ومازال هذا التفاعل التركي مستمرا ًوالذي يمكن تعظيمه لو وجد موقفا عربيا داعما له و متناغما معه فالعنوان العريض للمواقف التركية الأخيرة هي عودة الاهتمام التركي بتوثيق العلاقات مع العالم العربي والإسلامي عبر العديد من الوسائط السياسية والاقتصادية والإعلامية والشعبية.
مثلث القوة
وهنا بوصلة الحديث هل سيبادر العرب بتثمين هذه الفرصة التاريخية للتقارب مع تركيا ومن خلفها العالم التركي الكبير الذي يمتد من الصين شرقاً إلى أوربا الشرقية غرباً، ومن بلاد القرم شمالاً وحتى سواحل البحر الأبيض المتوسط الشمالية جنوباً. ؟؟
فالعديد من خبراء الجغرافيا السياسية العربية وعلى رأسهم الدكتور جمال حمدان، في كتابه "إستراتيجية الاستعمار و التحرير". يعتبر تركيا وإيران مع العالم العربي (مصر بوجه خاص) يشكلون "مثلث القوة" في منطقة الشرق الأوسط، ، هذا المثلث الذي لو اكتملت أضلاعه سيشكل لطمه قوية للسياسية الإسرائيلية في المنطقة العربية والإسلامية التي تسعى وبشكل دائب ومستمر في اتجاه عدم قيام أي شكل من أشكال التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والإسلامية يؤثر على قوتها سلبا ً
.الجغرافيا السياسية الشعبية
من المعروف أن الجغرافيا السياسية هي أحد الأدوات الهامة للأنظمة والحكومات، التي تسعي من خلالها نحو بناء علاقات إستراتيجية مع الدول المجاورة والتي من المفترض أن تعود بالنفع والفائدة السياسية والاقتصادية عليها وعلى شعوبها وبما أن الكثيرين في المنطقة العربية لايملكون تفاؤلا كبيرا في قدرة النظام الرسمي العربي على تفعيل هذا الملف الإستراتيجي الكبير- مثلث القوة - الذي ربما يرسم أحد طرق الخلاص للمنطقة العربية من نير الهيمنة الغربية والإسرائيلية ،فمن الواجب على منظمات المجتمع المدني العربية بكافة فئاته وتصنيفاته أن تأخذ بزمام المبادرة عبر تفعيل ما ُيعرف بالجغرافيا السياسية الشعبية من خلال الانفتاح على الساحة التركية الرسمية والشعبية عبر الوسائل التواصلية والعلاقات الاقتصادية والإعلامية ، خاصة وأن اللوبي الصهيوني - وفق بعض الخبراء- سيسعي لمعاقبة الأتراك على هذا الموقف من أحداث غزة عبر العديد من الطرق السياسية والاقتصادية مثل فتح ملف مذابح الأرمن في فترة الخلافة العثمانية والتخلي عن دعم تركيا في التصدي لحزب العمال الكردستاني وصد الباب أمام تركيا لنيل عضوية الإتحاد الأوربي و حرمان الساحة التركية من السياح الإسرائيليين الذين يقدر عددهم سنويا بنحو 700 ألف سائح سنويا، ولذلك من المناسب أن يكون هذا العام عام توجه السياح العرب إلي تركيا تعويضا لهذه الخسارة المتوقعة للاقتصاد التركي وفى نفس الوقت دعم بناء الثقة بين الشعب التركي والشعوب العربية .
الوسائط الشعبية المساعدة :
هناك ثلاث مساحات هامه ينبغي للمجتمع المدني التركي والعربي أن يتعاونوا فيها.
المساحة الأولي : عالم الأفكار : بمعنى محاربة الصورة النمطية التي تجعل العربي في نظر التركي خائن لأنه تعاون مع الإنجليز ضد الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولي ، وبالمثل محاربة صورة التركي في الذهنية العربية التي تجعله المستعمر الذي أذل العرب وساعد في تخلفهم وعزلهم عن ساحة التقدم والحضارة ،فالعديد من مناهج التاريخ العربية والتركية ترسخ هذه الصور الذهنية السلبية عن الشعبين - ويمكن مراجعة دارسة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلوا عن كتب التاريخ المصرية والتي شملت 12 كتابا مدرسياً لطلبة المراحل الإعدادية والثانوية عن التاريخ العثماني ، التي طبعت في الفترة الممتدة 1912- 1980 ،ودارسة الباحث العربي إبراهيم الداقوقى عن المناهج التركية في الفترة من 1931-1990-
المساحة الثانية : الساحة الإعلامية
يمكن للإعلام العربي والتركي أن يعلب دورا هاما في تعريف الشعب التركي بالعالم العربي والإسلامي والعكس فنحن بحاجة إلي إعلام عربي ناطق باللغة التركية ُيعرف العالم التركي بالساحة العربية وقضاياها الكبرى - فعدد الناطقين باللغة التركية قرابة - 200 مليون نسمة - كانت هذه إشارات لما ينبغي عمله فى مسار عالم الأفكار من أجل الحصول على علاقة تركية – عربية أكثر فاعلية .
المساحة الثالثة: عالم المشاريع:
الساحة التركية الاقتصادية تمتلك القدرات الهائلة بحكم أن تركيا تحتل المرتبة العالمية رقم 20 في قائمة أقوى الاقتصاديات العالمية فينبغي بناء الشراكات بين رجال الأعمال العرب /الأتراك وتشكيل الجمعيات الاقتصادية والمعارض التي تعرض الفرص المتاحة للجانبين...... الخ من الفعاليات الاقتصادية الهامة
وهناك المشاريع الثقافية والتي تشمل تعلم اللغة التركية واللغة العربية وترجمة الكتب وإصدار البحوث وتكوين جمعيات الصداقة الشبابية العربية/ التركية وأيضا مشاريع الإنتاج الفني والاعلامى المشترك والي أخره من المشاريع التي تدفع في اتجاه تعظيم الفائدة من القدرات الشعبية التركية العربية ، في هذا الإطار تأتى الجمعية التركية العربية للعلوم و الثقافة و الفنون التي تأسست يوم 2 أبريل 2008 كمنظمة أهلية غير ربحية كنافذة مجتمعية مدنية تركية للتواصل مع النخب الثقافية العربية .
فهذه ثلاث مساحات يمكن للمجتمع المدني العربي والتركي أن يسرع الخطى فيها بعيداً عن تعقيدات الموقف العربي الرسمي وتقلبات الموقف السياسي التركي الذي يتشكل وفقا لتوجهات الأحزاب التركية المتنافسة على السلطة والعمل في هذه المساحات بالتأكيد على المدى البعيد سيمثل رأس جسر لتحالف تركي /عربي قوى يعود بالنفع والخير على العالم التركي والعربي ومن ثم على الفضاء الإسلامي الأوسع
مثلث القوة
وهنا بوصلة الحديث هل سيبادر العرب بتثمين هذه الفرصة التاريخية للتقارب مع تركيا ومن خلفها العالم التركي الكبير الذي يمتد من الصين شرقاً إلى أوربا الشرقية غرباً، ومن بلاد القرم شمالاً وحتى سواحل البحر الأبيض المتوسط الشمالية جنوباً. ؟؟
فالعديد من خبراء الجغرافيا السياسية العربية وعلى رأسهم الدكتور جمال حمدان، في كتابه "إستراتيجية الاستعمار و التحرير". يعتبر تركيا وإيران مع العالم العربي (مصر بوجه خاص) يشكلون "مثلث القوة" في منطقة الشرق الأوسط، ، هذا المثلث الذي لو اكتملت أضلاعه سيشكل لطمه قوية للسياسية الإسرائيلية في المنطقة العربية والإسلامية التي تسعى وبشكل دائب ومستمر في اتجاه عدم قيام أي شكل من أشكال التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والإسلامية يؤثر على قوتها سلبا ً
.الجغرافيا السياسية الشعبية
من المعروف أن الجغرافيا السياسية هي أحد الأدوات الهامة للأنظمة والحكومات، التي تسعي من خلالها نحو بناء علاقات إستراتيجية مع الدول المجاورة والتي من المفترض أن تعود بالنفع والفائدة السياسية والاقتصادية عليها وعلى شعوبها وبما أن الكثيرين في المنطقة العربية لايملكون تفاؤلا كبيرا في قدرة النظام الرسمي العربي على تفعيل هذا الملف الإستراتيجي الكبير- مثلث القوة - الذي ربما يرسم أحد طرق الخلاص للمنطقة العربية من نير الهيمنة الغربية والإسرائيلية ،فمن الواجب على منظمات المجتمع المدني العربية بكافة فئاته وتصنيفاته أن تأخذ بزمام المبادرة عبر تفعيل ما ُيعرف بالجغرافيا السياسية الشعبية من خلال الانفتاح على الساحة التركية الرسمية والشعبية عبر الوسائل التواصلية والعلاقات الاقتصادية والإعلامية ، خاصة وأن اللوبي الصهيوني - وفق بعض الخبراء- سيسعي لمعاقبة الأتراك على هذا الموقف من أحداث غزة عبر العديد من الطرق السياسية والاقتصادية مثل فتح ملف مذابح الأرمن في فترة الخلافة العثمانية والتخلي عن دعم تركيا في التصدي لحزب العمال الكردستاني وصد الباب أمام تركيا لنيل عضوية الإتحاد الأوربي و حرمان الساحة التركية من السياح الإسرائيليين الذين يقدر عددهم سنويا بنحو 700 ألف سائح سنويا، ولذلك من المناسب أن يكون هذا العام عام توجه السياح العرب إلي تركيا تعويضا لهذه الخسارة المتوقعة للاقتصاد التركي وفى نفس الوقت دعم بناء الثقة بين الشعب التركي والشعوب العربية .
الوسائط الشعبية المساعدة :
هناك ثلاث مساحات هامه ينبغي للمجتمع المدني التركي والعربي أن يتعاونوا فيها.
المساحة الأولي : عالم الأفكار : بمعنى محاربة الصورة النمطية التي تجعل العربي في نظر التركي خائن لأنه تعاون مع الإنجليز ضد الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولي ، وبالمثل محاربة صورة التركي في الذهنية العربية التي تجعله المستعمر الذي أذل العرب وساعد في تخلفهم وعزلهم عن ساحة التقدم والحضارة ،فالعديد من مناهج التاريخ العربية والتركية ترسخ هذه الصور الذهنية السلبية عن الشعبين - ويمكن مراجعة دارسة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلوا عن كتب التاريخ المصرية والتي شملت 12 كتابا مدرسياً لطلبة المراحل الإعدادية والثانوية عن التاريخ العثماني ، التي طبعت في الفترة الممتدة 1912- 1980 ،ودارسة الباحث العربي إبراهيم الداقوقى عن المناهج التركية في الفترة من 1931-1990-
المساحة الثانية : الساحة الإعلامية
يمكن للإعلام العربي والتركي أن يعلب دورا هاما في تعريف الشعب التركي بالعالم العربي والإسلامي والعكس فنحن بحاجة إلي إعلام عربي ناطق باللغة التركية ُيعرف العالم التركي بالساحة العربية وقضاياها الكبرى - فعدد الناطقين باللغة التركية قرابة - 200 مليون نسمة - كانت هذه إشارات لما ينبغي عمله فى مسار عالم الأفكار من أجل الحصول على علاقة تركية – عربية أكثر فاعلية .
المساحة الثالثة: عالم المشاريع:
الساحة التركية الاقتصادية تمتلك القدرات الهائلة بحكم أن تركيا تحتل المرتبة العالمية رقم 20 في قائمة أقوى الاقتصاديات العالمية فينبغي بناء الشراكات بين رجال الأعمال العرب /الأتراك وتشكيل الجمعيات الاقتصادية والمعارض التي تعرض الفرص المتاحة للجانبين...... الخ من الفعاليات الاقتصادية الهامة
وهناك المشاريع الثقافية والتي تشمل تعلم اللغة التركية واللغة العربية وترجمة الكتب وإصدار البحوث وتكوين جمعيات الصداقة الشبابية العربية/ التركية وأيضا مشاريع الإنتاج الفني والاعلامى المشترك والي أخره من المشاريع التي تدفع في اتجاه تعظيم الفائدة من القدرات الشعبية التركية العربية ، في هذا الإطار تأتى الجمعية التركية العربية للعلوم و الثقافة و الفنون التي تأسست يوم 2 أبريل 2008 كمنظمة أهلية غير ربحية كنافذة مجتمعية مدنية تركية للتواصل مع النخب الثقافية العربية .
فهذه ثلاث مساحات يمكن للمجتمع المدني العربي والتركي أن يسرع الخطى فيها بعيداً عن تعقيدات الموقف العربي الرسمي وتقلبات الموقف السياسي التركي الذي يتشكل وفقا لتوجهات الأحزاب التركية المتنافسة على السلطة والعمل في هذه المساحات بالتأكيد على المدى البعيد سيمثل رأس جسر لتحالف تركي /عربي قوى يعود بالنفع والخير على العالم التركي والعربي ومن ثم على الفضاء الإسلامي الأوسع