جريدة زمان الوضل:في واحدة من أحدث أكاذيبه وفضائحه ، عمد الإعلام السوري الرسمي وتوابعه التي تطلق على نفسها اسم " إعلام مستقل أو خاص"، وهو الاسم الحركي للإعلام الذي تديره المخابرات العامة ، إلى تأليف وفبركة مقابلة مع وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر . ولم يكتف هذا الإعلام بذلك ، بل ادعى أيضا أن المقابلة أجريت مع كيسنجر من قبل مجلة التحقيقات الأميركية الأسبوعية الشهيرة " ذي نيويوركر"!!؟
وعلى مدار أسبوع كامل تقريبا ، لم تبق وسيلة من وسائل الإعلام تلك إلا ورددت "المقابلة" المزعومة كاملة أو بعضا منها ، بمناسبة وغير مناسبة . ولا يزال تريددها والإشارة إليها مستمرين حتى ساعة نشر هذا التقرير. كما أن العديد من ضيوف وسائل الإعلام تلك ( التلفزيون الرسمي، قناة الدنيا، الإذاعات المحلية..) انضموا هم أيضا إلى جوقة المرددين! والأطرف من هذا أن جميع من ذكروا "المقابلة" تحدثوا عن أنها أجريت من قبل "صحيفة" ذي نيويوركر! أي أنهم لا يعرفون حتى كونها "مجلة أسبوعية" ، رغم أنها تضم بين أسماء محرريها نخبة من أبرز صحفيي التحقيقات في العالم ، وعلى رأسهم سيمور هيرش!
"المقابلة" المفبركة تتحدث بلسان هنري كيسنجر فتقول " الرئيس حافظ الأسد هو الوحيد الذي هزمني في الماضي واليوم سورية بشار الأسد أدهشتني، فالشعب بغالبيته الساحقة يحبه ويقف معه ". وتضيف القول ، بلسانه أيضا ، "لقد اعتقدنا أن الرئيس حافظ الأسد قد نفى جميع الأغبياء خارج بلاده ولكن لحسن حظنا مايزال هناك 3 ملايين منهم، هل تعتقدون أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب؟ (يضحك ساخراً) بعدها ويقول: كل ذلك لأجل عيني إيران وسورية، لقد حاولت مع الرئيس حافظ الأسد وأنا أعترف أنه الشخص الوحيد الذي هزمني وقهرني في حياتي كلّها. (...) إن (ثورة سورية) أصبحت ومنذ آب 2011 حرباً عالمية ثالثة باردة، ولكنها ستسخن بعد عدة شهور هنا" .. إلخ ( لمن يريد ، النص الكامل المفبرك منشور نهاية التقرير).
لقد سمعنا عن مقابلات تفبرك باسم فنانات ورقاصات يعملن في العلب الليلية ، وحتى شخصيات عامة من الدرجة الأولى أو الهابطة. أما أن تفبرك مقابلة باسم هنري كيسنجر نفسه ، ويجري نسبها لوسيلة إعلام بمنزلة " ذي نيويوركر" ، فهذه " ماركة مسجلة" لم تحصل من قبل إلا مع إعلام النظام السوري الذي يستحق عليها براءة اختراع.
ليس معلوما بعد من هو النصاب الذي فبرك هذه المقابلة، ولماذا أقدم على فعلته الخيسسة تلك ، إذا وضعنا جانبا الغاية الدعائية الرخيصة والمبتذلة من ورائها . لكن ما هو معلوم هو أن الإعلام السوري ومشتقاته لا يزال الوحيد ـ على حسب علمنا ـ الذي يفبرك قصصا ومقابلات ، وحتى تقارير ، باسم صحف ومجلات ووسائل إعلام غربية لم يسمع بها أصحابها! وهو إذ يقدم على ذلك ، إنما يعترف بأن الجمهور الذي يتابعه ويصدقه هو من "الحوش" و "الرعاع" الذين يصدقون كل ما يقوله لهم دون أي نقاش. والواقع هو نفسه لا ينظر إليهم إلا بوصفهم كذلك ، وإلا لما كان يحتقرهم على هذا النحو، ولكن ماذا يمكن للمرء أن يأمله من إعلام يديره مثل عدنان محمود وصل به رخصه وابتذاله إلى حد الاحتيال على القانون واستخراج شهادة قيادة سيارة (عندما كان موظفا في وكالة "سانا") بالطريقة نفسها التي يلجأ إليها الزعران!؟
منذ سماعنا هذه "المقابلة" قبل نحو خمسة أيام ، أجرينا بحثا دقيقا في أرشيف المجلة المذكورة للتأكد منها، رغم أننا أدركنا من البداية أنها مفبركة ، لمعرفتنا بأن كيسنجر لا يتحدث بهذه الطريقة التي تشبه الطريقة التي يتحدث بها الإعلام الرسمي عن حافظ الأسد ونظامه! هذا ناهيك عن الابتذال والصبيانية والهرطقة التي انطوت عليها. ومع ذلك لم نكتف بالبحث في أرشيف المجلة ، بل حاولنا الاتصال برئيس تحريرها ديفيد ريمنك David Remnick للتأكد على نحو حاسم من الأمر، انطلاقنا من معرفتنا بأن هناك طبعتين من المجلة إذا جاز التعبير، واحدة ورقية وأخرى " أون لاين". وغالبا ما تكون هناك مواد منشورة في الأولى وليست منشورة في الثانية ، والعكس صحيح أيضا. وبعد ثلاثة أيام من المحاولات الفاشلة تمكنا من "الإمساك به". وما إن سمع الرجل بالقصة حتى أصيب بالدهشة والذهول ، حتى أنه أراد التأكد مما إذا كنا نعني " مقابلة" مع كيسنجر أم مجرد اقتباس منسوب إلى كيسنجر أوردته المجلة في إحدى أعدادها. فهو لم يستطع أن يصدق أن يقدم إعلام دولة ما على فعلة دنيئة من هذا النوع ، حتى وإن كان وزير إعلامها نصابا من فئة عدنان محمود، ومسؤولوها يكذبون في درجة الحرارة ونشرة الأحوال الجوية، ولديها قناة إخبارية لم تزل في " البث التجريبي" منذ 18 شهرا (!!)، ومستشارة رئيسها مذيعة "شعنونة" وطبل أجوف تدعى لونا الشبل!
يبقى أن نقول ، كي تكتمل المفارقة، إن آخر مقابلة أجراها كيسنجر مع صحيفة مطبوعة كانت في 27 تشرين الثاني نوفمبر مع"ديلي سكيب" Daily Squib .. ولم يذكر فيها اسم سوريا ولو مرة واحدة ، رغم أنها النقطة الأكثر سخونة والتهابا في العالم منذ بضعة أشهر!؟
وعلى مدار أسبوع كامل تقريبا ، لم تبق وسيلة من وسائل الإعلام تلك إلا ورددت "المقابلة" المزعومة كاملة أو بعضا منها ، بمناسبة وغير مناسبة . ولا يزال تريددها والإشارة إليها مستمرين حتى ساعة نشر هذا التقرير. كما أن العديد من ضيوف وسائل الإعلام تلك ( التلفزيون الرسمي، قناة الدنيا، الإذاعات المحلية..) انضموا هم أيضا إلى جوقة المرددين! والأطرف من هذا أن جميع من ذكروا "المقابلة" تحدثوا عن أنها أجريت من قبل "صحيفة" ذي نيويوركر! أي أنهم لا يعرفون حتى كونها "مجلة أسبوعية" ، رغم أنها تضم بين أسماء محرريها نخبة من أبرز صحفيي التحقيقات في العالم ، وعلى رأسهم سيمور هيرش!
"المقابلة" المفبركة تتحدث بلسان هنري كيسنجر فتقول " الرئيس حافظ الأسد هو الوحيد الذي هزمني في الماضي واليوم سورية بشار الأسد أدهشتني، فالشعب بغالبيته الساحقة يحبه ويقف معه ". وتضيف القول ، بلسانه أيضا ، "لقد اعتقدنا أن الرئيس حافظ الأسد قد نفى جميع الأغبياء خارج بلاده ولكن لحسن حظنا مايزال هناك 3 ملايين منهم، هل تعتقدون أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب؟ (يضحك ساخراً) بعدها ويقول: كل ذلك لأجل عيني إيران وسورية، لقد حاولت مع الرئيس حافظ الأسد وأنا أعترف أنه الشخص الوحيد الذي هزمني وقهرني في حياتي كلّها. (...) إن (ثورة سورية) أصبحت ومنذ آب 2011 حرباً عالمية ثالثة باردة، ولكنها ستسخن بعد عدة شهور هنا" .. إلخ ( لمن يريد ، النص الكامل المفبرك منشور نهاية التقرير).
لقد سمعنا عن مقابلات تفبرك باسم فنانات ورقاصات يعملن في العلب الليلية ، وحتى شخصيات عامة من الدرجة الأولى أو الهابطة. أما أن تفبرك مقابلة باسم هنري كيسنجر نفسه ، ويجري نسبها لوسيلة إعلام بمنزلة " ذي نيويوركر" ، فهذه " ماركة مسجلة" لم تحصل من قبل إلا مع إعلام النظام السوري الذي يستحق عليها براءة اختراع.
ليس معلوما بعد من هو النصاب الذي فبرك هذه المقابلة، ولماذا أقدم على فعلته الخيسسة تلك ، إذا وضعنا جانبا الغاية الدعائية الرخيصة والمبتذلة من ورائها . لكن ما هو معلوم هو أن الإعلام السوري ومشتقاته لا يزال الوحيد ـ على حسب علمنا ـ الذي يفبرك قصصا ومقابلات ، وحتى تقارير ، باسم صحف ومجلات ووسائل إعلام غربية لم يسمع بها أصحابها! وهو إذ يقدم على ذلك ، إنما يعترف بأن الجمهور الذي يتابعه ويصدقه هو من "الحوش" و "الرعاع" الذين يصدقون كل ما يقوله لهم دون أي نقاش. والواقع هو نفسه لا ينظر إليهم إلا بوصفهم كذلك ، وإلا لما كان يحتقرهم على هذا النحو، ولكن ماذا يمكن للمرء أن يأمله من إعلام يديره مثل عدنان محمود وصل به رخصه وابتذاله إلى حد الاحتيال على القانون واستخراج شهادة قيادة سيارة (عندما كان موظفا في وكالة "سانا") بالطريقة نفسها التي يلجأ إليها الزعران!؟
منذ سماعنا هذه "المقابلة" قبل نحو خمسة أيام ، أجرينا بحثا دقيقا في أرشيف المجلة المذكورة للتأكد منها، رغم أننا أدركنا من البداية أنها مفبركة ، لمعرفتنا بأن كيسنجر لا يتحدث بهذه الطريقة التي تشبه الطريقة التي يتحدث بها الإعلام الرسمي عن حافظ الأسد ونظامه! هذا ناهيك عن الابتذال والصبيانية والهرطقة التي انطوت عليها. ومع ذلك لم نكتف بالبحث في أرشيف المجلة ، بل حاولنا الاتصال برئيس تحريرها ديفيد ريمنك David Remnick للتأكد على نحو حاسم من الأمر، انطلاقنا من معرفتنا بأن هناك طبعتين من المجلة إذا جاز التعبير، واحدة ورقية وأخرى " أون لاين". وغالبا ما تكون هناك مواد منشورة في الأولى وليست منشورة في الثانية ، والعكس صحيح أيضا. وبعد ثلاثة أيام من المحاولات الفاشلة تمكنا من "الإمساك به". وما إن سمع الرجل بالقصة حتى أصيب بالدهشة والذهول ، حتى أنه أراد التأكد مما إذا كنا نعني " مقابلة" مع كيسنجر أم مجرد اقتباس منسوب إلى كيسنجر أوردته المجلة في إحدى أعدادها. فهو لم يستطع أن يصدق أن يقدم إعلام دولة ما على فعلة دنيئة من هذا النوع ، حتى وإن كان وزير إعلامها نصابا من فئة عدنان محمود، ومسؤولوها يكذبون في درجة الحرارة ونشرة الأحوال الجوية، ولديها قناة إخبارية لم تزل في " البث التجريبي" منذ 18 شهرا (!!)، ومستشارة رئيسها مذيعة "شعنونة" وطبل أجوف تدعى لونا الشبل!
يبقى أن نقول ، كي تكتمل المفارقة، إن آخر مقابلة أجراها كيسنجر مع صحيفة مطبوعة كانت في 27 تشرين الثاني نوفمبر مع"ديلي سكيب" Daily Squib .. ولم يذكر فيها اسم سوريا ولو مرة واحدة ، رغم أنها النقطة الأكثر سخونة والتهابا في العالم منذ بضعة أشهر!؟