وبنتيجة ذلك التمدد اضحى يحيط بالخليج العربي بجناحين .جنوبي عبر الحوثي وشمالي عبر تواجده ببلاد الشام وبات يشرف على الضفة الشرقية للمتوسط ومضيق هرمز ومضيق باب المندب ..وباتت ادواته معروفة وهي الميليشيات والمسيرات والمخدرات واثارة الفوضى في الدول قبل التمدد اليه وليس شرطا وجود حاضنة شيعية (مع اهميتها) فقد سيطر على القرار السياسي لحركة حماس الفلسطينية السنية وبات مهوى أفئدة كثير من القومجية العرب وبقايا حركات اليسار ..وحتى من اقليات دينية غير مسلمة عبر مايطلق عليه بتحالف الاقليات ..فئة يستهدفها بخطابه الديني المذهبي وفئة بخطابة المعادي للشيطان الاكبر والصهيونية العالمية وفئة يضللها بشعارات المقاومة والممانعة للكيان الصهيوني واستغلاله للعواطف الدينية كتحرير القدس والمسجد الاقصى واطلاق مختلف التسميات او الاحتفالات او المهرجانات دون القيام باطلاق رصاصة عليه..بل بات طريق القدس يمر من بغداد وحلب ودمشق وبيروت مقولات تثير الاشمئزاز او السخرية عند السامعين فيما لازال جزء مهم من العرب وغيرهم يصدقونه بذلك
-----------
سوريا الامل
هل سيمر طريق القدس من عمٌان؟
يبدو انه لن يكون بعيدا ذلك الزمن الذي نسمع به ذلك الشعار..إذ يشكل الاردن هدفا محتملا وهاما واسهل من غيره ..اذ ان المملكة الاردنية الهاشمية تقع في قلب مثلث الصراع السعودي الايراني الاسرائيلي..تحدها الضفة الغربية غربا والمملكة العربية السعودية جنوبا والميليشيات الايرانية من الشرق والشمال المتواجدة بسورية والعراق.. لايوجد موقع اهم للميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الايراني من التموضع ببقعة تحد دولة الاحتلال والمملكة وابتزازهما..وليس من قبيل المصادفة ان يكون الملك الهاشمي هو اول من حذر من الهلال الشيعي بعام 2004 ووقتها كانت بغداد تحت الاحتلال الامريكي ومجلس حكم بريمر وانما كانت خشية الملك من حكومة موالية لطهران ببغداد وهذا ماحصل منذ العام 2005 إدراك الملك الاردني لخطورة المخطط الايراني بعد فشل الروس (او تعمدهم) بمنع سيطرة ميليشيات ايران على سهل حوران والمنطقة الجنوبية بفعل الاتفاق الذي تم إبرامه بعهد ادارة الرئيس ترامب بالعام 2018..حاول الملك مسك العصا من المنتصف لئلا يتلقى ضربات الميليشيات بعد ان اصبح وجودهم على حدوده امرا واقعا..ارسل وفدا نيابيا الى بغداد التقى احد اسوا قادة الميليشيات العراقية الموالية لطهران قيس الخزعلي الامين العام لعصائب اهل الحق بحجج تسهيل زيارات حجاج ايرانيين وعراقيين تحت مسمى السياحة الدينية لاماكن في محافظة الكرك يقال ان فيها قبر للصحابي الجليل جعفر الطيار.. وفي صيف العام الماضي واثناء زيارة قام بها للولايات المتحدة التقى بها الرئيس الامريكي حاول ترويج سياسة الخطوة خطوة مع النظام السوري ثم انتشرت وثيقة قيل انها قدمت من الملك للرئيس اسميت باللاورقة تقول ان النظام السوري امرا واقعا وعلينا التعاون معه بل تعويمه عربيا ..واشتكى من سوء حالة الاقتصاد الاردني وتاثره باغلاق المعبر الحدودي مع سورية ..ثم حاول الحصول على استثناءات امريكية من عقوبات قانون قيصر للشركات والافراد الذين سيعملون بايصال الغاز المصري والكهرباء الاردنية الى لبنان عبر الاراضي التي يسيطر عليها النظام السوري وكانت المملكة تعلن بشكل متكرر عن ضبط شحنات من المواد المخدرة عبر حدودها البرية او ضمن الشاحنات التجارية التي تعبر ممر جابر الحدودي وكانت الشكوى تتصاعد حتى وصلت ببدايات العام الحالي الى انتشار الجيش الاردني على الحدود مع سورية بدل قوات حرس الحدود واعلانه انه سيغير قواعد الاشتباك بعد قتلى وجرحى سقطوا خلال التصدي لاحدى عمليات التسلل عبر الحدود..ولم يكن تخلو بعض البيانات عن تهريب اسلحة وليس مخدرات فقط..وكانت الاتهامات الاردنية تشير الى عمليات تهريب منظمة غير اعتيادية تشترك بها ميليشيا تتوزع الى مجموعات رصد ومجموعات تامين ومجموعة التهريب ..حيث تم رصد 300 عنصر من الميليشيا اشتركوافي احدى عمليات التهريب ..طبعا فشلت كل المحاولات لانعاش الاقتصاد الاردني عبر تنشيط التجارة البرية وفشل مشروع تزويد لبنان بالغاز والكهرباء ولم يبق الا تهريب المخدرات عبر الحدود حيث يشكل الاردن بلد عبور للخليج ولايشكل الاستهلاك المحلي الا قدرا يسيرا من المخدرات المهربة كانت الولايات المتحدة بالطبع على دراية بالمخططات الايرانية فقامت بنقل جزء مهم من قواتها من دولة قطر واقامة قاعدة عسكرية بمدينة الازرق شرق المملكة لتدعيم القوات الاردنية واعطاء اشارات او رسالة الى الميليشيات الايرانية.. من غير المجدي تجاريا استخدام الطيرلن المسير في عمليات التهريب وقد تم الاعلان عن التصدي لعدة محاولات تهريب ويمكن ان تكون الرسالة اختراق الاجواء الاردنية وايصال رسائل تهديد امنية ..ويقول اردنيون انهم رصدوا عدة محاولات استهداف للقاعدة الامريكية بالازرق من طيران مسير بعد اتهام الاردن ان طائرات اسرائيلية عبرت اجواءها لضرب مواقع ومنشآت ايرانية بسورية ليس مفاجئا تصريح الملك الاردني عن خطورة انتشار الميليشيا ذات التابعية الايرانية على حدود بلاده بعد تلاشي الدور الروسي تماما بالجنوب السوري وانكفائه عن مناطق سورية عديدة انتشرت مكانه ميليشيات ايرانية مختلفة ..يدق الملك الاردني ناقوس الخطر بما هو قادم ..نقاط الضعف الاردنية التي يمكن ان تستغلها الميليشيات
يمكن ان نحدد بعضا من تلك النقاط التي ستحاول الميليشيات استغلالها لتخريب الساحة الاردنية تمهيدا للانقضاض :- اشك ان الوضع الاقتصادي الاردني في اسوا حالاته وقد فاقم ذلك ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمحروقات عالميا بعد الغزو الروسي لاوكرانيا وبعد اجتياز ازمة جائحة كورونا…لذلك واسوة بغيره من البلدان قد تندلع احتجاجات جوع لايمكن السيطرة على اتساعهاوبالتالي ستكون تلك مدخلا مهما لتسعير الفوضى والاضرابات
- يتواجد بالمملكة الاردنية جمهور مهم مؤيد لحركة حماس التي تدور في الفلك الايراني .
- ان القرار الاخير للملك الاردني بفرض اقامة جبرية على شقيقه حمزة بن الحسين واتهامه لاول مرة بصفات واوصاف قد ترقى لحد الخيانة او التآمر الخارجي وتذكيره بمحاولة الفتنة او الانقلاب التي قادها العام الماضي ..واتهامه بمحاولة العبث بالوحدة الوطنية ..كل ذلك يشير الى ان فئة مهمة من العشائر الاردنية غير راضية عن اداء الملك الحالي وتوالي الامير حمزة..وهذه نقطة خطيرة ممكن النفاذ اليها لخلق اضطرابات بالشارع الاردني.
- توجد قطاعات مهمة من المجتمع الاردني من حزب البعث السوري و بقايا اليسار والقوميبن العرب وغيرهم ممن يؤيدون النظام السوري ومحوره وشعاراته وهم متواجدون ايضا بالنقابات المهنية وغرف التجارة والصناعة..ولم تنقطع زياراتهم الى دمشق ولقاءاتهم من مسؤولي النظام وباحدى المرات التقاهم راس النظام بذاته..
-----------
سوريا الامل