أما من حيث المضمون، فإن زيارة الأمير حمد، لا يمكن أن تُقرأ بعيداً عن “التبني القطري للإخوان المسلمين” في عموم المنطقة، ومن ضمنها فلسطين، فهي تحتضن “الأب/ الشيخ الروحي” للجماعة، وتستقبل رئيس المكتب السياسي لحماس، وهي دعمت “النهضة” في تونس بكل أسباب الفوز في الانتخابات، ودعمت إخوان مصر، وتقدم المال والسلاح لإخوان سوريا، وليس بعيداً أن تكون على صلة عضوية بإخوان الخليج الذين تتحسب لهم دوله الخمس الأخرى، بدءاً بالإمارات العربية المتحدة.
كما أن الزيارة لا يمكن أن تُقرأ إلا بوصفها انحيازاً لحماس، لا لمواجهة إسرائيل بالطبع، عندها كنا سندعم هذا الانحياز ونباركه، بل في مواجهة السلطة، ومن فوقها وبمعزل عنها، ولهذا السبب، نرى أنها زيارة تُسهم في تكريس الانشقاق الفلسطيني، وتشجع “”حماس/ غزة” على وجه التحديد، على المضي في موقفها الرافض “اتفاق الدوحة” وما تلاه، وبقية القصة معروفة.
أما أن يُقال بأن أمير قطر هاتف الرئيس عباس عشية زيارته لغزة، للتدليل على “توازن واتزان” الموقف القطري، فذاك “عذرٌ أقبح من ذنب”، فما معنى “المهاتفة” إن كانت الزيارة حاصلة لا محالة، وترتيباتها قد أنجزت، وموعدها تقرر سلفاً، ودائماً من دون معرفة السلطة والمنظمة، بل وبالضد من إرادتيهما، أما ذروة الاستخفاف القطري بالقيادة والشرعية الفلسطينيتين، فتجلت في دعوة الشيخ حمد للرئيس عباس لزيارة غزة بمعيته، سبحان الله، أمير قطر يدعو رئيس فلسطين لزيارة محافظاتها الجنوبية؟!.
لقد سمعنا من قبل، أن ثمة محاولة قطرية لاصطحاب رئيس المكتب السياسي لحماس لزيارة غزة، بمعية الشيخ حمد، تماماً مثلما اصطحب ولي عهده خالد مشعل في زيارته الشهيرة لعمان..لكن الأمر لم يحدث، ولا ندري من أين جاء الفيتو: هل رفضت إسرائيل زيارة مشعل، بوصفها “تجاوزاً” لحدود “السماحة” و”التسامح” الإسرائيليين، أم أن قادة حماس في غزة، لم يحبذوا هذه الفكرة، وربما نظروا لزيارة مشعل لغزة، بوصفها زيارة “انتخابية” لا سيما أن الحركة تقف على عتبات انتخابات مصيرية في الأسابيع المقبلة، هل هي مجرد شائعة لا أكثر ولا أقل، خصوصاً في ضوء الأنباء التي تحدثت عن تفضيل قطري لإتمام التغيير في قيادة حماس، وترشيح الدوحة لأبي الوليد لتولي منصب رفيعاً في قيادة التنظيم الدولي للإخوان، أم أن مشعل نفسه، لم يبدُ مرتاحاً ولا مطمئناً لزيارة خاطفة للقطاع، لا تسمن ولا تغني من جوع، ستكون الأنظار فيها متجهة صوب الأمير، وربما صوبه وحده فقط؟.
في مطلق الأحوال، فإن زيارة أمير قطر للقطاع، هي زيارة سياسية بامتياز، رغم كل الضجيج “التنموي” و”التضامني” الذي سبقها وأحاط بها، تعبر في المقام الأول عن انحياز قطر لفريق من الفلسطينيين، ضد فريق آخر منهم، وهي محاولة لضرب الشرعية الفلسطينية وفرض مزيد من الضغوط السياسية والمعنوية والمالية على السلطة والرئاسة، وهي مدماك آخر في جدار الانقسام والتجزئة، ولا يمكن النظر للزيارة بعيداً عن كل هذا وذاك وتلك.
كان يكفي قطر أن ترسل الأموال وتدير بعض الاتصالات، حتى تبدأ عجلة مشاريعها “التنموية” بالدوران، وما كانت غزة بحاجة لزيارة أمير قطر لكي تستقبل أمواله ومساعداته ومشاريعه، كان يمكن لموظف صغير في أي وزارة قطرية أن ينوب عنه، لكن الرسالة السياسية للزيارة، هي جوهرها، وألف بائها.
أما “البعد التضامني” للزيارة، فتلكم حكاية أخرى، فكم من سفينة وقافلة أعادتها إسرائيل، من دون أن تتمكن أن “كسر الحصار”، لماذا يُسمح لقطر وحدها، أن “تفك الحصار”، قبل أيام فقط، كان نواب أوروبيون وغربيون وناشطون سلميّون، في قبضة البحرية الإسرائيلية وهم على مبعدة 30 متراً من شاطئ غزة، لماذا لا يُسمح لهؤلاء بالتضامن، ويسمح للوفد القطري الرفيع وحده، أن يصل خط النهاية ويحقق مُبتغاه، الجواب عن هذا السؤال، سياسي بامتياز، ويتعلق أساساً بهدفي الزيارة، تدعيم حماس على حساب فتح والسلطة والمنظمة، وتكريس الانقسام الذي لا يخدم مصلحة لأحد بأكثر مما يخدم المصلحة الإسرائيلية.
كما أن الزيارة لا يمكن أن تُقرأ إلا بوصفها انحيازاً لحماس، لا لمواجهة إسرائيل بالطبع، عندها كنا سندعم هذا الانحياز ونباركه، بل في مواجهة السلطة، ومن فوقها وبمعزل عنها، ولهذا السبب، نرى أنها زيارة تُسهم في تكريس الانشقاق الفلسطيني، وتشجع “”حماس/ غزة” على وجه التحديد، على المضي في موقفها الرافض “اتفاق الدوحة” وما تلاه، وبقية القصة معروفة.
أما أن يُقال بأن أمير قطر هاتف الرئيس عباس عشية زيارته لغزة، للتدليل على “توازن واتزان” الموقف القطري، فذاك “عذرٌ أقبح من ذنب”، فما معنى “المهاتفة” إن كانت الزيارة حاصلة لا محالة، وترتيباتها قد أنجزت، وموعدها تقرر سلفاً، ودائماً من دون معرفة السلطة والمنظمة، بل وبالضد من إرادتيهما، أما ذروة الاستخفاف القطري بالقيادة والشرعية الفلسطينيتين، فتجلت في دعوة الشيخ حمد للرئيس عباس لزيارة غزة بمعيته، سبحان الله، أمير قطر يدعو رئيس فلسطين لزيارة محافظاتها الجنوبية؟!.
لقد سمعنا من قبل، أن ثمة محاولة قطرية لاصطحاب رئيس المكتب السياسي لحماس لزيارة غزة، بمعية الشيخ حمد، تماماً مثلما اصطحب ولي عهده خالد مشعل في زيارته الشهيرة لعمان..لكن الأمر لم يحدث، ولا ندري من أين جاء الفيتو: هل رفضت إسرائيل زيارة مشعل، بوصفها “تجاوزاً” لحدود “السماحة” و”التسامح” الإسرائيليين، أم أن قادة حماس في غزة، لم يحبذوا هذه الفكرة، وربما نظروا لزيارة مشعل لغزة، بوصفها زيارة “انتخابية” لا سيما أن الحركة تقف على عتبات انتخابات مصيرية في الأسابيع المقبلة، هل هي مجرد شائعة لا أكثر ولا أقل، خصوصاً في ضوء الأنباء التي تحدثت عن تفضيل قطري لإتمام التغيير في قيادة حماس، وترشيح الدوحة لأبي الوليد لتولي منصب رفيعاً في قيادة التنظيم الدولي للإخوان، أم أن مشعل نفسه، لم يبدُ مرتاحاً ولا مطمئناً لزيارة خاطفة للقطاع، لا تسمن ولا تغني من جوع، ستكون الأنظار فيها متجهة صوب الأمير، وربما صوبه وحده فقط؟.
في مطلق الأحوال، فإن زيارة أمير قطر للقطاع، هي زيارة سياسية بامتياز، رغم كل الضجيج “التنموي” و”التضامني” الذي سبقها وأحاط بها، تعبر في المقام الأول عن انحياز قطر لفريق من الفلسطينيين، ضد فريق آخر منهم، وهي محاولة لضرب الشرعية الفلسطينية وفرض مزيد من الضغوط السياسية والمعنوية والمالية على السلطة والرئاسة، وهي مدماك آخر في جدار الانقسام والتجزئة، ولا يمكن النظر للزيارة بعيداً عن كل هذا وذاك وتلك.
كان يكفي قطر أن ترسل الأموال وتدير بعض الاتصالات، حتى تبدأ عجلة مشاريعها “التنموية” بالدوران، وما كانت غزة بحاجة لزيارة أمير قطر لكي تستقبل أمواله ومساعداته ومشاريعه، كان يمكن لموظف صغير في أي وزارة قطرية أن ينوب عنه، لكن الرسالة السياسية للزيارة، هي جوهرها، وألف بائها.
أما “البعد التضامني” للزيارة، فتلكم حكاية أخرى، فكم من سفينة وقافلة أعادتها إسرائيل، من دون أن تتمكن أن “كسر الحصار”، لماذا يُسمح لقطر وحدها، أن “تفك الحصار”، قبل أيام فقط، كان نواب أوروبيون وغربيون وناشطون سلميّون، في قبضة البحرية الإسرائيلية وهم على مبعدة 30 متراً من شاطئ غزة، لماذا لا يُسمح لهؤلاء بالتضامن، ويسمح للوفد القطري الرفيع وحده، أن يصل خط النهاية ويحقق مُبتغاه، الجواب عن هذا السؤال، سياسي بامتياز، ويتعلق أساساً بهدفي الزيارة، تدعيم حماس على حساب فتح والسلطة والمنظمة، وتكريس الانقسام الذي لا يخدم مصلحة لأحد بأكثر مما يخدم المصلحة الإسرائيلية.