مسخرة، لكن لبنان لم يكن على خريطة الاهتمام الروسي منذ تلزيمه باتفاق بين واشنطن وموسكو الى الادارة السورية، كانت الكلمة لدمشق ودائماً على طريقة المبعوث الاميركي الذي سئل يوماً لماذا لم تزر بيروت فأجاب: ولماذا اسمع الكلام اياه مرتين... لهذا اهلاً وسهلاً يا أخ ميخائيل!
ما فعله بوغدانوف عندنا سيفعله في الاردن، ولأننا لم نعد في زمن القناصل والاساطيل، فانني ارى ان ديبلوماسية الوقوف على "الخواطر" في بيروت لا تعكس احساساً باستعادة الدور الاستقطابي وبفائض القوة في الكرملين، انطلاقاً من احتكار الازمة السورية بدعم النظام وتعطيل الحل العربي والتدخل الدولي، حتى لو اننا في زمن "التراجع" الاميركي، بل تخوفاً روسياً من تجرّع "الكأس الليبية" في المنطقة العربية والدول الاسلامية بعدما تماهت في دعم الاسد وتسببت بتسرب عناصر التطرف الى سوريا!
يمكنني القول ان فلاديمير بوتين بدأ يرى وبالعين المجردة مع سيرغي لافروف طبعاً ثلاثة كوابيس مقلقة في الساحة السورية:
اولاً: ليس خافياً عليهما ان بشار الاسد انتهى وان نظامه انهار، وحتى لو توقفت المعارك اليوم كيف يمكن التصور ان في وسعه ان يحكم بلداً مدمراً غارقاً في المذابح والدماء ويشبه مقبرة كبرى؟
ثانياً: ليس خافياً عليهما ايضاً انه حتى إن لم ينته الاسد وتمكن من اقتطاع دولة علوية تمثل له وللايرانيين جائزة ترضية، فإن ذلك لن يلبث ان يطلق عاصفة التقسيم التي تعصف رياحها في العراق وقد تضرب في دول كثيرة في المنطقة، لهذا فالمصلحة الروسية تقضي بتوزيع الود وترميم الجسور مع كل الطوائف والمذاهب... ولبنان في هذا المجال مدرسة يعرفها بوغدانوف جيداً!
ثالثاً: ليس خافياً عليهما انه اذا استمر الصراع فستتحول سوريا ساحة للفوضى المسلحة على الطريقة الصومالية، وهو ما سيفقد الكرملين آخر حليف وموطئ قدم، ولهذا يحاول الآن التعويض عنه ولو استباقاً في "الفتات" اللبناني والاردني!
لكن اذا كانت المصلحة الروسية تستدعي نشر شبكة امان اقليمية كمحاولة لالتقاط ما يتبقى من نفوذ وصدقية، فقد كان على بوغدانوف والذين ارسلوه للوقوف على خواطر "القبائل اللبنانية" ان يعملوا هم بهدي "النصائح" التي حملها الينا، اي عدم التدخل في الازمة السورية وخصوصاً عندما رفع راية الحياد و"اعلان بعبدا" في الضاحية الجنوبية!
------------------
- النهار
ما فعله بوغدانوف عندنا سيفعله في الاردن، ولأننا لم نعد في زمن القناصل والاساطيل، فانني ارى ان ديبلوماسية الوقوف على "الخواطر" في بيروت لا تعكس احساساً باستعادة الدور الاستقطابي وبفائض القوة في الكرملين، انطلاقاً من احتكار الازمة السورية بدعم النظام وتعطيل الحل العربي والتدخل الدولي، حتى لو اننا في زمن "التراجع" الاميركي، بل تخوفاً روسياً من تجرّع "الكأس الليبية" في المنطقة العربية والدول الاسلامية بعدما تماهت في دعم الاسد وتسببت بتسرب عناصر التطرف الى سوريا!
يمكنني القول ان فلاديمير بوتين بدأ يرى وبالعين المجردة مع سيرغي لافروف طبعاً ثلاثة كوابيس مقلقة في الساحة السورية:
اولاً: ليس خافياً عليهما ان بشار الاسد انتهى وان نظامه انهار، وحتى لو توقفت المعارك اليوم كيف يمكن التصور ان في وسعه ان يحكم بلداً مدمراً غارقاً في المذابح والدماء ويشبه مقبرة كبرى؟
ثانياً: ليس خافياً عليهما ايضاً انه حتى إن لم ينته الاسد وتمكن من اقتطاع دولة علوية تمثل له وللايرانيين جائزة ترضية، فإن ذلك لن يلبث ان يطلق عاصفة التقسيم التي تعصف رياحها في العراق وقد تضرب في دول كثيرة في المنطقة، لهذا فالمصلحة الروسية تقضي بتوزيع الود وترميم الجسور مع كل الطوائف والمذاهب... ولبنان في هذا المجال مدرسة يعرفها بوغدانوف جيداً!
ثالثاً: ليس خافياً عليهما انه اذا استمر الصراع فستتحول سوريا ساحة للفوضى المسلحة على الطريقة الصومالية، وهو ما سيفقد الكرملين آخر حليف وموطئ قدم، ولهذا يحاول الآن التعويض عنه ولو استباقاً في "الفتات" اللبناني والاردني!
لكن اذا كانت المصلحة الروسية تستدعي نشر شبكة امان اقليمية كمحاولة لالتقاط ما يتبقى من نفوذ وصدقية، فقد كان على بوغدانوف والذين ارسلوه للوقوف على خواطر "القبائل اللبنانية" ان يعملوا هم بهدي "النصائح" التي حملها الينا، اي عدم التدخل في الازمة السورية وخصوصاً عندما رفع راية الحياد و"اعلان بعبدا" في الضاحية الجنوبية!
------------------
- النهار