يافا (ا ف ب) - بدأ متطوعون من الحركة الاسلامية في اسرائيل العمل على تنظيف وصيانة مسجد حسن بيك المحاذي للشاطىء ومواقع اثرية اخرى في مدينة يافا في اطار مبادرة للحفاظ على الوجود العربي والاسلامي في المدينة.
وقام عدد من الشبان بدهن الجزء الحديدي من سور الجامع باللون الازرق فيما انكب عدد آخر من المتطوعين على تنظيف الحديقة وتشذيب الاشجار.
ومسجد حسن بيك يعتبر من اكبر مساجد يافا وقد خاض اهل المدينة معارك عدة لترميمه واعادة فتحه. وتبلغ مساحته نحو دونمين ويتسع لنحو الفي مصل.
وقال المسؤول عن العمل التطوعي محمد زاهر نجيدات لوكالة فرانس برس "لقد اطلقنا على معسكر العمل اسم معسكر التواصل مع مقدسات يافا ونهدف الى تأكيد بقائنا والتشبث بمقدساتنا التي تتعرض لهجمة شرسة من جانب المؤسسة الاسرائيلية".
واوضح ان هناك نحو 1500 متطوع سيعملون ايضا على صيانة مقابر الكزخانة والشيخ مراد وطاسو.
وتوزع المتطوعون الذين وفدوا من المدن والقرى العربية المختلفة في حافلات صغيرة في المدينة ورافقهم على دراجات نارية شبان من مدينة يافا لارشادهم الى اماكن العمل.
وقال الشيخ رائد صلاح مسؤول الحركة الاسلامية لوكالة فرانس برس "هدف هذا المعسكر التواصل مع مدينة يافا وصيانة مقدساتنا وتثبيتها في هذه المدينة وتحديدا مقبرة طاسو ولقد اعلنا عن معسكر العمل في يوم الارض في الثلاثين من اذار/مارس الماضي".
واضاف "نرى ان هذا العمل ينطوي على تحد بيننا وبين المؤسسة الاسرائيلية".
وعند مقبرة طاسو التي اصدرت المحكمة العلياالاسرائيلية في 29 كانون ثاني/يناير قرارا اقرت فيه بصفقة بيع نصفها (نحو 40 دونما) الى مؤسسة استثمار اسرائيلية كان نحو 300 متطوع يرتدون القمصان القطنية الخضراء والقبعات الخضراء التي كتب عليها "معسكر التواصل مع يافا" يزرعون شتول الزيتون ويقصون اغصان الاشجار ويجرفون الارض.
وقال الشيخ احمد ابو عجوة "مساحة هذه المقبرة 80 دونما وهي المقبرة الاسلامية التي ندفن فيها موتانا في المدينة لان المقابر الاخرى ممتلئة" مضيفا "لقد سورنا هذه المقبرة تحت تهديد السلاح".
واكد الشيخ ابو عجوة ان "المسلمين في المدينة رفضوا قرار المحكمة وجرت تحركات شعبية لمقاومة صفقة البيع" وسط "الحديث عن نبش وانتهاك حرمة اربعمئة قبر في حال حصل الاسرائيليون على هذا الجزء من المقبرة لبناء مشاريعهم".
وقال منسق العمل في مقبرة طاسو محمود عبيد "انا من مدينة يافا ونعمل الان في المنطقة المتنازع عليها مع الاسرائيليين ولقد زرعنا 500 شتلة زيتون واقمنا شبكة ري اوتوماتيكية ونقوم بالتنظيف. والرسالة للاسرائيليين اننا باقون في هذه الارض ولن نتركها".
واضاف "لن نسمح لاحد بانتهاك حرمة الانسان الحي او الميت ونحن هنا للمحافظة على ما تبقى من مقابرنا ولن نسمح لاحد بنبش قبورنا مثلما فعلوا سابقا".
ويعيش في مدينة يافا نحو 20 الف عربي وتنوي السلطات الاسرائيلية هدم حي العجمي اكبر الاحياء العربية المتبقية منذ قيام الدولة العبرية العام 1948.
ومقبرة طاسو ليست اول مقبرة اسلامية تستهدف لقيام مشاريع اسرائيلية فيها اذ سبق ان دمرت مقبرة اسلامية وبني عليها فندق هيلتون في تل ابيب ومقبرة اخرى في مدينة حيفا بني عليها مبنى شركة "سوليل بونيه" الاسرائيلية.
وقال الشيخ صلاح "عملنا متواصل ومتنقل وبنفس طويل ودؤوب. سننتقل الى القدس لحماية ما تبقى من مقبرة مامن الله التي تخطط اسرائيل واميركا لبناء مركز للتسامح فيها".
واضاف "ثم سننتقل الى النقب حيث نقوم ببناء بيوت واستصلاح اراض والحفاظ على كل جوانب الحياة الاخرى".
واكد ان اغلاق مؤسسة الاقصى في 23 اب/اغسطس من جانب السلطات الاسرائيلية جاء "على خلفية المؤتمر الصحافي الذي فضحنا فيه المشاريع الاسرائيليةالتي تستهدف المسجد الاقصى".