نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إلى حرب على لبنان ولو صارت إقليمية

20/09/2024 - عبد الوهاب بدرخان

هجمات "البيجر" مُؤشّر حرب أوسع

20/09/2024 - عبدالجبار عكيدي

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي


الأزمة بين ايران والبحرين أكبر من حماقة سياسية




أزمتان خلال أشهر بسبب عودة ايران للمطالبة بالبحرين والثانية أخطر لأنها لم تصدر عن كاتب كما الأولى ( مقال حسين شريعتمداري ) بل عن أحد مساعدي خامنئي على أكبرناطق نوري رئيس مجلس التفتيش في مكتب مرشد الثورة الايرانية الذي قال في مشهد الاسبوع الماضي ان البحرين كانت في الاساس الولاية الرابعة عشرة لايران وانه كان لها نائب يمثلها في مجلس الشورى الايراني ومع هذا التصريح تسابق الزعماء العرب الذين تربطهم علاقات سيئة بايران الى المنامة للاعراب عن تضامنهم معها (الرئيس مبارك والملك عبدالله الثاني ) وسارع بعض المفكرين والكتاب البحارنة الى التقليل من خطورة تصريحات ناطق نوري التي تدخل حسب تحليلاتهم في باب الحماقة السياسية ومع الاحترام لهذا التخفيف الذي قدمه علي فخرو يظل السؤال قائما : ماذا لو لم تكن هذه التصريحات حماقة سياسية وهل سيصعب على ايران السيطرة على البحرين وغيرها بمجرد أن يتم الاعتراف دوليا بنفوذها الاقليمي في ما لو تحسنت علاقتها كما هو متوقع بالولايات المتحدة الاميركية في عهد اوباما ؟ التقرير التالي يرصد تداعيات هذه الأزمة الخطيرة .


 الأزمة بين ايران والبحرين  أكبر من  حماقة سياسية
المنامة محمد فاضل - تازمت العلاقات بين ايران والبحرين مؤخرا بسبب تصريحات ايرانية رات فيها المنامة مساسا بسيادتها، فيما تحولت المملكة الى نقطة تماس جديدة للخلافات الايرانية العربية بينما يتقاطر زعماء عرب الى المنامة "للتضامن".
ويصل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى المنامة اليوم الاربعاء في زيارة وصفها مسؤول بحريني رفيع تحدث لوكالة فرانس بانها "تتم للتعبير عن التضامن مع البحرين في مواجهة الادعاءات الايرانية".
وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للبحرين الاثنين في 16 شباط/فبراير الماضي "جاءت بالاساس للتعبير عن تضامن مصر مع البحرين".
واضاف المسؤول ان زيارة مبارك كانت زيارة "تضامن مع البحرين بالدرجة الاولى"، موضحا انه "ليس امرا عاديا ان يأتي الرئيس المصري في زيارة تستغرق ساعات".
وذكر المسؤول البحريني الرفيع ان زيارة الرئيس المصري السريعة "هي جزء من موقف مصري ثابت داعم للبحرين ودول الخليج" مشددا على ان "مصر لديها مسؤولية كبيرة حيال شقيقاتها".
وقبل وصول مبارك الى المنامة نقلت صحيفة "الاهرام" عن الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد ان زيارة مبارك للبحرين هي "زيارة تضامن ومساندة ودعم لمواجهة التحديات والمخاطر‏ التي تواجهها مملكة البحرين الشقيقة ومنطقة الخليج‏".
وفي اساس الازمة المتفجرة بين المنامة وطهران، تصريحات علي اكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، اعتبر فيها ان البحرين جزء من ايران.
لكن المسؤول البحريني اعتبر ان "المسألة بالنسبة للبحرين مختلفة عما يجري من صراع نفوذ في مناطق اخرى".
وقال هذا المسؤول ان التنافس العربي الايراني في ساحات مثل لبنان وفلسطين "هو صراع نفوذ سياسي اما بالنسبة للبحرين فالمسألة تتعلق بالسيادة والاستقلال".
تجاوز البلدان ازمة مماثلة في تموز/يوليو 2007 بسبب مقال كتبه حسين شريعتمداري كرر فيها القول بتبعية البحرين لايران، ما دفع حينها بوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى زيارة المنامة وتقديم توضيحات وتطمينات من القيادة الايرانية.
واكتفت المنامة حينها بهذه التوضيحات والتطمينات واعتبرت الازمة منتهية.
لكن الازمة الحالية دفعت البحرين الى وقف مفاوضات حول استيراد الغاز الطبيعي من ايران احتجاجا على تصريحات نوري وفق ما اكده لوكالة فرانس برس مسؤول بحريني رفيع.
وقال المسؤول ان "القرار اتخذ بعد التصريحات المؤسفة التي تمس بسيادة البحرين ولا تخدم العلاقات بين البلدين".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر الناشط والوزير البحريني السابق علي فخرو ان التصريحات التي ادلى بها نوري "ليس لها معنى" مشككا في ان تكون هذه التصريحات "مرتبطة بسياسة مدروسة على مستويات عليا في طهران".
وقال فخرو "لا يمكن ان اتصور ان تصريحات مثل هذه نابعة من سياسة مدروسة ولو كان ذلك صحيحا فان هذه حماقة سياسية كبرى (..) هذا لا ينسجم مع ما نعرفه عن حذر الايرانيين".
واضاف "لو كان الامر يتعلق بالعراق لفهمنا الامر لكن ان يورط شخص ايران في ازمة مثل هذه فهذا ليس مفهوما تماما وخطأ كبير".
وتساءل فخرو "ما هي المصلحة في تصريحات مثل هذه؟ (..) ايران تحتاج للدعم العربي في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها ولا يمكن ان نتصور منطقيا وعقلانيا وسياسيا ان تأتي وتستعدي العرب (..) لا يمكن ان تكون هذه سياسة مدروسة".
وكانت البحرين احتجت رسميا في 12 شباط/فبراير على تصريحات ناطق نوري في مدينة مشهد الايرانية.
وقالت وكالة انباء البحرين ان ناطق نوري "ادعى بتبعية البحرين لايران واصفا اياها بأنها كانت فى الاساس المحافظة الايرانية الرابعة عشرة وكان يمثلها نائب فى مجلس الشورى الوطني".
واوضحت الوكالة ان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة ابلغ السفير الايراني في البحرين "احتجاج مملكة البحرين على التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الايرانيين والتى تمس سيادة واستقلال مملكة البحرين".
واضافت الوكالة ان وزير الخارجية اكد خلال اللقاء ان التصريحات الاخيرة لعدد من المسؤولين الايرانيين تتعارض مع علاقات حسن الجوار بين البلدين" و"مع ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".
وكانت الخارجية البحرينية طلبت ايضا ايضاحات من السفارة الايرانية في المنامة في الرابع من شباط/فبراير حول تصريحات مشابهة صدرت عن مسؤول ايراني في 27 كانون الثاني/يناير.
ومع كل هذه التطورات وبدونها تظل الاسئلة مشروعة عن طموحات ايران ودورها الاقليمي الذي تعمل على تعزيزه بدأب من قبل ثورتها الاسلامية
----------------------------------
الصورة : علي اكبر ناطق نوري رئيس مجلس التفتيش في مكتب مرشد الثورة الاسلامية

محمد فاضل
الاربعاء 18 فبراير 2009