تقريباً، المسؤول الإيراني الرفيع أجاب بـ”لا” عن سؤال: أليس شرطاً لنشوء “حزب الله” أن يكون هناك إسرائيل؟ وهذا الجواب طبيعي لأن الدور الحقيقي لـ”حزب الله” لا علاقة له بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بقدر سعيه إلى خلق قواعد متقدّمة للمشروع الإيراني.
والحقّ أن ما تقوله زلّة اللسان الإيرانية هو ما ترفض قوله الدعاية الرسمية لـ”حزب الله”. فالماكينة الإعلامية لهذا الحزب واظبت على القول بأن علّة وجوده كحزب مسلّح هو مقاومة إسرائيل. فلذلك كان يمكننا أن نتفهّم ما قاله المسؤول الإيراني لو أنه طلب مثلاً من أحد الأحزاب في سوريا أو الأردن أو لبنان أو مصر (دول الطوق) أن تلعب دوراً مماثلاً لـ”حزب الله”. أما أن يطلب ذلك من جماعة الحوثي التي تقطن في بلد يبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين، فهذا يعني تكذيباً صريحاً للدعاية الرسمية لـ”حزب الله”.
وبالطبع انفضاح دور “حزب الله” – كعصا غليظة لحماية المصالح الإيرانية – لا يحتاج إلى براهين، فلدينا منها الكثير، لكن إضافة برهان جديد من فم المشغّل الإيراني هو أمر مهم ما دام هذا المشغّل يزداد تورّطاً يوماً بعد يوم في تفخيخ المجتمعات العربية.
لذلك لا عجب بأن نسمع كتّاب ومحلّلي المحور الإيراني وهم يطلقون على انقلاب الحوثيين اسم “7 أيار يمني”!! في إشارة لا تخفى إلى الاجتياح المسلح الذي قام به “حزب الله” في بيروت بتاريخ 7 أيار 2008، وقد كنتُ آنذاك ما أزال موجوداً في بيروت وقد اختبأنا في ذلك اليوم – نحن الكتّاب المناهضين لـ”حزب الله” – في بيوت أصدقاء خارج دائرة اشتباه الحزب، وسمعنا بآذاننا الشعارات الطائفية التي وصلت إلى حدود التغنّي بانتهاك الأعراض لطائفة معيّنة!
لقد تحوّل “حزب الله” إلى ما يشبه القالب المثالي في المصنع الإيراني لصنع المفخخات الطائفية، حيث يتمّ صبّ جميع المنتجات الإرهابية في هذا القالب ومن ثمّ تصديرها إلى الدول العربية. وما أسميتُه في مقالة سابقة بـ”طوق النار الإيراني” (كلنا شركاء، 12 أيلول 2014) ليس سوى سلسلة من النسخ المصنوعة في قالب “حزب الله”.
“حزب الله” اليوم هو مفاعل إيراني لتخصيب الفتنة الطائفية، وإيران تسعى لإنتاج مفاعلات جديدة في كل الدول العربية، وقد نجحت فعلاً في اليمن، ولديها الكثير من المشاريع المشابهة في مختلف بلاد العرب.
النووي الإيراني الحقيقي هو النووي الطائفي الذي بدأت انفجاراته تدمّر مدننا وقرانا، على مرأى من الجنود الإسرائيليين السعداء بـ”مقاومة” متخصصة في تدمير بلادها.
---------------
كلنا شركاء
والحقّ أن ما تقوله زلّة اللسان الإيرانية هو ما ترفض قوله الدعاية الرسمية لـ”حزب الله”. فالماكينة الإعلامية لهذا الحزب واظبت على القول بأن علّة وجوده كحزب مسلّح هو مقاومة إسرائيل. فلذلك كان يمكننا أن نتفهّم ما قاله المسؤول الإيراني لو أنه طلب مثلاً من أحد الأحزاب في سوريا أو الأردن أو لبنان أو مصر (دول الطوق) أن تلعب دوراً مماثلاً لـ”حزب الله”. أما أن يطلب ذلك من جماعة الحوثي التي تقطن في بلد يبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين، فهذا يعني تكذيباً صريحاً للدعاية الرسمية لـ”حزب الله”.
وبالطبع انفضاح دور “حزب الله” – كعصا غليظة لحماية المصالح الإيرانية – لا يحتاج إلى براهين، فلدينا منها الكثير، لكن إضافة برهان جديد من فم المشغّل الإيراني هو أمر مهم ما دام هذا المشغّل يزداد تورّطاً يوماً بعد يوم في تفخيخ المجتمعات العربية.
لذلك لا عجب بأن نسمع كتّاب ومحلّلي المحور الإيراني وهم يطلقون على انقلاب الحوثيين اسم “7 أيار يمني”!! في إشارة لا تخفى إلى الاجتياح المسلح الذي قام به “حزب الله” في بيروت بتاريخ 7 أيار 2008، وقد كنتُ آنذاك ما أزال موجوداً في بيروت وقد اختبأنا في ذلك اليوم – نحن الكتّاب المناهضين لـ”حزب الله” – في بيوت أصدقاء خارج دائرة اشتباه الحزب، وسمعنا بآذاننا الشعارات الطائفية التي وصلت إلى حدود التغنّي بانتهاك الأعراض لطائفة معيّنة!
لقد تحوّل “حزب الله” إلى ما يشبه القالب المثالي في المصنع الإيراني لصنع المفخخات الطائفية، حيث يتمّ صبّ جميع المنتجات الإرهابية في هذا القالب ومن ثمّ تصديرها إلى الدول العربية. وما أسميتُه في مقالة سابقة بـ”طوق النار الإيراني” (كلنا شركاء، 12 أيلول 2014) ليس سوى سلسلة من النسخ المصنوعة في قالب “حزب الله”.
“حزب الله” اليوم هو مفاعل إيراني لتخصيب الفتنة الطائفية، وإيران تسعى لإنتاج مفاعلات جديدة في كل الدول العربية، وقد نجحت فعلاً في اليمن، ولديها الكثير من المشاريع المشابهة في مختلف بلاد العرب.
النووي الإيراني الحقيقي هو النووي الطائفي الذي بدأت انفجاراته تدمّر مدننا وقرانا، على مرأى من الجنود الإسرائيليين السعداء بـ”مقاومة” متخصصة في تدمير بلادها.
---------------
كلنا شركاء