باراك اوباما
يزور الرئيس الأمريكي صباح الخميس(4/6) القاهرة قلب العالم الإسلامي في زيارة توصف بالتاريخية والهامة في تاريخ العلاقات الإسلامية الأمريكية حيث يسعى الرئيس الأمريكي باراك اوباما لتحسين علاقة متوترة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من أحداث ساهمت في تعميق التوتر في العشر سنوات الأخيرة .
نطمح –نحن شعوب العالم الإسلامي- لعلاقات قوية مع القوة الأعظم في العالم من منطلقات عدة أهمها أن الحوار لدينا نحن المسلمين أصل في العقيدة الإسلامية حيث اشتمل القرآن الكريم حوارا مع الشيطان ذاته فما بالكم بالحوار مع أخوتنا من بني البشر كما من مصلحة الولايات المتحدة وكذلك العالم الإسلامي هذه العلاقة لتأمين مصالح كل منهما ، ولكن حتى لا نخدع أنفسنا هل يمكن بناء علاقة طبيعية مع الولايات المتحدة واعتبارها كسائر دول العالم؟.
بالطبع لا في الوقت الحالي لا يمكن أن تكون هناك علاقة طبيعية مابين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي في ظل الدعم اللا محدود والغير منطقي لإسرائيل والمداومة على التستر على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني واللبناني في الحربين الأخيرين وما سبقهما من حروب بحق الشعب العربي، إذا أرادت الولايات المتحدة علاقات طبيعية مع العالم الإسلامي فعليها أن ترفع يدها عن إسرائيل وأن توقن الولايات المتحدة أن إنهاء الصراع في الشرق الأوسط ليس معناها تحقيق العدل بل لابد من تحقيق العدل وذلك كفيل بإنهاء الصراع كما ينبغي أن تدرك الولايات المتحدة أن حل القضية الفلسطينية هي مفتاح العلاقة الطبيعية مع العالم الإسلامي باعتبارها قضية المسلمين الأولى.
كما لا يمكن بناء علاقة طبيعة مع العالم الإسلامي ومازال العراق وافغناستان يرزحان تحت الاحتلال الأمريكي ويعانيان من مهانة الاحتلال وإراقة دماء ابناهما تحت مزاعم الديمقراطية ومحاربة الإرهاب فلا بد أن ينتهي هذا الاحتلال لما فيه من انتقاص كرامة شعبين مسلمين وذلك إذا أرادت الولايات المتحدة زيادة فرص قيام علاقات طبيعية مع العالم الإسلامي.
من حق الولايات المتحدة دعم الحريات وملف حقوق الإنسان حول العالم بإعتبارهما قيما إنسانية عليا يجب أن تناضل الشعوب من أجلها ولكن تعامل الولايات المتحدة مع ملف الحريات يشوبه العديد من الالتباسات منها الدعوة للحرية والديموقراطية في الوقت الذي تدعم فيه أنظمة قمعية سلطوية في أنحاء متفرقة من العالم أهمها الأنظمة العربية وذلك خوفا من البديل الإسلامي ، فإذا أرادت الولايات المتحدة مصداقية فعليها أن تثبت ذلك للشعوب الإسلامية بوقفها دعم الأنظمة الاستبدادية وترك الشعوب للنضال من أجل الحصول على حريتها بعيدا عن السيناريوهات التي تعد سلفا .
دعم العلاقة مع العالم الإسلامي يتطلب كذلك حوار جاد ما بين الثقافات والحضارات يسعى للتعرف على الآخر واحترام هويته وقيمه وبخاصة صورة الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السامية الحقيقة كبديل عن حملات الافتراءات التي تم تسويقها عقب أحداث 11 سبتمبر ففتح قنوات الحوار والاحترام المتبادل هو الركيزة الأساسية التي يستطيع الرئيس اوباما من خلالها بناء علاقة قوية تحسن صورة الولايات المتحدة أمام شعوب العالم الإسلامي.
سيادة الرئيس باراك اوباما لقد علقنا –نحن الشعوب الإسلامية- وتفاءلنا بمجيئك على رأس البيت الأبيض آمالا كثيرة في التغيير الذي رفعته شعارا ونحن ننتظر هذا التغير في التعامل مع العالم الإسلامي شريطة أن يكون ذلك أفعالا لا أقولا.