نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


للقوارير.. ساعات دوام أقل!




بداية علينا أن نقر أننا لسنا من الدول الصناعية ذات الإنتاجية العالية، والتي تجد منافسة في السوق قوية، وثانياً للمجتمعات خصوصياتها، فما ينفع النرويج من نظام، بالتأكيد لا يتماشى مع الإمارات، وقد كانت هناك مشكلة في دول الاتحاد الأوروبي في بداية التأسيس، وتوحيد الأنظمة، وهي كيف يجعلون من الإسبان طاقة تعمل في النهار دون توقف، أو الركون للـ”سيستا” أو القيلولة، فقبلت إسبانيا بالأمر في البداية، ولكن مع التطبيق، وتغيير عادة الناس، ظهر التبرم، وظهر التعب، وظهر الاكتئاب، وظهرت قلة الإنتاجية، فتراجعت إسبانيا عن قرار الاتحاد الأوروبي تطبيق ساعات العمل الطويلة دون فترة الغداء والقيلولة، ومستقبلاً ستدرس طريقة في كيفية الدمج على مهل، وعبر خطوات بعيدة المدى، وهكذا أيضاً فشلت الصين في تطبيق مثل هذا الدوام الطويل، نتيجة لطبيعة المناخ والعادة الاجتماعية، فقررت أن تعطي العاملين فترة للاسترخاء، لذا بعد الساعة الثانية ظهراً تجد الصينيين متعلقين تحت الجسور في سرير شبكي مثل”منز” الأطفال، أو مثل أسرِة الشواطئ في البحر الكاريبي، أو الجزر البعيدة، لأن هناك صعوبة في التنقل والمواصلات، والوقت “هبابه” يكفي القيلولة.


نخرج من هذا إلى حديث ساعات العمل عندنا، خاصة بالنسبة للأمهات، فهؤلاء يمكن أن نرجع لهن الدوام حسب الساعات القديمة، وإن لم يعجب هذا الرأي بعض الاستشاريين والخبراء، فيمكن تقديم دوامهن ساعة، ويعدن مبكراً، قبل خروج بقية الموظفين، وبذلك سنضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولاً زحمة الشوارع ستخف، وتعلمون سواقة النساء، وكيف يربكن الذي لا يرتبك، ثانياً سنحقق للمرأة الراحة، وعدم الضغط عليها كأم وزوجة عليها التزامات لا تعرف المسكينة كيف تنتهي، ثالثاً في دوام الساعة المبكرة يمكنها أن تنجز الكثير في جو غير مشحون، وهادئ، رابعاً وهو الأهم، أننا نخدم المجتمع من خلال الأطفال، وحسن تربيتهم وتعليمهم، ومكوث الأم معهم.

ومثلما نكيف أمورنا في رمضان، فنحن قادرون أن نكيفها أكثر في أيام الفطر، ومثلما للمرأة إجازات خاصة نظراً لطبيعتها الأنثوية، نستطيع أن نمنحها بعض الخصوصية في ساعات اليوم، ومثلما نعطّل أياماً عديدة، وأحياناً مديدة، والعمل يسير بمن يريد الدوام خلالها، ويعوض بدلاً عنها، إما ببدل نقدي، أو إجازة مستحقة أطول، وبالتالي نكسب عدم تعطيل المصالح، وإذا كان بعض الخبراء لا يتنازلون عن الساعات الرسمية، فاسمحوا على الأقل للأمهات، بتقليل ساعات الدوام اليومي، مقابل أن تحسموا من إجازتهن السنوية مقدار أسبوع، أو شيء من هذا القبيل بحيث تتحمل القطاعات شيئاً، وهن يتحملن شيئاً، والمجتمع يتحمل شيئاً، للقوارير ساعات دوام أقل، لأنهن في دوام دائم في البيوت، ومع الأولاد ومتابعة دراستهم، وسهرهن الليالي إن شكا أحد منهم، في حين جمع المذكر السالم يشخر، ويتقلب ويتشكى: حشرتوني، خلوني أرقد.. بكرا ورائي دوام”!

ناصر الظاهري
الثلاثاء 25 سبتمبر 2012