. لو كان النظام يرضى أن يعترف والعالم راغب في محاربته لما عقد المؤتمر أصلا، ما كان الأمر يستوجب أكثر من خيمة كخيمة صفوان، التي اجتمع فيها قادة صدام مع قادة قوات التحالف لتوقيع وثيقة الاستسلام. أما «جنيف الثاني» فهو مؤتمر تلتقي فيه القوى الكبرى والإقليمية والنظام السوري ومن يمثل المعارضة، للبحث عن صيغة لإنهاء الحرب، وليس مجلسا للتوقيع والتسليم.
بإمكان المعارضة أن تطلب ما تشاء عندما تصبح قواتها على أبواب القصر الجمهوري، حينها لن يكون بإمكان الروس ولا الغرب ولا العرب أن يشاركوهم المائدة إلا كشهود. لكن طالما المعارك لا تزال على حاجز في درعا على حدود الأردن، وحي في حلب، واشتباكات في بعض أحياء دمشق، فإن هذا يعني أن الحرب مستمرة والمفاوضات لن تغير كثيرا على الأرض.
وعندما لا يفهم قادة المعارضة حجمهم الحقيقي في إطار ما يحدث داخل وخارج سوريا يمعنون أكثر في المعارك الجانبية، وتعقيد الوضع ضد بعضهم. والحقيقة أنه منذ انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف فإننا شهدنا انخفاضا في المعارك السياسية بين الفرقاء، ربما لأنهم تعبوا من سنتين من الحروب «الدونكشوانية» أو لأن الجربا أقل رغبة في بناء معسكرات داخلية. ولو أن المعارضة تمكنت من إنهاء ما تبقى من انشطارات فإنها قد تهزم النظام سياسيا، خصوصا أن حجة الروس ضد خروج الأسد أنه لا توجد معارضة موحدة جاهزة لتتسلّم الحكم، وبالتالي ليس في صالح المجتمع الدولي، ترك البلاد في فراغ للجماعات الإرهابية، المعني بها جماعات القاعدة. وبالتالي فالخلافات في الخارج تجرح كثيرا مصداقية الائتلاف وقدرة الثورة على التحول السياسي.
وليست المعارضة، مسلحة أو سياسية تلام وحدها، أيضا حلفاؤها الذين لا يقلون شوقا لإنهاء الحرب السورية بالانتصار وليس بالمفاوضات. ويمكنها أن تزيد حصتها على الطاولة الخضراء في جنيف فقط إن قدمت البراهين الميدانية أنها تنتصر وتتقدم على التراب السوري باتجاه قصر الرئيس بشار الأسد. ودون تقدم مهم على الأرض أعتقد أن «جنيف» محكوم عليه بالفشل، وسيكون مصير المعارضة مأساويا هذه المرة إن لم تتوحد تحت فريق واحد يمثلها هناك. فالمؤتمر مسرح استعراضي لها، لتقديم دليل على أنها كيان موحد، وقادر، في يوم لاحق، على العودة والتفاوض على مستقبل الدولة الجديدة.
الآن، لا يستحق «جنيف» المؤتمر التقاتل من أجل الظهور فيه، وفي نفس الوقت سيكون خطأ كبيرا التغيب عنه، كمعارضة، حفاظا على الحقوق التي يطالب بها الشعب السوري حتى لا يقر في غيابها ما ترفضه. ولن نسمع، من الخطب السياسية، غير ما سمعناه خلال الشهرين الماضيين، حيث سيتمسك كل فريق بموقفه، وسينتهي اللقاء إلى فشل مماثل لجنيف الأول.
بإمكان المعارضة أن تطلب ما تشاء عندما تصبح قواتها على أبواب القصر الجمهوري، حينها لن يكون بإمكان الروس ولا الغرب ولا العرب أن يشاركوهم المائدة إلا كشهود. لكن طالما المعارك لا تزال على حاجز في درعا على حدود الأردن، وحي في حلب، واشتباكات في بعض أحياء دمشق، فإن هذا يعني أن الحرب مستمرة والمفاوضات لن تغير كثيرا على الأرض.
وعندما لا يفهم قادة المعارضة حجمهم الحقيقي في إطار ما يحدث داخل وخارج سوريا يمعنون أكثر في المعارك الجانبية، وتعقيد الوضع ضد بعضهم. والحقيقة أنه منذ انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف فإننا شهدنا انخفاضا في المعارك السياسية بين الفرقاء، ربما لأنهم تعبوا من سنتين من الحروب «الدونكشوانية» أو لأن الجربا أقل رغبة في بناء معسكرات داخلية. ولو أن المعارضة تمكنت من إنهاء ما تبقى من انشطارات فإنها قد تهزم النظام سياسيا، خصوصا أن حجة الروس ضد خروج الأسد أنه لا توجد معارضة موحدة جاهزة لتتسلّم الحكم، وبالتالي ليس في صالح المجتمع الدولي، ترك البلاد في فراغ للجماعات الإرهابية، المعني بها جماعات القاعدة. وبالتالي فالخلافات في الخارج تجرح كثيرا مصداقية الائتلاف وقدرة الثورة على التحول السياسي.
وليست المعارضة، مسلحة أو سياسية تلام وحدها، أيضا حلفاؤها الذين لا يقلون شوقا لإنهاء الحرب السورية بالانتصار وليس بالمفاوضات. ويمكنها أن تزيد حصتها على الطاولة الخضراء في جنيف فقط إن قدمت البراهين الميدانية أنها تنتصر وتتقدم على التراب السوري باتجاه قصر الرئيس بشار الأسد. ودون تقدم مهم على الأرض أعتقد أن «جنيف» محكوم عليه بالفشل، وسيكون مصير المعارضة مأساويا هذه المرة إن لم تتوحد تحت فريق واحد يمثلها هناك. فالمؤتمر مسرح استعراضي لها، لتقديم دليل على أنها كيان موحد، وقادر، في يوم لاحق، على العودة والتفاوض على مستقبل الدولة الجديدة.
الآن، لا يستحق «جنيف» المؤتمر التقاتل من أجل الظهور فيه، وفي نفس الوقت سيكون خطأ كبيرا التغيب عنه، كمعارضة، حفاظا على الحقوق التي يطالب بها الشعب السوري حتى لا يقر في غيابها ما ترفضه. ولن نسمع، من الخطب السياسية، غير ما سمعناه خلال الشهرين الماضيين، حيث سيتمسك كل فريق بموقفه، وسينتهي اللقاء إلى فشل مماثل لجنيف الأول.
- -----------------------