كانت الفكرة في نظره ترتكز، على "أنسنة" الإنسان للحيوان، فاعترض فطرتها وأُجبرها على أكل علف، ما هو إلا بقايا ماشية نافقة، فكانت الكارثة بدل المعجزة!.
إستئناس الحيوانات وتسخيرها وتطويعها لخدمة الإنسان منذ الأزل، والتنْفع والمتاجرة بها، أمر مشروع ومباح، حتى تعددت منافعها واستخداماتها العصرية إلى أبعد من ذلك، تحت دعاوى إنسانية وطبية وترفيهية، ليست في حقيقتها سوى "جريمة كاملة"، يمارس فيها إزهاق الأرواح الجماعي والإساءة المتعمدة، في أخلاقيات وآليات التسخير المُهين لها، مع ذلك، لم نتذمر من مشهد راقص لقرد، أو لحصان، أو فيل، أو دب، أو ثعبان، أو لمشهد، وهذا هو الأنكى، مقتل العشرات في سوق شعبي نتيجة اختراق لحمار مفخخ!.
وفي مقاربة لمشهدين دراميين، يعكسان مفارقة على صعيد "إنسانية" الحيوان و"حيوَنة" الإنسان، تتبدى "سوريالية" لا تخلو من السخرية السوداء من الطرق التي قد ينتهجها الإنسان "العاقل"، للإيقاع بأخيه الإنسان، وإن يكن باقتباس صفات التصقت بأجناس غير عاقلة، لم تخرج عن كينونتها، وظلت منسجمة مع فطرتها وخاصيتها، وتؤمن احتياجاتها ضمن حدود بيئتها!، بخلاف الإنسان. مع ذلك، فنعت أحدهم بالثعبان أو بالثعلب أو بالحمار، هو محل إستغراب، رغم أن النعت لن يزعج الثعلب أو الحمار البته، بل على العكس سيرفع من رصيدهما في هذه المقارنة غير العادلة!.
المشهد الدرامي الأول لأمرأة تطلقت بعد أن اكتشفت حقيقة زوجها المُشينة، التي بدت مختلفة تماماً عن صورة التقي الورع، المتحضر الكريم، التي رأتها قبل الزواج، حيث ارتكزت في تقييمها الأولي على وسامته وعلى مسبحة من "الكهرمان" كان يمسكها دائما ً في يده اليسرى!.
المشهد الثاني مرافعة لمحامٍ ترافع فيها عن موكله، المتهم في سرقة حمار، فلاحظ شيئاً من فقر وبؤس بديا واضحين على هيئته، مما يعني استحالة إقدامه على ارتكاب جريمة السرقة، وكأنها الدليل الدامغ على براءته ونزاهته، ففاجأه القاضي بعد أن انتهى من مرافعته الحامية بسؤاله: يا أستاذ (...)، هل أنت متأكد من مواصفات الحمار المسروق؟!.
فأجابه بسؤال لا يخلو من الدهشة: ماذا تقصد حضرة القاضي؟.
فأجابه القاضي: الحمار الموّثق لدي، يختلف عن مواصفات الحمار الذي ذكرته في مرافعتك، موكلك متهم بسرقة حمار أثري يا أستاذ!!!.
وفي نظرة شمولية، للأطراف "المستحمَرة" أو "المستحمِرة"، وأمثالهم كثر في هذه الحياة، يتضح أنهم غالبا ً أشخاص خُدعوا بظاهر الأمور، دون أي محاولة منهم لاستجلاء الصورة أو الحقائق، فتم "استحمارهم" والتغرير بهم، ومن ثم استغلالهم بأسلوب فيه من المقابسة لنظرية "الحيوَنة" الشيء الكثير.
هي نفوس ما انفكْت تنافس مخلوقات غير عاقلة، في بعض خصائصها لتحقيق مآربها و"مشاريعها" الدنيوية!!!.
فاطمه اللامي
Esmeralda8844@gmail.com
إستئناس الحيوانات وتسخيرها وتطويعها لخدمة الإنسان منذ الأزل، والتنْفع والمتاجرة بها، أمر مشروع ومباح، حتى تعددت منافعها واستخداماتها العصرية إلى أبعد من ذلك، تحت دعاوى إنسانية وطبية وترفيهية، ليست في حقيقتها سوى "جريمة كاملة"، يمارس فيها إزهاق الأرواح الجماعي والإساءة المتعمدة، في أخلاقيات وآليات التسخير المُهين لها، مع ذلك، لم نتذمر من مشهد راقص لقرد، أو لحصان، أو فيل، أو دب، أو ثعبان، أو لمشهد، وهذا هو الأنكى، مقتل العشرات في سوق شعبي نتيجة اختراق لحمار مفخخ!.
وفي مقاربة لمشهدين دراميين، يعكسان مفارقة على صعيد "إنسانية" الحيوان و"حيوَنة" الإنسان، تتبدى "سوريالية" لا تخلو من السخرية السوداء من الطرق التي قد ينتهجها الإنسان "العاقل"، للإيقاع بأخيه الإنسان، وإن يكن باقتباس صفات التصقت بأجناس غير عاقلة، لم تخرج عن كينونتها، وظلت منسجمة مع فطرتها وخاصيتها، وتؤمن احتياجاتها ضمن حدود بيئتها!، بخلاف الإنسان. مع ذلك، فنعت أحدهم بالثعبان أو بالثعلب أو بالحمار، هو محل إستغراب، رغم أن النعت لن يزعج الثعلب أو الحمار البته، بل على العكس سيرفع من رصيدهما في هذه المقارنة غير العادلة!.
المشهد الدرامي الأول لأمرأة تطلقت بعد أن اكتشفت حقيقة زوجها المُشينة، التي بدت مختلفة تماماً عن صورة التقي الورع، المتحضر الكريم، التي رأتها قبل الزواج، حيث ارتكزت في تقييمها الأولي على وسامته وعلى مسبحة من "الكهرمان" كان يمسكها دائما ً في يده اليسرى!.
المشهد الثاني مرافعة لمحامٍ ترافع فيها عن موكله، المتهم في سرقة حمار، فلاحظ شيئاً من فقر وبؤس بديا واضحين على هيئته، مما يعني استحالة إقدامه على ارتكاب جريمة السرقة، وكأنها الدليل الدامغ على براءته ونزاهته، ففاجأه القاضي بعد أن انتهى من مرافعته الحامية بسؤاله: يا أستاذ (...)، هل أنت متأكد من مواصفات الحمار المسروق؟!.
فأجابه بسؤال لا يخلو من الدهشة: ماذا تقصد حضرة القاضي؟.
فأجابه القاضي: الحمار الموّثق لدي، يختلف عن مواصفات الحمار الذي ذكرته في مرافعتك، موكلك متهم بسرقة حمار أثري يا أستاذ!!!.
وفي نظرة شمولية، للأطراف "المستحمَرة" أو "المستحمِرة"، وأمثالهم كثر في هذه الحياة، يتضح أنهم غالبا ً أشخاص خُدعوا بظاهر الأمور، دون أي محاولة منهم لاستجلاء الصورة أو الحقائق، فتم "استحمارهم" والتغرير بهم، ومن ثم استغلالهم بأسلوب فيه من المقابسة لنظرية "الحيوَنة" الشيء الكثير.
هي نفوس ما انفكْت تنافس مخلوقات غير عاقلة، في بعض خصائصها لتحقيق مآربها و"مشاريعها" الدنيوية!!!.
فاطمه اللامي
Esmeralda8844@gmail.com