المفترض أن أوباما يعرف أن سلفه جورج بوش (الابن) قد لجأ، ردا على جريمة 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، إلى إنشاء تحالف دولي أهم من هذا التحالف الذي يحاول إنشاءه الآن للقضاء على «داعش» وأنه، أي جورج بوش (الابن)، قد احتل أفغانستان كلها وأرسل خيرة القوات الأميركية إليها ومع ذلك فإن «القاعدة» لم تنته وأن حركة «طالبان» أصبحت أقوى مما كانت عليه وأن أيمن الظواهري قد أعلن في اليوم الذي انعقد فيه اجتماع «ويلز» عن إنشاء فرع لـ«قاعدته» في شبه القارة الهندية.
والمؤكد أن باراك أوباما يعرف أيضا أن جورج بوش (الابن) قد غزا العراق واحتله عام 2003 بتحالف دولي شكل البريطانيون قوة رئيسية فيه وأنه أبقى في بلاد الرافدين قبل انسحابه عام 2011 أكثر من 150 ألفا من الجنود الأميركيين لكنه لم يستطع القضاء على «القاعدة» بل إن هذا التنظيم الإرهابي قد تعززت قوته وأصبح أكثر انتشارا في ظل وجود كل هذه الأعداد من القوات الأميركية.
إنه ضروري أن يكون هناك كل هذا التحشيد الكوني لمواجهة «داعش» وإنه يجب التحرك، وإنْ في وقت متأخر، لمواجهة هذه الآفة التي غدت لا تهدد هذه المنطقة فقط وإنما العالم كله لكن وفي كل الأحوال فإنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ومنذ الآن أنه بالقوة العسكرية وحدها، وبخاصة هذه القوة التي يتحدث عنها باراك أوباما، ربما بالإمكان إضعاف هذا التنظيم لكن المؤكد أنه لا يمكن اجتثاثه نهائيا.. وها هي تجربة «القاعدة» لا تزال حية وماثلة للعيان.
كان خطأ الولايات المتحدة الفادح أنها بادرت إلى الانسحاب من أفغانستان بمجرد انسحاب القوات السوفياتية الغازية منه وذلك مع أن المفترض أن يطيل الأميركيون بقاءهم في هذا البلد إلى أن يرتبوا الأوضاع الداخلية فيه وبصورة نهائية وإلى أن يقضوا على الصراع الذي كان احتدم بين التنظيمات الأفغانية المتعددة المشارب والاتجاهات والأعراق حتى قبل الانسحاب السوفياتي، لكن هذا لم يحصل على الإطلاق مما جعل حركة «طالبان» تسيطر على كل شيء وجعل «القاعدة» تنمو بسرعة وتنشئ خلايا سرية في الكثير من دول العالم وتقوم بتلك العملية الإرهابية التي أوجعت قلب الولايات المتحدة واستهدفت في 11 من سبتمبر عام 2001 أهدافا استراتيجية في نيويورك وواشنطن من بينها برج التجارة العالمي الشهير والمعروف.
ثم وكان خطأ باراك أوباما الفادح أنه تعجل الأمور، بعد تسلم الرئاسة، عندما بادر عام 2011 إلى سحب القوات الأميركية من العراق سحبا كيفيا وترك هذا البلد، الذي تقع مسؤولية كل ما جرى فيه لاحقا وما يجري فيه الآن على الولايات المتحدة، إلى التدخل الإيراني السافر في شؤونه الداخلية وأيضا إلى تنظيم «القاعدة» الذي استغل أوضاع العرب السنة، التي غدت مأساوية خلال حكم بول بريمر وحكم «ورثة» بريمر، فأصبح بكل هذه القوة وبكل هذا الحجم والذي ليس مستبعدا أن يتمدد أكثر وأكثر في هذه المنطقة ما لم يبادر تحالف «ويلز» إلى معالجات جدية غير المعالجات المقترحة التي كشف النقاب عن بعضها يوم أمس (الأربعاء)!! وما لم تشمل هذه المعالجات جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى وليس «داعش» وحده.
ما كان من الممكن أن يصل «داعش» إلى ما وصل إليه من قوة وأن يتمدد كل هذا التمدد لو لم تنسحب القوات الأميركية من العراق ولو أنها بقيت إلى أن تمت معالجة معادلة: «المنتصر والمهزوم»، التي وضعها بريمر، واستعاد العرب السنة حقوقهم وكراماتهم المهدورة وإلى أن جرى الحد من التدخل الإيراني واقتلاع «القاعدة» من جذورها وحرمانها من البيئة الحاضنة التي توفرت لها خلال حكم نوري المالكي وقبل ذلك.
إن المفترض أن باراك أوباما يعرف أن «داعش» ليس واحدا وأنه «دواعش» وأن المخابرات السورية والمخابرات الإيرانية قد اخترقته مبكرا لضرب الثورة السورية من داخلها ولترويج كذبة أن هذا النظام، نظام بشار الأسد، لا يواجه الشعب السوري الذي يسعى للتغيير والتحرر والانعتاق وإنما إرهاب منظم تقف خلفه دول قريبة وبعيدة، وحقيقة أن كل هذا قد اتضح وضوحا كاملا عندما بادر وزير الخارجية السوري وليد المعلم وبسرعة إلى عرض خدمات النظام الذي ينتمي إليه لمواجهة هذا التنظيم وعندما بادرت إيران إلى تقديم مساعدات عسكرية لقوات الـ«بيشمركة» الكردية، التي كانت دخلت في مواجهة مع تنظيم «داعش»، لتفرض، أي دولة الولي الفقيه، نفسها على معادلة القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
وهنا تجب الإشادة بالموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة ومعها معظم دول الاتحاد الأوروبي برفض مشاركة إيران ومشاركة نظام بشار الأسد في التصدي لـ«داعش» ومواجهته، فـ«حراميها لا يجوز أن يكون حاميها» وأميركا تعرف والأوروبيون يعرفون أن هذا النظام السوري ومعه دولة الولي الفقيه هما من وفر لهذا التنظيم البيئة الحاضنة وبالتالي فإنه لا يمكن القضاء على «داعش» لا في المدى المنظور ولا على المدى البعيد ما لم يتم تحجيم التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق الداخلية وما لم يتم توفير الدعم الفعلي والحقيقي الذي تحتاجه المعارضة السورية المعتدلة للقضاء على هذا النظام الاستبدادي والطائفي الذي شتت العباد ودمر البلاد والذي سيوصل سوريا إلى التشظي والانقسام ما لم يتخلَ باراك أوباما عن تردده ويتخذ الموقف المطلوب لحسم الأمور في هذا البلد الرئيسي والمفصلي وبسرعة.
ستكون الأيام المقبلة حاسمة ومفصلية إنْ في العراق وإنْ في سوريا وإنْ في هذه المنطقة وإنْ في العالم بأسره، ولقد أصبحت مصداقية باراك أوباما بعد كل هذا التحشيد الدولي على المحك في ضوء انضواء أكثر من أربعين دولة في التحالف الذي قررت قمة «ويلز» إقامته للقضاء على «داعش»، وهنا فإن ما يجب أن يقال لرئيس الولايات المتحدة الذي من المفترض أن يغادر البيت الأبيض بعد عامين ونيف ولرؤساء الدول التي انضمت إلى هذا التحالف إنه لا يمكن حسم هذه المعركة وأي معركة بالغارات الجوية وحدها وإنه لا انتصار ولا حسم من دون القوات البرية.. وإنه لا قضاء على الإرهاب بالقضاء على «داعش»، فهناك «القاعدة» وهناك تنظيمات أخرى بأسماء مختلفة وهناك الأزمات المتفجرة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي إنْ لم تحل الحل العادل والمنشود فإن مبررات ظهور التنظيمات الإرهابية ستبقى متوفرة إنْ في هذه المنطقة وإنْ في العالم بأسره!!
------------------
الشرق الاوسط
والمؤكد أن باراك أوباما يعرف أيضا أن جورج بوش (الابن) قد غزا العراق واحتله عام 2003 بتحالف دولي شكل البريطانيون قوة رئيسية فيه وأنه أبقى في بلاد الرافدين قبل انسحابه عام 2011 أكثر من 150 ألفا من الجنود الأميركيين لكنه لم يستطع القضاء على «القاعدة» بل إن هذا التنظيم الإرهابي قد تعززت قوته وأصبح أكثر انتشارا في ظل وجود كل هذه الأعداد من القوات الأميركية.
إنه ضروري أن يكون هناك كل هذا التحشيد الكوني لمواجهة «داعش» وإنه يجب التحرك، وإنْ في وقت متأخر، لمواجهة هذه الآفة التي غدت لا تهدد هذه المنطقة فقط وإنما العالم كله لكن وفي كل الأحوال فإنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ومنذ الآن أنه بالقوة العسكرية وحدها، وبخاصة هذه القوة التي يتحدث عنها باراك أوباما، ربما بالإمكان إضعاف هذا التنظيم لكن المؤكد أنه لا يمكن اجتثاثه نهائيا.. وها هي تجربة «القاعدة» لا تزال حية وماثلة للعيان.
كان خطأ الولايات المتحدة الفادح أنها بادرت إلى الانسحاب من أفغانستان بمجرد انسحاب القوات السوفياتية الغازية منه وذلك مع أن المفترض أن يطيل الأميركيون بقاءهم في هذا البلد إلى أن يرتبوا الأوضاع الداخلية فيه وبصورة نهائية وإلى أن يقضوا على الصراع الذي كان احتدم بين التنظيمات الأفغانية المتعددة المشارب والاتجاهات والأعراق حتى قبل الانسحاب السوفياتي، لكن هذا لم يحصل على الإطلاق مما جعل حركة «طالبان» تسيطر على كل شيء وجعل «القاعدة» تنمو بسرعة وتنشئ خلايا سرية في الكثير من دول العالم وتقوم بتلك العملية الإرهابية التي أوجعت قلب الولايات المتحدة واستهدفت في 11 من سبتمبر عام 2001 أهدافا استراتيجية في نيويورك وواشنطن من بينها برج التجارة العالمي الشهير والمعروف.
ثم وكان خطأ باراك أوباما الفادح أنه تعجل الأمور، بعد تسلم الرئاسة، عندما بادر عام 2011 إلى سحب القوات الأميركية من العراق سحبا كيفيا وترك هذا البلد، الذي تقع مسؤولية كل ما جرى فيه لاحقا وما يجري فيه الآن على الولايات المتحدة، إلى التدخل الإيراني السافر في شؤونه الداخلية وأيضا إلى تنظيم «القاعدة» الذي استغل أوضاع العرب السنة، التي غدت مأساوية خلال حكم بول بريمر وحكم «ورثة» بريمر، فأصبح بكل هذه القوة وبكل هذا الحجم والذي ليس مستبعدا أن يتمدد أكثر وأكثر في هذه المنطقة ما لم يبادر تحالف «ويلز» إلى معالجات جدية غير المعالجات المقترحة التي كشف النقاب عن بعضها يوم أمس (الأربعاء)!! وما لم تشمل هذه المعالجات جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى وليس «داعش» وحده.
ما كان من الممكن أن يصل «داعش» إلى ما وصل إليه من قوة وأن يتمدد كل هذا التمدد لو لم تنسحب القوات الأميركية من العراق ولو أنها بقيت إلى أن تمت معالجة معادلة: «المنتصر والمهزوم»، التي وضعها بريمر، واستعاد العرب السنة حقوقهم وكراماتهم المهدورة وإلى أن جرى الحد من التدخل الإيراني واقتلاع «القاعدة» من جذورها وحرمانها من البيئة الحاضنة التي توفرت لها خلال حكم نوري المالكي وقبل ذلك.
إن المفترض أن باراك أوباما يعرف أن «داعش» ليس واحدا وأنه «دواعش» وأن المخابرات السورية والمخابرات الإيرانية قد اخترقته مبكرا لضرب الثورة السورية من داخلها ولترويج كذبة أن هذا النظام، نظام بشار الأسد، لا يواجه الشعب السوري الذي يسعى للتغيير والتحرر والانعتاق وإنما إرهاب منظم تقف خلفه دول قريبة وبعيدة، وحقيقة أن كل هذا قد اتضح وضوحا كاملا عندما بادر وزير الخارجية السوري وليد المعلم وبسرعة إلى عرض خدمات النظام الذي ينتمي إليه لمواجهة هذا التنظيم وعندما بادرت إيران إلى تقديم مساعدات عسكرية لقوات الـ«بيشمركة» الكردية، التي كانت دخلت في مواجهة مع تنظيم «داعش»، لتفرض، أي دولة الولي الفقيه، نفسها على معادلة القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
وهنا تجب الإشادة بالموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة ومعها معظم دول الاتحاد الأوروبي برفض مشاركة إيران ومشاركة نظام بشار الأسد في التصدي لـ«داعش» ومواجهته، فـ«حراميها لا يجوز أن يكون حاميها» وأميركا تعرف والأوروبيون يعرفون أن هذا النظام السوري ومعه دولة الولي الفقيه هما من وفر لهذا التنظيم البيئة الحاضنة وبالتالي فإنه لا يمكن القضاء على «داعش» لا في المدى المنظور ولا على المدى البعيد ما لم يتم تحجيم التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق الداخلية وما لم يتم توفير الدعم الفعلي والحقيقي الذي تحتاجه المعارضة السورية المعتدلة للقضاء على هذا النظام الاستبدادي والطائفي الذي شتت العباد ودمر البلاد والذي سيوصل سوريا إلى التشظي والانقسام ما لم يتخلَ باراك أوباما عن تردده ويتخذ الموقف المطلوب لحسم الأمور في هذا البلد الرئيسي والمفصلي وبسرعة.
ستكون الأيام المقبلة حاسمة ومفصلية إنْ في العراق وإنْ في سوريا وإنْ في هذه المنطقة وإنْ في العالم بأسره، ولقد أصبحت مصداقية باراك أوباما بعد كل هذا التحشيد الدولي على المحك في ضوء انضواء أكثر من أربعين دولة في التحالف الذي قررت قمة «ويلز» إقامته للقضاء على «داعش»، وهنا فإن ما يجب أن يقال لرئيس الولايات المتحدة الذي من المفترض أن يغادر البيت الأبيض بعد عامين ونيف ولرؤساء الدول التي انضمت إلى هذا التحالف إنه لا يمكن حسم هذه المعركة وأي معركة بالغارات الجوية وحدها وإنه لا انتصار ولا حسم من دون القوات البرية.. وإنه لا قضاء على الإرهاب بالقضاء على «داعش»، فهناك «القاعدة» وهناك تنظيمات أخرى بأسماء مختلفة وهناك الأزمات المتفجرة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي إنْ لم تحل الحل العادل والمنشود فإن مبررات ظهور التنظيمات الإرهابية ستبقى متوفرة إنْ في هذه المنطقة وإنْ في العالم بأسره!!
------------------
الشرق الاوسط