وهنا في لندن التقيت بأكثر من فتاة عربية أنهت دراستها وقررت عدم العودة لوطنها. «أرجوك دبّر لي طريقة تمكني من البقاء هنا». الحقيقة أنني التقيت مؤخرا بعدد من الخريجات اللواتي يعزمن على عدم الرجوع لبلدهن.
هذه ظاهرة تثير التفكير. كيف أن موظفة كبيرة بمنزلة وكيل وزير تفضل العيش كلاجئة في الغرب على العيش بمثل هذا المنصب الراقي في وطن كالعراق؟ من الواضح أن البطالة والأحوال السائدة في عالمنا أخذت تدفع المتعلمين للتفكير في الهجرة. بيد أن المتعلمات أخذن يشعرن بهذا الدافع لسبب إضافي آخر، وهو صعوبات التعايش مع الأنظمة الإسلاموية التي تمخض عنها الربيع العربي والانتخابات البرلمانية. فهذه الهجمة الإسلاموية على حقوق المرأة وحريتها جعلتها تفكر في الهروب من وطأة هذه الأنظمة.
سبق لي أن ذكرت أن الطبقة المتوسطة التي تتكون من المتعلمين والخريجين تصبو لحياة بهيجة حرة قوامها على الأغلب صنوف العيش المعاصر في الغرب، ومنها الاختلاط بين الجنسين والاستمتاع بأنماط الحياة المعاصرة من موسيقى وفنون وحرية السفر وممارسة الرياضات المختلفة كالسباحة وركوب الخيل والدراجات... إلخ. كان كل ذلك شائعا في دول الربيع العربي.
ترى المرأة العراقية على صفحات المجلات والصحف وشاشات التلفزيون والكومبيوتر والسينما، كيف تعيش مثيلاتها في الغرب وينعمن بمثل هذه الحياة. ولا بد أن تشعر بالأسف والأسى على حياتها وما تعانيه فيها من حرمان. يتفاقم هذا الشعور في الدول التي اختلت فيها النسبة بين الذكور والإناث، كالعراق، حيث تعذر حتى الزواج على كثير منهن. وتبدأ المرأة في آخر المطاف بالتفكير بالنزوح إلى الخارج. من لم تتمكن من ذلك، راحت تسعى لإرسال أبنائها وبناتها للنشوء في الغرب.
سيؤدي ذلك إلى نزيف خطير في الأدمغة العربية. يسعى بعض المتشددين لمعالجة ذلك بإعادة تثقيف الأولاد، أو بعبارة أخرى بغسل دماغ النشء الجديد.
لا أريد أن أناقش جدوى هذه الدعوة أو حكمتها. فقد يكون لها ما يبررها نفسيا في بلاد غارقة في بطالة وفقر يصعب أو يتعذر الخلاص منهما. بيد أن هذه الوصفة تتطلب مدة طويلة لتأتي بأكلها.
سبق لي أن ذكرت أن الطبقة المتوسطة التي تتكون من المتعلمين والخريجين تصبو لحياة بهيجة حرة قوامها على الأغلب صنوف العيش المعاصر في الغرب، ومنها الاختلاط بين الجنسين والاستمتاع بأنماط الحياة المعاصرة من موسيقى وفنون وحرية السفر وممارسة الرياضات المختلفة كالسباحة وركوب الخيل والدراجات... إلخ. كان كل ذلك شائعا في دول الربيع العربي.
ترى المرأة العراقية على صفحات المجلات والصحف وشاشات التلفزيون والكومبيوتر والسينما، كيف تعيش مثيلاتها في الغرب وينعمن بمثل هذه الحياة. ولا بد أن تشعر بالأسف والأسى على حياتها وما تعانيه فيها من حرمان. يتفاقم هذا الشعور في الدول التي اختلت فيها النسبة بين الذكور والإناث، كالعراق، حيث تعذر حتى الزواج على كثير منهن. وتبدأ المرأة في آخر المطاف بالتفكير بالنزوح إلى الخارج. من لم تتمكن من ذلك، راحت تسعى لإرسال أبنائها وبناتها للنشوء في الغرب.
سيؤدي ذلك إلى نزيف خطير في الأدمغة العربية. يسعى بعض المتشددين لمعالجة ذلك بإعادة تثقيف الأولاد، أو بعبارة أخرى بغسل دماغ النشء الجديد.
لا أريد أن أناقش جدوى هذه الدعوة أو حكمتها. فقد يكون لها ما يبررها نفسيا في بلاد غارقة في بطالة وفقر يصعب أو يتعذر الخلاص منهما. بيد أن هذه الوصفة تتطلب مدة طويلة لتأتي بأكلها.