ويبدو أن كل شخص وجد مبتغاه في هذا الخطاب . كما أن أوباما وضع فيه مبتغاه هو . فقد تضمن خطاب القاهرة ثلاث نقاط أساسية أراد أوباما أن يمررها وهي نقاط مقتنع بها : المصالحة الأمريكية مع العالمين العربي والإسلامي بهدف تحسين صورة أمريكا لدى شعوب هذه الدول وبالتالي تحجيم هوة الكراهية لأمريكا لديها , والسلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط من منطلق المصلحة الأمريكية, وحل القضية الفلسطينية بحدود معترف بها دوليا عن طريق وقف إستعمار الأراضي الفلسطينية من جانب إسرائيل الشيء الذي يساعده في التقدم بمخططه السياسي , كما أعرب عن ذلك في عدد من مواقفه.
ومن السابق لأوانه أن نقرر مدى نجاح أوباما في تحقيق أهدافه هذه. ولكن يمكن القول أنه إستمر في مواقفه وتحدث عن ذلك في رحلته إلى ألمانيا ومنها إلى فرنسا . وقد إستعمل لغة لم يكن الإسرائيليون ولا حتى العرب ولا العالم قد سمعها من قبل من رئيس أمريكي . ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع مستشارة ألمانيا ميركل قال : " إن الحل الوحيد في منطقة الشرق الأوسط هو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل يكون لهما حدود دولية معترف بها من دول العالم " . وكرر نفس الشيء في فرنسا وأضاف :" إنني أنتظر أن يعترف الطرفان بأن مصيرهما مرتبط " .
واستمر أوباما بوضع الضغط على إسرائيل حين رفض عن طريق تصريح وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون قبول إدعاء إسرائيل أن هناك إتفاقيات شفهية أبرمت بين رؤساء أمريكيين وبين إسرائيل تتعلق بالمستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية , حيث قالت كلينتون بما معناه أن إدارة أوباما غير ملتزمة بمثل هذه الإتفاقيات . ومعروف أن الإلتزام يكون عادة بالإتفاقيات الموقعة . وهذه لغة لم تعهدها إسرائيل من قبل .
ثم كانت هناك واقعة أخرى وهي أنه عندما اصر الإسرائيليون على موقفهم الرافض من تجميد المستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة , قال لهم جورج ميتشل :"إذن سنتحول إلى مشكلة الحدود الدائمة ". وهو موضوع تحاول إسرائيل أن لا تضعه على الطاولة .
وأخيرا كانت التعليمات التي أعطاها أوباما لممثله في الشرق الأوسط جورج ميتشل قبل سفره برحلته الأخيرة في الأسبوع الأول من شهر حزيران/ يونيو 2009 بأن يعمل كل ما في وسعه لجلب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للدخول في "مفاوضات " وليس في" محادثات " بحيث تؤدي هذه المفاوضات إلى قيام دولة فلسطينية , وهي لغة لم تعهدها تل ــ أبيب من واشنطن .
وفوق كل شيء يعرف الإسرائليون أنه لم يكن محض صدفه أن تحدث أوباما عن معاناة اليهود في أوروبا ومعانات الفلسطينيين تحت الإحتلال الإسرائيلي , ليقرر أن :" الجانبين بحاجة كل منهما إلى دولة مستقلة " . لغة ليس فقط لم تستعمل سابقا من جانب رئيس أمريكي بل أثارت حفيظة الإسرائيليين والصهاينة.
كل هذه المواقف التي جاءت بعد خطاب أوباما في القاهرة تؤكد أن الرئيس الأمريكي معني في الوصول إلى حل .ومعني أن تفهم إسرائيل ويفهم العرب وكذلك العالم , بأنه جاد في مساعيه, خصوصا وأنه إستعمل بعض الإصطلاحات لم يستعملها رئيس أمريكي من قبل .
و من المعروف أن إسرائيل على إستعداد أن تقبل شعارات بأي موضوع طالما أنها غير ملزمة , أو تقبل إتفاقيات تعرف مسبقا أن في إمكانها عدم تنفيذها وتحصل على دعم أمريكي في تنفيذ ذلك . وهذا ما عايشته القضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين سنة .
فقد رفعت الولايات المتحدة الأمريكية طيلة هذا الوقت مظلة أمنية فوق إسرائيل في الأمم المتحدة . حيث لم تسمح بتمرير أي قرار في مجلس الأمن يتعلق بالمشكلة الفلسطينية خصوصا حق العودة . فهل ستبقى هذه المظلة مرفوعة ؟ فعلى سبيل المثال إذا قُدم مشروع قرار ينادي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل , فهل ستستعمل الولايات المتحدة حق النقض ( الفيتو ) ضده ؟ الخلفية التاريخية تقول نعم . وموقف أوباما وإدارته تقول عكس ذلك .
فمهما يكن الأمر فإن كل هذه المواقف تصب في خانة " المصالح الأمريكية في المنطقة "ونحن نعرف أن كل دولة تعمل لصالحها أولا . فقد قال أوباما في خطابه في القاهرة : " أن قيام الدولة الفلسطينية هو من مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين والعالم كله ". وبنفس واحد قال " إن الولايات المتحدة متعهدة بضمان أمن إسرائيل ولن تدير ظهرها للفلسطينيين". ولكن ماذا سيحدث عندما ترى الولايات المتحدة أن مواقف إسرائيل تتناقض مع مصالحها في المنطقة؟ سؤال يجب أن يطرح على أوباما .
هنا يأتي مربط الفرس . فقد قدم أوباما شفهيا كل ما عنده , ولم يأخذ بعين الإعتبار إلا مصلحة أمريكا. وقد حان موعد التنفيذ العملي على الأرض , فإذا لم يحدث ذلك فإن رصيده العالمي قد يبدأ بالتراجع . بمعنى آخر إنتهى موسم الكلام وبدأ موسم العمل .
ولكن أوباما في مسيرته هذه بحاجة إلى صوت من العرب , صوت يرفع خطابا عربيا واضحا ، وليس بالضرورة أن يكون متفقا مع كل ما جاء في خطاب أوباما في القاهرة , أو بمواقفه خلال رحلته السياسية . نحن نعرف أن لمواقف أوباما إيجابيات وسلبيات في هذه المرحلة ( من وجهة نظرنا ) , ولكن بلا شك أنها مرحلة جديدة تحتاج إلى مواقف عربية جريئة .
وتاريخنا الحديث يعلمنا أن الأصوات العربية الرسمية عادة تكون همسا "حفظا على وحدة الشارع في كل دولة " , و تخوفا من التحدث علنا وبصراحة لكي لا يكون هناك تناقض في الكلام. وهذا ينطبق على الدول " المعتدلة" والدول " غير المعتدلة " . فالساحة السياسية الآن بحاجة ماسة لهذا الصوت العربي , وكفانا مديحا رسميا بخطاب أوباما . فبدون هذا الصوت العربي الواضح الذي لم نتعود عليه , لن يستطيع أوباما السير قدما , واضعا كل رصيده الشعبي على " كف عفريت " يرفض أن يخرج من قارورته .
فالدور العربي الواضح وغير المستسلم والرافض لأي تنازلات إضافية , يجب أن يطفو على السطح وبسرعة , فأي تقاعس سيؤدي إلى إضعاف الموقف وستكر خلفه تنازلات عربية , وإسرائيل والصهيونية تعرفان كيف تستغلان مثل هذه المواقف .
نحن نعرف أن مأساتنا في ذاتنا , وقد حان الوقت أن نتخطى ذلك في هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة العربية رافعين صوتنا ومصممين ش المحافظة على مصالحنا القومية أولا , وليكن باراك أوباما عاملا مساعدا في حل قضايانا .
ومن السابق لأوانه أن نقرر مدى نجاح أوباما في تحقيق أهدافه هذه. ولكن يمكن القول أنه إستمر في مواقفه وتحدث عن ذلك في رحلته إلى ألمانيا ومنها إلى فرنسا . وقد إستعمل لغة لم يكن الإسرائيليون ولا حتى العرب ولا العالم قد سمعها من قبل من رئيس أمريكي . ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع مستشارة ألمانيا ميركل قال : " إن الحل الوحيد في منطقة الشرق الأوسط هو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل يكون لهما حدود دولية معترف بها من دول العالم " . وكرر نفس الشيء في فرنسا وأضاف :" إنني أنتظر أن يعترف الطرفان بأن مصيرهما مرتبط " .
واستمر أوباما بوضع الضغط على إسرائيل حين رفض عن طريق تصريح وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون قبول إدعاء إسرائيل أن هناك إتفاقيات شفهية أبرمت بين رؤساء أمريكيين وبين إسرائيل تتعلق بالمستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية , حيث قالت كلينتون بما معناه أن إدارة أوباما غير ملتزمة بمثل هذه الإتفاقيات . ومعروف أن الإلتزام يكون عادة بالإتفاقيات الموقعة . وهذه لغة لم تعهدها إسرائيل من قبل .
ثم كانت هناك واقعة أخرى وهي أنه عندما اصر الإسرائيليون على موقفهم الرافض من تجميد المستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة , قال لهم جورج ميتشل :"إذن سنتحول إلى مشكلة الحدود الدائمة ". وهو موضوع تحاول إسرائيل أن لا تضعه على الطاولة .
وأخيرا كانت التعليمات التي أعطاها أوباما لممثله في الشرق الأوسط جورج ميتشل قبل سفره برحلته الأخيرة في الأسبوع الأول من شهر حزيران/ يونيو 2009 بأن يعمل كل ما في وسعه لجلب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للدخول في "مفاوضات " وليس في" محادثات " بحيث تؤدي هذه المفاوضات إلى قيام دولة فلسطينية , وهي لغة لم تعهدها تل ــ أبيب من واشنطن .
وفوق كل شيء يعرف الإسرائليون أنه لم يكن محض صدفه أن تحدث أوباما عن معاناة اليهود في أوروبا ومعانات الفلسطينيين تحت الإحتلال الإسرائيلي , ليقرر أن :" الجانبين بحاجة كل منهما إلى دولة مستقلة " . لغة ليس فقط لم تستعمل سابقا من جانب رئيس أمريكي بل أثارت حفيظة الإسرائيليين والصهاينة.
كل هذه المواقف التي جاءت بعد خطاب أوباما في القاهرة تؤكد أن الرئيس الأمريكي معني في الوصول إلى حل .ومعني أن تفهم إسرائيل ويفهم العرب وكذلك العالم , بأنه جاد في مساعيه, خصوصا وأنه إستعمل بعض الإصطلاحات لم يستعملها رئيس أمريكي من قبل .
و من المعروف أن إسرائيل على إستعداد أن تقبل شعارات بأي موضوع طالما أنها غير ملزمة , أو تقبل إتفاقيات تعرف مسبقا أن في إمكانها عدم تنفيذها وتحصل على دعم أمريكي في تنفيذ ذلك . وهذا ما عايشته القضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين سنة .
فقد رفعت الولايات المتحدة الأمريكية طيلة هذا الوقت مظلة أمنية فوق إسرائيل في الأمم المتحدة . حيث لم تسمح بتمرير أي قرار في مجلس الأمن يتعلق بالمشكلة الفلسطينية خصوصا حق العودة . فهل ستبقى هذه المظلة مرفوعة ؟ فعلى سبيل المثال إذا قُدم مشروع قرار ينادي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل , فهل ستستعمل الولايات المتحدة حق النقض ( الفيتو ) ضده ؟ الخلفية التاريخية تقول نعم . وموقف أوباما وإدارته تقول عكس ذلك .
فمهما يكن الأمر فإن كل هذه المواقف تصب في خانة " المصالح الأمريكية في المنطقة "ونحن نعرف أن كل دولة تعمل لصالحها أولا . فقد قال أوباما في خطابه في القاهرة : " أن قيام الدولة الفلسطينية هو من مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين والعالم كله ". وبنفس واحد قال " إن الولايات المتحدة متعهدة بضمان أمن إسرائيل ولن تدير ظهرها للفلسطينيين". ولكن ماذا سيحدث عندما ترى الولايات المتحدة أن مواقف إسرائيل تتناقض مع مصالحها في المنطقة؟ سؤال يجب أن يطرح على أوباما .
هنا يأتي مربط الفرس . فقد قدم أوباما شفهيا كل ما عنده , ولم يأخذ بعين الإعتبار إلا مصلحة أمريكا. وقد حان موعد التنفيذ العملي على الأرض , فإذا لم يحدث ذلك فإن رصيده العالمي قد يبدأ بالتراجع . بمعنى آخر إنتهى موسم الكلام وبدأ موسم العمل .
ولكن أوباما في مسيرته هذه بحاجة إلى صوت من العرب , صوت يرفع خطابا عربيا واضحا ، وليس بالضرورة أن يكون متفقا مع كل ما جاء في خطاب أوباما في القاهرة , أو بمواقفه خلال رحلته السياسية . نحن نعرف أن لمواقف أوباما إيجابيات وسلبيات في هذه المرحلة ( من وجهة نظرنا ) , ولكن بلا شك أنها مرحلة جديدة تحتاج إلى مواقف عربية جريئة .
وتاريخنا الحديث يعلمنا أن الأصوات العربية الرسمية عادة تكون همسا "حفظا على وحدة الشارع في كل دولة " , و تخوفا من التحدث علنا وبصراحة لكي لا يكون هناك تناقض في الكلام. وهذا ينطبق على الدول " المعتدلة" والدول " غير المعتدلة " . فالساحة السياسية الآن بحاجة ماسة لهذا الصوت العربي , وكفانا مديحا رسميا بخطاب أوباما . فبدون هذا الصوت العربي الواضح الذي لم نتعود عليه , لن يستطيع أوباما السير قدما , واضعا كل رصيده الشعبي على " كف عفريت " يرفض أن يخرج من قارورته .
فالدور العربي الواضح وغير المستسلم والرافض لأي تنازلات إضافية , يجب أن يطفو على السطح وبسرعة , فأي تقاعس سيؤدي إلى إضعاف الموقف وستكر خلفه تنازلات عربية , وإسرائيل والصهيونية تعرفان كيف تستغلان مثل هذه المواقف .
نحن نعرف أن مأساتنا في ذاتنا , وقد حان الوقت أن نتخطى ذلك في هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة العربية رافعين صوتنا ومصممين ش المحافظة على مصالحنا القومية أولا , وليكن باراك أوباما عاملا مساعدا في حل قضايانا .