القصيدة من كتاب كلاوس ( ترجمة : نادر القاسم )
.........
حارس المرمى
(إلى عبد الباسط الساروت)
جاءتْ الأغنيةُ بتوقيتٍ غيرِ متوقعٍ
لم تستطعْ تَجنَّبها
ومن ثم غنّيتَ
وغادرتَ مرماكَ لهدفٍ جديد.
من أجلِ مهمتكِ الجديدةِ
خلعتَ قفازتيك *
وألقيتَها
عندَ
قدمي
عدو الشعب.
لذلك وقفتَ هناكَ
وسطَ بحرٍ من الناسِ
وغنّيتَ مثلَ أورفيوس السوري.*
من أجلِ بلدِكَ
كنتَ أعظمَ حارس مرمى
في قارة آسيا
تركتَ قلبكَ وروحكَ تغني أولاً
ومن ثم حملتَ بين يديكَ
البندقيةَ الآليةَ
دفاعاً عن حمص
رأيتُكَ في فيلمٍ
رأيتُ عدمَ رضاكَ
والحزنَ العميقَ في عينيكَ
على ما نذرتَ له نفسكَ
من أجلِ الهدفِ الأخيرْ.
في حالةٍ ميئوسٍ منّها
وبعد ثمانِ سنواتٍ من الحربِ الأهليةِ
سقطتَ في حماه
وفي غيرِ مدينتكَ
وجدتَ اخيراً قبرْ.
رأيتُكَ ثانيةً
رأيتُ نفسَ اللحظةِ
أعرفُ ذلكَ من صديقي السوري هنا.
تقتربُ الأغنيةُ من الخفوتِ
ولكنَّ الزمنَ سيجدُ مرةً أخرى هدفاً جديداً
من أجلِ الدفاعِ عن بلدٍ
أَطلقوا عليه ذاتَ يومٍ
اسم سوريا
..............
*خلع القفازات في العصور الوسطى هو لطلب المبارزة النبيلة من العدو.
*أورفيوس كاتب وموسيقي أسطوري اغريقي ونبي في الديانة اليونانية القديمة وفي الميثولوجيا الإغريقية .
الصورة المرفقة هي الوادرة في الديوان مرافقة للقصيدة : رسم الفنان مارتن بوير