.
عملية قفل المخلب التركية وأبعادها منذ عام 2019 بدأت سلسلة عمليات تركية شمال العراق موجهة ضد حزب العمال الكردستاني الإرهابي (المدعوم إيرانياً وروسياً) وأخذت مسميات مخلب النمر 1 ومخلب النمر2 وفي العام الماضي كانت عملية مخلب النسر، وهي ليست عمليات قصف جوي لإيقاع خسائر أو استهداف قيادات مهمة بل عمليات برية بكل معنى الكلمة، تستهدف نشر نقاط أو قواعد عسكرية صغيرة في الجبال الوعرة لسد منافذ التسلل للحزب الإرهابي إلى الداخل التركي، وكانت كل مراحل العمليات السابقة ناجحة وحققت غاياتها، وبقي ممر وحيد يمكن لمسلحي العمال الكردستاني التسلل منه للعمق التركي، وهو ما بدأت عملية قفل المخلب بغلقه عبر نشر نقاط عسكرية يتوقع أن تكون دائمة وحصر مسلحي الحزب بقمم جبال قنديل الوعرة.
وقد استغل الجيش التركي هذا الوقت لدخول فصل الربيع وذوبان الثلوج وانشغال المجتمع الدولي وتركز الانتباه على معارك كسر العظم بين الناتو والروس التي تدور رحاها الآن في شرق وجنوب أوكرانيا.
وهنا يبقى وجود أو انتشار مؤثر لمسلحي حزب العمال التركي في مخمور وإقليم سنجار التي يسيطر عليها بالتعاون مع ميليشيا الحشد الشعبي العراقية والتي تؤمن تواصل للحزب مع قواعده وأماكن سيطرته شرق الفرات داخل الأراضي السورية، لا يستبعد كثير من المراقبين أن تبدأ عملية عسكرية تركية إذا ما نضجت ظروفها لطرد مسلحي الحزب منها وقطع التواصل البري مع منطقة الجزيرة والفرات السورية.
الأسباب المباشرة لعملية قفل المخلب
لاشك أن الهاجس الأمني التركي تجاه حزب العمال الكردستاني تبقى له الأولوية المطلقة، لكن ما طرأ حديثاً بالنسبة للأمن القومي التركي استقرار التزود بالغاز الطبيعي.
حيث تستورد تركيا ثلث احتياجاتها من إيران والثلثان المتبقيان من روسيا.
بالنسبة للغاز الإيراني فإن تدفقه غير مستقر نظراً لاستعماله سلاحاً إيرانياً أو تذبذب عملية شرائه. فسواء تم توقيع اتفاق نووي أو لم يتم فمن الممكن سريان عقوبات أمريكية وربما أممية عليه أو وصول رئيس جمهوري قادم يلغي الاتفاق النووي فيما إذا تم توقيعه في عهد الرئيس بايدن.
أما الغاز الروسي، الذي يستعمله الرئيس الروسي كسلاح تهديد بوجه أصدقائه قبل خصومه، فقد وضعت الدول الأوربية وتركيا خطة للتخلص من الاعتماد عليه كمصدر رئيسي نهاية العام الجاري إن أمكن.
لذلك كان البحث عن مصدر غاز طبيعي وقريب جغرافياً هم السياسات الأوربية والتركية ووجدوا ضالتهم بالغاز الطبيعي المنتج من إقليم كردستان العراق.
تم توقيع اتفاقية للتعاون التركي مع الإقليم الكردي برعاية وحضور الرئيس التركي ومسعود البارزاني منذ فترة قريبة وبدأت مجموعة كار التجارية المملوكة للشيخ باز رؤوف كريم ببناء خط الغاز داخل إقليم كردستان لتوصيله إلى الأراضي التركية حيث تتولى متابعة الإنشاء شركات تركية حضرت حفل التوقيع على التفاهم الذي جرى.
وحظي هذا المشروع برضى غربي لإمكانية تصدير جزء من الغاز عبر ميناء جيهان التركي إلى أوربة العطشى لبحث بدائل عن الغاز الروسي.
من المؤكد أن هذا المشروع لم ترتح له إيران لأنها تريد تسويق غازها لأوربة أولاً ويقفل أمامها السوق التركي بل الأخطر من ذلك أن حكومة بغداد قد تستورد جزءاً منه لتشغيل محطاتها الكهربائية والتخلي عن شراء الغاز الإيراني.
وبالطبع يعتبر الروسي أن أي تزويد غازي لأوربة وتركيا سيفقده سلاحاً مهما يشرعه بوجه العالم.
عبرت إيران عن موقفها الرافض للتعاون التركي مع الإقليم الكردي بقصف الحرس الثوري ومن قواعده بإيران ودون الحاجة لفعل ذلك عبر أذرعه العراقية.
تم الشهر الماضي استهداف فيلا الشيخ باز (المقاول الذي يبني الخط) بحجة قصف مواقع للموساد الإسرائيلي وبعد حوالي أسبوع تم استهداف محطة تكرير نفطية تملكها مجموعة كار في إربيل كرسالة إيرانية أخرى.
وما يقلق الإيرانيون والروس أيضاً زيارة مسرور برزاني الأخيرة للندن ولقائه رئيس الوزراء البريطاني ووزير شؤون الطاقة وما تم من اتفاقات خلال تلك الزيارة.
تستهدف عملية قفل المخلب إمكانية تسلل أي عناصر من حزب العمال التركي إلى العمق التركي والاعتداء على خط الأنابيب بأوامر إيرانية أو روسية حتى.
التصعيد الإيراني – الروسي في المناطق التي يوجد فيها نفوذ تركي والذي تجلى بغارات روسية في عمق إدلب واستهداف من قوات قسد لنقطة عسكرية تركية في مارع، أراه يصب في هذا الاتجاه.
رسائل روسية – إيرانية تجاه السياسة التركية في المنطقة عموماً وبملف الغاز خصوصاً، ويصب بذات المنحى التخوف الإيراني – الروسي من تنامي العلاقات الأمريكية والأوربية مع تركيا مؤخراً واحتمال التعاون بينهما في الملف السوري وزيادة الدور التركي وتفعيله في سورية، بعد الانسحابات العسكرية الروسية من سورية واحتمالية عدم التوصل لاتفاق نووي إيراني مع الغرب.
كل ذلك يثير القلق والريبة الإيرانية – الروسية تجاه تركيا وتوجيه الرسائل التحذيرية لها ولا يوجد أفضل لهما من الساحة السورية التي اعتاد بها الأطراف على تبادل الرسائل.
----------
نينار برس
وقد استغل الجيش التركي هذا الوقت لدخول فصل الربيع وذوبان الثلوج وانشغال المجتمع الدولي وتركز الانتباه على معارك كسر العظم بين الناتو والروس التي تدور رحاها الآن في شرق وجنوب أوكرانيا.
وهنا يبقى وجود أو انتشار مؤثر لمسلحي حزب العمال التركي في مخمور وإقليم سنجار التي يسيطر عليها بالتعاون مع ميليشيا الحشد الشعبي العراقية والتي تؤمن تواصل للحزب مع قواعده وأماكن سيطرته شرق الفرات داخل الأراضي السورية، لا يستبعد كثير من المراقبين أن تبدأ عملية عسكرية تركية إذا ما نضجت ظروفها لطرد مسلحي الحزب منها وقطع التواصل البري مع منطقة الجزيرة والفرات السورية.
الأسباب المباشرة لعملية قفل المخلب
لاشك أن الهاجس الأمني التركي تجاه حزب العمال الكردستاني تبقى له الأولوية المطلقة، لكن ما طرأ حديثاً بالنسبة للأمن القومي التركي استقرار التزود بالغاز الطبيعي.
حيث تستورد تركيا ثلث احتياجاتها من إيران والثلثان المتبقيان من روسيا.
بالنسبة للغاز الإيراني فإن تدفقه غير مستقر نظراً لاستعماله سلاحاً إيرانياً أو تذبذب عملية شرائه. فسواء تم توقيع اتفاق نووي أو لم يتم فمن الممكن سريان عقوبات أمريكية وربما أممية عليه أو وصول رئيس جمهوري قادم يلغي الاتفاق النووي فيما إذا تم توقيعه في عهد الرئيس بايدن.
أما الغاز الروسي، الذي يستعمله الرئيس الروسي كسلاح تهديد بوجه أصدقائه قبل خصومه، فقد وضعت الدول الأوربية وتركيا خطة للتخلص من الاعتماد عليه كمصدر رئيسي نهاية العام الجاري إن أمكن.
لذلك كان البحث عن مصدر غاز طبيعي وقريب جغرافياً هم السياسات الأوربية والتركية ووجدوا ضالتهم بالغاز الطبيعي المنتج من إقليم كردستان العراق.
تم توقيع اتفاقية للتعاون التركي مع الإقليم الكردي برعاية وحضور الرئيس التركي ومسعود البارزاني منذ فترة قريبة وبدأت مجموعة كار التجارية المملوكة للشيخ باز رؤوف كريم ببناء خط الغاز داخل إقليم كردستان لتوصيله إلى الأراضي التركية حيث تتولى متابعة الإنشاء شركات تركية حضرت حفل التوقيع على التفاهم الذي جرى.
وحظي هذا المشروع برضى غربي لإمكانية تصدير جزء من الغاز عبر ميناء جيهان التركي إلى أوربة العطشى لبحث بدائل عن الغاز الروسي.
من المؤكد أن هذا المشروع لم ترتح له إيران لأنها تريد تسويق غازها لأوربة أولاً ويقفل أمامها السوق التركي بل الأخطر من ذلك أن حكومة بغداد قد تستورد جزءاً منه لتشغيل محطاتها الكهربائية والتخلي عن شراء الغاز الإيراني.
وبالطبع يعتبر الروسي أن أي تزويد غازي لأوربة وتركيا سيفقده سلاحاً مهما يشرعه بوجه العالم.
عبرت إيران عن موقفها الرافض للتعاون التركي مع الإقليم الكردي بقصف الحرس الثوري ومن قواعده بإيران ودون الحاجة لفعل ذلك عبر أذرعه العراقية.
تم الشهر الماضي استهداف فيلا الشيخ باز (المقاول الذي يبني الخط) بحجة قصف مواقع للموساد الإسرائيلي وبعد حوالي أسبوع تم استهداف محطة تكرير نفطية تملكها مجموعة كار في إربيل كرسالة إيرانية أخرى.
وما يقلق الإيرانيون والروس أيضاً زيارة مسرور برزاني الأخيرة للندن ولقائه رئيس الوزراء البريطاني ووزير شؤون الطاقة وما تم من اتفاقات خلال تلك الزيارة.
تستهدف عملية قفل المخلب إمكانية تسلل أي عناصر من حزب العمال التركي إلى العمق التركي والاعتداء على خط الأنابيب بأوامر إيرانية أو روسية حتى.
التصعيد الإيراني – الروسي في المناطق التي يوجد فيها نفوذ تركي والذي تجلى بغارات روسية في عمق إدلب واستهداف من قوات قسد لنقطة عسكرية تركية في مارع، أراه يصب في هذا الاتجاه.
رسائل روسية – إيرانية تجاه السياسة التركية في المنطقة عموماً وبملف الغاز خصوصاً، ويصب بذات المنحى التخوف الإيراني – الروسي من تنامي العلاقات الأمريكية والأوربية مع تركيا مؤخراً واحتمال التعاون بينهما في الملف السوري وزيادة الدور التركي وتفعيله في سورية، بعد الانسحابات العسكرية الروسية من سورية واحتمالية عدم التوصل لاتفاق نووي إيراني مع الغرب.
كل ذلك يثير القلق والريبة الإيرانية – الروسية تجاه تركيا وتوجيه الرسائل التحذيرية لها ولا يوجد أفضل لهما من الساحة السورية التي اعتاد بها الأطراف على تبادل الرسائل.
----------
نينار برس