نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


تفشي ظاهرة عمالة الأطفال في فلسطين وسط مخاوف من استغلالهم ماديا وجنسيا




الخليل - أ ف ب - يؤكد نزيه طاهر (13 عاما) الذي يسافر كل صباح الى مدينة الخليل في الضفة الغربية لجلب نوع من الحلوى لبيعها في قريته تفوح، انه يرفض العودة الى المدرسة التي تركها بعد الصف الاول الابتدائي ليساعد في اعالة اسرته


تفشي ظاهرة عمالة الأطفال في فلسطين وسط مخاوف من استغلالهم ماديا وجنسيا
وقال "تركت المدرسة بعد الصف الاول الابتدائي. كنت اشاغب في المدرسة ويضربني المدرسون ولم ارغب بالعودة اليها. لا اعرف القراءة او الكتابة. اراد والدي ان اعود للمدرسة لكني رفضت، فانا اكبر اخوتي".
واكد نزيه "اعطي النقود (اجره) لعائلتي اساعدهم فيها".
ونزيه واحد من عدد كبير من الفتيان والاطفال الذين يضطرون للعمل في الاراضي الفلسطينية للمساعدة في اعالة اسرهم.
وقال مدير دائرة عمل الاحداث في وزارة العمل الفلسطينية مأمون العودة ان "عدد الاطفال الذين يدخلون سوق العمل يزداد بشكل كبير في الاراضي الفلسطينية".
واضاف "في 2004 وصل عددهم الى 41 الف طفل وفي 2006 الى 57 الف طفل"، موضحا انه "لم تجر اي احصائية جديدة في هذا الشأن لكننا نتوقع ان يكون العدد زاد كثيرا".
وتابع ان "عمر الحدث محدد بين 15 و18 عاما ودون ذلك يعدون اطفالا وعملهم ممنوع حسب القانون".
وعزا العودة رواج هذه الظاهرة الى "ضعف امكانيات السلطة الفلسطينية ووزاراتها وكل الجهات الحكومية عن مواجهة هذه المشكلة".
من جهته، رأى انور حمام القائم باعمال وكيل مساعد لشؤون المديرات في وزارة الشؤون الاجتماعية ان "عمالة الاطفال تعود لعدة عوامل منها نتيجة الحاجة وتردي الاوضاع الاققتصادية والفقر والحصار".
واشار حمام الى وجود "ثقافة ان يخرج الطفل للعمل حتى يصبح رجلا وخصوصا في العمل الصيفي".
وفي الخليل، يصطف نزيه يوميا مع عدد من الاطفال الفلسطينيين حاملين صواني لوضع حلوى كرابيج حلب الموسمية عليها وبيعها في ارجاء المدينة وقراها.
ويقول خليل ابو حمدية (33 عاما) صاحب محل الحلوى في الخليل ان "نحو خمسين ولدا من مدينة الخليل وقراها تتراوح اعمارهم بين ثماني سنوات و13 عاما يحضرون يوميا، منهم من يعمل في العطل الصيفية فقط ومنهم من ترك المدرسة".
ويضيف وسط غالونات زيت القلي واكياس الطحين، انه يقوم بهذا العمل كل صيف ليوزع هذه الحلوى على نحو خمسين محلا في المدينة.
وفي حي باب الزاوية في الخليل يبيع ناصر ابو حديد (13 عاما) الكعك والمعجنات. وقال وقد بدا عليه الخجل "تركت المدرسة في الصف الرابع ولا اعرف القراءة والكتابة".
واضاف "عملت مع والدي في الفرن وبدأت بيع الكعك. اربح في اليوم اربعين شيكل او ثلاثين وفي بعض الاحيان اخسر لانني لا ابيع الكعك كله، واعطيه للتكية" حيث يوزع طعام على الفقراء.
وقال والده رائد ابو حديد (35 عاما) ان ناصر "اصيب بمرض كلوي وضعفت مناعته وكان عليه ان يبتعد عن الاختلاط بالاطفال وكان يتغيب كثيرا عن المدرسة بسبب العلاج، وبعدها كره المدرسة وتركها".
واضاف ان "رائد يتعالج ووضعه افضل. اتمنى لو استطيع اعادته الى التعلم لارسلته من هذه اللحظة لكن وزارة التربية والتعليم لن تقبله الان".
ومع بداية العطلة الصيفية، ينطلق آلاف اضافيون من الاطفال والاحداث الفلسطينيين للعمل.
وقال محمد (10 سنوات)، انه عمل العام الماضي في ورشة احذية ويعمل اليوم في بيع حلوى كرابيج حلب. ويضيف "اكسب تسعة شواقل في اليوم اعطيها لوالدتي لشراء ملابس المدرسة".
لكن محمد اكد "ساعود الى المدرسة قريبا".
اما مالك محمد (10 سنوات) من بلدة تفوح، فقال "انا الاول على المدرسة. كان معدلي 99 بالمئة، اعمل من السادسة حتى التاسعة ببيع حلوى الكرابيج وبعدها اذهب الى مخيم صيفي اتعلم الكاراتيه والانكليزي والكمبيوتر والعب هناك".
واضاف "وارتاح من الواحدة حتى الثانية واعود وابيع كرابيج حلب والمغرب ترمس".
وتابع "اعمل انا واخي وهو الثالث على المدرسة ونريد شراء كومبيوتر وملابس مدرسية".
اما نزيه طاهر، فقال "اشتري كرابيج حلب بعشرة شواقل واربح تسعة وادفع اجرة الطريق ثلاثة شواقل وفي بعض المرات اعود بعد الظهر الى الخليل لشراء دفعة ثانية من كرابيج الحلب لبيعها مرة اخرى".
واضاف "عملت في البداية مع والدي في تكحيل الحجر وبعدها عملت في مصنع للبلاط. كنت ابدأ عملي في الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء واحصل على عشرين شيكل (خمسة دولارات) يوميا".
وتابع "كنا خمسة اولاد من نفس العمر نقوم بنقع البلاط في الروبة (اسمنت ابيض وعدة مواد كيماوية اخرى) لكن صاحب المصنع استبدلنا في الصيف بشبان اكبر منا سنا".
واكد انه بعد انتهاء موسم كرابيج حلب سيعمل ناطورا في محجر في بلدته تفوح.
وقال العودة ان "قضية الاطفال ليست على سلم اولويات السلطة ودور وزارتنا ضعيف جدا لان عدد الموظفين المختصين بهذا الموضوع قليل جدا، وصلاحياتنا محدوة".
لكن العودة، دعا ايضا الى اجبار اولياء الامور على تعليم ابنائهم، محذرا من "استغلال للاطفال في تشغيلهم بالمخدرات والدعارة".
والتحذير نفسه اطلقه انور حمام الذي قال ان "الخطير في الموضوع (عمل الاطفال) ليس فقط استغلال الاطفال من ناحية الاجور بل ايضا الاستغلال الجنسي"، موضحا ان جزءا كبيرا منهم يتعرض للانحراف

أ ف ب
الخميس 16 يوليوز 2009