أما في العالم الآخر، فالأمر يجري على العكس تماماً، لأنّ أشهر مقدّمات البرامج والأخبار في العالم، تجاوزن الخمسين، ومنهن باربرة والترز التي أعلنت نيّتها التقاعد عن 83 عاماً قبل أيام.
انطلاقاً من ذلك لا يعود مستغرباً، أن تتستّر المذيعات العربيات عن أعمارهنّ في سيرهن المهنية، إن بحثت عنها عبر الإنترنت. فيما يكون من السهل جداً أن تجد تواريخ ميلاد المذيعات الأوروبيات والأميركيات، منشورةً من دون حرج، على مواقعهنّ الخاصّة، أو عبر صفحات «ويكيبيديا».
تعيش المذيعات العربيات رهاب العمر والجمال، فتقول مذيعة «صوت الغد» منى غندور في إحدى المقابلات معها إنّ العمر له حصة، لذلك لم تدخل في مجال العمل التلفزيوني. وتفصح جويل فضول مقدّمة فترة «أخبار الصباح» على «قناة المستقبل» عن خوفها من نهاية حياتها المهنية مع تقدم العمر.
توضع كلّ مذيعة في مكان أشبه بالوردة في عزّ تفتحها، وعندما تدخل الوردة في المنحنى الآخر من العمر تبدأ بالذبول. في العشرينيات تتمتع بشكلها. في نهاية الثلاثينيات يترتب عليها التعرف إلى عيادات التجميل. تُجري عملية شد البشرة لإخفاء أي تجعيد، ولو كان صغيراً. تقوم بعملية تقشير للوجه لاستعادة الطبقات النضرة منه. تستخدم البوتوكس لإبراز الخدود، وتنفخ الشفتين.
بعد جراحات التجميل، يأتي دور التزيين اليومي المرهق، تضع الشعر المستعار، المعروف «بالأكستنشن» لكي يبدو شعرها طويلاً وكثيفاً. تضع الرموش المستعارة لإبراز العينين. ومع الرموش المسكارة الكثيفة، والظلال الملونة فوق العينين، «والفون دو تان» الكثيف للبشرة لجعلها لوناً واحداً، ثم أحمر الشفاه.
مع التجميل والتبرّج، يترتب عليها اختيار الملابس اللافتة، وما أدراك ما الملابس. تشترك كل المذيعات في ارتداء الأثواب المصنوعة للسهرات الخاصة، اللامعة والكاشفة للصدر واليدين والرجلين. ويستخدم ذلك النوع من الأزياء حتى في تقديم نشرات الأخبار، فلا يهم عندها ما هي أخبار النشرة: حروب، مجازر، قتلى، جرحى، مشرّدون...
يتقدم الجمال المصنوع على كل معيار آخر، فتتحول الوجوه إلى ما يشبه الشمع المنحوت، ترافقها بسمات مصطنعة، وتعابير وجوه، وحركات أيد متشابهة بين كلّ المذيعات... كأن نسخة واحدة من الشكل المطلوب، يتم توزيعها على الجميع.
أمام الشروط الجمالية، تتراجع مضامين النصوص المقدمة في البرامج، وتتكاثر فيها الأخطاء اللغوية، والتشوّهات في لفظ الأحرف العربية والأجنبية. لا يقام وزن لصوت المذيعة، لأن الطبقات الصوتية للعديد من المذيعات، حادة، تخترق الأذنين، وتفضل عندها إقفال أذنيك، والنظر إلى وجهها فقط.
يصحّ الحديث عن الأمية في الموضوع الذي تطرحه المذيعة والمذيع هنا أيضاً، بلا حدود. فلا يهمّ أن تكون على معرفة بموضوعها، لأنّ هناك من يعدّ لها المقدّمة والأسئلة، وما عليها سوى تلقّيها، وطرحها على ضيوفها.
من المفيد هنا ذكر أعمار المذيعات الأكثر شهرة في العالم، وفي مقدّمتهنّ باربرة والترز التي ستعتزل المهنة الصيف المقبل، ومعها المذيعة الأميركيّة دايان سوير التي تبلغ من العمر 68 عاماً، فيما يبلغ عمر المذيعة الفرنسيّة آن سنكلير 65 عاماً، ومواطنتها كلير شازال 57 عاماً، فيما أتمّت أوبرا وينفري 59 عاماً. وجميعهنّ لم يكتسبن شهرتهنّ بفضل جمالهنّ، بل لاحترافيّتهنّ العالية، وجهدهنّ، ومثابرتهنّ.
فمن يريد مذيعات شابات وجميلات فقط، من دون الاهتمام بمضمون ما يقدمنه، فهو يخلط بين المذيعة وعارضة الأزياء. ويساهم الخلط في تشويه مهمة الإعلام، تماماً كما يحصل حالياً لدى أصحاب المحطات ومموّليها العرب الذين لا يريدون من المرأة إلا جمالها، مهما اختلفت ميادين عملها.
انطلاقاً من ذلك لا يعود مستغرباً، أن تتستّر المذيعات العربيات عن أعمارهنّ في سيرهن المهنية، إن بحثت عنها عبر الإنترنت. فيما يكون من السهل جداً أن تجد تواريخ ميلاد المذيعات الأوروبيات والأميركيات، منشورةً من دون حرج، على مواقعهنّ الخاصّة، أو عبر صفحات «ويكيبيديا».
تعيش المذيعات العربيات رهاب العمر والجمال، فتقول مذيعة «صوت الغد» منى غندور في إحدى المقابلات معها إنّ العمر له حصة، لذلك لم تدخل في مجال العمل التلفزيوني. وتفصح جويل فضول مقدّمة فترة «أخبار الصباح» على «قناة المستقبل» عن خوفها من نهاية حياتها المهنية مع تقدم العمر.
توضع كلّ مذيعة في مكان أشبه بالوردة في عزّ تفتحها، وعندما تدخل الوردة في المنحنى الآخر من العمر تبدأ بالذبول. في العشرينيات تتمتع بشكلها. في نهاية الثلاثينيات يترتب عليها التعرف إلى عيادات التجميل. تُجري عملية شد البشرة لإخفاء أي تجعيد، ولو كان صغيراً. تقوم بعملية تقشير للوجه لاستعادة الطبقات النضرة منه. تستخدم البوتوكس لإبراز الخدود، وتنفخ الشفتين.
بعد جراحات التجميل، يأتي دور التزيين اليومي المرهق، تضع الشعر المستعار، المعروف «بالأكستنشن» لكي يبدو شعرها طويلاً وكثيفاً. تضع الرموش المستعارة لإبراز العينين. ومع الرموش المسكارة الكثيفة، والظلال الملونة فوق العينين، «والفون دو تان» الكثيف للبشرة لجعلها لوناً واحداً، ثم أحمر الشفاه.
مع التجميل والتبرّج، يترتب عليها اختيار الملابس اللافتة، وما أدراك ما الملابس. تشترك كل المذيعات في ارتداء الأثواب المصنوعة للسهرات الخاصة، اللامعة والكاشفة للصدر واليدين والرجلين. ويستخدم ذلك النوع من الأزياء حتى في تقديم نشرات الأخبار، فلا يهم عندها ما هي أخبار النشرة: حروب، مجازر، قتلى، جرحى، مشرّدون...
يتقدم الجمال المصنوع على كل معيار آخر، فتتحول الوجوه إلى ما يشبه الشمع المنحوت، ترافقها بسمات مصطنعة، وتعابير وجوه، وحركات أيد متشابهة بين كلّ المذيعات... كأن نسخة واحدة من الشكل المطلوب، يتم توزيعها على الجميع.
أمام الشروط الجمالية، تتراجع مضامين النصوص المقدمة في البرامج، وتتكاثر فيها الأخطاء اللغوية، والتشوّهات في لفظ الأحرف العربية والأجنبية. لا يقام وزن لصوت المذيعة، لأن الطبقات الصوتية للعديد من المذيعات، حادة، تخترق الأذنين، وتفضل عندها إقفال أذنيك، والنظر إلى وجهها فقط.
يصحّ الحديث عن الأمية في الموضوع الذي تطرحه المذيعة والمذيع هنا أيضاً، بلا حدود. فلا يهمّ أن تكون على معرفة بموضوعها، لأنّ هناك من يعدّ لها المقدّمة والأسئلة، وما عليها سوى تلقّيها، وطرحها على ضيوفها.
من المفيد هنا ذكر أعمار المذيعات الأكثر شهرة في العالم، وفي مقدّمتهنّ باربرة والترز التي ستعتزل المهنة الصيف المقبل، ومعها المذيعة الأميركيّة دايان سوير التي تبلغ من العمر 68 عاماً، فيما يبلغ عمر المذيعة الفرنسيّة آن سنكلير 65 عاماً، ومواطنتها كلير شازال 57 عاماً، فيما أتمّت أوبرا وينفري 59 عاماً. وجميعهنّ لم يكتسبن شهرتهنّ بفضل جمالهنّ، بل لاحترافيّتهنّ العالية، وجهدهنّ، ومثابرتهنّ.
فمن يريد مذيعات شابات وجميلات فقط، من دون الاهتمام بمضمون ما يقدمنه، فهو يخلط بين المذيعة وعارضة الأزياء. ويساهم الخلط في تشويه مهمة الإعلام، تماماً كما يحصل حالياً لدى أصحاب المحطات ومموّليها العرب الذين لا يريدون من المرأة إلا جمالها، مهما اختلفت ميادين عملها.