نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


ليس بالمليارات وحدها تتحقق الإنجازات والألقاب




كشفت التصفيات الآسيوية لـ«مونديال البرازيل 2014»، أن مليارات الدولارات ليست وحدها التي تحقق الإنجازات، حيث توالى سقوط المنتخبات العربية الغنية انطلاقاً من الدور الثالث بدءًا من «السعودي» و«الكويتي» و«الإماراتي»، وصولاً إلى «القطري» في الدور الحاسم، أمام منتخبات لا تشكل ميزانياتها واحداً بالمئة من ميزانيات المنتخبات الغنية.


وكما هو معروف، فإن الدولة الأكثر إنفاقاً على الرياضة عامة، وعلى كرة القدم خاصة، هي قطر التي تخصص كتلة نقدية قد تكون الأكبر في العالم، لكن من دون أي مردود فني على الأرض.
والدولة القطرية حرة بإنفاق أموالها كما تشاء وفي أي اتجاه (...)، لكن في نظرة تقييمية فإن غاية قطر من هذا الإنفاق ما هي إلا مجرد «بروباغندا» إعلامية ليس لها أي قيمة فنية على رياضتها.
على سبيل المثال، أنشأت قطر مجمعاً رياضياً هو من بين الأضخم والأهم والأكثر كلفة مادية في العالم تحت مسمى «أسباير»، وقد استقطب هذا المجمع آلاف المسؤولين والإداريين والمدربين والنجوم واللاعبين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم، منذ افتتاحه قبل نحو 10 سنوات، وحاز إعجابا كبيرا من كل الذين زاروه، لكنه لم يقدم حتى الآن أي نجم رياضي قطري.
وتستضيف قطر منذ سنوات طويلة، أبرز البطولات والدورات العالمية والقارية والعربية في ألعاب مختلفة، وتصرف في سبيلها مليارات الدولارات، وكل ما جنته من هذه الاستضافات كان بضع ميداليات غير ذات أهمية، عبر عدد قليل من لاعبين تم تجنيسهم. في مقابل دعاية إعلامية تصور قطر كواحدة من الدول العظمى في الرياضة (...). ولأن موضوع تصفيات «مونديال البرازيل 2014»، هو الطاغي حالياً على صعيد الشارع القطري بعد خروج «المنتخب» من المنافسة ما شكل صدمة كبيرة، فإن ما تصرفه قطر على كرة القدم تحديداً، هو الأعلى في العالم، ولو توافر جزء يسير منه لمنتخبات فقيرة كـ«اللبناني» مثلاً الذي خرج من التصفيات بفعل «خيانة» بعض لاعبيه الذين تورطوا مع شبكات مراهنات، أو «الأردني» الذي لا يزال في قلب المنافسة بقوة، لشاهدنا هذين المنتخبين في نهائيات الـ«مونديال» منذ الجولة الماضية.
وللتذكير بحجم الإنفاق القطري على كرة القدم، الذي لم يحقق أي مردود فني يذكر، نورد بعض الأرقام.
ـ تصرف الدولة القطرية على أنديتها سنوياً مئات ملايين الدولارات، وها هي أنديتها تخرج توالياً من «دوري أبطال آسيا»، ولم يبق منها سوى «لخويا»، الذي قد ينتظر بدوره الخروج. كذلك، فإن «الدوري القطري» الذي يطلقون عليه «دوري النجوم» لم يخِرج أي لاعب نجم ذي قيمة، لأسباب عديدة في طليعتها سطوة اللاعبين الأجانب والمجنسين، إلى غياب الجمهور عن الملاعب في ظاهرة مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن (...). واللافت في هذا الإطار، أن المباراة النهائية لـ«كأس الأمير» هي وحدها التي تستقطب السعة الكاملة لـ«استاد خليفة» البالغة نحو 50 ألف متفرج، بفعل استئجار المشاهدين من الجاليات الأجنبية في قطر، إلى إجبار طلاب المدارس والموظفين والعسكريين بالحضور إلى الملعب (...).
ـ ما صُرف، ويصرف على «المنتخب» هو بين أعلى الأرقام في العالم، إن لم يكن في طليعتها، لكن هذا «المنتخب» الذي يضم نحو 70 بالمئة لاعبين مجنسين، هو الأضعف عربياً، رغم تأهله إلى «الدور الحاسم»، حيث كان يفترض به أن يكون قوة ضاربة، تترافق مع نجاح قطر باستضافة «مونديال 2022»، والمتوقع أن تبلغ تكاليفه نحو 100 مليار دولار.
ـ صرفت قطر، في نطاق الـ«بروباغندا» الإعلامية، مبالغ طائلة لإظهار اسمها في استثمارات خاسرة مادياً وفنياً، عبر وضع اسم مؤسسة «قطر فوندايشن» على قمصان «برشلونة» الأسباني لمدة 4 سنوات مقابل 600 مليون دولار، وهو أمر جيد جدا «إعلانياً»،ً لكي يشاهد مئات الملايين في مختلف أرجاء العالم هذا الاسم معظم أيام السنة، لكن ليس له أي مردود فني على كرة القدم القطرية.
ـ اشترت قطر ناديي «باريس سان جرمان» الفرنسي، و«ملقة» الأسباني، وحسب ما يتم تداوله من أرقام، فإن الكلفة في السنة الأولى بلغت أكثر من مليار دولار، وكما هو معلوم، فالاستثمارات في أندية كرة القدم الأوروبية خاسرة مادياً، لأن كل الأندية دون أي استثناء واقعة تحت خسارات متراكمة، كما أن شراء هذين الناديين لم ينعكس إيجاباً على كرة القدم القطرية.
إلى ذلك، فإن «الإعلام الرياضي» القطري على الأصعدة كافة، مبالغ فيه كثيراً، ويصرف عليه سنوياً مئات ملايين الدولارات، بلا أي جدوى محلية (...)، ويقيناً، فإن هذا الإعلام يتفوق بحجمه وكلفته، كماً لا نوعاً، على إعلام كثير من البلدان المتقدمة رياضياً (...).
في مقابل هذا الصرف الجنوني على الرياضة عامة، وعلى كرة القدم خاصة، لم تستفد الرياضة القطرية، وتحديداً كرة القدم من أي مردود فني، لأن الهدف من هذا الصرف اقتصر على العامل المادي والدعائي، وكأن هذا العامل رغم أهميته الكبرى، هو وحده الذي يحقق الإنجازات والألقاب.
مرة جديدة، فإن قطر حرة بصرف أموالها كيفما تشاء، لكن من المعيب أن تكون رياضتها بهذا المستوى المتواضع.
وحبذا لو تستورد قطر، أو تجنس، أدمغة رياضية حقيقية تعرف كيف توظف الأموال الطائلة بخدمة رياضتها ورياضييها، لأن من يتولى رسم خريطة الطريق في قطر حالياً، يعتقد أن المليارات وحدها كفيلة بتحقيق الإنجازات والألقاب (...).
 

يوسف برجاوي
الاثنين 10 يونيو 2013