فقد قام الأسد بالاعتداء على لبنان عسكريا، كما أغرقه، وأغرق الأردن، باللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم قرابة الثلاثة ملايين لاجئ بمناطق مختلفة، ومنها تركيا، فما الذي تبقى ليصل الحريق للأردن؟! تهديد الأسد له معنى واحد فقط، وهو تهديد أمن الأردن مباشرة، وهذا أمر غير مستغرب منه، خصوصا أنه، أي الأسد، يتحدث بلغة تهديد واضحة، ويربط وجود سوريا بوجوده، حيث بدا متقمصا لشخصية سيف الإسلام القذافي إبان اندلاع الثورة الليبية، ولجأ لنفس منطق القذافي حين هدد بشل الملاحة الجوية فوق المتوسط، وهذا المنطق لا يدل على قوة الأسد بقدر ما يدل على أن الأسد بات «محشورا» عسكريا واقتصاديا.
فالأسد يتحدث، والتطورات العسكرية حول العاصمة دمشق تسير ضد أمانيه، وتنذر بنهاية حقبته الإجرامية، والتطورات السياسية من حوله لا تقل صعوبة على الإطلاق، بل إنها توحي بأن حجرا ضخما قد رمي في الماء السياسي السوري الراكد. ففي الوقت الذي يهدد فيه الأسد الأردن نجد أن هناك انتفاضة دبلوماسية عربية، كثيرا ما تمت المطالبة بها، حيث نرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يلتقي بالرئيس الأميركي باراك أوباما لمناقشة الأزمة السورية، وقبله ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وللأمر نفسه، وبعد أيام، سيستقبل أوباما أمير قطر، وبعدها بأيام يلتقي العاهل الأردني بالبيت الأبيض، وبعدهم بأسبوع، أو أكثر، سيستقبل أوباما رئيس الوزراء التركي، هذا عدا عن مشاركة وزير الخارجية الأميركي في اجتماع أصدقاء سوريا القادم بإسطنبول. وإذا أضفنا إلى كل ذلك إعلان أميركا عن إرسال قرابة مائتي فرد من قواتها إلى الأردن فستكتمل الصورة الكبرى حول سوريا، والتي تظهر لنا حجم التحرك الدولي الذي بات يلوح في الأفق، وأكثر من أي وقت مضى. وليس بالضرورة أن ينتج عن هذا التحرك عمل عسكري دولي، بقدر ما أنه سيطلق عملية تسليح الثوار، وبشكل ممنهج، وبأسلحة نوعية فعالة من شأنها الإسراع بحسم المعركة على الأرض، وتحديدا مضادات الطائرات.
ومن هنا يتضح أن الصورة الكبرى لضرورة التعامل الدولي السريع مع الأزمة السورية قد اكتملت، وكل ما ينقص هذه الصورة الآن هو المشجب الذي تعلق عليه، وتصريحات الأسد الأخيرة حول الأردن هي ذلك المشجب، فتهديد الأسد للأردن لن يوقف المجتمع الدولي بقدر ما أنه سيسرع تحركه. فما تناساه الأسد هو أنه، وكما يقول المثل، عندما تقع في حفرة فأول ما يجب فعله أن تتوقف عن الحفر، لكن الأسد لا يزال يواصل حفر حفرته لينتهي مثل نهاية القذافي.
فالأسد يتحدث، والتطورات العسكرية حول العاصمة دمشق تسير ضد أمانيه، وتنذر بنهاية حقبته الإجرامية، والتطورات السياسية من حوله لا تقل صعوبة على الإطلاق، بل إنها توحي بأن حجرا ضخما قد رمي في الماء السياسي السوري الراكد. ففي الوقت الذي يهدد فيه الأسد الأردن نجد أن هناك انتفاضة دبلوماسية عربية، كثيرا ما تمت المطالبة بها، حيث نرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يلتقي بالرئيس الأميركي باراك أوباما لمناقشة الأزمة السورية، وقبله ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وللأمر نفسه، وبعد أيام، سيستقبل أوباما أمير قطر، وبعدها بأيام يلتقي العاهل الأردني بالبيت الأبيض، وبعدهم بأسبوع، أو أكثر، سيستقبل أوباما رئيس الوزراء التركي، هذا عدا عن مشاركة وزير الخارجية الأميركي في اجتماع أصدقاء سوريا القادم بإسطنبول. وإذا أضفنا إلى كل ذلك إعلان أميركا عن إرسال قرابة مائتي فرد من قواتها إلى الأردن فستكتمل الصورة الكبرى حول سوريا، والتي تظهر لنا حجم التحرك الدولي الذي بات يلوح في الأفق، وأكثر من أي وقت مضى. وليس بالضرورة أن ينتج عن هذا التحرك عمل عسكري دولي، بقدر ما أنه سيطلق عملية تسليح الثوار، وبشكل ممنهج، وبأسلحة نوعية فعالة من شأنها الإسراع بحسم المعركة على الأرض، وتحديدا مضادات الطائرات.
ومن هنا يتضح أن الصورة الكبرى لضرورة التعامل الدولي السريع مع الأزمة السورية قد اكتملت، وكل ما ينقص هذه الصورة الآن هو المشجب الذي تعلق عليه، وتصريحات الأسد الأخيرة حول الأردن هي ذلك المشجب، فتهديد الأسد للأردن لن يوقف المجتمع الدولي بقدر ما أنه سيسرع تحركه. فما تناساه الأسد هو أنه، وكما يقول المثل، عندما تقع في حفرة فأول ما يجب فعله أن تتوقف عن الحفر، لكن الأسد لا يزال يواصل حفر حفرته لينتهي مثل نهاية القذافي.