نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *


أسرار التطبيع الاقتصادي بين الكيان الصهيوني والحكومة المصرية







يحدثنا التاريخ، وما أخطر حديثه ،أن السياسة والثقافة والدبلوماسية لم تكن فقط هي الميادين الرئيسية التي لعب فيها العدو الصهيوني في مجال التطبيع مع الحكومة المصرية (وليس مع الشعب المصري لأن الشعب كان ولا يزال مقاطعاً له رافضاً لهذا الفعل الخياني الفاضح المسمى تأدباً بـ(التطبيع)، لقد كان ميدان الاقتصاد هو ايضا أحد أبرز تلك الميادين، وكانت قطاعات النفط والغاز والمنسوجات والزراعة هي أبرز مجالات التسلل الصهيوني؛ في هذه الحلقات نفتح الملفات المسكوت عنها، ونكشف أسرار الجريمة التي جرت علي أرض مصر منذ توقيع اتفاقات (كامب ديفيد 1979) وحتى اليوم (2009)، في نطاق التطبيع الاقتصادي، نكشف ونكتب لعل ما نقوله يفيد ويساهم ولو قليلاً في تقوية جهاز المناعة الوطنية ضد العدو الصهيوني 00


إن المعلومات والأرقام المتاحة عن حجم ونوع العلاقات الاقتصادية المصرية الإسرائيلية التى تولاها السفراء والقناصل ، تؤكد حقيقة ، غير متوقعة – وهى أنه رغم ما قد يبدو من توتر فى العلاقات السياسية ، ورغم جمود (المستوى السياسى) للعلاقات على الأقل خلال الفترة من عام 2000 – 2005 (فترة الانتفاضة) ، فإن العلاقات الاقتصادية والثقافية ، وبالأخص (الاقتصادية) فى تزايد ونمو ملحوظ حيث تم توقيع اتفاقية الكويز الاقتصادية وعاد السفير المصرى الى تل أبيب ، وأطلق الجاسوس عزام متعب عزام ولعبت مصر دوراً مهماً فى اتفاقات التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد تفاهمات شرم الشيخ (مارس 2005) ووقعت اتفاقات الكويز والغاز وسبق كل هذه التطورات نمو ملحوظ على مستوى العلاقات الاقتصادية الرسمية ،
وبعودة إلى الأرقام التاريخية نكتشف أنه فى عام 1997 كنموذج لسنوات التسعينات مثل البترول المصرى المصدر الأول للطاقة بالنسبة لإسرائيل 30% من احتياجاتها البترولية الاجمالية ، وبعد ان كانت صادرات مصر لإسرائيل عام 1980 تصل الى 12 مليون دولار فى العام اذ بها عام 1996 (بعد انتخاب نتنياهو) تصل الى 116.84 مليون دولار ، وعام 1997 الى 107 مليون دولار ، وفى عام 1980 كان اجمالى الواردات المصرية من إسرائيل يصل الى 7 بلايين دولار ، قفزت فى عام 1996 الى 124.7 مليون دولار ، وفى عام 1997 الى 142.26 مليون دولار واليوم وصلت الى حوالي 300 مليون دولار ، والأخطر من هذه القفزات الرقمية هو انه بقياس ما تصدره مصر الى إسرائيل يمثل 9.72% عام 1996 و8.05% عام 1997 وهما رقمان غاية فى الدلالة اذا علمنا ان اجمالى صادرات مصـر الى الدول العربية فى نفس العامين على التوالى هى 69.1% عام 1996 و63.5% عام 1997 0

(المصدر : وزارة التجارة – مصر – صادرات مصر عامى 1996/1997 – القاهرة فبراير 1998) والأمر ازداد دفئاً فى عهد باراك بل وفى أيام الانتفاضة (28/9/2000) وما تلاها حتى مرحلة شارون وتفاهمات شرم الشيخثم مرحلة اولمرت والان مرحلة نتنياهو

* ولعل أبرز المشاريع الاقتصادية بين الحكومتين خلال الأعوام 1979 - 2009 هى المشاريع التى تمت فى القطاع النفطىوالثقافىوالزراعى بفضل وجود يوسف والى وزير الزراعة الأسبق الذى اشتهر بدوره التطبيعى الواسع مع العدو الصهيونى فى مجال التطبيع الزراعى وبخاصة فى مجالات (الأسمدة – البذور – المبيدات الإسرائيلية والتى كانت تمثل 45% من السلع التى يستخدمها الفلاح المصرى والإسرائيلى حيث يوجد الآن لإسرائيل ثلاث مستوطنات زراعية موسعة فى كل من المنوفية – العامرية – طريق الاسكندرية الصحراوى وهى ملكية خاصة لهم ، وتصدر الوزارة 30 سلعة وتستورد 46 سلعة زراعية وفواكه ، وفى نفس المجال الاقتصادى أنشئت مصفاة للبترول فى الاسكندرية أسسها بعض رجال الاعمال المصريين والإسرائيليين عام 1994 وسميت مصفاة نفط الشرق الأوسط وبدأت عملها الفعلى عام (1998) وتكلفت مليار دولار واشتركت فيها الهيئة المصرية العامة للبترول بنسبة 20% ، وبنفس الإطراد فى المجال الاقتصادى انسحب الأمر على النشاط السياحى خلال الفترة 1979-2009 بنسبة 20% عن الأعوام السابقةومن خلال جمعية القاهرة للتطبيع والسلام والتى رأسها كلا من لطفى الخولى وعبدالمنعم سعيد رئيس مجلس ادارة الاهرام الجديد والرئيس السابق لمركز االدراسات السياسية والاستراتيجية والذي تمت خلال الأيام الماضي عملية غسيل سمعة له وكأنه لم يكن أحد رواد التطبيع مع العدو وشارك في احتفالاته بأعياد الاستقلال التي هي لدينا اسمها نكبة 1948 اكثر من مرة ، ورشح من قبلهم لجائزة بن جوريون للسلام ولا يزال سادراً في غيه وعلاقاته مع العدو ورغم ذلك يسمونه مفكراً ومثقفا مع أن أبسط قواعد الفكر والثقافة المصرية الأصيلة ترفض التعامل مع العدو!!

د. رفعت سيد احمد
الخميس 17 سبتمبر 2009