دول الخليج هي من تقود العرب الآن، وهي إذا أرادت فعلت، ونفذت، ومواقفها الأفضل مقارنة بالعرب الآخرين. مثلا، موقف المجلس العسكري باعتباره الحاكم الآن في مصر مؤسف، ولا يسمو لكون الشعب المصري أسقط نظاماً مستبداً، ولا ندري لماذا الإبقاء على السفير المصري في دمشق، ولماذا لم يتم طرد السفير السوري من القاهرة حتى اليوم؟. أما الجزائر، والسودان، وحكومة المالكي في بغداد، وكذلك حكومة حزب الله في لبنان، فهي متواطئة بشكل واضح مع النظام السوري، وأياديها مع روسيا والصين ملطخة بدماء الشعب السوري.
شكراً لدول الخليج على ما تتخذه من مواقف أكثر تقدماً من العرب الآخرين، والتعويل داخل المجموعة الخليجية المتفاهمة المتماسكة في دفع العرب إلى مواقف عملية وجريئة على قطر والسعودية ، فقطر الدولة العربية الوحيدة الأكثر وضوحاً وجرأة وشجاعة ونخوة ورجولة وجسارة في الدفاع عن الدم العربي المراق في سوريا، وهي الدولة التي تقوم بدور تاريخي عظيم في الربيع العربي منذ بدأت الشعوب العربية تحرر نفسها بدمائها من حكامها وأنظمتها الطغيانية، كأن الله ادخر هذا البلد وقيادته العروبية القومية عن حق، وعن قول، وفعل، لهذا الدور الذي سيذكره لها التاريخ مهما ضلل المضللون الذين كانوا يريدون للشعوب الثائرة أن تذبح من الوريد للوريد دون أن يقوم عربي أصيل بدور المنقذ كما فعلت القيادة في قطر.
طالما أن لا أحد يوافق على الذبح اليومي للشعب السوري، إذن نحتاج إلى قوة سياسية ودبلوماسية عربية تتحرك هنا وهناك، وتحشد الصفوف لإيقاف تلك المقتلة، وهو ما تفعله قطر، فهل تلام أم تقدم لها فروض الشكر والتقدير والعرفان على أنها لا تتوارى، ولا تتواطأ، ولا تتكاذب، ولا تتجمل، ولا تنافق، ولا تصهين، ولا تصمت، ولا تتفرج، ولا تضع رأسها في الرمال؟، وهي تفعل ما تفعله إنقاذاً للشعب المقتول، وإنقاذاً للنظام الغارق في بئر الأزمة العميقة التي حفرها بنفسه، وهو غير قادر على الخروج منها، وفي الوقت نفسه يتمنع عن الإقرار بأنه في مشكلة عويصة، ومع ذلك لا يريد أن يمد يده لليد القطرية الممدودة له منذ أشهر لتخرجه من ورطته.
المبادرات، والخطط العربية، وقبلها النصائح الكثيرة لهذا النظام، كلها محاولات جد مخلصة لإنقاذ الطرفين، الشعب الثائر المصِرّ على التضحية على مذبح الحرية، والنظام المريض، المتكلس، الجامد، المتجمّد، غير القادر على التحرك متراً واحداً على طريق الإصلاح، ومع ذلك يكابر، ويعاند، ولا يجد من حل غير ذبح الشعب على مدار الساعة، فهو إما أن يبقى بأي ثمن، أو يبيد السوريين، ويجد من يدعمه ويحميه في جريمته من أنظمة على شاكلته. لن يرحم التاريخ تلك الأنظمة الاستبدادية، ولا تلك الحكومات، ولا هؤلاء الحكام المنبوذين من شعوبهم المفروضين عليها بقوة القهر، وبقهر القوة، ودورها كلها آتٍ في التفكك، والزوال، فالربيع العربي لن يتوقف عند سوريا، بل سيمتد إلى خارج المنطقة العربية، وهذا ما يزعج روسيا والصين، ويجعلهما يستميتان لإيقاف مسيرة ذلك الربيع عند دمشق، بالفيتو المزدوج لمرتين.
انتهى وقت الكلام العربي، واستهلاك الأيام في "الطبطبة" على نظام دمشق، وأتوقع كمواطن عربي من المجتمعين التالي:
1- أن يحذو بقية العرب حذو دول الخليج بطرد سفراء نظام الشبيحة، وسحب سفرائهم من دمشق.
2 – أن يعترفوا بالمعارضة كممثل للشعب السوري في عواصمهم، وفي الجامعة العربية، ويعقبه نفس القرار من منظمة التعاون الإسلامي.
3 – أن تفرض تركيا، والأردن، مناطق عازلة بدعم وغطاء عربي إسلامي يحتمي بها المدنيون الهاربون من الجحيم، ويعسكر فيها الجيش الحر، والمتطوعون من السوريين للدفاع عن أنفسهم، وعن المدنيين، من كتائب الأسد، وشبيحته، ومن يقاتلون معه من حلفائه.
4 – أن يتخذ العرب قرارات، وإجراءات عقابية، ضد روسيا، والصين، لاستخدامهما الفيتو ضد إدانة النظام السوري في مجلس الأمن، لتكون رسالة غضب للبلدين بأنهما يفقدان مصالحهما في الدول العربية مقابل الدفاع عن نظام يتهاوى.
5 – إغاثة السوريين المنكوبين بمساعدات غذائية وطبية عاجلة تصل إليهم عن طريق المناطق العازلة.
6 – إيقاف بث القنوات السورية التضليلية على القمرين نايل سات، وعربسات.
7 – حث فرنسا على الإسراع بتشكيل مجموعة أصدقاء سوريا، وانضمام الدول العربية، والإسلامية إليها لدعم الشعب السوري بكل الوسائل.
.. لا يهم إن خالفت عدة أنظمة عربية أي قرارات سيتخذها الوزاري العربي اليوم، فالمهم أن تقف الكتلة الغالبة من العرب ضد المجازر، والأنظمة المتواطئة ستنفضح أمام شعوبها، وأمام العالم، كما انفضحت روسيا والصين، وستظل تلاحقها أنات وآلام الأحياء، ولعنات دماء الشهداء الأحرار.
------------
الراية القطرية
شكراً لدول الخليج على ما تتخذه من مواقف أكثر تقدماً من العرب الآخرين، والتعويل داخل المجموعة الخليجية المتفاهمة المتماسكة في دفع العرب إلى مواقف عملية وجريئة على قطر والسعودية ، فقطر الدولة العربية الوحيدة الأكثر وضوحاً وجرأة وشجاعة ونخوة ورجولة وجسارة في الدفاع عن الدم العربي المراق في سوريا، وهي الدولة التي تقوم بدور تاريخي عظيم في الربيع العربي منذ بدأت الشعوب العربية تحرر نفسها بدمائها من حكامها وأنظمتها الطغيانية، كأن الله ادخر هذا البلد وقيادته العروبية القومية عن حق، وعن قول، وفعل، لهذا الدور الذي سيذكره لها التاريخ مهما ضلل المضللون الذين كانوا يريدون للشعوب الثائرة أن تذبح من الوريد للوريد دون أن يقوم عربي أصيل بدور المنقذ كما فعلت القيادة في قطر.
طالما أن لا أحد يوافق على الذبح اليومي للشعب السوري، إذن نحتاج إلى قوة سياسية ودبلوماسية عربية تتحرك هنا وهناك، وتحشد الصفوف لإيقاف تلك المقتلة، وهو ما تفعله قطر، فهل تلام أم تقدم لها فروض الشكر والتقدير والعرفان على أنها لا تتوارى، ولا تتواطأ، ولا تتكاذب، ولا تتجمل، ولا تنافق، ولا تصهين، ولا تصمت، ولا تتفرج، ولا تضع رأسها في الرمال؟، وهي تفعل ما تفعله إنقاذاً للشعب المقتول، وإنقاذاً للنظام الغارق في بئر الأزمة العميقة التي حفرها بنفسه، وهو غير قادر على الخروج منها، وفي الوقت نفسه يتمنع عن الإقرار بأنه في مشكلة عويصة، ومع ذلك لا يريد أن يمد يده لليد القطرية الممدودة له منذ أشهر لتخرجه من ورطته.
المبادرات، والخطط العربية، وقبلها النصائح الكثيرة لهذا النظام، كلها محاولات جد مخلصة لإنقاذ الطرفين، الشعب الثائر المصِرّ على التضحية على مذبح الحرية، والنظام المريض، المتكلس، الجامد، المتجمّد، غير القادر على التحرك متراً واحداً على طريق الإصلاح، ومع ذلك يكابر، ويعاند، ولا يجد من حل غير ذبح الشعب على مدار الساعة، فهو إما أن يبقى بأي ثمن، أو يبيد السوريين، ويجد من يدعمه ويحميه في جريمته من أنظمة على شاكلته. لن يرحم التاريخ تلك الأنظمة الاستبدادية، ولا تلك الحكومات، ولا هؤلاء الحكام المنبوذين من شعوبهم المفروضين عليها بقوة القهر، وبقهر القوة، ودورها كلها آتٍ في التفكك، والزوال، فالربيع العربي لن يتوقف عند سوريا، بل سيمتد إلى خارج المنطقة العربية، وهذا ما يزعج روسيا والصين، ويجعلهما يستميتان لإيقاف مسيرة ذلك الربيع عند دمشق، بالفيتو المزدوج لمرتين.
انتهى وقت الكلام العربي، واستهلاك الأيام في "الطبطبة" على نظام دمشق، وأتوقع كمواطن عربي من المجتمعين التالي:
1- أن يحذو بقية العرب حذو دول الخليج بطرد سفراء نظام الشبيحة، وسحب سفرائهم من دمشق.
2 – أن يعترفوا بالمعارضة كممثل للشعب السوري في عواصمهم، وفي الجامعة العربية، ويعقبه نفس القرار من منظمة التعاون الإسلامي.
3 – أن تفرض تركيا، والأردن، مناطق عازلة بدعم وغطاء عربي إسلامي يحتمي بها المدنيون الهاربون من الجحيم، ويعسكر فيها الجيش الحر، والمتطوعون من السوريين للدفاع عن أنفسهم، وعن المدنيين، من كتائب الأسد، وشبيحته، ومن يقاتلون معه من حلفائه.
4 – أن يتخذ العرب قرارات، وإجراءات عقابية، ضد روسيا، والصين، لاستخدامهما الفيتو ضد إدانة النظام السوري في مجلس الأمن، لتكون رسالة غضب للبلدين بأنهما يفقدان مصالحهما في الدول العربية مقابل الدفاع عن نظام يتهاوى.
5 – إغاثة السوريين المنكوبين بمساعدات غذائية وطبية عاجلة تصل إليهم عن طريق المناطق العازلة.
6 – إيقاف بث القنوات السورية التضليلية على القمرين نايل سات، وعربسات.
7 – حث فرنسا على الإسراع بتشكيل مجموعة أصدقاء سوريا، وانضمام الدول العربية، والإسلامية إليها لدعم الشعب السوري بكل الوسائل.
.. لا يهم إن خالفت عدة أنظمة عربية أي قرارات سيتخذها الوزاري العربي اليوم، فالمهم أن تقف الكتلة الغالبة من العرب ضد المجازر، والأنظمة المتواطئة ستنفضح أمام شعوبها، وأمام العالم، كما انفضحت روسيا والصين، وستظل تلاحقها أنات وآلام الأحياء، ولعنات دماء الشهداء الأحرار.
------------
الراية القطرية