نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


تمرّد تصل إلى لبنان: هل يمكن التفاؤل؟




وصلت «حركة تمرد» إلى لبنان. ويستشف من خطاب مطلقيها أنّها تحمل جذور تحرك «إسقاط النظام الطائفي»، نفسها. ما يعني أنّ التفاؤل بنجاحها دونه محاذير، إذ لا يمكن وضع هذا التحرك الجديد خارج اللحظة الراهنة، لا سيما أنّه يقلد نماذج في بلدان أخرى، ما يجعله أقرب إلى تقليد «موضة رائجة». يسمع اللبنانيون في زمن الحراك العربي، تقريعاً كثيراً بسبب غياب «ثورتهم»، وبسبب تركهم «الطبقة السياسية» تستغلهم من دون أن يتحركوا.


«البيان رقم واحد»، مثلما كُتب على صفحة «تمرد» على «فايسبوك»، لا يخرج عن «التراث الثورجي» المحلي. وهو يقسم المجتمع اللبناني عمودياً بين «الطبقة الحاكمة» أو «الطبقة السياسية»، و«شعبنا اللبناني العظيم من شماله إلى جنوبه، ومن بقاعه إلى ساحله».
يفضل مطلقو «تمرد» بنسختها اللبنانية عدم الكشف عن هوياتهم. هكذا، يبقى الحوار معهم على «فايسبوك»، الذي يشكل الأداة الأساسية لتحركهم. التحرك «يتوجه إلى الجميع، لكنّه في الدرجة الأولى موجه نحو الفقراء»، يقول أحد هؤلاء لـ«السفير». لذا يعتمدون على «فايسبوك»، وحده، في الدعاية. إذ «يصرف اللبنانيون وقتاً عليه أكثر من أي شيء آخر». ثم انهم، في تعليقاتهم وأجوبتهم على الأسئلة، يلمحون دائماً إلى إفقارهم إلى ممول لحركتهم. إذ بين حديث وآخر يؤكدون أنهم غير مدعومين من أحد. هم «شباب جوعان وفقير وليس معنا ثمن طبع بروشيورات A4».
خطوة «تمرد» الأولى تظاهرة في 10 آب في ساحة الكولا. واختيار الكولا تحديداً واضح المعنى عندهم: «إنها منطقة فقيرة» أو «منطقة فقراء بيروت»، و«نريد أن نجس نبض الشارع» ثم «شرفونا في مناطقنا - نحن الفقراء - أولاً».
أمّا البوصلة، كما يقول لـ«السفير»، «ليست النخبة والمثقفين، إنما الفقير في لبنان»، ما يعني أنّ فقراء يدعون الفقراء إلى التحرك.
يبدو، وفق الشعارات، أنّ التحرك هو ضد أشياء وضد أشخاص أيضاً. في الشعارات التي تنشر يتحدثون عن الكرامة والجوع والغلاء. «ما بدي أشتري سيارة بس ما بدي السرفيس بـ2000». أو «بدي ولادي يتعلموا ويتحكموا من دون ما أخسر كل معاشي»، مثلاً. كذلك، تنشر اعتراضات على سرقة الخزينة والكهرباء والوسط التجاري والأملاك البحرية..
ولا تغيب المقاومة عن شعارات «تمرد». فهي، وفق ناشطي الحركة، «شعب، والجيش شعب ونحن الشعب»، و«الفقراء هم حامي ظهر المقاومة».
لقد أثبتت «الطبقة السياسية»، وفق بيان «تمرد»، «فشلها، في مرحلة ما بعد حرب 1975، في إدارة شؤون المواطن. بل على العكس تعنتت بضرب لقمة عيشه عبر الغلاء الفاحش في أسعار الطعام والمسكن والملبس وكافة الحاجات الأساسية».
والتحرك هو «ضد الكل. ضد كل واحد سرق. كلهم من دون استثناء. كل الطبقة السياسية».
يضيف البيان «أنّ الشعب لا يريد أن يعيش على شفير الحرب. لكن كلّه من أجل أن يبقى واحد رئيس مجلس النواب وآخر رئيس حكومة. ببساطة، تريدون الكراسي ونحن نريد أن نعيش».
تحرك العاشر من آب في موعده. وهو سيكون أقرب إلى تحرك صامت. ولن يكون الأول والأخير. «ورفاقنا، من علمانيين ويساريين، متحمسين للتحرك. وبعضنا كان مشاركاً في تحركات إسقاط النظام الطائفي». «نحن شعب»، والشعب يريد أن يعيش بكرامة. ولا يريد أن يشحذ من أحد. ولا يريد الهجرة. «نريد انتخابات نسبية. ونريد مجالس بلدية تشتغل». ولا يريدون التمديد «مع أننا نعرف أن الظرف يوجب ذلك».
^أنشئت صفحة «تمرد» على «فايسبوك» في 17 الجاري. وكانت البداية بتشجيع الناس «على طلب الصداقة» من أجل «التحضير للإعتصام الأول لتمرد لبنان في 10 آب الساعة 12 ظهراً». بعدها نشرت صور. ثم كان «البيان رقم واحد» في 18 تموز فحاز 12 «لايكاً». يناهز عدد أصدقاء الصفحة المئة. وقد أعجب القيمون عليها بصفحة الروائي الكولمبي ماركيز، التزاماً بالفقراء وأدبهم على الأرجح.

عاصم بدر الدين
الاثنين 29 يوليوز 2013