نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


بايدن سيربح الشرق الأوسط إذا ربح العرب السُنّة وأبعد بريت ماكغورك







يدخل الغزو الروسي البربري لأوكرانيا شهره الرابع، معلناً بداية تنفيذ خطة بوتين المهووس باستعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي السابق، نجد أن إدارة بايدن في حالة ارتباك، هذا الارتباك سببه مخطط استراتيجيتها للشرق الأوسط وشرق أفريقيا السيد “بريت ماكغورك”.


 
 ويتضح الارتباك من خلال تأزم تنفيذهما لخطتهما، وخاصة بعد فشل إتمام صفقة النووي مع النظام الإيراني الطامح للسيطرة على المنطقة، فهناك أمور لم تكن بحسبان بريت ماكغورك، مهندس السياسة الخارجية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لقد غيّر الغزو الروسي لأوكرانيا حسابات العالم بدرجة كبيرة، هذا الغزو مرشح لأن يتوسع ويهدد الاستقرار العالمي والتوازنات بين محاوره، وقد نرى قريباً سباقاً بين المحور الروسي – الصيني وبين المحور الغربي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، على استرضاء بقية الدول صاحبة النفوذ في العالم، كالهند والسعودية ودول الخليج ومصر، والدول المجاورة لهذه البلدان.
إذا نظرنا إلى الصين نجدها تتودّد إلى هذه الدول، وتتمدد باقتصادها ومشاريعها التنموية المموّلة صينياً، وأن روسيا تستغل غلاء أسعار النفط، وتوسع دائرة تحالفاتها بتغذية الدول التي تعاني اقتصاداتها من شح النفط، الظاهر حالياً.
مقابل ذلك نجد إن الولايات المتحدة الأمريكية قد تخلّفت عن اللحاق بالمحور الروسي – الصيني في استمالة دول مهمة على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فالخصام السعودي الإماراتي/الأمريكي سببه المباشر بريت ماكغورك، وهو الذي يُلام عليه. لقد سبّبت سياسة هذا الأحمق أذى بليغاً لمصالح الولايات المتحدة وسمعتها في الشرق الأوسط والعالم، إن انبطاح إدارة بايدن أمام النظام الإيراني، وتضحية الولايات المتحدة بمصالحها وحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، كان قد أغضب هؤلاء الحلفاء ومازال، لدرجة أنه صار من الصعب على الموظف المغرور الذي لقب بديكتاتور الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إصلاح هذا الأذى بسرعة، ولن يكون هناك أمل بذلك، سيما أن ماكغورك، كان قد خطا خطوات سريعة دون أن يكترث بالضرر الذي سيلحق ببلده مع حلفائه التقليديين، إضافةً إلى تسارع الصين وروسيا لاسترضاء وتملّق هؤلاء الحلفاء.
إن أمريكا في سباق مصالحة مع المحور الروسي – الصيني، وقد لا تستطيع أن تفوز به. ناهيك برفض دول الخليج العربي ضخ كميات زائدة من النفط، قد سرّع من تزايد أسعار النفط عالمياً وفي الداخل الأمريكي، مع زيادة التضخّم في الاقتصادات العالمية وخاصة أمريكا، لدرجات غير مسبوقة.
إضافة إلى أخطاء السياسات الخارجية التي بُنيت على خطط بريت ماكغورك، أثبتت قصر نظرها، وسوف تؤدي حتماً إلى خسارة الديمقراطيين ورئيسهم جو بايدن في الكونغرس في الانتخابات النصفية التي ستجري الشهر القادم، مع التزايد المتسارع لخسارة المكتب البيضاوي عام 2024.
لقد قلنا سابقاً، إن اعتماد الرئيس الأمريكي على ديكتاتور ذو سياسات قصيرة النظر سيكون خطراً على المصالح الأمريكية، وسيؤدي إلى خسارة الكونغرس والبيت الأبيض، وهذا سيحصل بلا شك.
على إدارة بايدن الآن أن تسارع بطرد بريت ماكغورك من منصبه، واستبداله بديبلوماسي محنّك، يتمتع بعلاقات جيدة مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، لأن المملكة العربية السعودية خصوصاً، تمثل ثقل العالم الإسلامي، وخاصة المكوّن السني، وإذا تعززت الاستقطابات الدولية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة ستكون بأمس الحاجة للمملكة العربية السعودية لاستقطاب المكون السني لصالحها، وعليها أن تقوم بهذا قبل أن تخسر هذا المكون لصالح روسيا.
إن المكون السنّي يتمتع بثقل جيو استراتيجي أكبر بكثير من المكون الشيعي الإيراني، على إدارة بايدن أن تتخلّى عن أحلامها الأوباماوية بإعادة الاتفاق النووي مع إيران، وتضع مصالحها مع المكون السنّي وحلفائها التقليديين في المنطقة، فهم سيكونون الداعم لها ضد المحور الصيني – الروسي القادم، الذي يهدد الديمقراطيات في العالم.
هل سيخطو جو بايدن هذه الخطوة الأكثر من ضرورية؟!، وهل سنرى السيد بريت ماكغورك بعد وقت قصير يتأمل حجم الخراب الذي أحدثته استراتيجياته غير المبنية على حسابات الواقع في الشرق الأوسط؟ الأمريكيون بحاجة أن يعيد بايدن قراءة مشهد مصالحهم الدولية دون رهن السياسة الأمريكية لرغبات، يريد أن يدير شؤونها بريت ماكغورك لمصلحة من يناصرهم في الشرق الأوسط.
إن بايدن سيكون على خطأ كبير إذا اعتقد أن سياسة ماكغورك المناصرة لإيران، ولما يسمّى قوات سوريا الديمقراطية ستوصل نواباً إضافيين لمصلحته في انتخابات الكونغرس القريبة.
-----------
نينار برس

د. هشام نشواتي
الثلاثاء 31 ماي 2022