اللافت هو انحراف في الممارسة والتفكير إلى درجة خطرة للغاية من جانب جماعة إخوان مصر بقيادة المرشد العام محمد بديع، فإعلانه « أن الإخوان في حالة جهاد ويجوز لهم الإفطار في رمضان لاستعادة الشرعية»! وهو ما يثير استغرابنا واستغراب كثير من المراقبين للحالة التي بلغتها الاجتهادات والفتاوى التي تعمل على تشويه مبادئ الإسلام.
نحن في شهر رمضان، الذي يفترض أن نصوم فيه عن الفتن أيضا وليس الأكل فقط وان تسود روح التسامح وليس إسالة المسلمين دم إخوانهم المسلمين في مصر. ولهذا لا أود الخوض في النقاش حتى لا يفسر البعض موقفي بالمتحامل، فما يجري في مصر هو مزيج من التناقضات المحزنة. واكتفي بما سطره الإخوة المصريون من فقهاء وسياسيين ردا على الشيخ بديع.
هذا ما اثأر حفيظتي وأنعش ذاكرتي في خضم هذا الواقع المؤلم بما سبق وان أعلن عن تأسيس اللجنة الوسطية الكويتية لأسال: أين اللجنة الوسطية التي شكلتها الحكومة الكويتية وقادها الدكتور عبدالله المعتوق حين كان وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية برفقة المستشار السوداني، الذي رفضت أميركا دخوله! لأنه كان على القائمة السوداء؟ أين اللجنة مما يجري على الساحة المحلية على الأقل؟ هل انتهى عمل اللجنة وماذا حققت ؟ وأتذكر أيضا مؤتمرها الذي نظمته في لندن عاصمة الضباب التي يبدو أنها من الناحية المناخية مناسبة للتفكير الوسطي! فالغريب في سياسة اللجنة الوسطية أنها حرصت على دعوة عشرات الضيوف من العالم الإسلامي وبترتيب من المستشار السوداني للحوار مع الغرب حول الوسطية في ضوء أحداث سبتمبر 11، إلا أن الحوار جمع «الأصدقاء» على طاولة واحدة واستثنى حوار الوسطية ممثلي الكنائس والمفكرين الغربيين وحتى المسلمين الانكليز! وهو ما دعاني في حينه للتساؤل: لماذا تم استبعاد اطراف مهمة في الحوار ؟ ولا أتوقع أن هناك مبررا لهذا الإقصاء.
أجدد السؤال أين هي الوسطية اليوم؟ ربما هم يرون أشياء نحن لا يمكن ان نراها إلا في الأحلام او عند العرافين!
مؤتمر لندن عقد في فندق تشع نور نجومه من كل زواياه في بيكاديلي وباركلين، علاوة على عطر العود الفواح من قاعة المؤتمر. حوار الوسطية،بدلا من إجراء حوار مع الغرب، اجتمع في قلب أوروبا مع جماعات مختارة من خارج عباءة الغرب!! أتذكر جيدا أن مؤتمر الوسطية كان حديث المدينة في الوسط الصحفي العربي، بينما الصحافة الغربية لم تعلم شيئا عن الحوار !