كان هناك رجل عجوز يعيش في ولاية 'تشو' الاقطاعية، وقد استطاع هذا الرجل البقاء على قيد الحياة من خلال احتفاظه بقردة لخدمته، وكان أهالي 'تشو' يسمونه 'جو غونغ' أي 'سيد القردة'. كان الرجل العجوز يجمع القردة كل صباح في ساحته ويأمر أكبرها أن يقودها الى الجبال لجمع الفاكهة من الأجمة والأشجار. وكان 'سيد القردة' يفرض على قردته الكادحة شرطاً وهو أن يقدِّم كل قرد له عُشر ما جمع، ويعاقب كلَّ قرد لم يفعل بجلده من دون رحمة. كانت معاناة القرود عظيمة ولكنها لم تجرؤ على الشكوى. وفي يوم من الأيام سأل قرد صغير القرود الأخرى قائلاً: هل زرع الرجل الهرم جميع أشجار الفاكهة؟ فأجابوه: كلا، إنها تنمو وحدها. ثم تساءل القرد الصغير فقال: ألا نستطيع أن نأخذ الفاكهة من دون إذن الرجل العجوز؟ فأجابوه: نعم نستطيع. فقال القرد الصغير مستنبطاً حكمة من واقع الحال لم تخطر على بال القردة الكبار: لماذا يتوجب علينا، إذاً، خدمة الرجل العجوز؟
فهمت القردة جميعها ما كان يرمي اليه القرد الصغير حتى قبل أن ينهي جملته. وفي الليلة نفسها عندما غطَّ الرجل العجوز في سبات عميق قامت القردة بتمزيق قضبان أقفاصها، واستولت على الفاكهة التي كان 'سيدها' قد خزَّنها وأخذتها الى الغابة. لم تعد القردة الى الرجل العجوز بعد ذلك أبداً، وفي النهاية مات جوعاً!
يقول 'يو لي زي' صاحب الحكاية الأصلي في تفسيره لها: 'يحكم بعض الرجال شعوبهم باتباع الخدع، لا المبادىء الأخلاقية. هؤلاء الحكام يشبهون 'سيد القردة'، فهم لا يعون أنه في اللحظة التي يدرك فيها الناس أمرهم ينتهي مفعول خدعهم'.
هل تذكرنا هذه الحكاية بشيء ما؟ نعم، بالطبع. إنها من طراز ما يعرف بالأدب العربي بـ 'الحكاية المَثَلية' (أي القائمة على المثل) التي تتجلى عبقريتها 'النضالية' وقيمها الأخلاقية وأبعادها الحِكَمية في 'كليلة ودمنة'. فهنا ينسب 'الخطاب النضالي'، أو 'فصوص الحِكَم'، إلى لسان الحيوان كدريئة من بطش السلطان. يبدو الأمر متعلقاً بحيوانات تتكلم وتتفلسف في شؤون 'مملكتها' فيما هو، في الواقع، عن بشر غير قادرين على تسنم 'زمام' الكلام في مواجهة الاستبداد والتفرد في الرأي والركون إلى فائض القوة. لكن تلك الحكاية تذكرنا بشيء آخر كذلك. فسيِّدُ القردة، الذي عاش في القرن الرابع عشر، هو سيِّدٌ عربيٌّ يعيش في القرن الحادي والعشرين. ولنا في حكامنا العرب خير دليل.
يستخدم الحاكم العربي أسلوب 'سيد القردة' نفسه في حكم أبناء شعبه ولكن على نحو أكثر استبداداً وقهراً. فهو أولاً: يعيش، وطبقته، على 'ظهورهم'. وثانياً: يحبسهم في أقفاص تسمى دولاً أو نُظماً. وثالثاً: يجلدهم إن عصوا أمره. ورابعاً: يوهمهم أن الغابة ملكه، أشجارها أشجاره وأكمتها أكمته. فالغابة، التي، هي كناية عن البلاد، تصبح بمرور الوقت، وتربّعه المديد على سدَّة السلطة، إقطاعيته الخاصة.
سيِّد القردة، إذن، سيِّد عربيٌّ بامتياز. كان هناك مثله في العالم ولكنهم انقرضوا تباعاً ولم يتبق سادة للقردة إلا في عالمنا العربي الذي لم يعد الناس يخافون، اليوم، من أقفاصه الحديدية فراحوا يمزَّقونها بأيديهم الغاضبة من بلد الى آخر. ولكنَّ سادة القردة، للحقِّ، ليسوا متساوين في الجبروت والتشبّث بالسلطة مهما كان الثمن، وأمثلة 'الربيع العربي' الراهنة تقدِّم لنا وجوهاً مختلفة لهؤلاء. فـ 'بن علي' قال بعدما وصل هدير الجموع الى حدود قصره: 'فهمتكوا'، وحسني مبارك أعلن أنه 'لا ينتوي' الترشح للرئاسة مرة أخرى وقام بنقل صلاحياته الى نائبه الذي أجبر، في آخر ربع ساعة من حكمه المترهل، على تعيينه، بيد أن ذلك لم ينفعه فاضطر، تحت ضغط الكتلة البشرية الهائلة، للتنحّي، فيما قال القذافي، بتساؤلٍ استنكاريٍّ، للخارجين من أقفاص تشبه الكهوف:'من أنتم؟' فبدا وكأنه يرى شعباً غير الشعب الذي أخضعه لمزاجه المريض، المتقلِّب، وأبى علي عبد الله صالح إلا أن يكون، بطرافة ممجوجة، مثل 'الفينيق' الذي ينبعث من 'حريقه'.. أما ملك البحرين فعيَّن لجان تقصي حقائق وأقرَّ ما توصلت إليه ولكنه لم يستطع تغيير رئيس وزرائه المزمن، ولم تكن هناك مشكلة عند الملك الأردني في تشكيل ثلاث حكومات واجراء 'تنقيح' انتقائيٍّ للدستور من دون أن يتخلى عن صلاحياته المطلقة، أما بشار الأسد، وهذا أشدّهم بأساً وعنفاً رغم هيئته 'البريئة' المثيرة للشفقة، فقد أنكر، ولا يزال، وجود ثورة من أيِّ نوع، وفي أيِّ شكل من الأشكال، ضد حكمه، وعزا ما يحصل من 'اضطرابات' في بلاده إلى 'العصابات المسلحة' التي تسلَّلت إليها في غفلة عن أعين ستة عشر جهازاً أمنياً تحصى على الناس أنفاسهم.. فراح يقصف المدن والبلدات والدساكر بالصواريخ.
ذهب بعض سادة القردة السابقين هرباً وسجناً وقتلاً. بقي آخرون يمكرون ويحتالون ويشترون وقتاً. لكن الانصاف يقضي أن نقول إنهم جميعاً، عدا القذافي، لم يبلغوا ما بلغه حاكم سورية الوريث من عنف ودموية. فهنا نحن حيال حاكم (بالأصالة عن نفسه أو بالنيابة عن العائلة) يريد أن يضرب مثالاً مدوياً فــــي معاكســة حركة التاريخ. قلت إن سادة القردة ليسوا سواء. هذا، بالفعل، ما يشهده الشعب السوري اليوم من 'حسم عسكري' في 'حمص'، و'حماة' وغيرهما من المدن، يشبه المجزرة، إن لم يكن مجزرة كاملة الأوصاف.. هذا ما يطفو على سطح الخارطة السورية المرشوشة بصرخات الاستغاثة والدم والأشلاء.
القمع قمع. الجبروت جبروت. الطغيان طغيان. ولكن للقمع والجبروت والطغيان درجات ومراتب. لاستخدام القوة مواضعات وحدود. هناك نقطة تصل إليها القوة وتتوقف عندها، وأحسب أنَّ ما يقوم به بشار الأسد بزَّ كلَّ الطغيان العربي في تجبّره، وتجاوز جميع 'الخطوط الحمر' لاستخدام القوة بما في ذلك ما فعله 'المجنون' معمَّر القذافي. فهذا الأخير واجهته، منذ الأيام الأولى للثورة، انشقاقات كبيرة في صفوف جيشه، ولجأ ثوار بلاده سريعاً الى استخدام السلاح، فيما لم يفعل المنتفضون السوريون شيئاً من هذا حتى اليوم باستثناء ما يقوم به 'الجيش السوريّ الحرّ' من عمل عسكري لم يرق، حتى الآن، إلى مستوى التمرد العسكري الواسع.
علينا أن نتذكر أنَّ 'سيد القردة' في الأسطورة المذكورة حكم قردته بمزيجٍ من الدهاء والقوة. كان هذا دأب 'النظام' السوري حتى وقعت الثورة ضده، فتخلى عن الدهاء وانتضى القوة العارية في مواجهة شعبه الثائر. كان الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان يقول إن النظام السوري يكذب حتى في نشرة الطقس. لم يتخل النظام السوري عن هذه الخصلة المرذولة ولكنه أضاف إليها القتل واسع النطاق. إنَّه يفبرك رواية عما يجري في بلاده ويصدّقها، أو يعمل، من دون كلل أو ملل، على تحويلها إلى حقيقة. الكذب، الاحتيال، التمتّرس وراء رواية مفبركة من الألف إلى الياء، 'الإستموات' على الكرسي، انعدام المسؤولية الوطنية والأخلاقية، إحتقار أيّ شكل للتعاقد الاجتماعي مهما كان بدائياً، الإستعداد الذي لا يرفُّ له رمش لاستخدام ترسانته المسلحة في سبيل إخماد الثورة ضده.. هذه هي كنانة النظام السوري الدموية وقد فرد محتواها المخيف على طاولة الحرب.
فأيُّ أساس للشرعية، أياً كانت ضآلته، بقي لدى نظام بشار الأسد؟ أيُّ ذرة من 'أخلاق' السياسة، ناهيك عن المبادىء التي تلطَّى وراءها طويلاً، تستر عورة نظامٍ مستعدٍّ لتحويل بلاده الى حقلٍ مفتوحٍ للقتل من أجل الكرسي؟
في أسطورة 'سيد القردة'، التي أوردناها كأمثولة على ثنائية الاستبداد والوعي، يتخلَّق التمرد على شكل سؤال جريء، على شكل وعيٍّ ساطعٍ يهبط على صغير القردة. ليس أكبر القردة من يتصدى لسؤال الوعي والتمرد بل صغيرها. أليس هذا ما نراه في فصول 'الربيع العربي' الدامية؟
-------------------
القدس العربي
فهمت القردة جميعها ما كان يرمي اليه القرد الصغير حتى قبل أن ينهي جملته. وفي الليلة نفسها عندما غطَّ الرجل العجوز في سبات عميق قامت القردة بتمزيق قضبان أقفاصها، واستولت على الفاكهة التي كان 'سيدها' قد خزَّنها وأخذتها الى الغابة. لم تعد القردة الى الرجل العجوز بعد ذلك أبداً، وفي النهاية مات جوعاً!
يقول 'يو لي زي' صاحب الحكاية الأصلي في تفسيره لها: 'يحكم بعض الرجال شعوبهم باتباع الخدع، لا المبادىء الأخلاقية. هؤلاء الحكام يشبهون 'سيد القردة'، فهم لا يعون أنه في اللحظة التي يدرك فيها الناس أمرهم ينتهي مفعول خدعهم'.
هل تذكرنا هذه الحكاية بشيء ما؟ نعم، بالطبع. إنها من طراز ما يعرف بالأدب العربي بـ 'الحكاية المَثَلية' (أي القائمة على المثل) التي تتجلى عبقريتها 'النضالية' وقيمها الأخلاقية وأبعادها الحِكَمية في 'كليلة ودمنة'. فهنا ينسب 'الخطاب النضالي'، أو 'فصوص الحِكَم'، إلى لسان الحيوان كدريئة من بطش السلطان. يبدو الأمر متعلقاً بحيوانات تتكلم وتتفلسف في شؤون 'مملكتها' فيما هو، في الواقع، عن بشر غير قادرين على تسنم 'زمام' الكلام في مواجهة الاستبداد والتفرد في الرأي والركون إلى فائض القوة. لكن تلك الحكاية تذكرنا بشيء آخر كذلك. فسيِّدُ القردة، الذي عاش في القرن الرابع عشر، هو سيِّدٌ عربيٌّ يعيش في القرن الحادي والعشرين. ولنا في حكامنا العرب خير دليل.
يستخدم الحاكم العربي أسلوب 'سيد القردة' نفسه في حكم أبناء شعبه ولكن على نحو أكثر استبداداً وقهراً. فهو أولاً: يعيش، وطبقته، على 'ظهورهم'. وثانياً: يحبسهم في أقفاص تسمى دولاً أو نُظماً. وثالثاً: يجلدهم إن عصوا أمره. ورابعاً: يوهمهم أن الغابة ملكه، أشجارها أشجاره وأكمتها أكمته. فالغابة، التي، هي كناية عن البلاد، تصبح بمرور الوقت، وتربّعه المديد على سدَّة السلطة، إقطاعيته الخاصة.
سيِّد القردة، إذن، سيِّد عربيٌّ بامتياز. كان هناك مثله في العالم ولكنهم انقرضوا تباعاً ولم يتبق سادة للقردة إلا في عالمنا العربي الذي لم يعد الناس يخافون، اليوم، من أقفاصه الحديدية فراحوا يمزَّقونها بأيديهم الغاضبة من بلد الى آخر. ولكنَّ سادة القردة، للحقِّ، ليسوا متساوين في الجبروت والتشبّث بالسلطة مهما كان الثمن، وأمثلة 'الربيع العربي' الراهنة تقدِّم لنا وجوهاً مختلفة لهؤلاء. فـ 'بن علي' قال بعدما وصل هدير الجموع الى حدود قصره: 'فهمتكوا'، وحسني مبارك أعلن أنه 'لا ينتوي' الترشح للرئاسة مرة أخرى وقام بنقل صلاحياته الى نائبه الذي أجبر، في آخر ربع ساعة من حكمه المترهل، على تعيينه، بيد أن ذلك لم ينفعه فاضطر، تحت ضغط الكتلة البشرية الهائلة، للتنحّي، فيما قال القذافي، بتساؤلٍ استنكاريٍّ، للخارجين من أقفاص تشبه الكهوف:'من أنتم؟' فبدا وكأنه يرى شعباً غير الشعب الذي أخضعه لمزاجه المريض، المتقلِّب، وأبى علي عبد الله صالح إلا أن يكون، بطرافة ممجوجة، مثل 'الفينيق' الذي ينبعث من 'حريقه'.. أما ملك البحرين فعيَّن لجان تقصي حقائق وأقرَّ ما توصلت إليه ولكنه لم يستطع تغيير رئيس وزرائه المزمن، ولم تكن هناك مشكلة عند الملك الأردني في تشكيل ثلاث حكومات واجراء 'تنقيح' انتقائيٍّ للدستور من دون أن يتخلى عن صلاحياته المطلقة، أما بشار الأسد، وهذا أشدّهم بأساً وعنفاً رغم هيئته 'البريئة' المثيرة للشفقة، فقد أنكر، ولا يزال، وجود ثورة من أيِّ نوع، وفي أيِّ شكل من الأشكال، ضد حكمه، وعزا ما يحصل من 'اضطرابات' في بلاده إلى 'العصابات المسلحة' التي تسلَّلت إليها في غفلة عن أعين ستة عشر جهازاً أمنياً تحصى على الناس أنفاسهم.. فراح يقصف المدن والبلدات والدساكر بالصواريخ.
ذهب بعض سادة القردة السابقين هرباً وسجناً وقتلاً. بقي آخرون يمكرون ويحتالون ويشترون وقتاً. لكن الانصاف يقضي أن نقول إنهم جميعاً، عدا القذافي، لم يبلغوا ما بلغه حاكم سورية الوريث من عنف ودموية. فهنا نحن حيال حاكم (بالأصالة عن نفسه أو بالنيابة عن العائلة) يريد أن يضرب مثالاً مدوياً فــــي معاكســة حركة التاريخ. قلت إن سادة القردة ليسوا سواء. هذا، بالفعل، ما يشهده الشعب السوري اليوم من 'حسم عسكري' في 'حمص'، و'حماة' وغيرهما من المدن، يشبه المجزرة، إن لم يكن مجزرة كاملة الأوصاف.. هذا ما يطفو على سطح الخارطة السورية المرشوشة بصرخات الاستغاثة والدم والأشلاء.
القمع قمع. الجبروت جبروت. الطغيان طغيان. ولكن للقمع والجبروت والطغيان درجات ومراتب. لاستخدام القوة مواضعات وحدود. هناك نقطة تصل إليها القوة وتتوقف عندها، وأحسب أنَّ ما يقوم به بشار الأسد بزَّ كلَّ الطغيان العربي في تجبّره، وتجاوز جميع 'الخطوط الحمر' لاستخدام القوة بما في ذلك ما فعله 'المجنون' معمَّر القذافي. فهذا الأخير واجهته، منذ الأيام الأولى للثورة، انشقاقات كبيرة في صفوف جيشه، ولجأ ثوار بلاده سريعاً الى استخدام السلاح، فيما لم يفعل المنتفضون السوريون شيئاً من هذا حتى اليوم باستثناء ما يقوم به 'الجيش السوريّ الحرّ' من عمل عسكري لم يرق، حتى الآن، إلى مستوى التمرد العسكري الواسع.
علينا أن نتذكر أنَّ 'سيد القردة' في الأسطورة المذكورة حكم قردته بمزيجٍ من الدهاء والقوة. كان هذا دأب 'النظام' السوري حتى وقعت الثورة ضده، فتخلى عن الدهاء وانتضى القوة العارية في مواجهة شعبه الثائر. كان الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان يقول إن النظام السوري يكذب حتى في نشرة الطقس. لم يتخل النظام السوري عن هذه الخصلة المرذولة ولكنه أضاف إليها القتل واسع النطاق. إنَّه يفبرك رواية عما يجري في بلاده ويصدّقها، أو يعمل، من دون كلل أو ملل، على تحويلها إلى حقيقة. الكذب، الاحتيال، التمتّرس وراء رواية مفبركة من الألف إلى الياء، 'الإستموات' على الكرسي، انعدام المسؤولية الوطنية والأخلاقية، إحتقار أيّ شكل للتعاقد الاجتماعي مهما كان بدائياً، الإستعداد الذي لا يرفُّ له رمش لاستخدام ترسانته المسلحة في سبيل إخماد الثورة ضده.. هذه هي كنانة النظام السوري الدموية وقد فرد محتواها المخيف على طاولة الحرب.
فأيُّ أساس للشرعية، أياً كانت ضآلته، بقي لدى نظام بشار الأسد؟ أيُّ ذرة من 'أخلاق' السياسة، ناهيك عن المبادىء التي تلطَّى وراءها طويلاً، تستر عورة نظامٍ مستعدٍّ لتحويل بلاده الى حقلٍ مفتوحٍ للقتل من أجل الكرسي؟
في أسطورة 'سيد القردة'، التي أوردناها كأمثولة على ثنائية الاستبداد والوعي، يتخلَّق التمرد على شكل سؤال جريء، على شكل وعيٍّ ساطعٍ يهبط على صغير القردة. ليس أكبر القردة من يتصدى لسؤال الوعي والتمرد بل صغيرها. أليس هذا ما نراه في فصول 'الربيع العربي' الدامية؟
-------------------
القدس العربي