والسؤال الذي لابد منه في هذه الظروف : هل هي صدفة أنه كلما تأزمت مشاكل ايران تقوم حرب في المنطقة العربية وتحل ايران ازمتها بالدم العربي وبرعاية اميركية..؟ لبنان ، وشعبه المغلوب على امره يعرف ، وغزة تعرف ، واهلها المحاصرون منذ حقب يعرفون ان قلوب السوريين معهم في أي صراع مع اسرائيل رغم مواقف حماس المشبوهة و "حماسها" المنقطع النظير للملالي لكن مع الاشارة لكل هذه الخلفيات هناك صدف محيرة لا بد من تأملها مليا لنجيب عن هذه السؤال المعقد الذي تتولد عنه اسئلة اكثر تعقيدا .
@ الصدفة الاولى ٢٠٠٥ - ٢٠٠٦ مجلس تشخيص النظام كاد ان يصطدم مع المرشد الاعلى علنا واميركا تنذر ايران من التدخل بالعراق وافغانستان ٫وفجأة يقوم حزب الله باختطاف جنود اسرائيليين وتتطور المسألة الى حرب يذهب ضحيتها ١٤٠٠ لبناني مع دمار هائل دفعت تكلفته قطر وتنتهي الازمة الايرانية مع اميركا بشكرا قطر .
@ الصدفة الثانية ٢٠٠٨ - ٢٠٠٩ انتفاضة الاهواز وانصار موسوي ينزلون للساحات وتضج ايران بحراك لم يسبق له مثيل منذ سقوط الشاه ودون سابق انذار تقرع طبول الحرب حول غزة ويدفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا لصواريخ بدائية لم تقتل اسرائيليا واحدا ٫ ولا يعرف احد حتى الان من اطلقها .
@ الصدفة الثالثة ٢٠١١ - ٢٠١٢ يضج الايرانيون بازمتهم الاقتصادية ٫ ويرفع المتظاهرون لاول مرة شعار " لا غزة ولا لبنان روحنا فدا ايران " ويهتز كرسي ولي الله الفقيه ويكاد حليفه في دمشق ان يسقط فيتم اختطاف جندي يجر وراءه رصاصا منسكبا ٫ ومرة اخرى تلتهب غزة ٫ ويموت ابناؤها الى أن ترعى مصر التهدئة بين الطرفين وتتقارب مع ايران ويبدأ حديث الغاء التأشيرات والسياحة .
@الصدفة الرابعة ٢٠١٣ - ٢٠١٤ قبل عشرة ايام على انتهاء مهلة الستة اشهر لتوقيع الاتفاق النووي في العشرين من تموز - يوليو يختطف ثلاثة مستوطنين اسرائيليين ٫ وخلافات كبيرة تعيق الاتفاق باعتراف الجميع ٫ وفجأة يعثر على المستوطنين مقتولين ٫ والبقية شاهدها العالم بالوان الدم الغزاوي دون ان ننسى خليفة الموصل ، وما خلقه من توتر بالعراق في ذلك التاريخ القريب لتأتي ايران ، وتقول للغربيين - الذين جعلوا قضيتهم داعش - قبل ايام من مهلة الاتفاق : تراجعوا عن شروطكم واقبلوا شروطنا اذا اردتم مساعدتنا في غزة والعراق وسوريا ايضا التي لا داعي للتذكير بان شعبها كان ضحية الاتفاق النووي الذي وقعه اوباما على حساب الشعب السوري ليرضي احبابه الملالي الذين كان يفاوضهم سرا في مسقط .
صدفة يمكن اثنتان معقول ثلاث صدف ربما ٫ أما اربع صدف متتالية خلال اقل من عشرة اعوام ٫ فمسألة فيها نظر ٫ وما كانت ايران ستنجح فيها كلها لولم يكن لديها عملاء بيننا يتاجرون بدماء شعوبهم في سبيل الحفاظ على مواقعهم ٫ ومكاسبهم ، والاهم لو لم يكن تمددها برعاية اميركية اما اسرائيل فلن تخسر شيئا طالما انها تعرف انها ستتقاسم مع الملالي النفوذ في منطقة الشرق الاوسط كلها