نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


الزئبق الأحمر يرفع أسعار ماكينات الخياطة ويعيد انعاش مناخ الشعوذة في الخليج




رغم استخدامه في التطبيقات النووية أرتبط الزئبق الاحمر تقليديا بالسحر والشعوذة وهذا ما جعله يسهم حديثا في رفع اسعار ماكينات خياطة من ماركة معينة وفي انعاش مناخات الشعوذة في الخليج المستعد مثل بقية المجتمعات العربية للتفاعل مع الشائعات دون تدقيق وقد بدأت القصة حين ساهمت المنتديات الخليجية في نشر إشاعة حول نوع من ماكينات الخياطة من ماركة "كيسنجر" تحتوي كما قيل على مادة الزئبق الاحمر المستخدام في أعمال السحرو الشعوذة كما هو مستخدم في بعض التطبيقات النووية ، هذه الإشاعة كثفت طلبات الشراء للماكينات القديمة و رفعت أسعارها لارقام قياسية .


 الزئبق الأحمر يرفع أسعار ماكينات الخياطة ويعيد انعاش مناخ الشعوذة في الخليج
ظهور شائعة “الزئبق الأحمر" في الصحف و المجالس الخليجية و ما رافقها من تكرار على المنتديات ، خلق سباقاً محموماً للبيع والشراء بين الخليجين لماكينات الخياطة القديمة من ماركة كيسنجر و التى كانت البيوت الخليجية لا تخلو منها قبل ثلاثين عاماً و أكثر ، عندما كانت الامهات تخيط ملابس العائلة في أغلب البيوت ، او على أقل تقدير تعمل على تعديل الملابس القديمة و عمليات التطويل و التقصير و التى لا تحتاج الى استئجار خياط خاص و ذلك ضمن الإجراءات التى تتخذها الاسر الخليجية قديما لحصر النفقات من خلال الزوجة المدبرة ، و في كثير من البيوت ظلت تلك الماكينات ترقد في مخازن مظلمة كنوع من الحنين لتلك الأيام الحميمة و العمل المتواصل للزوجة الام ، لكن تلك الماكينات خرجت للنور يشكل مفاجئ و مذهل في الايام الماضية بظهور أخبار تقول ان الماكينات تحتوى على الزئبق الاحمر المطلوب بشدة لاعمال السحر والشعوذة من ناحية و من ناحية اخرى لبعض التطبيقات النووية.
و ترويج الشائعة على المنتديات – بحسن نية في كثير من الأحيان –ادى ليس فقط لانعاش مناخ الشعوذة والسحر بل اشعل المزايدات فى اسواق عدد من المدن الخليجية وأرجعت بعض المنتديات ذلك الى وجود سماسرة عرب على الحدود السعودية الأردنية يستهدفون شراء المكائن بأي سعر كان ، كما نقلت المنتديات عن مصادر إعلامية ان العديد من حالات البيع رُصدت في أسواق تبوك ومنها “الحراج والجادة” وهي أكثر الأماكن التي شهدت تجمعا لبيع المكائن خصوصا من المواطنين من مصدقي الإشاعة.
وذكرت بعض المنتديات الى أن سعر ماكينة يبيعها مواطن خليجي بلغ 80 الف ريال سعودي ، بل ان أحدهم رفض بيع الماكينة القديمة بهذا السعر مدعيا أن اشخاص سوف يشترونها بسعر أعلى بكثير ، و تذكر المصادر الاعلامية أن أحد المواطنين وقف على بيع إحدى المكائن في محافظة تيماء بمبلغ 120الف ريال
و على الرغم من تكذيب السلطات في أكثر من منطقة في الخلبج لشائعة الزئبق الاحمر ، فإن التكذيب لم يؤدي الي خفض الطلب على الماكينات الفديمة ، أو انحفاض الاسعار المجنونة .و قد تناولت الصحف الخليجية ايضا هذا الأمر الغريب و افردت في السعودية و قطر صفحات للراي الرسمي ، و لكن يبدو ان للمنتديات تأثر السحر نفسة و الذي لا يحتاج الى الزئبق الأحمر. اما المادة التى تحتوى عليها الماكينات فقد صرح مسؤل سعودي بان : ما مر عليّ هو انه في عملي بالمختبر الجنائي والتحليل الكيمائي هو وجود مادة كيميائية شديدة السمية ، و بالتحليل وجدت مادة تسمى كبريتيد الزيبقيك او الزئبق الثنائي ، او أكسيد الزئبق و تباع بارخص الاثمان .
حـقـيـقـة الـزئـبـق الأحـمـر
ويذكر تقرير اعد لعناية يوجينى وزير الخاوجية الروسي في وقت سابق ، و الذي وقع في يد المحقق الصحفي البريطاني غوين روبرتس بعد ذلك ، يذكر التقرير أن ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي بدأ بإنتاج هذه المادة عام 1968م في مركز " دوبنا " للأبحاث النووية ، وأن الكيماويين المتخصصين يعرفون هذه المادة بهذا الرمز (H925 B206) وهي مادة تبلغ كثافتها 23 جراماً في السنتيمتر المكعب . وقد أحدثت هذه الدرجة الفائقة من الكثافة بلبلة في عقول العلماء الغربيين ، إذ أنها أعلى من درجة كثافة أي مادة معروفة في العالم ، بما في ذلك المعادن النقية ومن المعروف أن كثافة الزئبق المستخدم في قياس درجات الحرارة تبلغ (6,13 ) جراماً في السنتيمتر المكعب ، فيما تبلغ كثافة البلوتونيوم النقي أقل قليلاً من (20) جراماً في السنتيمتر المكعب الواحد . ويعتبر الزئبق الأحمر من المواد النادرة جداً وثمنه قد يصل إلى ملايين الدولارات .
وقصة الزئبق الأحمر ارتبطت قديماً وحديثاً بالجن والشياطين والكنوز . ولكنه في الواقع يدخل مباشرة في صناعة الأسلحة المتطورة ، كما يدخل في صناعة النشاط الذري بمختلف أنواعه . ويؤكد بعض الباحثين في علم الآثار أن هناك بالفعل ما يسمى "الزئبق الأحمر" وهو عبارة عن بودرة معدنية حمراء اللون ذات إشعاع ، لا تزال تستخدم في عمليات ذات صلة بالانشطار النووي ومصدر تصنيعه وتصديره لدول العالم هو بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق ، إذ تقوم بعض العصابات بتهريبه من داخل المفاعلات النووية هناك ليباع بملايين الدولارات في بعض دول العالم .
وقد بدأ الحديث عن الزئبق الأحمر في الأصل بعدما عثر الأثري المصري زكي سعد على سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء " آمون.تف.نخت " قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة (27) ولا يزال هذا السائل محفوظاً في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية ، وتوجد داخل متحف التحنيط في مدينة الأقصر . وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى بالزئبق الأحمر المصري . وهذه المقبرة قد وجدت بحالتها ولم تفتح منذ تم دفنها ، وعندما تم فتح التابوت الخاص بالمومياء الخاص بـ " آمون.تف.نخت " وجد بجوارها سائل به بعض المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن :ملح نطرون ، ونشارة خشب ، وراتنج صمغي ، ودهون عطرية ، ولفائف كتانية ، وترينتينا .ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة ، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد ، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة
وقد أدى انتشار خبر اكتشاف هذه الزجاجة إلى وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال منها ما تداولته الصحف قبل عدة سنوات عن تعرض شخصية عربية مرموقة لعملية نصب عندما نصب عليه البعض بيع زجاجة تحتوي على الزئبق الأحمر المصري بمبلغ 27 مليون دولار .



الهدهد - منتديات
الجمعة 24 أبريل 2009