المجرم الأمريكي يصف عمدة لندن ب”الغازي”
وأطلق المجرم بثًّا مباشرًا خلال ارتكابه المجزرة! وعُرِف من بين الضحايا الشرطي المتقاعد آرون سالتر الذي يعمل حارسًا للسوبر ماركت، إلى جانب إحدى المتسوقات التي تبلغ من العمر 86 عامًا.وأصدر بايتون بيانًا قبل ارتكابه المجزرة يؤكد فيه الإقدام على فعلته مدفوعًا بالنظرية التي تشير إلى أن المهاجرين من الأقليات الأخرى سيؤدون إلى انقراض العرق الأبيض.
وأدرج المجرم بايتون عمدة لندن صادق خان ضمن قائمة “الأعداء الذين يجب اغتيالهم” بحسب وصفه.
وكتب بايتون في الصفحة 165 من البيان الذي أصدره: “يُشكِّل عمدة لندن دليلًا صارخًا على استبدال سكان المملكة المتحدة الأصليين (العرق الأبيض) بأناس آخرين من أعراق أخرى”.
وأضاف بايتون: “كيف يمكن لهذا الغازي الباكستاني المسلم أن يمثل الشعب البريطاني ويشغل منصب عمدة لندن؟!”.
“لا بد من التخلص منه؛ من أجل إعادة أحياء مجد العرق الأبيض!”.
وأدرج بايتون كذلك رجل الأعمال الأمريكي المجري جورج سوروس، والزعيم التركي رجب طيب أردوغان ضمن القائمة التي ذكرها في بيانه.
وأصدر بايتون بيانه بعد مغادرة عمدة لندن صادق خان الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث استمرت زيارته خمسة أيام، وكانت تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي في لندن، وشملت زياراته نيويورك ولوس أنجلوس.
وزعم بايتون أنه اختار الهجوم على السوبر ماركت في منطقة بافالو لأنها تحتوي على النسبة الأعلى من السكان ذوي البشرة السوداء من ضمن المناطق المجاورة لمكان إقامته!
وأوضح بايتون في بيانه أن الإنترنت ساهم في ترسيخ تعصبه أكثر من أي شيء آخر، وأكد أنه يقتدي ببرنتون تارانت مرتكب مجزرة نيوزيلندا.
ويُعرَف عن تارانت تعصبه للعرق الأبيض؛ حيث أطلق بثًّا مباشرًا خلال عملية قتل فيها 51 مسلمًا في أحد مساجد نيوزيلندا عام 2019.
وكان بايتون قد هدد بإطلاق النار على أحد زملائه في المدرسة الثانوية خلال العام الماضي.
واستعانت إدارة المدرسة بشرطة نيويورك؛ من أجل التحقيق مع بايتون بعد الإفصاح عن رغبته في إطلاق النار على زملائه.
وقال مصدر حكومي لصحيفة بافالو: “إن الشاب المضطرب أفصح عن رغبته في إطلاق النار على الطلاب سواء خلال حفل التخرج أو في أوقات أخرى”.
وبعدما نظرت الشرطة في القضية أحالت بايتون إلى قسم الصحة العقلية؛ للحصول على استشارة طبية.
وأكد زملاؤه أنه كثيرًا ما كان يتصرف بطريقة غريبة، ويتبنى آراء متطرفة في السياسة.
وأكدت إحدى الطالبات أن بايتون ارتدى خلال العام الماضي بذلة واقية خلال دوامه المدرسي وعلى مدار أسبوع، واعتقدت الطالبة حينها أن الأمر كان يتعلق بالوقاية من كورونا، وبدا الأمر كأنه مزحة!
وأشار أحد أصدقائه إلى أن ذلك كان أغرب شيء يحدث في الصف.
كما وُجِدت مؤشرات أخرى على تدهور صحة بايتون العقلية.
فخلال ممارسة بايتون أحد الأنشطة الصفيّة التي تُمكِّن الطلاب من اختيار نظام سياسي معين وتأسيس حكومة من خيالهم اختار تأسيس نظام استبدادي! فشبهه أحد زملائه بهتلر.
وأضاف صديقه قائلًا: “لقد كانت وجهات نظره متطرفة؛ إذ اختار الحكومة الشمولية خلال الأنشطة الصفية التي كنا نمارسها”.
وقالت إحدى زميلاته: إنه كان على وشك صدم رأسها بزجاج السيارة، لكنها عزت ذلك إلى قيادته المتهورة. وأشارت أيضًا إلى شغفه بألعاب إطلاق النار.
وقالت أيضًا: “كان من الممكن أن نكون بدل أولئك الذين هاجمهم! صحيح أننا لم نكن ضمن أهدافه، لكن ماذا لو قرر أن يجرب ذلك علينا؟!”.
“كان هادئًا معظم الوقت، وكان يبتسم بغرابة عندما يتحدث إلى الناس، ولم يدخل في علاقة غرامية البتة”.
لجيندرون بايتون ثلاثة إخوة، ويعمل والداه في الهندسة المدنية ضمن منطقة كونكلين في ولاية نيويورك على بعد ثلاث ساعات ونصف في جنوب بافالو.
ويدرب الأب أبناءه في دورة كرة القدم بالمدينة، ويقول الجيران: بينما كان للأب طباع غريبة، عُرِف عن الأم غرورها.
وقال أحد زملائه في المدرسة: “إنه الابن الأكبر في العائلة، وتبدو أسرته مثالية للغاية”.
وتُظهِر الصورة التي نشرتها والدة بايتون أنه أطول أفراد الأسرة، وأكد زميله في المدرسة أنه يبلغ ستة أقدام.
وتمارس العائلة المتماسكة كثيرًا من الأنشطة، وتتشارك العشاء في المطاعم في غالب أوقاتها.
ويؤكد الجيران على غرابة العائلة؛ إذ قال أحد السكان المحليين: “لقد كانت والدة جيندرون بايتون متعجرفة نوعًا ما، وكان والده غريب الأطوار!”.
إطلاق النار على 13 شخص وقتل 10 منهم على خلفية عنصرية
وتُظهِر السجلات الدراسية أن تحصيل بايتون الدراسي جيد للغاية؛ حيث حاز على درجات عالية خلال سنته الدراسية الأخيرة، وبلغ معدله 92 في المئة.وشارك في العديد من الأنشطة المدرسية التي لم يعد جزءًا منها بعد ارتكابه المجزرة. وذكرت إحدى الجارات أن “عائلة بايتون كانت لطيفة للغاية، ولم يكن أحد ليتصور أن يُطلِق شخص في بافالو النار، ويرتكب مجزرة بدوافع عنصرية”.
هذا ونشر الشاب بيانًا مؤلفًا من 180 صفحة على الإنترنت قبل أن ينفذ عملية إطلاق النار. وتحدث البيان بطريقة فوقية ومتعصبة ضد الأقليات الأخرى مشيرًا إلى أن العرق الأبيض في أمريكا يستبدل بأعراق أخرى.
وذكر الشاب في بيانه أن مجموعة (4Chan) للدردشة هي التي ساهمت في تشكيل آرائه المتطرفة، وهو يدعي وجود مؤامرة يهودية لمنع انتشار العرق الأبيض، ومن ثَمّ فهو يشجع أيضًا على قتل اليهود.
وأشاد بايتون بعمليات إطلاق نار أخرى نُفِّذت على أساس عنصري؛ مثل: قتل دلان روف تسعة أشخاص من السود في كنيسة ساوث كارولينا، واقتحام برينتون تارانت مسجدًا في نيوزيلندا وقتله 51 شخصًا.
وأخبر بايتون القاضي خلال جلسة المحاكمة أنه يتفهم التُّهم التي وُجِّهت إليه لكنه ليس مذنبًا!
هذا وقد أُدين بايتون بتهمة ارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، وبحسب المدعية العام فإن القاضي أمر باحتجاز المجرم دون كفالة وإجراء فحوصات الطب الشرعي.
وقال المدعي العام: “لقد اتخذنا الخطوات اللازمة لوضعه خلف القضبان”.
وقالت شرطة نيويورك: إنها تعمل مع السلطات الفيدرالية على مكافحة الإرهاب وجرائم الكراهية.
وأكد محامي بايتون أنه كان يحاول إثبات براءة موكله من جرائم القتل.
هذا وألقت الشرطة القبض على بايتون في أثناء خروجه من السوبر ماركت بعدما أطلق النار على 13 شخصًا قُتِل منهم 10 أشخاص في الساعة 2.30 ظهر يوم السبت 14 أيار/ مايو.
وروى الناجون كيفية اختبائهم داخل الثلاجة الموجودة في السوبر ماركت؛ حفاظًا على حياتهم. وحاولت مديرة المبيعات الهروب من الباب الخلفي للمتجر، لكنها صُدِمت عندما رأت بايتون يطلق الرصاص على إحدى الضحايا.
وأشارت الشرطة إلى أن عدد المصابين من أصحاب البشرة السوداء 11 من أصل 13 ضحية، وأفادت الشرطة بأن المجرم كان يحاول انتقاء ضحاياه بدقة، ولم تذكر الشرطة إن كان اختيار الضحايا بناءً على لون البشرة.
وأشيد ببطولة آرون سالتر الضابط السابق في الشرطة والذي يعمل حارسًا للسوبر ماركت؛ إذ تبادل إطلاق النار مع المجرم قبل أن يُردى قتيلًا.
ثم تلقَّى ثلاثٌ من الضحايا العلاج بعد أن أصابتهم الأعيرة النارية.
وكان بايتون قد أطلق بثًّا مباشرًا على الإنترنت عند بدءه الهجوم في سوبر ماركت توب فريندلي ضمن شارع جيفرسون.
وأكدت الشرطة أن المجرم كان مدججًا بالسلاح، وكان يمتلك معدَّات قتالية كالخوذة، إضافة إلى استخدامه الكاميرا من أجل بث جريمته.
هذا وأكد المدعي العام على أن المجرم أطلق النار على أربعة أشخاص خارج المتجر، وقتل ثلاثة منهم، ثم دخل إلى المتجر حيث تبادل إطلاق النار مع الحارس، وأصيب المجرم بطلق ناري في يده، لكن ذلك لم يمنعه من إكمال الجريمة.
وتعتقد الشرطة أن ست ضحايا آخرين قُتِلوا داخل السوبر ماركت بعدما قُتِل الحارس في تبادل إطلاق النار.
وأشاد ابن حارس السوبر ماركت بأبيه الذي حاول إيقاف “المجرم المهووس” على حدِّ وصفه.
وقد بُثَّت عملية القتل على موقع “Twitch” للبث المباشر، فحُذِف بعد دقيقتين فقط.
ومن بين الضحايا سيدة ثمانينية كانت أم قائد فوج الإطفاء المتقاعد جارنيل ويتفيلد.
وفي هذا السياق انتقدت عمدة نيويورك كاثي هوشول عمليات القتل “الجنونية” حسب وصفها، ودعت إلى تجريم وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت لأمثال بايتون بتمجيد جرائمهم.
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أسفه لِما حصل، وقدَّم تعازيه لأسر الضحايا، ودان التعصب ضد الأقليات واصفًا ذلك بالأمر المشين.
وقال بايدن: “نعرب عن تعاطفنا الكبير مع عائلات الأشخاص العشرة الذين قتلوا بدم بارد، ونعرب كذلك عن تعاطفنا مع كل من يعاني جروحًا جسدية ونفسية بسبب هذا الحادث المروع”.
“إن جرائم الكراهية ذات الدوافع العنصرية هي بالفعل أمر مشين بالنسبة لأمتنا، وأي فعل مشابه يُرتكَب باسم القومية والعرق الأبيض يتعارض مع قيم أمريكا، ولن نترك أي مكان لجرائم الكراهية، وسنفعل ما بوسعنا للقضاء على الإرهاب المحلي”.