فجماعة الإخوان المسلمين في مصر تكسّبت بشكل، ولا أروع، في قطف ثمار الثورة الشبابية، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، ولو عدنا بالذاكرة إلى بداية الثورة هناك، لما وجدنا حضوراً لـ«الإخوان» في التظاهرات، فكانت الأغلبية الساحقة من غير الملتحين، بل إن جماعة الإخوان ارتأت الصبر والحذر من المشاركة، وما إن أُطيح بالرئيس حتى قطفت الثمار والتكسّب بالحصول على كرسي الرئاسة.
في الكويت، لنلاحظ أمراً مهماً جداً، وهو مشاركة النواب (الإخوان) السابقين للتجمعات في ساحة «الإرادة»، ولنلاحظ أيضاً أنهم يشاركون بطرح أخف حدة، لكنهم هنا يسجلون للتاريخ فقط أنهم مع هذا الطرح كي يأتي اليوم الذي يقطفون فيه ثمار السوء! وهكذا هم الإخوان المسلمون في كل مكان، وإذا كان ذلك الشق السياسي، فالشق الاقتصادي أنكى وأمرّ، فالتنفع الحزبي، خاصة في تعاملاتهم مع بعض البنوك الإسلامية، يسير بشكل أكثر من رائع، وهذه هي الذراع الحقيقية لهم.
ختاماً، أذكّر بموقف آخر لـ«الإخوان» في انتخابات الجامعة، فبعد أن شعروا بضعفهم في القائمة الائتلافية خططوا وبنجاح، بإضافة أبناء القبائل من التوجّه ذاته في قوائمهم الانتخابية لضمان الاستمرار في النجاح، فهنيئاً لكم هذا التكسّب يا إخوان!