وحسب روايات المقربين اليه كان ناصر السعيد في طريقه الى اجراء مقابلة صحافية فتوجه من دمشق مكان اقامته الى حي معروف في بيروت الغربية ولم يعد. وفي خضم الحرب الاهلية اللبنانية والتعتيم الاعلامي في الحقبة السعودية الاعلامية اندثرت قضية اختطاف الرجل وصمت الجميع حتى هذه اللحظة ما عدا محاولة اعلامية متواضعة للتذكير بمأساته ومأساة عائلته التي فقدت والدا تجاوز حدود بيئته الضيقة ونذر حياته للعمل السياسي الذي تجاوز الهويات الضيقة واثبت قدرة على التنظيم على خلفية مجتمع لم يكن يعرف بعد سوى مفاهيم السلطة كسيف ومنسف.
ولد ناصر السعيد في مدينة حايل عام 1923 وكان من الاوائل الذين عاشوا فترة القمع السعودي الذي ارسى دعائمه حاكم المنطقة الجديد عبدالعزيز بن مساعد الجلوي احد اقرباء الملك عبدالعزيز الراحل الذي تقاسم هذا الشرف مع اخيه عبد الله الذي سلط سيفه على رقاب اهل الاحساء تلك المنطقة المهمة على ضفاف الخليج وذلك قبل حقبة النفط لموقعها الاستراتيجي وقربها من اهل القرار البريطانيين في الكويت والبحرين، حيث كانت المعبر للامدادات البريطانية الآتية الى الداخل السعودي هذا بالاضافة الى اهميتها كمصدر للدخل الذي توفره تجارة الموانئ الراسية في مرافئها. تربى ناصر السعيد مع جدته ويذكر انه دخل السجن معها وهو في عامه السابع على اثر حادثة وملاسنة بين هذه الجدة وامير المنطقة الجديد.
هاجر ناصر السعيد الى مخيمات ارامكو الحديثة طلبا للعمل بعد ان شحت موارد العيش في بلدته فانخرط في العمل مع صفوف العاملين من ابناء الجزيرة المهاجرين الى حقول النفط والوافدين من الخارج ومنهم الفلسطينيين القدامى الذين هجرتهم حرب 1948 فوجد بعضهم فرصا للعمل البدوي في النقل والحفر وحراسة المنشآت بالاضافة الى توفير البنية التحتية لصناعة النفط الجديدة. اكثر ما هاله حينها هو الوضع المزري لعمال ارامكو السعوديين والعرب وحالة العنصرية التي فرضتها شركة ارامكو ومسؤولوها الامريكيون حيث تبنت اسوأ انواع المعاملة والفصل بين العمال حسب لون بشرتهم وتردي وسائل النقل المتوفرة لهم والوجبات اليومية المقدمة لهم. كان ناصر من الاوائل الذين فطنوا لهذه العنصرية والتمييز اللذين احتاجا الى سيف السلطة السعودية وامير منطقة النفط. بدأت المواجهة عندما نظم ناصر السعيد صفوف العمال وبدأت التجمهرات والاضرابات والاعتقالات خاصة بعد ان استنجد مسؤولو ارامكو بحماة النفط ومنشآته. اعتقل عدة مرات على خلفية العصيان المدني ونفي بعدها الى مسقط رأسه ومن ثم اعيد الى عمله خوفا من ان يستغل وجوده بين اهله ومدينته وينشر فكر التمرد ضد الطغيان والاقصائية. وانتهت هذه المرحلة عام 1956 عندما نظم تجمهرا صاخبا لاستقبال الملك سعود ندد فيه باستغلال موارد النفط واحتكارها وتقاسمها حيث حرم منها العمال الذين بجهدهم دخلت السعودية مرحلة الطفرة النفطية. وبعد حملة اعتقالات واسعة رحل ناصر السعيد الى دمشق لمواصلة تحركه العمالي وانتقل بين عواصم عربية منها بغداد وصنعاء والقاهرة ولم يكف عن نضاله السلمي فكتب العرائض والمناشير وسلط الضوء على حقبة التسلط ومصادرة الموارد والنفط. كما حاول ان يحافظ على استقلالية زمن الاستقطاب العربي حينها. وطور فكره ومشروعه من حركة عمالية الى اتحاد سمي (اتحاد شعب الجزيرة العربية) جمع تحت اطيافه الكثير من ذوي الايديولوجيات المتباينة وكتب في صحف ومطبوعات متعددة منها صوت الطليعة والتي كانت منبرا لمناصرة الحقوق العامة ومواجهة الامبريالية الامريكية الجديدة في المنطقة.
لقد سبق ناصر السعيد شخصية اخرى وهي عبدالله الطريقي ابن مدينة الزلفي والذي ادى نضاله ودعواته لتأميم النفط الى فصله من وزارة النفط ونفيه ايضا الى بيروت. وبينما جرت في السعودية محاولة اعادة تأهيل الطريقي ونشر كتاب عن حياته ومواقفه الا ان ناصر السعيد يظل شخصية لا تتحمل السلطة السعودية حتى مراجعة نضاله او التذكير به خاصة وأنه ارتبط بمنطقة لا تزال موضع الشك والارتياب خاصة فيما يتعلق بولائها للعهد السعودي الجديد. فطمس ارث ناصر السعيد تماما كما طمس تاريخ هذه المنطقة حتى هذه اللحظة. وبعد ان فتحت ارشيفات الخارج وخاصة في الولايات المتحدة حيث تقبع مراسلات المسؤولين الامريكيين عن التحركات العمالية في مخيمات ارامكو ابوابها للباحثين والمؤرخين لاستقصاء الحقائق وجد البعض مادة دسمة تدين العنصرية الامريكية المتواطئة مع نظيرتها السعودية التي ادت الى قمع الحركة العمالية. فصدرت حينها مراسيم تحرم الاعتصام والتظاهر والتجمهر وكالعادة استنجدت السلطة السعودية بمطاوعتها لتحرم على شعبها المطالبة بحقوقه المشروعة بطرق سلمية وانتشرت فتاوى التحريم التي توارثتها الاجيال اللاحقة والتي لا تزال خطابات مقدسة يعمل بها حتى هذه اللحظة. من اهم الابحاث التي تطرقت للتواطؤ السعودي الامريكي هو كتاب روبرت فيتاليس وعنوانه مملكة امريكا حيث بذل جهدا كبيرا في تسليط الضوء على الامبراطورية الاقتصادية ومعاونيها المحليين. وبالطبع لم يلق خطاب هذا الكتاب استحسانا من اطياف كبيرة في الولايات المتحدة والسعودية ذاتها لانه يفضح حقيقة صريحة وهي الترابط بين الاقتصاد والسياسة حيث لا يمكن للاول ان يصل الى ارباحه المتوقعة دون تواطؤ السياسي المحلي. ويذهب ضحية ذلك ليس فقط الحقيقة بل شخصيات مناضلة ادت الى حادثة اختطاف ناصر السعيد عام 1979. وكان هذا العام حافلا بالاحداث فمن حركة جهيمان في المسجد الحرام الى اتفاقية كامب ديفيد مرورا بالثورة الايرانية ومن ثم الاحتلال السوفييتي لافغانستان استطاعت الجهات المنظمة لعملية الاختطاف ان تقوم بفعلتها الشيقة وسط مرحلة تاريخية مضطربة ادت الى اسدال الستار على حدث يدين الكثير من الاصابع المشاركة في اخفاء شخصية وحراك بدأ يأخذ ابعادا كبيرة. ولكن ستظل حادثة اختطاف ناصر السعيد حاضرة في ذاكرة الكثيرين مهما بذل من جهد لاخفائها وابعادها عن مخيلة الباحثين ومؤخرا وجدت سيرته ونضاله طريقها الى الارشيف الجديد المرتبط بالثورة المعلوماتية الحديثة على الانترنيت حيث تتناقل المواقع سيرته وتفاصيل حركته وسيرة نضاله وتصبح هذه السيرة الهاما لاجيال قادمة ترفض التقوقع ومقايضة الحقوق بالمال والرشاوى.
لقد علم ناصر السعيد جيله ابجديات التنظيم ومعنى الرفض ومفهوم الجماعة الذي ما تزال الاجيال اللاحقة تفتقده ولا تستطيع حتى ان تبدأ في تعلمه في ظل القمع الحالي الذي يمنع مفهوم الجماعة ويشخصن العلاقة بين الحاكم والمحكوم ليوفر ذلك فرصة اقتناص الرافضين واحدا واحدا دون ان يكون لهم فرصة لجمع طيف كبير خلف اي قضية مهما كانت صغيرة او كبيرة. حاليا تتفرد السلطة السعودية بالناشطين وهي بذلك تقطع عليهم فرصة تكوين مجموعة قد تمثل حركة شعبية ضاغطة مستقلة. وحتى لو كان ذلك عملا تطوعيا او خيريا فما بالك لو كان هذا الحراك يطالب بحراك شعبي ينتزع حقوقا للجميع. لقد نجحت اموال النفط وفتاوى تحريم مثل هذا العمل في ايصال المجتمع الى المرحلة الفردية والانانية فلا يتحرك ان سجن احدهم او حتى اختفى من الوجود كليا وحتى هذه اللحظة وفي يوم حقوق الانسان سنجد الكثيرين من الذين غيبوا في سجون منتشرة في عرض البلاد وطولها لمجرد انهم فكروا في تنظيم تجمهر او اعتصام كمساندة لقضية ما. ومنهم خالد العمير وزميله محمد العتيبِي عندما فكروا في اعتصام يساند اهل غزة.
لن تستطيع السعودية ان تطمس تاريخها الحافل في مجال حقوق الانسان الذي اودى بحياة الكثيرين في فترة سابقة كالشمراني وعبد الرؤوف الخنيزي وسعود المعمر ومحمد الربيع وغيرهم. سيبقى هذا الارشيف حيا وان لم تفتح ارشيفها المحلي فسيعتمد جيل جديد من الباحثين على صفحات اصبحت مفتوحة في مناطق كثيرة من العالم ولن يفيدها في عملية التغييب هذه ما تصرفه على كتاب السير الملكية الحاليين اصحاب الخطاب المعروف بسطحيته ونكهته النفطية. ستبقى قضية ناصر السعيد قضية حية لن تحل الغازها الا محاكمة مفتوحة موثقة بدلائل صارمة تعيد لآبي جهاد مكانته التي يستحقها في سيرة نضال شعب الجزيرة العربية قبل ان تصبح كلمة الجهاد كلمة تلوكها السنة كثيرة.
ولد ناصر السعيد في مدينة حايل عام 1923 وكان من الاوائل الذين عاشوا فترة القمع السعودي الذي ارسى دعائمه حاكم المنطقة الجديد عبدالعزيز بن مساعد الجلوي احد اقرباء الملك عبدالعزيز الراحل الذي تقاسم هذا الشرف مع اخيه عبد الله الذي سلط سيفه على رقاب اهل الاحساء تلك المنطقة المهمة على ضفاف الخليج وذلك قبل حقبة النفط لموقعها الاستراتيجي وقربها من اهل القرار البريطانيين في الكويت والبحرين، حيث كانت المعبر للامدادات البريطانية الآتية الى الداخل السعودي هذا بالاضافة الى اهميتها كمصدر للدخل الذي توفره تجارة الموانئ الراسية في مرافئها. تربى ناصر السعيد مع جدته ويذكر انه دخل السجن معها وهو في عامه السابع على اثر حادثة وملاسنة بين هذه الجدة وامير المنطقة الجديد.
هاجر ناصر السعيد الى مخيمات ارامكو الحديثة طلبا للعمل بعد ان شحت موارد العيش في بلدته فانخرط في العمل مع صفوف العاملين من ابناء الجزيرة المهاجرين الى حقول النفط والوافدين من الخارج ومنهم الفلسطينيين القدامى الذين هجرتهم حرب 1948 فوجد بعضهم فرصا للعمل البدوي في النقل والحفر وحراسة المنشآت بالاضافة الى توفير البنية التحتية لصناعة النفط الجديدة. اكثر ما هاله حينها هو الوضع المزري لعمال ارامكو السعوديين والعرب وحالة العنصرية التي فرضتها شركة ارامكو ومسؤولوها الامريكيون حيث تبنت اسوأ انواع المعاملة والفصل بين العمال حسب لون بشرتهم وتردي وسائل النقل المتوفرة لهم والوجبات اليومية المقدمة لهم. كان ناصر من الاوائل الذين فطنوا لهذه العنصرية والتمييز اللذين احتاجا الى سيف السلطة السعودية وامير منطقة النفط. بدأت المواجهة عندما نظم ناصر السعيد صفوف العمال وبدأت التجمهرات والاضرابات والاعتقالات خاصة بعد ان استنجد مسؤولو ارامكو بحماة النفط ومنشآته. اعتقل عدة مرات على خلفية العصيان المدني ونفي بعدها الى مسقط رأسه ومن ثم اعيد الى عمله خوفا من ان يستغل وجوده بين اهله ومدينته وينشر فكر التمرد ضد الطغيان والاقصائية. وانتهت هذه المرحلة عام 1956 عندما نظم تجمهرا صاخبا لاستقبال الملك سعود ندد فيه باستغلال موارد النفط واحتكارها وتقاسمها حيث حرم منها العمال الذين بجهدهم دخلت السعودية مرحلة الطفرة النفطية. وبعد حملة اعتقالات واسعة رحل ناصر السعيد الى دمشق لمواصلة تحركه العمالي وانتقل بين عواصم عربية منها بغداد وصنعاء والقاهرة ولم يكف عن نضاله السلمي فكتب العرائض والمناشير وسلط الضوء على حقبة التسلط ومصادرة الموارد والنفط. كما حاول ان يحافظ على استقلالية زمن الاستقطاب العربي حينها. وطور فكره ومشروعه من حركة عمالية الى اتحاد سمي (اتحاد شعب الجزيرة العربية) جمع تحت اطيافه الكثير من ذوي الايديولوجيات المتباينة وكتب في صحف ومطبوعات متعددة منها صوت الطليعة والتي كانت منبرا لمناصرة الحقوق العامة ومواجهة الامبريالية الامريكية الجديدة في المنطقة.
لقد سبق ناصر السعيد شخصية اخرى وهي عبدالله الطريقي ابن مدينة الزلفي والذي ادى نضاله ودعواته لتأميم النفط الى فصله من وزارة النفط ونفيه ايضا الى بيروت. وبينما جرت في السعودية محاولة اعادة تأهيل الطريقي ونشر كتاب عن حياته ومواقفه الا ان ناصر السعيد يظل شخصية لا تتحمل السلطة السعودية حتى مراجعة نضاله او التذكير به خاصة وأنه ارتبط بمنطقة لا تزال موضع الشك والارتياب خاصة فيما يتعلق بولائها للعهد السعودي الجديد. فطمس ارث ناصر السعيد تماما كما طمس تاريخ هذه المنطقة حتى هذه اللحظة. وبعد ان فتحت ارشيفات الخارج وخاصة في الولايات المتحدة حيث تقبع مراسلات المسؤولين الامريكيين عن التحركات العمالية في مخيمات ارامكو ابوابها للباحثين والمؤرخين لاستقصاء الحقائق وجد البعض مادة دسمة تدين العنصرية الامريكية المتواطئة مع نظيرتها السعودية التي ادت الى قمع الحركة العمالية. فصدرت حينها مراسيم تحرم الاعتصام والتظاهر والتجمهر وكالعادة استنجدت السلطة السعودية بمطاوعتها لتحرم على شعبها المطالبة بحقوقه المشروعة بطرق سلمية وانتشرت فتاوى التحريم التي توارثتها الاجيال اللاحقة والتي لا تزال خطابات مقدسة يعمل بها حتى هذه اللحظة. من اهم الابحاث التي تطرقت للتواطؤ السعودي الامريكي هو كتاب روبرت فيتاليس وعنوانه مملكة امريكا حيث بذل جهدا كبيرا في تسليط الضوء على الامبراطورية الاقتصادية ومعاونيها المحليين. وبالطبع لم يلق خطاب هذا الكتاب استحسانا من اطياف كبيرة في الولايات المتحدة والسعودية ذاتها لانه يفضح حقيقة صريحة وهي الترابط بين الاقتصاد والسياسة حيث لا يمكن للاول ان يصل الى ارباحه المتوقعة دون تواطؤ السياسي المحلي. ويذهب ضحية ذلك ليس فقط الحقيقة بل شخصيات مناضلة ادت الى حادثة اختطاف ناصر السعيد عام 1979. وكان هذا العام حافلا بالاحداث فمن حركة جهيمان في المسجد الحرام الى اتفاقية كامب ديفيد مرورا بالثورة الايرانية ومن ثم الاحتلال السوفييتي لافغانستان استطاعت الجهات المنظمة لعملية الاختطاف ان تقوم بفعلتها الشيقة وسط مرحلة تاريخية مضطربة ادت الى اسدال الستار على حدث يدين الكثير من الاصابع المشاركة في اخفاء شخصية وحراك بدأ يأخذ ابعادا كبيرة. ولكن ستظل حادثة اختطاف ناصر السعيد حاضرة في ذاكرة الكثيرين مهما بذل من جهد لاخفائها وابعادها عن مخيلة الباحثين ومؤخرا وجدت سيرته ونضاله طريقها الى الارشيف الجديد المرتبط بالثورة المعلوماتية الحديثة على الانترنيت حيث تتناقل المواقع سيرته وتفاصيل حركته وسيرة نضاله وتصبح هذه السيرة الهاما لاجيال قادمة ترفض التقوقع ومقايضة الحقوق بالمال والرشاوى.
لقد علم ناصر السعيد جيله ابجديات التنظيم ومعنى الرفض ومفهوم الجماعة الذي ما تزال الاجيال اللاحقة تفتقده ولا تستطيع حتى ان تبدأ في تعلمه في ظل القمع الحالي الذي يمنع مفهوم الجماعة ويشخصن العلاقة بين الحاكم والمحكوم ليوفر ذلك فرصة اقتناص الرافضين واحدا واحدا دون ان يكون لهم فرصة لجمع طيف كبير خلف اي قضية مهما كانت صغيرة او كبيرة. حاليا تتفرد السلطة السعودية بالناشطين وهي بذلك تقطع عليهم فرصة تكوين مجموعة قد تمثل حركة شعبية ضاغطة مستقلة. وحتى لو كان ذلك عملا تطوعيا او خيريا فما بالك لو كان هذا الحراك يطالب بحراك شعبي ينتزع حقوقا للجميع. لقد نجحت اموال النفط وفتاوى تحريم مثل هذا العمل في ايصال المجتمع الى المرحلة الفردية والانانية فلا يتحرك ان سجن احدهم او حتى اختفى من الوجود كليا وحتى هذه اللحظة وفي يوم حقوق الانسان سنجد الكثيرين من الذين غيبوا في سجون منتشرة في عرض البلاد وطولها لمجرد انهم فكروا في تنظيم تجمهر او اعتصام كمساندة لقضية ما. ومنهم خالد العمير وزميله محمد العتيبِي عندما فكروا في اعتصام يساند اهل غزة.
لن تستطيع السعودية ان تطمس تاريخها الحافل في مجال حقوق الانسان الذي اودى بحياة الكثيرين في فترة سابقة كالشمراني وعبد الرؤوف الخنيزي وسعود المعمر ومحمد الربيع وغيرهم. سيبقى هذا الارشيف حيا وان لم تفتح ارشيفها المحلي فسيعتمد جيل جديد من الباحثين على صفحات اصبحت مفتوحة في مناطق كثيرة من العالم ولن يفيدها في عملية التغييب هذه ما تصرفه على كتاب السير الملكية الحاليين اصحاب الخطاب المعروف بسطحيته ونكهته النفطية. ستبقى قضية ناصر السعيد قضية حية لن تحل الغازها الا محاكمة مفتوحة موثقة بدلائل صارمة تعيد لآبي جهاد مكانته التي يستحقها في سيرة نضال شعب الجزيرة العربية قبل ان تصبح كلمة الجهاد كلمة تلوكها السنة كثيرة.