هل يجب ان يضحي القائد بشعبه ويستغل محنته في سبيل الحصول على كرسي الحكم؟ أم عليه أن يعمل كل ما بوسعه لرفع الظلم عن شعبه وتخفيف محنته؟
لا بد من وقفة موضوعية وعقلانية لتناول ما يجري وإستشراف ما يمكن ان يجري في المستقبل من اجل سورية التي نحبها وشعبها العظيم الذي نعتز به.
تتلخص أهداف الشعب السوري المشروعة بما يلي:
القضاء على الديكتاتورية، والعيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
تتطلب هذه الأهداف إقتلاع النظام الديكتاتوري الحاكم من جذوره لافساح المجال لتكوين نظام ديمقراطي حديث يتناسب مع مقتضيات القرن الواحد والعشرين. يعني هذا مشاركة جميع أطياف الشعب السوري ومنذ البداية في تكوين هذا النظام الجديد.
على الرغم من انني أكره الحديث عن الطائفية التي اعتبرها الآفة الكبرى في المجتمعات العربية والتي اتمنى اندثارها والقضاء عليها من خلال نشوء انظمة ديمقراطية في عالمنا العربي لا تفسح مجالاً ولا تترك ثغرة لنفاذ الطائفية منها، لا بد هنا من التركيز على الطائفة العلوية التي ينتمي رأس النظام السوري اليها.
هذه الطائفة التي تعتبر شريحة اساسية في النسيج الاجتماعي السوري يجب على المعارضة احترامها والعمل الجاد لتبديد مخاوفها من التنكيل بها بعد تغيير النظام، وعدم إقصائها من الحياة السياسية المستقبلية. وهنا لا بد من التذكير بان قسماً من الطائفة العلوية قد عانى من الديكتاتورية كبقية الطوائف السورية الاخرى ومنهم من انضم الى صفوف المعارضة منذ سنوات كالدكتور عارف دليلة ومنهم من التحق بالثورة السورية في بداياتها كالفنانة فدوى سليمان. والأمر نفسه ينطبق على المسيحيين في سورية وجميع شرائح المجتمع السوري الدينية والعرقية والسياسية. لا بد ان يشعر الجميع بانهم سيعيشون في سورية المستقبل في ظل الحرية والكرامة والمساواة.
تعتبر المواطنة الكاملة من مسلمات الديمقراطية. يعني ذلك تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، سواء كانوا عرباً او كرداً أو ينتمون لأي قومية أخرى، أو كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود او يزيديين أو ينتمون لأي دين آخر.
تعني الديمقراطية ان يحكم الشعب نفسه بواسطة ممثليه الذين ينتخبهم في انتخابات حرة ونزيهة. ونظراً للتزوير الذي يحدث في العادة في الانتخابات التي كانت تجري في عالمنا العربي قبل ثورات الربيع العربي أصبح من الضروري مشاركة مراقبين محايدين من دول عربية أخرى او أجنبية. إذ ان الثقة بين الحاكم والمحكوم لا تزال مفقودة.
تعني الديمقراطية ايضاً إفساح المجال لجميع المواطنين بالترشح والانتخاب بغض النظر عن اصولهم العرقية والدينية وبرامجهم السياسية. وحتى من يقف اليوم الى جانب الاسد، ربما بسبب الخوف من بطشه او من الانتقام منه في المستقبل من قبل قوى المعارضة او لأسباب سياسية محضة زرعت في عقله من قبل إعلام النظام الذي جعله يعتقد ان مساعدته للنظام تصب في مصلحة الوطن ومقاومة الاستعمار والصهيونية. يجب ان لا ننسى ان العديد ممن التحقوا في صفوف المعارضة السورية كانوا قد خدموا في النظام السوري لعشرات السنين. وهذا لا ينفي عنهم صفة الوطنية إطلاقاً. في هذا المجال أتذكر ما قاله المستشار الالماني السابق هيلموت كول، والذي تحققت الوحدة الالمانية أثناء حكمه بعد سقوط النظام في المانيا الشرقية عام 1989 ومطالبة العديد من الالمان بالانتقام ممن كانوا يعملون في جهاز المخابرات الداخلي (شتازي) في نظام شرق المانيا البائد والذين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي الحاكم. لقد قال كول بأنه شخصياً غير متأكد بأنه لن يلتحق بالحزب الحاكم في المانيا الشرقية لو عاش بها. إذ ان العديد ممن التحقوا بالحزب كانوا قد فعلوا ذلك ليس عن قناعة وانما للحصول على عمل مناسب وإبعاد شبح الملاحقة والاضطهاد عنهم. وهذا الامر ينطبق على العديد ممن التحقوا في حزب البعث العربي في سورية. وحتى أعضاء حزب البعث، الذين التحقوا به ايماناً منهم بمبادئه التي استحوذت على عقول وقلوب الملايين من أبناء الشعوب العربية قاطبة في خمسينات وستينات القرن الماضي، يجب ان لايستبعدوا من النظام الديمقراطي الجديد الذي سينشأ في سورية. لأن الخطأ ليس في الحزب ومبادئه وانما في الأعضاء الذين لم يطبقوا تلك المبادئ ولم يعملوا من أجل مصلحة الشعب، واستغلوا سلطة حكمهم في نهب ثروات الشعب والتحكم في مقدراته. وهذا ينطبق ايضاً على معظم الأحزاب، ان لم يكن كلها، التي استولت على الحكم في الدول العربية الأخرى.
ليس صحيحاً ان جميع السوريين يؤيدون المعارضة ويرفضون النظام. يجب ان لا ننسى ان حزب البعث المسيطر في سورية له مناصروه ليس في سورية فقط وانما في دول عربية اخرى منها لبنان والأردن والعراق وفلسطين، لاهدافه القومية التي تشمل الوطن العربي كله.
كما انه ليس صحيحاً ايضاً بأن المعارضة السورية مرتبطة بأجندات خارجية وان المعارضين هم مجموعة من الخونة التي تعمل من اجل مصلحة الغرب واسرائيل. إذ ان العديد من رموز المعارضة هم من المناضلين الحقيقيين الذين قضوا عشرات السنين في سجون النظام، ولم يتخلوا عن مبادئهم رغم تعرضهم لشتى انواع القمع والتعذيب. يجب ان يعترف النظام السوري بان ما يجري في سورية هو ثورة شعبية حقيقية تعمل من اجل مصلحة الشعب السوري في اقامة نظام جديد ديمقراطي يرتكز على مبادئ العدل والمساواة والكرامة الانسانية.
ما يحدث في سورية منذ منتصف آذار 2011 قد ابتدأ بمظاهرات وإحتجاجات سلمية كان هدفها إصلاح النظام. لكن عدم تجاوب النظام للاصلاح المطلوب واستخدامه الحل الأمني في القضاء على الاحتجاجات والمظاهرات ادى الى تحولها الى ثورة شعبية أخذت تطالب باسقاط النظام. بعد ان بدأت بعض القوى الأجنبية بتسليح قوى المعارضة وايهامها بامكانية إسقاط نظام الحكم خلال ايام أو أسابيع بدأ الوضع السوري يتغير دراماتيكياً ويتحول الى حرب أهلية ستقضي على طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم وستدمر سورية وستحولها الى دولة مفتتة، ضعيفة وغير قادرة على مساعدة نفسها ناهيك عن مساندة الدول العربية الأخرى.
من سيستفيد من تفتت سورية وتدميرها وإعادتها الى الوراء؟ من المؤكد ان المستفيدين من ذلك هم أعداء سورية وشعبها. وسيكون الشعب السوري بشقيه المعارض والموالي الخاسر الرئيسي.
إذن كيف يمكن إنقاذ سورية؟ هل بمواصلة القتال؟ أم بالاستماع الى صوت العقل والمنطق الذي يطالب بالتركيز على مصالح الشعب السوري وعدم الانصياع الى الأجندات الخارجية؟
لابد من وقف حمام الدم السوري ولا بد من وقف معاناة الشعب السوري وباسرع ما يمكن، كما لا بد من التصدي وبحزم لتجار الحروب الذين لا تهمهم مصالح الشعوب وما تصبو اليه من امن واستقرار وعيش حر كريم.
من السهل ان نفهم ان الديكتاتورية ترفض الحوار لأن ذلك من طبيعتها، لكن ان يُرفض الحوار من قبل القوى التي تعلن على الملأ ان هدفها إقامة نظام ديمقراطي فهذا يستعصي على الفهم ويعبر عن امرين إما ان هذه القوى لا تدرك المعنى الحقيقي للديمقراطية أو ان غايتها أمر آخر.
ليس من الضروري فقط وانما من الواجب أيضاً أن تتحاور قوى المعارضة المختلفة أولاً مع بعضها البعض واضعة نصب عينيها مصالح الشعب السوري فوق كل اعتبار لاستخلاص النتائج وأخذ العبر من دروس الماضي وإخفاقاته قبل محاورة النظام.
لن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولن يبقى النظام على ما كان عليه. حيث أصبح الجميع حتى مناصرو النظام سواءً من داخل سورية او عربياً مثل حزب الله او اقليمياً كايران او دولياً كروسيا على قناعة بأن التغيير سيحصل في سورية لا محالة. كما ان للوهم في حصول المعارضة السورية على السلاح الذي يمكنها من الانتصار على النظام ان يتبدد.
لقد اوضحت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات بأنها لن تتدخل عسكرياً في سورية ولن تسمح بتسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة متطورة لخشيتها من ان تقع في ايادي القوى الاسلامية التي تعتبرها متطرفة. كما ان هناك اتفاقيا ضمنياً بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية على ضرورة الحل السياسي لما يحدث في سورية. لقد كان الدكتور هيثم المناع، المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى المعارضة السورية في الخارج واحد مؤسسيها، من الأصوات المعارضة القليلة التي طرحت المطالب السورية المشروعة باسلوب عقلاني وحضاري بعيداً عن التشنج والعاطفية والصراع على كراسي الحكم غير الموجودة الا في مخيلة الطامعين بها. والآن طرح الخطيب مبادرته الشجاعة بعد ان توضحت له صورة معطيات الشأن السوري. هذه المبادرة التي جوبهت بالرفض من قبل العديد من شخصيات المعارضة وكذلك من زملائه في الائتلاف الوطني السوري. لكن طرحها من قبل الخطيب يدل على الشجاعة التي يتحلى بها القائد الذي لا يسبح مع التيار ولا يتمسك بمنصبه وإنما تهمه مصالح شعبه ويسعى الى تحقيقها.
ارى ان مبادرة الخطيب هي خطوة في الاتجاه الصحيح في إنقاذ الشعب السوري من محنته والوصول به الى التغيير المطلوب.
لا بد من وقفة موضوعية وعقلانية لتناول ما يجري وإستشراف ما يمكن ان يجري في المستقبل من اجل سورية التي نحبها وشعبها العظيم الذي نعتز به.
تتلخص أهداف الشعب السوري المشروعة بما يلي:
القضاء على الديكتاتورية، والعيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
تتطلب هذه الأهداف إقتلاع النظام الديكتاتوري الحاكم من جذوره لافساح المجال لتكوين نظام ديمقراطي حديث يتناسب مع مقتضيات القرن الواحد والعشرين. يعني هذا مشاركة جميع أطياف الشعب السوري ومنذ البداية في تكوين هذا النظام الجديد.
على الرغم من انني أكره الحديث عن الطائفية التي اعتبرها الآفة الكبرى في المجتمعات العربية والتي اتمنى اندثارها والقضاء عليها من خلال نشوء انظمة ديمقراطية في عالمنا العربي لا تفسح مجالاً ولا تترك ثغرة لنفاذ الطائفية منها، لا بد هنا من التركيز على الطائفة العلوية التي ينتمي رأس النظام السوري اليها.
هذه الطائفة التي تعتبر شريحة اساسية في النسيج الاجتماعي السوري يجب على المعارضة احترامها والعمل الجاد لتبديد مخاوفها من التنكيل بها بعد تغيير النظام، وعدم إقصائها من الحياة السياسية المستقبلية. وهنا لا بد من التذكير بان قسماً من الطائفة العلوية قد عانى من الديكتاتورية كبقية الطوائف السورية الاخرى ومنهم من انضم الى صفوف المعارضة منذ سنوات كالدكتور عارف دليلة ومنهم من التحق بالثورة السورية في بداياتها كالفنانة فدوى سليمان. والأمر نفسه ينطبق على المسيحيين في سورية وجميع شرائح المجتمع السوري الدينية والعرقية والسياسية. لا بد ان يشعر الجميع بانهم سيعيشون في سورية المستقبل في ظل الحرية والكرامة والمساواة.
تعتبر المواطنة الكاملة من مسلمات الديمقراطية. يعني ذلك تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، سواء كانوا عرباً او كرداً أو ينتمون لأي قومية أخرى، أو كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود او يزيديين أو ينتمون لأي دين آخر.
تعني الديمقراطية ان يحكم الشعب نفسه بواسطة ممثليه الذين ينتخبهم في انتخابات حرة ونزيهة. ونظراً للتزوير الذي يحدث في العادة في الانتخابات التي كانت تجري في عالمنا العربي قبل ثورات الربيع العربي أصبح من الضروري مشاركة مراقبين محايدين من دول عربية أخرى او أجنبية. إذ ان الثقة بين الحاكم والمحكوم لا تزال مفقودة.
تعني الديمقراطية ايضاً إفساح المجال لجميع المواطنين بالترشح والانتخاب بغض النظر عن اصولهم العرقية والدينية وبرامجهم السياسية. وحتى من يقف اليوم الى جانب الاسد، ربما بسبب الخوف من بطشه او من الانتقام منه في المستقبل من قبل قوى المعارضة او لأسباب سياسية محضة زرعت في عقله من قبل إعلام النظام الذي جعله يعتقد ان مساعدته للنظام تصب في مصلحة الوطن ومقاومة الاستعمار والصهيونية. يجب ان لا ننسى ان العديد ممن التحقوا في صفوف المعارضة السورية كانوا قد خدموا في النظام السوري لعشرات السنين. وهذا لا ينفي عنهم صفة الوطنية إطلاقاً. في هذا المجال أتذكر ما قاله المستشار الالماني السابق هيلموت كول، والذي تحققت الوحدة الالمانية أثناء حكمه بعد سقوط النظام في المانيا الشرقية عام 1989 ومطالبة العديد من الالمان بالانتقام ممن كانوا يعملون في جهاز المخابرات الداخلي (شتازي) في نظام شرق المانيا البائد والذين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي الحاكم. لقد قال كول بأنه شخصياً غير متأكد بأنه لن يلتحق بالحزب الحاكم في المانيا الشرقية لو عاش بها. إذ ان العديد ممن التحقوا بالحزب كانوا قد فعلوا ذلك ليس عن قناعة وانما للحصول على عمل مناسب وإبعاد شبح الملاحقة والاضطهاد عنهم. وهذا الامر ينطبق على العديد ممن التحقوا في حزب البعث العربي في سورية. وحتى أعضاء حزب البعث، الذين التحقوا به ايماناً منهم بمبادئه التي استحوذت على عقول وقلوب الملايين من أبناء الشعوب العربية قاطبة في خمسينات وستينات القرن الماضي، يجب ان لايستبعدوا من النظام الديمقراطي الجديد الذي سينشأ في سورية. لأن الخطأ ليس في الحزب ومبادئه وانما في الأعضاء الذين لم يطبقوا تلك المبادئ ولم يعملوا من أجل مصلحة الشعب، واستغلوا سلطة حكمهم في نهب ثروات الشعب والتحكم في مقدراته. وهذا ينطبق ايضاً على معظم الأحزاب، ان لم يكن كلها، التي استولت على الحكم في الدول العربية الأخرى.
ليس صحيحاً ان جميع السوريين يؤيدون المعارضة ويرفضون النظام. يجب ان لا ننسى ان حزب البعث المسيطر في سورية له مناصروه ليس في سورية فقط وانما في دول عربية اخرى منها لبنان والأردن والعراق وفلسطين، لاهدافه القومية التي تشمل الوطن العربي كله.
كما انه ليس صحيحاً ايضاً بأن المعارضة السورية مرتبطة بأجندات خارجية وان المعارضين هم مجموعة من الخونة التي تعمل من اجل مصلحة الغرب واسرائيل. إذ ان العديد من رموز المعارضة هم من المناضلين الحقيقيين الذين قضوا عشرات السنين في سجون النظام، ولم يتخلوا عن مبادئهم رغم تعرضهم لشتى انواع القمع والتعذيب. يجب ان يعترف النظام السوري بان ما يجري في سورية هو ثورة شعبية حقيقية تعمل من اجل مصلحة الشعب السوري في اقامة نظام جديد ديمقراطي يرتكز على مبادئ العدل والمساواة والكرامة الانسانية.
ما يحدث في سورية منذ منتصف آذار 2011 قد ابتدأ بمظاهرات وإحتجاجات سلمية كان هدفها إصلاح النظام. لكن عدم تجاوب النظام للاصلاح المطلوب واستخدامه الحل الأمني في القضاء على الاحتجاجات والمظاهرات ادى الى تحولها الى ثورة شعبية أخذت تطالب باسقاط النظام. بعد ان بدأت بعض القوى الأجنبية بتسليح قوى المعارضة وايهامها بامكانية إسقاط نظام الحكم خلال ايام أو أسابيع بدأ الوضع السوري يتغير دراماتيكياً ويتحول الى حرب أهلية ستقضي على طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم وستدمر سورية وستحولها الى دولة مفتتة، ضعيفة وغير قادرة على مساعدة نفسها ناهيك عن مساندة الدول العربية الأخرى.
من سيستفيد من تفتت سورية وتدميرها وإعادتها الى الوراء؟ من المؤكد ان المستفيدين من ذلك هم أعداء سورية وشعبها. وسيكون الشعب السوري بشقيه المعارض والموالي الخاسر الرئيسي.
إذن كيف يمكن إنقاذ سورية؟ هل بمواصلة القتال؟ أم بالاستماع الى صوت العقل والمنطق الذي يطالب بالتركيز على مصالح الشعب السوري وعدم الانصياع الى الأجندات الخارجية؟
لابد من وقف حمام الدم السوري ولا بد من وقف معاناة الشعب السوري وباسرع ما يمكن، كما لا بد من التصدي وبحزم لتجار الحروب الذين لا تهمهم مصالح الشعوب وما تصبو اليه من امن واستقرار وعيش حر كريم.
من السهل ان نفهم ان الديكتاتورية ترفض الحوار لأن ذلك من طبيعتها، لكن ان يُرفض الحوار من قبل القوى التي تعلن على الملأ ان هدفها إقامة نظام ديمقراطي فهذا يستعصي على الفهم ويعبر عن امرين إما ان هذه القوى لا تدرك المعنى الحقيقي للديمقراطية أو ان غايتها أمر آخر.
ليس من الضروري فقط وانما من الواجب أيضاً أن تتحاور قوى المعارضة المختلفة أولاً مع بعضها البعض واضعة نصب عينيها مصالح الشعب السوري فوق كل اعتبار لاستخلاص النتائج وأخذ العبر من دروس الماضي وإخفاقاته قبل محاورة النظام.
لن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولن يبقى النظام على ما كان عليه. حيث أصبح الجميع حتى مناصرو النظام سواءً من داخل سورية او عربياً مثل حزب الله او اقليمياً كايران او دولياً كروسيا على قناعة بأن التغيير سيحصل في سورية لا محالة. كما ان للوهم في حصول المعارضة السورية على السلاح الذي يمكنها من الانتصار على النظام ان يتبدد.
لقد اوضحت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات بأنها لن تتدخل عسكرياً في سورية ولن تسمح بتسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة متطورة لخشيتها من ان تقع في ايادي القوى الاسلامية التي تعتبرها متطرفة. كما ان هناك اتفاقيا ضمنياً بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية على ضرورة الحل السياسي لما يحدث في سورية. لقد كان الدكتور هيثم المناع، المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى المعارضة السورية في الخارج واحد مؤسسيها، من الأصوات المعارضة القليلة التي طرحت المطالب السورية المشروعة باسلوب عقلاني وحضاري بعيداً عن التشنج والعاطفية والصراع على كراسي الحكم غير الموجودة الا في مخيلة الطامعين بها. والآن طرح الخطيب مبادرته الشجاعة بعد ان توضحت له صورة معطيات الشأن السوري. هذه المبادرة التي جوبهت بالرفض من قبل العديد من شخصيات المعارضة وكذلك من زملائه في الائتلاف الوطني السوري. لكن طرحها من قبل الخطيب يدل على الشجاعة التي يتحلى بها القائد الذي لا يسبح مع التيار ولا يتمسك بمنصبه وإنما تهمه مصالح شعبه ويسعى الى تحقيقها.
ارى ان مبادرة الخطيب هي خطوة في الاتجاه الصحيح في إنقاذ الشعب السوري من محنته والوصول به الى التغيير المطلوب.