلنة، مدافعة عن خيار القوتين السنية او الشيعية التي تؤيدها. ينعكس ذلك الى حد كبير على جمهور الفريقين. لكن في الازمنة الصعبة تمتحن المجتمعات بالاسئلة الصعبة وهي اليوم خصوصا حال المسيحيين المنتظرين، بالاكراه، على ضفة النهر مرور جثة «عدوهم»، والخوف ان تنزلق بهم المواقف، فيكونوا اول من يجرفهم نهر الصراعات.
يحتمي مسيحيو فريق «14 آذار» خلف اعتدال «تيار المستقبل» وتمايزه عن السلفيين والمتشددين السنة. يستشهدون بتبني «المستقبل» شعار «لبنان اولا» وحرصه على الدولة ومؤسساتها ودعوته المتواصلة الى الاحتكام اليها، ليؤكدوا انه انحاز الى مطلبهم التاريخي، وليشنوا هجوما على مسيحيي «8 آذار» ينال منها «التيار الوطني الحر» الحصة الاكبر..
حتى في اوساط قيادات «التيار الوطني الحر» يسود ارباك يعبر عن نفسه تلعثما في النقاشات السياسية، خصوصا عند الحديث عن تدخل «حزب الله» في سوريا. يدافع هؤلاء عن التدخل بلغة تناقض، ليس فقط مواقفهم السابقة، بل حتى آراءهم وقناعاتهم الراهنة، ما يفسر التلعثم والتناقض في آن معا. اما في نقاشات جمهور «التيار» ومناصريه غير الحزبيين، فتزداد الانتقادات التي تأخذ طابعا عاما وتعلو نبرة الخوف الطائفي والاستهداف.
يقول احد المشرفين على اجراء الاحصاءات والدراسات ان «التيار الوطني» الذي كان يفترض ان له ارجحية على خصومه بعد سقوط اقتراح «اللقاء الارثوذكسي» ويمكنه ان يسبقهم في صناديق الاقتراع، لا يمكن ان يقول اليوم الكلام نفسه.
ولدى السؤال عن السبب يجيب بأن تدخل «حزب الله» في سوريا «ترك تاثيرا سلبيا جدا في جمهور «التيار» ومناصريه الذين يميزون انفسهم عن المحازبين بأنهم لا يوالون او يعارضون بالجملة، بل بحسب الموقف والرأي».
اهتزت صورة «التيار» سياسيا عند هؤلاء. «وعلى الرغم من كل التهجمات والانتقادات لـ«التيار» الا انه ومناصريه يؤمنون فعلا بالدولة ويعتبرونها الملجأ والسند ولا يمكن ان يتهاونوا في الاستخفاف بها وتجاوزها»، ويضيف المشرف على الاحصاءات أننا نلاحظ أن «حزب الله» لا يبدي اي اهتمام ولو شكلي بصورته وانخراطه المعلن في سوريا وتبريراته لا يمكن هضمها في البيئة المسيحية برغم كل المحاولات التي جرت حتى الآن، لا بل ان تبريرات العماد ميشال عون نفسه وبعض الهامشيين في «التيار» تزيد الأمر سوءا في كثير من الاحيان».
ويستدرك الخبير المتابع لـ«الرأي العام» بقوله ان «التيار الوطني الحر» بنى جزءا أساسيا من صورته «من خلال اعتماده على التظاهر بأسلوب سلمي وحضاري. ويوم كان يواجه بخراطيم المياه وبعض التدافع والعصي كان يخرج من كل تظاهرة اقوى وبخطاب امتن. فكيف يمكن لهذا «التيار» اليوم ان يُسائل قتيلا في تظاهرة عن سبب وجوده في منطقة محددة تعبيرا عن رأي او موقف، مبررا ضمنا قتله؟». ويختم مضيفا «يذهب «التيار» في دفاعه عن «حزب الله» الى ما بعد بعد ما يهضمه الواقع المسيحي. وايّا تكن نتائج الحرب في سوريا وتداعياتها على «حزب الله» فالاكيد ان «التيار الوطني الحر» لا يمكنه ان يكون شريكا في تحملها لاسباب تتعلق بطبيعة تكوينه اولا وبالمزاج المسيحي ثانيا».
يمرر بعض مسؤولي «التيار» مواقف عامة تدعو الى «التزام جميع القوى عدم التدخل في الازمة السورية». يسوقون كلاما مكررا عن «الاصولية السنية التكفيرية التي كانت مبادرة في ارسال مقاتلين الى سوريا قبل «حزب الله». ولو امكنها ان تفعل اكثر لفعلت». يُسالون الا يستنفر تعصب آخر ويستدرجه ويضاعفه؟ الن يزيد انغماس «حزب الله» بالازمة السورية من مبررات خصومه لانخراط اكبر فيها؟ الا تستفز عصبية اخرى وتغذيها؟ يأتي جواب «العونيين» من حواضر الكلام عن «الاصولية السنية التي تتفشى على امتداد المنطقة ولا تحتاج الى مبررات لتنمو وتتضاعف».
يضيف هؤلاء انه «لو لم يذهب «حزب الله» الى قتال «جبهة النصرة» وأخواتها على الارض السورية لأتت اليه الى الاراضي اللبنانية».
لكن هل بذهابه منعها واقفل ابواب لبنان في وجهها ام أنه شرع هذه الابواب على المخاطر والمجهول؟ .
الاجوبة تحتاج الى خبير في فك شيفرة من يقول الكثير كي لا يقول شيئا.

دنيز عطا الله حداد
الاحد 16 يونيو 2013