وبغض النظر عن هذه عما جرى ويجري من لكم تحت الطتولة وتحت الحزام يظل السؤال الأساسي هل أمام هذه التحركات الدبلوماسية والاستخبارية فرصة لتحقيق مصالحة عربية ؟
المشكلة ان الجواب في واشنطن وليس في العالم العربي ويتوقف النجاح او عدمه على المسار الذي ستتخذه علاقات واشنطن بطهران فالعرب المعروفون باسم المعتدلين يشدون ويرخون حسب ذبذبات تلك البوصلة ليعادوا استجابة للرغبة الاميركية ما يسمونه بالحلف الايراني ويقصدون به سورية وقطر مع حماس وحزب الله
على صعيد الخبر تلقى الرئيس السوري بشار الاسد اليوم رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "تتعلق بالعلاقات الثنائية" و"اهمية التنسيق والتشاور"، نقلها اليه مدير الاستخبارات العامة السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا).
واضافت الوكالة ان الرسالة نقلها "بعد ظهر اليوم مبعوث خادم الحرمين الشريفين الامير مقرن بن عبد العزيز ال سعود الذي نقل تحيات الملك عبد الله للرئيس الاسد وتمنياته للشعب السوري الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار".
ومن الطبيعي أن يرد الرئيس السوري التحية بمثلها فقد اضافت سانا ان الرئيس السوري حمل الموفد السعودي "رسالة الى الملك عبد الله تتعلق بمستجدات الاوضاع في المنطقة لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واهمية تحقيق التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الامة العربية وخاصة على الساحة الفلسطينية".
هذاه مغازلات قمة لا تتفق مع ما قاله حلفاء السعودية أمس في لبنان في ذكرى أغتيال الحريري فخطاب سعد الحريري ووليد جنبلاط لم يتغير مع ان الحطاب السعودي على لسان مدير استخباراتها يبدو متغيرا
ولا شك أن لبنان افضل مجهر لكشف المصالح العربية المهدورة على مذبح الأنانيات والمصالح الشخصية الضيقة ففي ذلك البلد الصغير الذي تصارع فيه السوريون والسعوديون طويلا بالنيابة وبتشجيع هذا الفريق او ذاك تبين للجميع انه لا مبادئ خارج اطار المصلحة ولا ثوابت أكثر ثباتا من الجغرافيا لذا خسر السعوديون كثيرا في بلد يلعبون فيه بأوراق غيرهم ولا يحصدون في النهاية غير الفوضى التي صاروا جزءا منها بعد أن اصروا على التدخل بسبب تغليب الجانب الشخصي في قضايا بحجم عمد ورؤساء بلديات وليس بحجم رؤساء وملوك وربما كان الارث الاستخباري والنفوذ الاميركي فيه - وهذه اسرارها عند بندر وليس عند مقرن - هو الذي جعل الخلاف السعودي - السوري يبدو بلا نهاية وما يزال كذلك رغم المحاولات الأمنية لوضع حد له
صحيح أن القرارات بيد الاستخبارات وان الدبلوماسيين انما يطبقون القرار الاستخباري بصيغة ملطفة والاستخبارات السعودية كما يبدو تريد هذه الايام هدنة مع السوريين بعد أن انهك الصراع اللبناني الطرفين وأصابهما بمتاعب كثيرة كان يمكن تلافيها خصوصا بعد ان اصاب الهدر مصالح الطرفين دون أن ينفع حلفائهما داخل لبنان وخلال هذه الهدنة التي يمكن ان تكون تهدئة استخبارات لالتقاط الأنفاس ودراسة المتغيرات وهدنة متعبين في الوقت نفسه وخلال هذه الهدنة الهشة سيتبين بأي اتجاه تسير البوصلة الاميركية - الايرانية وعلى أساسها يمكن فهم الموقف السعودي المستاء منذ ايام الاسد الاب من تحاف دمشق وطهران.
الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يقوم بجهود لحل الخلافات العربية أعلن اكثر من مرة ان الوضع العربي أصبح فوضى لا تطاق وان المصالحة العربية "صعبة" وتعترضها عقبات عدة لكنها ليست ب"الامر المستحيل"، مؤكدا انها "يجب ان تكون وفق تفاهمات وعلى اسس واضحة"ولا بد أنه يعرف قبل غيره أن هذه التفاهمات غير ممكنة في المرحلة الحالية اما الأسس الواضحة فلن توجد ابدا بين دول تلحق الضرر بمصالحها الداخلية لترضي الخارج
لقد قال الرئيس السوري بعد لقاء الكويت مع الملك عبدالله انه لقاء لكسر الحليد وما بين كسر الجليد وتدفئة المياه والعلاقات مرحلة ما تزال طويلة
---------------------------
الصورة : الأمير مقرن بن عبد العزيز
المشكلة ان الجواب في واشنطن وليس في العالم العربي ويتوقف النجاح او عدمه على المسار الذي ستتخذه علاقات واشنطن بطهران فالعرب المعروفون باسم المعتدلين يشدون ويرخون حسب ذبذبات تلك البوصلة ليعادوا استجابة للرغبة الاميركية ما يسمونه بالحلف الايراني ويقصدون به سورية وقطر مع حماس وحزب الله
على صعيد الخبر تلقى الرئيس السوري بشار الاسد اليوم رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "تتعلق بالعلاقات الثنائية" و"اهمية التنسيق والتشاور"، نقلها اليه مدير الاستخبارات العامة السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا).
واضافت الوكالة ان الرسالة نقلها "بعد ظهر اليوم مبعوث خادم الحرمين الشريفين الامير مقرن بن عبد العزيز ال سعود الذي نقل تحيات الملك عبد الله للرئيس الاسد وتمنياته للشعب السوري الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار".
ومن الطبيعي أن يرد الرئيس السوري التحية بمثلها فقد اضافت سانا ان الرئيس السوري حمل الموفد السعودي "رسالة الى الملك عبد الله تتعلق بمستجدات الاوضاع في المنطقة لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واهمية تحقيق التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الامة العربية وخاصة على الساحة الفلسطينية".
هذاه مغازلات قمة لا تتفق مع ما قاله حلفاء السعودية أمس في لبنان في ذكرى أغتيال الحريري فخطاب سعد الحريري ووليد جنبلاط لم يتغير مع ان الحطاب السعودي على لسان مدير استخباراتها يبدو متغيرا
ولا شك أن لبنان افضل مجهر لكشف المصالح العربية المهدورة على مذبح الأنانيات والمصالح الشخصية الضيقة ففي ذلك البلد الصغير الذي تصارع فيه السوريون والسعوديون طويلا بالنيابة وبتشجيع هذا الفريق او ذاك تبين للجميع انه لا مبادئ خارج اطار المصلحة ولا ثوابت أكثر ثباتا من الجغرافيا لذا خسر السعوديون كثيرا في بلد يلعبون فيه بأوراق غيرهم ولا يحصدون في النهاية غير الفوضى التي صاروا جزءا منها بعد أن اصروا على التدخل بسبب تغليب الجانب الشخصي في قضايا بحجم عمد ورؤساء بلديات وليس بحجم رؤساء وملوك وربما كان الارث الاستخباري والنفوذ الاميركي فيه - وهذه اسرارها عند بندر وليس عند مقرن - هو الذي جعل الخلاف السعودي - السوري يبدو بلا نهاية وما يزال كذلك رغم المحاولات الأمنية لوضع حد له
صحيح أن القرارات بيد الاستخبارات وان الدبلوماسيين انما يطبقون القرار الاستخباري بصيغة ملطفة والاستخبارات السعودية كما يبدو تريد هذه الايام هدنة مع السوريين بعد أن انهك الصراع اللبناني الطرفين وأصابهما بمتاعب كثيرة كان يمكن تلافيها خصوصا بعد ان اصاب الهدر مصالح الطرفين دون أن ينفع حلفائهما داخل لبنان وخلال هذه الهدنة التي يمكن ان تكون تهدئة استخبارات لالتقاط الأنفاس ودراسة المتغيرات وهدنة متعبين في الوقت نفسه وخلال هذه الهدنة الهشة سيتبين بأي اتجاه تسير البوصلة الاميركية - الايرانية وعلى أساسها يمكن فهم الموقف السعودي المستاء منذ ايام الاسد الاب من تحاف دمشق وطهران.
الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يقوم بجهود لحل الخلافات العربية أعلن اكثر من مرة ان الوضع العربي أصبح فوضى لا تطاق وان المصالحة العربية "صعبة" وتعترضها عقبات عدة لكنها ليست ب"الامر المستحيل"، مؤكدا انها "يجب ان تكون وفق تفاهمات وعلى اسس واضحة"ولا بد أنه يعرف قبل غيره أن هذه التفاهمات غير ممكنة في المرحلة الحالية اما الأسس الواضحة فلن توجد ابدا بين دول تلحق الضرر بمصالحها الداخلية لترضي الخارج
لقد قال الرئيس السوري بعد لقاء الكويت مع الملك عبدالله انه لقاء لكسر الحليد وما بين كسر الجليد وتدفئة المياه والعلاقات مرحلة ما تزال طويلة
---------------------------
الصورة : الأمير مقرن بن عبد العزيز