فريق يعتقد أنه حامل لواء الإسلام ويعتبر الآخر كافر و عميل للأجنبي (العلماني) وذلك على أقل وصف. علما أن سوريا لم تعرف العلمانية ولا المدنية في يوم من الايام فنظام الأسد نظام مشوه لا دين له و لا مدنية و لا قانون. وفريق آخر مسلم باغلبيته ويلتقي مع باقي ابناء سوريا من الديانات الاخرى بحبهم لسوريا وسعيهم لنيل الحرية والكرامة وإقامة دولة القانون والمؤسسات مؤمنين بالله كل حسب دينه ومعتقده ومذهبه متمسكين بأهداف الثورة أيضا حسب زعمهم وشعاراتهم المعلنة. وبين المهاجم والمدافع وقع ما صنع الحداد و حصل سباب وشتام وتخوين وتكفير . الجيل الثاني لهؤلاء (المنحبكجية) يهاجم الاخر بشكل موتور و حاقد في بعض الأحيان , مروجين لفكرهم الإقصائي بقوة السلاح من وراء شاشات الكومبيوتر فقط ,,, وكل من يختلف معهم هو عدو للإسلام و المسلمين حسب زعمهم , متبنين خطابا متشددا يبتعد عن اللين والرفق والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وفق ما أوصانا به رسولنا الكريم وديننا الحنيف , فمن هؤلاء يا ترى ؟ أما دعاة الدولة المدنية جيل الثورة الاول , المنحازون لشعارات ثورة الكرامة والحرية يتهمون هؤلاء بسرقة الثورة وفرض إرادتهم بقوة السلاح (باسم الدين) مدافعين عن انفسهم بالقول : وكأن كل من يطالب بدولة مدينة ديموقراطية بمرجعية إسلامية هو كافر وضال !!! نفس السيناريو الذي تبناه منحبكجية النظام يتكرر اليوم لكن الفرق أن الجيل الأول من منحبكجية النظام كانوا و مازالوا يخونون الثوار ويتهمونهم بالعمالة للأجنبي !!. أما الجيل الثاني من المنحبكجية الجدد فإن اتهاماتهم أشد قسوة نحو الفريق المدافع عن شعارات ثورة الكرامة مسيئين بذلك للإسلام وللجهاد الصادق لوجه الله تعالى , وبدورهم فريق الثوار الأوائل ينعتونهم بالضلالة والجهل والانتهازية وسرقة أهداف الثورة و وصلت أحيانا إلى أتهامهم بالعمالة للنظام وخدمة مصالحه بتبنيهم للخطاب المتشدد الذي عزف عليه النظام منذ بداية الثورة و خوف به الأقليات و دول الجوار و العالم ,, وبين هذا وذاك ضاعت سوريا وضاعت الثورة , ولا صوت يعلو فوق صوت السلاح . ثورة دخلت إلى غرفة الانعاش ,,, ثورة تحتاج لدماء نقية تعيدها إلى الحياة . تكاتفوا يا أبناء الوطن الواحد وكونوا مسلمين بحق و مؤمنين بحق و سوريين بحق ,, فالثورات لا تنتصر إلا بوحدة الصف و بحب الله والوطن ....
رحم الله شهداء سوريا شهداء ثورة الحرية والكرامة.
سمير متيني