سلماوي يرافق نجيب محفوظ في استقبال بعض الضيوف العرب
يعيش حالة من المتناقضات منذ وطأت قدمه بلاط صاحبة الجلالة ..لم يفكر يوما ان تستغرقه مهام المنصب والروتين والاعمال الادارية بعيدا عن عشقه الاول للكتابة والادب ..كان مقررا له ان يصبح رجل اعمال محققا مقولة "ابن الوز عوام" حيث كان جده وابيه من كبار رجال الاعمال في مصر لكنه اتجه الي عمل ما يحب ..تخرج من كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية وعمل استاذا للادب الانجليزي بيد انه لم يحتمل ان يوأد حلم الاديب والكاتب بداخله فاستجاب سريعا لدعوة الكاتب محمد حسنين هيكل للانضمام الي اسرة جريدة الاهرام المصرية ليزامل عمالقة الفكر والادب انذاك ويدخل في دهاليز الكتابة السياسية الحماسية ليجد نفسه مفصولا من عمله قبل قيام حرب اكتوبر 73 ثم عودته ثانية الي منصبه ومنذ ذلك اليوم لم يبرح عمله الصحافي حتي وصل اليوم ليترأس تحرير جريدة الاهرام ابدو الصادرة باللغة الفرنسية هذا الي جانب عمله الاكاديمي الذي طالما رفض ان يقيده بقيوده الحديديه كرئيس لاتحاد كتاب مصر ..الكاتب والصحافي محمد سلماوي يعترف ان منصب رئيس اتحاد الكتاب عطله كثيرا عن إنجاز مشروعاته الأدبية التى وصفها بأنها تعثرت بشدة فى السنوات الأخيرة، لذا ينتظر سلماوى إنهاء سنوات الدورة الحالية لكى يتفرغ للعمل الأدبى قائلاً: «ما أخشاه أن تنتهى حياتى فجأة قبل أن أتفرغ للعمل الأدبى والفكرى وحده» وسلماوى يعتبر العلاقة بين المثقف والدولة علاقة شد وجذب ليست ذات وجه واحد، فلا يصح أن ينحاز المثقف إلى الدولة لأنه بذلك يفقد استقلاليته، وفى نفس الوقت لا ينبغى أن ينضم إلى حزب معارض حتى لا يفقد مصداقيته ،اما اتحاد كتاب مصر من وجهة نظر محمد سلماوى هو جهة مستقلة ليست تابعة لوزارة من الوزارات.. تلك السياسة المتوازنة التى يدار بها الاتحاد أكد سلماوى أنها السبب الرئيسى وراء إقبال الكتاب على الإجماع على شخصه فى انتخابات الاتحاد الأخيرة، لكنه اعترف بأن ميزانية الاتحاد لاتكفي لسد احتياجات المرحلة المقبلة ،كما اعلن أن الاتحاد يواجه تحديا صعبا بعد قرار مؤسسة نوبل بالسويد اعتبار اتحاد كتاب مصر الجهة الرسمية لترشيح الأدباء المصريين سنوياً للحصول على جائزة نوبل فى الأدب ،الي ذلك من القضايا المتعلقة باتحاد الكتاب المصريين وعلاقته بوزارة الثقافة ورؤيته كمفكر وكاتب مصري في اشكاليات هامة وتحديات تواجهه الادباء والمبدعين كذلك دور المرأة في حياته ..وردت في حديث هادئ وصريح.
بين الام والزوجة
- في البداية ..حين يأتي الحديث عن علاقته بالمراة الكاتب محمد سلماوي يصبح كالكتاب المغلق ..هل توافق علي تلك المقولة ؟ومن هي امرأة الماضي والحاضر لديك؟
@هذا غير صحيح فالمرأة طالما كان لها المساحة الكبري في حياتي واعترف ان اول امرأة في حياتي ساهمت في ان ابصر مواطن الجمال في الحياة وكانت امي ذلك الكائن الرائع الفنانة بطبيعتها فقد كانت رسامة بفطرتها وشجعتني علي ابراز موهبة الكتابة وتنميتها وحينما تزوجت الفنانة التشكيلية نازلي مدكور لم تكن في ذاك الوقت التشكيلية المشهورة مثل الان لكن كانت تعمل في الامم المتحدة ومتخرجة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واكتشفت انها تشترك مع امي في سمات واحدة مثل الحس الفني المرهف فبحثت فيها عن والدتي ووجدتها في كثير من الصفات الرفيعة التي يمكن لها ان تحول اي منزل الي اسطورة تتناول العالم المثالي في المدينة الفاضلة .
- لماذا ذن تصرح بأنه ليس من الضروري ان يكون وراء كل عظيم امرأة ؟
@ هناك رجال وصلوا الي مناصب مرموقة ولم تؤازرهم امرأة وكذلك كثير من النساء تقلدن اماكن مرموقة وابدعن دون دعم الرجل وتلك استثناءات لان الطبيعي ان يتآلف الرجل والمرأة معا لمواجهة الحياة وصنع مستقبلهما .
- هل زوجتك ناقدة لاعمالك وهل تبدي انت آراءا في ابداعاتها التشكيلية ولمن الغلبة في الرأي؟
@ هي ناقدي الاول ورأيها مهم لكنه ليس الاخير وانا اول مشاهد للوحاتها وانقدها احيانا ولا تستمع لما اقول في احيان اخري اذا كانت مقتنعة بالعكس لكن كل يفيد الاخر لانه يصدقه القول .
- بالعودة الي بدايات اشتغالك كاستاذ للادب الانجليزي لماذا تركت عملك واتجهت الي الصحافة؟
@ عندما عينت في الجامعة كانت مصر تمر بمرحلة صعبة وتتناوشها قضايا واشكاليات جعلتني اتساءل اين انا من تلك القضايا وكيف ادرس في بلد فيها من المشكلات ما يفوق دراسة شكسبير؟ وكنت ابحث عن شي يقربني من ذلك الواقع وكان هاجسي الاساسي ان ارتبط بالعالم من حولي لذلك لبيت استجابة الكاتب محمد حسنين هيكل حين طلبني للعمل بجريدة الاهرام واستمريت في العمل بها سنتين حتي تم فصلي.
- شهدت مراحل حياتك كثير من قرارات الفصل والاعتقال.. الا تحكي لنا لماذا.. وكيف تعاملت مع تلك الازمات؟
@ كان ذلك قبل حرب اكتوبر 1973 وكنت وقتها قريب من الكاتب توفيق الحكيم وكنت ضمن مجموعة الكتاب الذين وقعوا علي العريضة التي كتبها الحكيم موجهة الي الرئيس السادات حول انهاء مرحلة اللا حرب واللاسلم وقد فصل كل من وقعوا علي البيان منهم ثروت اباظة ونجيب محفوظ "صودرت اعماله" وكرم محمد احمد باستثناء توفيق الحكيم نفسه وكان ذلك لاسباب سياسية و لم نغضب وقتها لاننا كنا نحب الحكيم ولا نخوّنه ،وفي 28 سبتمبر من نفس العام اعلن الرئيس السادات عفوه عن ابناءه الضالين علي حد قوله وانا منهم وقرر عودتهم الي اشغالهم لكني رفضت العودة ايمانا انني لم اخطأ حتي اعاقب ويتم الغفو عني واستمر قراري اسبوعا فقط قامت بعده حرب 1973 فوجدتني اجلس علي مكتبي بالاهرام دون ان اشعر واشارك بقلمي في ظل هذا الظرف الوطني العظيم.
- توترت علاقتك مرة اخري بالرئيس السادات واعتقلت فيما سمي وقتها بانتفاضة الحرامية ..ما ذكرياتك عن تلك الفترة وما الذي خلفته من آثار علي حياتك وعملك؟
@ لم اكن يوما صحفي مطيع او تابع للحكومة لاسيما انني اكتشفت ان كل ما يربطني بالوطن في فترة الستينيات موضع تشكيك فنسيت الكتابة الادبية واتجهت لكتابة السياسة وانتقاد الاوضاع الداخلية وكنت مؤمنا ان اي شخص يرتبط بتقاليد المجتمع وترابه لابد له ان يتصدي للمفاهيم السلبية التي كانت سائدة في تلك الفترة فجاء اعتقالي ضمن مجموعة من الزملاء منهم فليب جلاب ويوسف صبري واحمد فؤاد نجم واحمد الجمال ومكثت في السجن شهرا ونصف تعلمت فيه من زملاء الزنزانة من اصحاب الكلمات الزاعقة وزبائن السجون الدائمين الصلابة والافتخار بالحرية مدفوعة الثمن فكان السجن مدرسة نتعلم منها ونسرد تجاربنا ونحاضر ونتناقش لقتل الوقت واليأس احيانا.
العلاقة مع وزير الثقافة
- من الملاحظ ان خلافاتك الدائمة كانت ولا تزال مع الحكومة ..ما حقيقة الخلاف بينك وبين وزير الثقافة فاروق حسني والتي ادت الي تقديمك الاستقالة من منصبك بوزارة الثقافة؟
ل@ م يكن الخلاف حول قضية بعينها لكني شرفت بالعمل مع فاروق حسني منذ طلب مني ان اعمل معه ومن قبله ممدوح البلتاجي وفي الحاتين اعترف بانني كنت مخطئا حين تركت عملي وذهبت الي العمل الحكومي وتحت الحاح ظروف معينة قبلت ذلك العمل ثم اعلنت توبتي واستقلت من عملي كوكيل للوزارة وقد اخلفت مع حسني كثيرا لكننا كنا ومازلنا اصدقاء علي المستوي الانساني لكنني اكتشفت ان الكتابة احب لدي من غيرها فكانت الاستقالة سهلة فتركت المكان لمن يشغله افضل مني. .
- وهل العمل كرئيس اتحاد الكتاب ليس حكوميا!! لماذا اذن قبلته وما رايك في علاقة المثقف بالسلطة؟
@ الامر يختلف فانا اترأس مكانا في صميم عملي الادبي واتعامل مع حراسه واتحاد كتاب مصر هو جهة مستقلة ليست تابعة لوزارة من الوزارات، وليست إضافة إلى الأحزاب السياسية المعارضة، لذا نتعاون مع الحكومة من أجل تحقيق مصالح الأدباء والكتاب، «ولكن حين تفرض علينا المواجهة مع الدولة حينما تمنع ما هو حق لنا فإننا لا نتوانى عن هذه المواجهة» واعتبر العلاقة بين المثقف والدولة علاقة شد وجذب ليست ذات وجه واحد، فلا يصح أن ينحاز المثقف إلى الدولة لأنه بذلك يفقد استقلاليته، وفى نفس الوقت لا ينبغى أن ينضم إلى حزب معارض حتى لا يفقد مصداقيته.
- في ظل القانون الحالي هل هناك مساحة من الاختلاف مع وزارة الثقافة ؟
@ الاختلاف قائم بالفعل والممارسة ايضا و قد قدمنا شكوى بوزارة الثقافة عند النائب العام فى حادث محرقة بنى سويف وهذا ليس مجرد اختلاف فى الرأى ولكنه اختلاف جذرى ومطالبة بالتحقيق كذلك عندما منعت الوزارة فيلم "شفرة دافنشى" اختلفنا مع الوزارة امام رئيس الوزراء فى اجتماع ضم اعضاء مجلس الاتحاد ووزير الثقافة وكنا مع السماح بعرض الفيلم وحرية التعبير.
- واكب توليك رئاسة اتحاد الكتاب حملات هجوم من جانب العديد من اعضاء الاتحاد والمثقفين، ومن ناحية اخري هناك تأييد من جانب البعض الآخر الذين رأوا انك المنقذ الذي سيخلص الاتحاد من النفق المظلم الذي كان يعيش فيه لسنوات، بيد ان الانتخابات الاخيرة جاءت لتعزز موقفك حين تم لك التجديد بالتزكية .. كيف تنظر الي تجديد الثقة بهذا الشكل ومغزاه ؟
@ اعتبر هذا تكريما ووساما علي صدري وفي ذات الوقت يلقي علي كاهلي مسئولية كبيرة لما سوف ننجزه للاتحاد وابناءه من الادباء والكتاب واعتقد أنه تكليف من اعضاء الاتحاد بمواصلة الانجازات التى تمت فهناك عامان انقضيا تم فيهما انجازات معينة فحين يأتى الاتحاد ويقول ننتخبك بإجماع الآراء فهذه مصادقة من جانبه علي ان اتحمل مسئوليتها واعباءها جميعا فضلا عن ان الشفافية الكبيرة التي تمت بها الانتخابات ولأول مرة اعلننا عن صناديق زجاجية للانتخابات وكذلك اعتمدنا علي فكرة الفرز العلني كل هذه الإجراءات جعلت الناخب يشعر ان صوته له قيمة وسيؤثر في النتيجة وبالتالي حدث هذا الإقبال.
- ما صحة الانتقاد الموجه للاتحاد بتكرار الاسماء بعينها في هيئة المكتب وهل يستحق كل من ينتمي الي لجنة القيد الانضمام بالفعل الي عضوية الاتحاد؟
@ ليس من حقي ومن غير المقبول ايضا تقييم الاعضاء وما اطالب به اثناء رئاستي للاتحاد هو انضمام من يستحق الي قائمة الاعضاء والتغيير لايعني بالضرورة تغيير الاشخاص لان عضوية الاتحاد في رأي كالجنسية لايجوز اسقاطها عن صاحبها، لكن في السياسات المتبعة داخل كيان الاتحاد و ليس ضمن مسئولياتي اختيار الأشخاص فالجمعية العمومية هي التي تختار وعلي ان اتعامل مع من تختاره الجمعية وبالتالي فأنا لا استطيع تغيير احد ولا أدعي ان هذا فى مقدورى ، وبالتالى ما زال فى الاتحاد اناس موجودون منذ فترة طويلة ، و أتصور ان هذه القضية مفتعلة فقد يكون في هؤلاء الأعضاء الذين مرعليهم في مناصبهم فترات طويلة وخبرات وقدرات متراكمة علي مدي السنين وممكن ان يكونوا غير صالحين ونفس الشيء ينطبق علي الجدد.
احتكار اتحاد الكتاب
- هناك من يقول إن اتحاد الكتاب اصبح هو محمد سلماوى وأن سلماوى وهو اتحاد الكتاب ؟
@ كيف ذلك وحاليا نسعي لتغيير القانون الذي يحدد فترة الرئاسة لتكون دورتين فقط وقد ذهبت بنفسي لجلسة بمجلس الشعب لمناقشة هذا القانون ومعي الأستاذ حمدي الكنيسي الذي سبق وتقدم بهذا القانون في الدورة السابقة للمجلس وهذه تعتبر من اهم التعديلات في القانون الجديد للاتحاد وبعيدا عن الأشخاص اري ان المحك الرئيسي يجب ان يكون عن انجاز الاتحاد والسياسة التي يتبعها الاتحاد
- هل هذا يعني انك لن تستمر لفترة ثالثة كرئيس اتحاد الكتاب؟
@ منصب رئيس اتحاد الكتاب عطلني كثيرا عن إنجاز مشروعاتي الأدبية التى تعثرت بشدة فى السنوات الأخيرة، وانتظر إنهاء سنوات الدورة الحالية لكى اتفرغ للعمل الأدبى وما أخشاه أن تنتهى حياتى فجأة قبل أن أتفرغ للعمل الأدبى والفكرى وحده.
- على الرغم عما يقال عن انجازات الاتحاد في الفترة الماضية الا ان هناك من يتهمه بالغياب وعدم وجود دور مؤثر له على الساحة؟
@ الاتحاد حاضر في كل ما يخصه، فمثلا في التعديلات الدستورية الأخيرة طلب رأينا رسميا من جانب مجلس الشوري، وكذلك في قضية التجاوزات الصحفية كا لنا موقف لأننا وجدنا ان الكلمة امتهنت في بعض الكتابات الصحفية ، وكذلك عندما حدثت محرقة بني سويف كان اتحاد الكتاب اول جهة تذهب للنائب العام مطالبة بالتحقيق في هذا الموضوع، كذلك ينظم الاتحاد كل عام مؤتمراً دوليا يدعو له اكبر الشخصيات الأدبية دوليا وعربياً وايضا الاتحاد استطاع ان يعيد مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الي مصر بعد ثلاثين عاما من الغياب.
- وما علاقة الاتحاد بالسياسة والقضايا القومية؟
@ اتحاد الكتاب هو نقابة للأدباء وليس ساحة للمعارك السياسة ومهمته طرح وحل قضايا اعضائه وحماية ملكيتهم الفكرية ورعايتهم الصحية، وهناك علاقة بين الأديب وقضايا مجتمعه لكن من منظور الاديب او الكاتب وبالتالي الاتحاد معني بالقضايا القومية والمصرية التي تمر بالمجتمع دون خلط الأوراق فإذا تعاملنا فى السياسة وكأننا رجال سياسة سنجد رجال السياسة يتدخلون فى الأدب ويتعاملون مع الأدب وكأنهم أصحاب رأى يمنعون ويشجبون وينقدون ما ليس لهم به علم .
- ماذا خلّفت المعركة التى خاضها الاتحاد مع وزارة المالية بشأن منحة حاكم الشارقة؟
@ لاتوجد الان ازمة مع وزارة الماليةبعد ان اقرت بوجه نظرنا وارسل لنا وزير المالية يوسف بطرس غالي ما يفيد بذلك في خطاب رسمي وقد استقبلناه في مقر الاتحاد لكن الادباء صاروا متأكدين انهم ليسوا في حسبان الحكومة خاصة بعد معركة اخري سابقة مع مجلس الوزراء للحصول علي مبلغ مليوني جنية ولم يحل الامر الا بتدخل رئيس الجمهورية وهذا ينبئ ان هناك معارك قادمة.
- حقق محمد سلماوي نموذج الكاتب والفنان الذي يحترم الاخر ويحتفي به .اين رئيس اتحاد الكتاب من مشهد الادباء وهم يتساقطون موتا او عجزا ..ومادور الاتحاد لمساندة هؤلاء وتأمين علاجهم؟
@ في كل بلد في العالم تأمين صحي للمواطنين والعاملين وهو من واجبات الدولة الاساسية وقد اصبح لزاما علينا ان نهتم بصحة اعضاء الاتحاد وهي مشكلة قديمة ونعترف ان المعاشات مازالت مشكلة ملحة رغم زيادتها مؤخرا 40% ونسعي الي حلها وقد وصلت ميزانية الاتحاد إلى 30 مليون جنيه وهي لا تكفى لسد احتياجات الاتحاد فى الفترة المقبلة وقد استطعنا الحصول علي مبالغ تكفي لتامين الاعضاء الصحي وعانينا في الحصول عليها وحاليا نحن بصدد الانتهاء من دراسة لانشاء المشروع والي ان يطبق فقد وقعنا عقد مع المؤسسة العلاجية ان تتكفل بعلاج اعضاء الاتحاد الي ان يتم الانتهاء من المشروع العلاجي لهم وقد تقرر انشاء لجنة جديدة اسمها لجنة الرعاية الصحية ستكون مهمتها تطبيق الإجراءات واتخاذ الخطوات اللازمة لإخراج هذا المشروع الي حيزالتنفيذ
- هل الاتحاد قادر علي دعم مشروع ترجمة الادب العربي؟
@نحن بصدد الانتهاء من مشروع ترجمة 105 رواية عربية الي اللغات الاوروبية وبدأناها باللغة الايطالية من خلال تعاقدات في معرض تورينو الاخير في ايطاليا والذي اتفقنا من خلاله علي مشروع صندوق لدعم الترجمة قوامه 100 الف دولار ومع نهاية العام الحالي سيتم تدشين المشروع.
الرقابة محليا وعربيا
- المكتبات المصرية والهيئات الثقافية وعلي رأسها اتحاد الكتاب تفتقر الي نشر ادب البلاد العربية ؟
@ نحن للاسف نتحدث عن الوحدة العربية والثقافة الواحدة ونضع ما يحول دون هذا التواصل والانفتاح ومن خلال اجتماعات الاتحاد نحث الحكومات العربية علي ضرورة المساهمة في تزليل عقبات نشر الكتب وتداولها بين البلاد العربية وقد ارسلنا الي الجامعة العربية نص لهذا القرار وطالبنا بتعميمه عربيا كما يصدرعن الاتحاد مرتين سنويا تقرير عن حال الحريات في العالم العربي سواء بالنسبة لاوضاع الكتاب العربي او الادباء ومشكلة فرض الرسوم الجمركية والرقابة علي الكتب ويتم توزيع التقرير علي وكالات الانباء والجهات المعنية وقد استجابت عدد من الدول منها تونس حيث اصدر رئيس الجمهورية التونسية قرارا برفع الحظر الرقابي عن الكتب وسافرت وقدمت له درع تكريم الاتحاد .
- كيف تثمن الرقابة علي الابداع في مصر؟
@ لاتوجد رقابة علي النشر لكن اصبح هناك رقابة شعبية علي الكتب بعد صدورها وقد اصبح دورها جنبا الي جنب مع الرقابة الذاتية وما كان مسموح به من قبل لن نسمح به الان من حيث مثول الكتاب امام القضاء ومقاضاتهم فنحن لن نعرض ادباءنا الي المساءلة القانونية ولن نقبل الحظر علي حرية التعبيرمادام الكاتب لايتخطي الحدود المتعارف عليها .
- ما دور اتحاد الكتاب في اقامة ورش عمل تضم كبار الكتاب والمبدعين من الشباب؟
@ نقوم بدورات لكتابة السيناريو ونسعي لتطبيق هذا النظام علي مستوي اشمل وقد قام الاعلامي حمدي الكنيسي بهذه الدوره ولاقت نجاحا وسوف نعمم التجربة لخلق تواصل بين الاجيال .
- واكب قرار اعتبار اتحاد الكتاب أول جهة معتمدة فى مصر والعالم العربى لدى مؤسسة نوبل ارتياحا لدي الادباء المصريين ..وفق اي معايير سيتم الاختيار؟
@ المهمة الملقاة علي عاتق الاتحاد صعبة بعد ان أصبح أول جهة مصرية وعربية تقوم بترشيح اديب مصري لنيل جائزة نوبل وهذا يكشف عن المكانة الأدبية والدور الرائد والمؤثر لاتحاد كتاب مصر على الساحة الاقليمية والدولية واختيارات الاتحاد للأدباء والمبدعين الذين يتم ترشحهم سيتم بشفافية بعيدا عن اي مجاملة وسنعالج الموضوع بشكل مؤسسي وسوف نستطلع آراء الجهات المعنية في احقية الجائزة منها الجامعات وكبار النقاد واعضاء الاتحاد ليكون الترشيح معبرا عن اجماع مصري وفق اسس سليمة للاختيار والترشيح مفتوح للمصريين والعرب من ادباءنا وسنرشح كل عام مبدع مصري ومبدع عربي،وسيقوم اتحاد كتاب مصر بتحديد المرشح للجائزة للعام التالى، حسب للقواعد المعمول بها للترشيح، على أن يصل ترشيح الاتحاد إلى مؤسسة نوبل قبل نهاية شهر يناير من كل عام.
-----------------------------------------------------------------------------
محمد سلماوي في سطور:
------------------------
محمد سلماوي كاتب مصرى ولد عام 1945، ودرس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب - جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1966، ثم حصل على دبلوم مسرح شكسبير بجامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1969، ثم التحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وحصل على درجة الماجستير في الاتصال الجماهيري عام 1975.
وكان محمد سلماوي قد عين مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1966، وفي عام 1970 انتقل إلى جريدة الأهرام ليعمل بها محررًا للشئون الخارجية، وفي عام 1988 عين وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية. وفي عام 1991 عين مديرًا للتحرير بجريدة «الأهرام ويكلي» الصادرة باللغة الإنجليزية، ثم عين رئيسًا للتحرير بجريدة «الأهرام إبدو» الصادرة بالفرنسية. وإلى جانب ذلك يعمل محمد سلماوي كاتبًا بجريدة «الأهرام» اليومية.
ولمحمد سلماوي عدد من المؤلفات في مجال مسرح: «فوت علينا بكرة ؛ اللى بعده» (1983) - «القاتل خارج السجن» (1985) - «سالومي» (1986) - «اثنين تحت الأرض» (1987) – «الجنزير» (1992) - «رقصة سالومي الأخيرة» (1999). وقد قام محمد سلماوي بتأسيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1988 وكان أول أمين عام للمهرجان.
كما صدرت لمحمد سلماوي المؤلفات التالية في مجال القصة: «الرجل الذي عادت إليه ذاكرته» (1983) - «الخرز الملون» (1990)، «باب التوفيق» (1994) - «وفاء إدريس وقصص فلسطينية أخرى» (2000).
وقام محمد سلماوي بإجراء العديد من الحوارات مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وتم نشر هذه الحوارات وترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقد اختار نجيب محفوظ محمد سلماوي ممثلاً شخصيًا له في احتفالات نوبل في ستوكهولم عام 1988.[1]
وقد حصل محمد سلماوى على العديد من الأوسمة والجوائز منها: وسام التاج الملكى البلجيكي من الملك ألبير الثاني بدرجة «قائد» عام 2008 - وسام الاستحقاق من الرئيس الإيطالي كارلو تشامبى بدرجة «ضابط عظيم» عام 2006 - وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة « فارس» عام 1995. وحصلت مسرحيته «رقصة سالومي الأخيرة» على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان قرطاج المسرحي عام 1999، وفازت مسرحية «الجنزير» بجائزة أفضل نص مسرحي في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1996، كما حصلت مسرحيته «سالومي» علي درع مهرجان جرش الدولي بالأردن عام 1989، واختيرت مسرحيته «فوت علينا بكرة» كأفضل عرض مسرحي لعام 1984 في المهرجان الأول للمسرح العربي.[2]
بين الام والزوجة
- في البداية ..حين يأتي الحديث عن علاقته بالمراة الكاتب محمد سلماوي يصبح كالكتاب المغلق ..هل توافق علي تلك المقولة ؟ومن هي امرأة الماضي والحاضر لديك؟
@هذا غير صحيح فالمرأة طالما كان لها المساحة الكبري في حياتي واعترف ان اول امرأة في حياتي ساهمت في ان ابصر مواطن الجمال في الحياة وكانت امي ذلك الكائن الرائع الفنانة بطبيعتها فقد كانت رسامة بفطرتها وشجعتني علي ابراز موهبة الكتابة وتنميتها وحينما تزوجت الفنانة التشكيلية نازلي مدكور لم تكن في ذاك الوقت التشكيلية المشهورة مثل الان لكن كانت تعمل في الامم المتحدة ومتخرجة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واكتشفت انها تشترك مع امي في سمات واحدة مثل الحس الفني المرهف فبحثت فيها عن والدتي ووجدتها في كثير من الصفات الرفيعة التي يمكن لها ان تحول اي منزل الي اسطورة تتناول العالم المثالي في المدينة الفاضلة .
- لماذا ذن تصرح بأنه ليس من الضروري ان يكون وراء كل عظيم امرأة ؟
@ هناك رجال وصلوا الي مناصب مرموقة ولم تؤازرهم امرأة وكذلك كثير من النساء تقلدن اماكن مرموقة وابدعن دون دعم الرجل وتلك استثناءات لان الطبيعي ان يتآلف الرجل والمرأة معا لمواجهة الحياة وصنع مستقبلهما .
- هل زوجتك ناقدة لاعمالك وهل تبدي انت آراءا في ابداعاتها التشكيلية ولمن الغلبة في الرأي؟
@ هي ناقدي الاول ورأيها مهم لكنه ليس الاخير وانا اول مشاهد للوحاتها وانقدها احيانا ولا تستمع لما اقول في احيان اخري اذا كانت مقتنعة بالعكس لكن كل يفيد الاخر لانه يصدقه القول .
- بالعودة الي بدايات اشتغالك كاستاذ للادب الانجليزي لماذا تركت عملك واتجهت الي الصحافة؟
@ عندما عينت في الجامعة كانت مصر تمر بمرحلة صعبة وتتناوشها قضايا واشكاليات جعلتني اتساءل اين انا من تلك القضايا وكيف ادرس في بلد فيها من المشكلات ما يفوق دراسة شكسبير؟ وكنت ابحث عن شي يقربني من ذلك الواقع وكان هاجسي الاساسي ان ارتبط بالعالم من حولي لذلك لبيت استجابة الكاتب محمد حسنين هيكل حين طلبني للعمل بجريدة الاهرام واستمريت في العمل بها سنتين حتي تم فصلي.
- شهدت مراحل حياتك كثير من قرارات الفصل والاعتقال.. الا تحكي لنا لماذا.. وكيف تعاملت مع تلك الازمات؟
@ كان ذلك قبل حرب اكتوبر 1973 وكنت وقتها قريب من الكاتب توفيق الحكيم وكنت ضمن مجموعة الكتاب الذين وقعوا علي العريضة التي كتبها الحكيم موجهة الي الرئيس السادات حول انهاء مرحلة اللا حرب واللاسلم وقد فصل كل من وقعوا علي البيان منهم ثروت اباظة ونجيب محفوظ "صودرت اعماله" وكرم محمد احمد باستثناء توفيق الحكيم نفسه وكان ذلك لاسباب سياسية و لم نغضب وقتها لاننا كنا نحب الحكيم ولا نخوّنه ،وفي 28 سبتمبر من نفس العام اعلن الرئيس السادات عفوه عن ابناءه الضالين علي حد قوله وانا منهم وقرر عودتهم الي اشغالهم لكني رفضت العودة ايمانا انني لم اخطأ حتي اعاقب ويتم الغفو عني واستمر قراري اسبوعا فقط قامت بعده حرب 1973 فوجدتني اجلس علي مكتبي بالاهرام دون ان اشعر واشارك بقلمي في ظل هذا الظرف الوطني العظيم.
- توترت علاقتك مرة اخري بالرئيس السادات واعتقلت فيما سمي وقتها بانتفاضة الحرامية ..ما ذكرياتك عن تلك الفترة وما الذي خلفته من آثار علي حياتك وعملك؟
@ لم اكن يوما صحفي مطيع او تابع للحكومة لاسيما انني اكتشفت ان كل ما يربطني بالوطن في فترة الستينيات موضع تشكيك فنسيت الكتابة الادبية واتجهت لكتابة السياسة وانتقاد الاوضاع الداخلية وكنت مؤمنا ان اي شخص يرتبط بتقاليد المجتمع وترابه لابد له ان يتصدي للمفاهيم السلبية التي كانت سائدة في تلك الفترة فجاء اعتقالي ضمن مجموعة من الزملاء منهم فليب جلاب ويوسف صبري واحمد فؤاد نجم واحمد الجمال ومكثت في السجن شهرا ونصف تعلمت فيه من زملاء الزنزانة من اصحاب الكلمات الزاعقة وزبائن السجون الدائمين الصلابة والافتخار بالحرية مدفوعة الثمن فكان السجن مدرسة نتعلم منها ونسرد تجاربنا ونحاضر ونتناقش لقتل الوقت واليأس احيانا.
العلاقة مع وزير الثقافة
- من الملاحظ ان خلافاتك الدائمة كانت ولا تزال مع الحكومة ..ما حقيقة الخلاف بينك وبين وزير الثقافة فاروق حسني والتي ادت الي تقديمك الاستقالة من منصبك بوزارة الثقافة؟
ل@ م يكن الخلاف حول قضية بعينها لكني شرفت بالعمل مع فاروق حسني منذ طلب مني ان اعمل معه ومن قبله ممدوح البلتاجي وفي الحاتين اعترف بانني كنت مخطئا حين تركت عملي وذهبت الي العمل الحكومي وتحت الحاح ظروف معينة قبلت ذلك العمل ثم اعلنت توبتي واستقلت من عملي كوكيل للوزارة وقد اخلفت مع حسني كثيرا لكننا كنا ومازلنا اصدقاء علي المستوي الانساني لكنني اكتشفت ان الكتابة احب لدي من غيرها فكانت الاستقالة سهلة فتركت المكان لمن يشغله افضل مني. .
- وهل العمل كرئيس اتحاد الكتاب ليس حكوميا!! لماذا اذن قبلته وما رايك في علاقة المثقف بالسلطة؟
@ الامر يختلف فانا اترأس مكانا في صميم عملي الادبي واتعامل مع حراسه واتحاد كتاب مصر هو جهة مستقلة ليست تابعة لوزارة من الوزارات، وليست إضافة إلى الأحزاب السياسية المعارضة، لذا نتعاون مع الحكومة من أجل تحقيق مصالح الأدباء والكتاب، «ولكن حين تفرض علينا المواجهة مع الدولة حينما تمنع ما هو حق لنا فإننا لا نتوانى عن هذه المواجهة» واعتبر العلاقة بين المثقف والدولة علاقة شد وجذب ليست ذات وجه واحد، فلا يصح أن ينحاز المثقف إلى الدولة لأنه بذلك يفقد استقلاليته، وفى نفس الوقت لا ينبغى أن ينضم إلى حزب معارض حتى لا يفقد مصداقيته.
- في ظل القانون الحالي هل هناك مساحة من الاختلاف مع وزارة الثقافة ؟
@ الاختلاف قائم بالفعل والممارسة ايضا و قد قدمنا شكوى بوزارة الثقافة عند النائب العام فى حادث محرقة بنى سويف وهذا ليس مجرد اختلاف فى الرأى ولكنه اختلاف جذرى ومطالبة بالتحقيق كذلك عندما منعت الوزارة فيلم "شفرة دافنشى" اختلفنا مع الوزارة امام رئيس الوزراء فى اجتماع ضم اعضاء مجلس الاتحاد ووزير الثقافة وكنا مع السماح بعرض الفيلم وحرية التعبير.
- واكب توليك رئاسة اتحاد الكتاب حملات هجوم من جانب العديد من اعضاء الاتحاد والمثقفين، ومن ناحية اخري هناك تأييد من جانب البعض الآخر الذين رأوا انك المنقذ الذي سيخلص الاتحاد من النفق المظلم الذي كان يعيش فيه لسنوات، بيد ان الانتخابات الاخيرة جاءت لتعزز موقفك حين تم لك التجديد بالتزكية .. كيف تنظر الي تجديد الثقة بهذا الشكل ومغزاه ؟
@ اعتبر هذا تكريما ووساما علي صدري وفي ذات الوقت يلقي علي كاهلي مسئولية كبيرة لما سوف ننجزه للاتحاد وابناءه من الادباء والكتاب واعتقد أنه تكليف من اعضاء الاتحاد بمواصلة الانجازات التى تمت فهناك عامان انقضيا تم فيهما انجازات معينة فحين يأتى الاتحاد ويقول ننتخبك بإجماع الآراء فهذه مصادقة من جانبه علي ان اتحمل مسئوليتها واعباءها جميعا فضلا عن ان الشفافية الكبيرة التي تمت بها الانتخابات ولأول مرة اعلننا عن صناديق زجاجية للانتخابات وكذلك اعتمدنا علي فكرة الفرز العلني كل هذه الإجراءات جعلت الناخب يشعر ان صوته له قيمة وسيؤثر في النتيجة وبالتالي حدث هذا الإقبال.
- ما صحة الانتقاد الموجه للاتحاد بتكرار الاسماء بعينها في هيئة المكتب وهل يستحق كل من ينتمي الي لجنة القيد الانضمام بالفعل الي عضوية الاتحاد؟
@ ليس من حقي ومن غير المقبول ايضا تقييم الاعضاء وما اطالب به اثناء رئاستي للاتحاد هو انضمام من يستحق الي قائمة الاعضاء والتغيير لايعني بالضرورة تغيير الاشخاص لان عضوية الاتحاد في رأي كالجنسية لايجوز اسقاطها عن صاحبها، لكن في السياسات المتبعة داخل كيان الاتحاد و ليس ضمن مسئولياتي اختيار الأشخاص فالجمعية العمومية هي التي تختار وعلي ان اتعامل مع من تختاره الجمعية وبالتالي فأنا لا استطيع تغيير احد ولا أدعي ان هذا فى مقدورى ، وبالتالى ما زال فى الاتحاد اناس موجودون منذ فترة طويلة ، و أتصور ان هذه القضية مفتعلة فقد يكون في هؤلاء الأعضاء الذين مرعليهم في مناصبهم فترات طويلة وخبرات وقدرات متراكمة علي مدي السنين وممكن ان يكونوا غير صالحين ونفس الشيء ينطبق علي الجدد.
احتكار اتحاد الكتاب
- هناك من يقول إن اتحاد الكتاب اصبح هو محمد سلماوى وأن سلماوى وهو اتحاد الكتاب ؟
@ كيف ذلك وحاليا نسعي لتغيير القانون الذي يحدد فترة الرئاسة لتكون دورتين فقط وقد ذهبت بنفسي لجلسة بمجلس الشعب لمناقشة هذا القانون ومعي الأستاذ حمدي الكنيسي الذي سبق وتقدم بهذا القانون في الدورة السابقة للمجلس وهذه تعتبر من اهم التعديلات في القانون الجديد للاتحاد وبعيدا عن الأشخاص اري ان المحك الرئيسي يجب ان يكون عن انجاز الاتحاد والسياسة التي يتبعها الاتحاد
- هل هذا يعني انك لن تستمر لفترة ثالثة كرئيس اتحاد الكتاب؟
@ منصب رئيس اتحاد الكتاب عطلني كثيرا عن إنجاز مشروعاتي الأدبية التى تعثرت بشدة فى السنوات الأخيرة، وانتظر إنهاء سنوات الدورة الحالية لكى اتفرغ للعمل الأدبى وما أخشاه أن تنتهى حياتى فجأة قبل أن أتفرغ للعمل الأدبى والفكرى وحده.
- على الرغم عما يقال عن انجازات الاتحاد في الفترة الماضية الا ان هناك من يتهمه بالغياب وعدم وجود دور مؤثر له على الساحة؟
@ الاتحاد حاضر في كل ما يخصه، فمثلا في التعديلات الدستورية الأخيرة طلب رأينا رسميا من جانب مجلس الشوري، وكذلك في قضية التجاوزات الصحفية كا لنا موقف لأننا وجدنا ان الكلمة امتهنت في بعض الكتابات الصحفية ، وكذلك عندما حدثت محرقة بني سويف كان اتحاد الكتاب اول جهة تذهب للنائب العام مطالبة بالتحقيق في هذا الموضوع، كذلك ينظم الاتحاد كل عام مؤتمراً دوليا يدعو له اكبر الشخصيات الأدبية دوليا وعربياً وايضا الاتحاد استطاع ان يعيد مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الي مصر بعد ثلاثين عاما من الغياب.
- وما علاقة الاتحاد بالسياسة والقضايا القومية؟
@ اتحاد الكتاب هو نقابة للأدباء وليس ساحة للمعارك السياسة ومهمته طرح وحل قضايا اعضائه وحماية ملكيتهم الفكرية ورعايتهم الصحية، وهناك علاقة بين الأديب وقضايا مجتمعه لكن من منظور الاديب او الكاتب وبالتالي الاتحاد معني بالقضايا القومية والمصرية التي تمر بالمجتمع دون خلط الأوراق فإذا تعاملنا فى السياسة وكأننا رجال سياسة سنجد رجال السياسة يتدخلون فى الأدب ويتعاملون مع الأدب وكأنهم أصحاب رأى يمنعون ويشجبون وينقدون ما ليس لهم به علم .
- ماذا خلّفت المعركة التى خاضها الاتحاد مع وزارة المالية بشأن منحة حاكم الشارقة؟
@ لاتوجد الان ازمة مع وزارة الماليةبعد ان اقرت بوجه نظرنا وارسل لنا وزير المالية يوسف بطرس غالي ما يفيد بذلك في خطاب رسمي وقد استقبلناه في مقر الاتحاد لكن الادباء صاروا متأكدين انهم ليسوا في حسبان الحكومة خاصة بعد معركة اخري سابقة مع مجلس الوزراء للحصول علي مبلغ مليوني جنية ولم يحل الامر الا بتدخل رئيس الجمهورية وهذا ينبئ ان هناك معارك قادمة.
- حقق محمد سلماوي نموذج الكاتب والفنان الذي يحترم الاخر ويحتفي به .اين رئيس اتحاد الكتاب من مشهد الادباء وهم يتساقطون موتا او عجزا ..ومادور الاتحاد لمساندة هؤلاء وتأمين علاجهم؟
@ في كل بلد في العالم تأمين صحي للمواطنين والعاملين وهو من واجبات الدولة الاساسية وقد اصبح لزاما علينا ان نهتم بصحة اعضاء الاتحاد وهي مشكلة قديمة ونعترف ان المعاشات مازالت مشكلة ملحة رغم زيادتها مؤخرا 40% ونسعي الي حلها وقد وصلت ميزانية الاتحاد إلى 30 مليون جنيه وهي لا تكفى لسد احتياجات الاتحاد فى الفترة المقبلة وقد استطعنا الحصول علي مبالغ تكفي لتامين الاعضاء الصحي وعانينا في الحصول عليها وحاليا نحن بصدد الانتهاء من دراسة لانشاء المشروع والي ان يطبق فقد وقعنا عقد مع المؤسسة العلاجية ان تتكفل بعلاج اعضاء الاتحاد الي ان يتم الانتهاء من المشروع العلاجي لهم وقد تقرر انشاء لجنة جديدة اسمها لجنة الرعاية الصحية ستكون مهمتها تطبيق الإجراءات واتخاذ الخطوات اللازمة لإخراج هذا المشروع الي حيزالتنفيذ
- هل الاتحاد قادر علي دعم مشروع ترجمة الادب العربي؟
@نحن بصدد الانتهاء من مشروع ترجمة 105 رواية عربية الي اللغات الاوروبية وبدأناها باللغة الايطالية من خلال تعاقدات في معرض تورينو الاخير في ايطاليا والذي اتفقنا من خلاله علي مشروع صندوق لدعم الترجمة قوامه 100 الف دولار ومع نهاية العام الحالي سيتم تدشين المشروع.
الرقابة محليا وعربيا
- المكتبات المصرية والهيئات الثقافية وعلي رأسها اتحاد الكتاب تفتقر الي نشر ادب البلاد العربية ؟
@ نحن للاسف نتحدث عن الوحدة العربية والثقافة الواحدة ونضع ما يحول دون هذا التواصل والانفتاح ومن خلال اجتماعات الاتحاد نحث الحكومات العربية علي ضرورة المساهمة في تزليل عقبات نشر الكتب وتداولها بين البلاد العربية وقد ارسلنا الي الجامعة العربية نص لهذا القرار وطالبنا بتعميمه عربيا كما يصدرعن الاتحاد مرتين سنويا تقرير عن حال الحريات في العالم العربي سواء بالنسبة لاوضاع الكتاب العربي او الادباء ومشكلة فرض الرسوم الجمركية والرقابة علي الكتب ويتم توزيع التقرير علي وكالات الانباء والجهات المعنية وقد استجابت عدد من الدول منها تونس حيث اصدر رئيس الجمهورية التونسية قرارا برفع الحظر الرقابي عن الكتب وسافرت وقدمت له درع تكريم الاتحاد .
- كيف تثمن الرقابة علي الابداع في مصر؟
@ لاتوجد رقابة علي النشر لكن اصبح هناك رقابة شعبية علي الكتب بعد صدورها وقد اصبح دورها جنبا الي جنب مع الرقابة الذاتية وما كان مسموح به من قبل لن نسمح به الان من حيث مثول الكتاب امام القضاء ومقاضاتهم فنحن لن نعرض ادباءنا الي المساءلة القانونية ولن نقبل الحظر علي حرية التعبيرمادام الكاتب لايتخطي الحدود المتعارف عليها .
- ما دور اتحاد الكتاب في اقامة ورش عمل تضم كبار الكتاب والمبدعين من الشباب؟
@ نقوم بدورات لكتابة السيناريو ونسعي لتطبيق هذا النظام علي مستوي اشمل وقد قام الاعلامي حمدي الكنيسي بهذه الدوره ولاقت نجاحا وسوف نعمم التجربة لخلق تواصل بين الاجيال .
- واكب قرار اعتبار اتحاد الكتاب أول جهة معتمدة فى مصر والعالم العربى لدى مؤسسة نوبل ارتياحا لدي الادباء المصريين ..وفق اي معايير سيتم الاختيار؟
@ المهمة الملقاة علي عاتق الاتحاد صعبة بعد ان أصبح أول جهة مصرية وعربية تقوم بترشيح اديب مصري لنيل جائزة نوبل وهذا يكشف عن المكانة الأدبية والدور الرائد والمؤثر لاتحاد كتاب مصر على الساحة الاقليمية والدولية واختيارات الاتحاد للأدباء والمبدعين الذين يتم ترشحهم سيتم بشفافية بعيدا عن اي مجاملة وسنعالج الموضوع بشكل مؤسسي وسوف نستطلع آراء الجهات المعنية في احقية الجائزة منها الجامعات وكبار النقاد واعضاء الاتحاد ليكون الترشيح معبرا عن اجماع مصري وفق اسس سليمة للاختيار والترشيح مفتوح للمصريين والعرب من ادباءنا وسنرشح كل عام مبدع مصري ومبدع عربي،وسيقوم اتحاد كتاب مصر بتحديد المرشح للجائزة للعام التالى، حسب للقواعد المعمول بها للترشيح، على أن يصل ترشيح الاتحاد إلى مؤسسة نوبل قبل نهاية شهر يناير من كل عام.
-----------------------------------------------------------------------------
محمد سلماوي في سطور:
------------------------
محمد سلماوي كاتب مصرى ولد عام 1945، ودرس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب - جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1966، ثم حصل على دبلوم مسرح شكسبير بجامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1969، ثم التحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وحصل على درجة الماجستير في الاتصال الجماهيري عام 1975.
وكان محمد سلماوي قد عين مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1966، وفي عام 1970 انتقل إلى جريدة الأهرام ليعمل بها محررًا للشئون الخارجية، وفي عام 1988 عين وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية. وفي عام 1991 عين مديرًا للتحرير بجريدة «الأهرام ويكلي» الصادرة باللغة الإنجليزية، ثم عين رئيسًا للتحرير بجريدة «الأهرام إبدو» الصادرة بالفرنسية. وإلى جانب ذلك يعمل محمد سلماوي كاتبًا بجريدة «الأهرام» اليومية.
ولمحمد سلماوي عدد من المؤلفات في مجال مسرح: «فوت علينا بكرة ؛ اللى بعده» (1983) - «القاتل خارج السجن» (1985) - «سالومي» (1986) - «اثنين تحت الأرض» (1987) – «الجنزير» (1992) - «رقصة سالومي الأخيرة» (1999). وقد قام محمد سلماوي بتأسيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1988 وكان أول أمين عام للمهرجان.
كما صدرت لمحمد سلماوي المؤلفات التالية في مجال القصة: «الرجل الذي عادت إليه ذاكرته» (1983) - «الخرز الملون» (1990)، «باب التوفيق» (1994) - «وفاء إدريس وقصص فلسطينية أخرى» (2000).
وقام محمد سلماوي بإجراء العديد من الحوارات مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وتم نشر هذه الحوارات وترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقد اختار نجيب محفوظ محمد سلماوي ممثلاً شخصيًا له في احتفالات نوبل في ستوكهولم عام 1988.[1]
وقد حصل محمد سلماوى على العديد من الأوسمة والجوائز منها: وسام التاج الملكى البلجيكي من الملك ألبير الثاني بدرجة «قائد» عام 2008 - وسام الاستحقاق من الرئيس الإيطالي كارلو تشامبى بدرجة «ضابط عظيم» عام 2006 - وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة « فارس» عام 1995. وحصلت مسرحيته «رقصة سالومي الأخيرة» على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان قرطاج المسرحي عام 1999، وفازت مسرحية «الجنزير» بجائزة أفضل نص مسرحي في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1996، كما حصلت مسرحيته «سالومي» علي درع مهرجان جرش الدولي بالأردن عام 1989، واختيرت مسرحيته «فوت علينا بكرة» كأفضل عرض مسرحي لعام 1984 في المهرجان الأول للمسرح العربي.[2]