نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


سورية / اوكرانيا : خيال سياسي .. قد يصيب !





يمكن ادراج هذا النص الذي احاول فيه قراءة الترابط بين الملفين الروسيين في سوريا واوكرانيا تحت قوس (الخيال السياسي ) في هذه الاونة التي حولتها الة الدعاية العملاقة الى مايشبه العرض السينمائي الاجباري لفيلم روسي ممل تكثر فيه الجعجعة ويقل فيه الطحين .


 
فجأة وبلا مقدمات تستيقظ صحافة النظام في دمشق من نومها العميق في ( عسل الانتصار على المؤامرة الكونية ) تستيقظ على وقع ( القرار التاريخي !) برفض القائد فلاديمير بوتين لفكرة الصفقة مع الولايات المتحدة والتي تعرض فيها واشنطن / حسب زعم هذه الصحافة / اطلاق يد بوتين في اوكرانيا مقابل الخروج من سورية ! واللافت في الامر هو دخول صحيفة الشرق الاوسط السعودية العربية اللندنية ( الرصينة ) لتكمل على طريقتها تسويق هذه الفكرة .
لا لوم طبعا فهناك صداقات بين بعض العاملين في الصحيفة وبعض المسؤولين في دمشق وللصداقات في عالم الصحافة العربية دور كبير يبدأ في التسويق ولا ينتهي بالابتذال !
والترحيب والتسريب بشدة ومن ثم الدفع لاشراك صحافة وازنة في عملية التسويق للترحيب بها هي براهين اكيدة على قلق دمشق الكبير من صفقة يتم التداول بشأنها في الكواليس ، صفقة قد تخلط الاوراق من جديد وتحول الاحتفال ب( النصر على المؤامرة الكونية ) الى احتفال وداعي للرفاق الروس وهم يعلنون انهم ( انجزوا المهمة ) .
ثمة الآن اسئلة تنبع من تلك التسريبات : لماذا يعرض الامريكان على الروس ابتلاع اوكرانيا من اجل ترك سورية ؟
ولماذا يرفض بوتين هكذا صفقة ؟
وماقيمة الوجود الروسي في سورية المدمرة مقابل ابتلاع اوكرانيا  المعمرة وهي بلد بحجم فرنسا مساحة وعدد السكان مع تاريخ مثقل بالاحداث والنزاعات والملفات الشائكة  وحساسيات ما يسمى ب (الامن القومي الروسي ) ؟
لماذا يريد ناظر البيت الابيض ان يتمدد ناظر الكرملين الى وسط اوربا التي حولتها السياسات ( الغبية ) من دول ذات وزن الى قطط من كرتون بلا انياب او اظافر ؟
سنكتفي بهذا القدر من الأسئلة التي تحمل اجاباتها في داخلها ونذهب قليلا في الخيال السياسي الى الضفة الاخرى ونسأل : ماذا لو كان العكس ؟
لماذا لايكون الرفيق بوتين هو الذي عرض الصفقة وارسل رئيس جهاز الحرب الروسي وزير الدفاع شويغو الى سورية لرفع سعر بضاعته المعروضة للتبادل من خلال عرض عسكري وصفته دمشق ب ( المبهر )؟
لماذا لايكون الكرملين هو من فكر باعطاء البيت الابيض ( رشوة بحجم بلد ) لضمان موافقته على التمدد في تلك السهول المدهشة في اوكرانيا والتي تعطي غلالا اقتصادية لا تقدر بثمن فضلا عن المكاسب المعنوية التي لاتفارق عقل ( المتنمر ) بوتين وهو ينتشر وسط اوربا ؟
الفكرة من شرفة ( الخيال السياسي الذي قد يصيب ! ) هي ان بوتين يعرض نظام دمشق للبيع مقابل غض الطرف الامريكي عن ابتلاع اوكرانيا ولكن يبدو ان الإدارة الامريكية غير مهتمة بهذا العرض . . غير مهتمة حتى الان !
و( حتى ) هنا تحتل موقعا مميزا في ممرات فهم الذي جرى والذي لا يزال يجري .
ومن واقع الخبرة يمكن الجزم ان افضل طريقة لفهم ما تريده دمشق هو قراءة تسريباتها الصحفية معكوسة !
فاذا قالت ان بوتين رفض الصفقة الامريكية فهذا يعني ان الصفقة روسية المصدر وانها لا تزال مطروحة وان البازار لا يزال مفتوحا وكل ماقاله الرفيق شويغو ( دون ان يقوله طبعا ) هو ان على  الاخرين ان يتكيفوا مع مزاج السيد بوتين
----------------
مواقع تواصل
 

علي جمالو
الجمعة 18 فبراير 2022