نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


رسول الملك:دبلوماسي أم مهندس صفقات اسلحة؟




عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر دخلت العلاقات الأمريكية – السعودية مرحلة من الاضطرابات والقلائل بعد أن أُعلن أن أغلب منفذي تلك الهجمات الإرهابية سعوديون، ثم الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، وما ترتب على هذا الغزو من اضطرابات وقلائل إقليمية. فقد أدت الحرب الأمريكية في العراق إلى تزايد دور شيعة العراق وبالتبعية تزايد قوة شيعة المملكة الذين بدءوا في تهديد النظام السعودي القائم. ويضاف إلى أسباب التوتر ارتفاع أسعار النفط بصورة خيالية إلى أن تجاوز سعر برميل النفط منتصف عام 2008 حاجز الـ 140 دولار للبرميل في ظل العجز السعودي، حسب الأمريكيين، عن وقف هذا الارتفاع المتزايد بطرائق عدة منها ارتفاع إنتاجها وهو ما رفضه الجانب السعودي، وقيادة المملكة هذا الرفض داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك).


رسول الملك:دبلوماسي أم مهندس صفقات اسلحة؟
ولم يكن هناك أحد قريب من هذا الصعود في العلاقات الأمريكية – السعودية تارة وهبوطها تارة أخرى من الأمير بندر بن سلطان حفيد مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز آل سعود. ولهذا حاول "ديفيد أوتاواي David B. Ottaway"، في كتابه الجديد الذي حمل عنوان "رسول الملك: الأمير بندر بن سلطان والعلاقات الأمريكية المتشابكة مع المملكة العربية السعودية"، اكتشاف العلاقات الأمريكية السعودية من خلال الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة في واشنطن لفترة تفوق العشرين عامًا.

وأتاواي صحفي مخضرم، فقد عمل بصحيفة الواشنطن بوست في الفترة من 1971 إلى 2006، ثم انتقل بعد ذلك إلى مركز ودرو ويلسون Woodrow Wilson Center. ويعيش حاليًّا في العاصمة الأمريكية.

وهذا الكتاب لا يدخل في كتب السير الذاتية، ولكنه حسب الكاتب يركز على كيفية عمل النفط والسلاح ـ بمرور الوقت ـ على إحداث روابط قوية أو انفصام في العلاقات السعودية الأمريكية. فيقول أوتاواي فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يكن هناك اختلاف في المصالح الأمريكية السعودية حيث كانت العلاقات تقوم على معادلة طرفاها ضمان استمرار تدفق النفط بأسعار منخفضة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي المقابل حماية وصيانة النظام السعودي من أعدائه الخارجيين، ولكن تلك العلاقات دخلت مرحلة من التعقيد والتأزم بعد الحادي عشر من سبتمبر للأسباب السابق ذكرها.


يرى الكاتب أن الأمير بندر من سلطان من الشخصيات القلائل التي لها تأثير على الصعيد الخارجي. وفي كتابه يتناول ديفيد مراحل صعود بندر على الساحة السياسية الدولية بداية من كونه المبعوث السابق للملك إلى سفير لبلاده بالولايات المتحدة الأمريكية لما يقرب من عشرين عامًا. خلال تلك الفترة تعامل الأمير بندر مع خمسة رؤساء أمريكيين، وعشرة وزراء للخارجية الأمريكية، وأحد عشر مستشارًا لمجلس الأمن القومي، وست عشرة دورة للكونجرس الأمريكي وأجهزة الإعلام الأمريكية العنيدة، ومئات من السياسيين الجشعين.

ولهذا ليس هناك سياسي عربي، بل ولا أي سياسي، يضاهي تأثير الأمير بندر داخل مؤسسة صنع القرار الأمريكي. ويرى الكاتب أنه في ذروة تأثيره وسلطاته كان لا يمكن الاستغناء عنه لطرفي العلاقة، فحسب تعبير أوتاواي "رسول الملك الخاص وحامل الرسائل الشفوية للبيت الأبيض".

ويضيف الكتاب أنه قدم في السر إمدادات مالية نقدية لمحاربة أسباب الحرب الباردة منها 32 مليون دولار لـ "الكونترا النيكاراجويين Nicaraguan contras، و10 مليون دولار لتعزيز السياسيين المعارضين للشيوعية في إيطاليا.

مهندس صفقات التسلح السعودي

ويشير الكاتب إلى عديدٍ من إنجازات الأمير بندر، والتي يرى الكاتب أنها معروفة للجميع. فالأمير بندر مهندس أكبر صفقتين للتسلح في تاريخ المملكة العربية السعودية، كانت الأولى، والمهمة، في ثمانينيات القرن المنصرم في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، فقد ضمن الأمير بندر إمداد السلاح الجوي السعودي بطائرات الإنذار المبكر الأمريكية (أواكس) رغم معارضة إسرائيل والكونجرس الأمريكي في حينه. والصفقة الثانية صفقة اليمامة التي اتهم فيها بتلقي رشاوٍ.

وعندما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية طلب أسلحة معينة، لم يعارض بندر، ولكنه اتجه إلى شراء الصورايخ من الصين مضللاً وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، ومغيظًا وزارة الخارجية الأمريكية.


ويقول الكاتب: إنه أغوى وأغضب عددًا من الإدارة الأمريكية الناجحة، فكثيرٌ من السياسيين الذين اعتمدوا عليه فطنوا أنه شخص مراوغ وعديم الرحمة. ويرى الكاتب أنه كان من الصعب تحديد ما إذا كان يعمل لمصلحة الأسرة الحاكمة في الرياض أو لمصلحة الولايات المتحدة أو لمصلحته الخاصة.

ويشير الكاتب إلى حادثة وقعت في فترة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حيث لاحظت الإدارة أن الأمير بندر تعمد التلاعب في ترجمة الخطابات المهمة من الملك فهد للرئيس المصري الراحل أنور السادات بحيث يكون هناك اتفاق بين الرئيسين، وذلك في وقت المعارضة العربية لتوجه الرئيس المصري إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع الجانب الإسرائيلي.

عضو في إدارة بوش الأب

ويقول الكاتب: إنه كانت هناك سنوات جيدة وأخرى سيئة، فقد عمل الأمير بصورة جيدة مع الإدارات الجمهورية.
-----------------
تقرير واشنطن

عنوان الكتاب: رسول الملك: الأمير بندر بن سلطان والعلاقات الأمريكية المتشابكة مع المملكة العربية السعودية

The King's Messenger: Prince Bandar bin Sultan and America's Tangled Relationship with Saudi Arabia.

المؤلف: ديفيد أوتاواي David B. Ottaway.

تاريخ النشر: الحادي عشر من نوفمبر 2008.

دار النشر: Walker & Company.

عدد الصفحات: 336 صفحة.

تقرير واشنطن
الاحد 7 ديسمبر 2008