آخـر هذه الملابسـات ما خطه الكاتب الذي أحبه"سمير عطا لله" في زاويته في جريدة الشرق الأوسط قبل مدة، حين ألصق بي الاسم الذي لا أتمناه رسمياً "ناصر الظواهري" وسمير هذه ليس بدعته الأولى مع أسماء الأشخاص والمناطق المحلية في الإمارات، رغم براعته اللغوية، فقد اصطدت له في طبعة كتابه الأولى"قافلة الحبر" عام 1994 المترجم عن الإنكليزية والذي يتحدث عن الرحالة الغربيين الذين مروا على المنطقة من 1762- 1950 وكان صيداً ثميناً نظراً لعدم مطابقة الاسم عربياً مع كتابته باللغة الإنجليزية، فهزاع ظهر حيزا، وجبل حفيت، جبل حافظ، وقبيلة الدروع ، أصبحت الدرو، وبني كتب، بني كتاب، والعوامر، العوامير، أما المويجعي فكانت المعيوق، وعبري، إبري، بنات فرحة، بنات فرحات وغيرها.
نعود إلى مآسي الأسماء المتقاربة، فهذه إما أن تكون نعمة إن كنت تشبهت بالكرام، وإما أن تكون نقمة إن كان الاسم مدرجاً على القوائم السوداء، والمطلوب رقم واحد للعدالة، وحلني حتى يفهم شرطي مطار تكساس أن لا علاقة تربطك بالظواهري، ساعة تختلط في رأسه كل أحداث 11 سبتمبر، فيشبك الظاهري بالظواهري بالإمارات بالشحي، وإذا كانت إنجليزتك لا تساعدك، فستثور وترتبك وستكفر حينها، وهذا كله ليس في صالحك. ولأن الظواهري أشهر من قناة الجزيرة، واسمه منطبع في العقل الباطن للناس، فكثيراً ما كانت تأتيني رسائل في الفنادق التي سكنتها وبالذات في مصر وبيروت والمغرب، رسائل باسمه، في البداية كنت أفزع وأحاول أن أشرح وأصحح، لكن مع الوقت بدأت أتجاهل المسألة، لكن ما يثير الأعصاب أن يكلمك مسؤول بدالة الفندق، ويطلبك في غرفتك بادئاً بـ "مستر" الظواهري: ممكن ننظف الغرفة أو ملابسك المكوية جاهزة، أو يظل صبي الفندق بلباسه الأحمر الزاهي، يحوط على الأعيان في بهو الفندق، وهو يقرع جرسه ويحمل لوحة اسمك أو يناديك بصوت عال: "مستر" الظواهري عليه مراجعة "الرسبشن".
أما أظرف موقف حدث لي، فكان في بيروت، وكنت حاضراً المؤتمر التأسيسي لمؤسسة الفكر العربي، فتلقيت دعوة من سفير السعودية في بيروت لحفلة عشاء على شرف سمو الأمير الملكي خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، تحت اسم"ناصر الظواهري" وكان من ضمن المؤسسين أخو أسامة بن لادن، فقلت للأمير مداعباً عند التوديع الله يعينك على إدارة هذه المؤسسة الوليدة التي فيها بن لادن والظواهري.
ومرة تلقيت دعوة عشاء من المغفور له رفيق الحريري، وكتب على بطاقة الدعوة "ناصر الظواهري" وكنت حريصاً أن لا أبرزها عند الدخول لكي لا يحدث سوء الفهم، ورغم ذلك حين قرأها المسؤول الأمني، جفلت عيناه، لكنني طمأنته بإبراز الطقم السيراميكي، ضاحكاً ومبتسماً ومبدياً كل الطيبة، حتى تسلك قدماي إلى داخل القصر. كلمة أخيرة لصاحب أجمل عمود.. سمير عطا الله، إذا سميتني بالظواهري، فأنت لا تنسى أنك عطا الله بعد.. وكلنا دافنينه سوا.. وإن كنت ناسي، بفكرك بـ 11 سبتمبر.