لكن لا بد أنك لمحت نماذج مغايرة ممن يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع ،يصولون ويجولون بلحاهم الطويلة ،يعربدون يأمرون ينهون ،فئات من المرتزقة والمحتالين وجدوا في إطالة اللحى ضالتهم التي تقودهم بأسرع الطرق إلى غاياتهم، أضف إليهم بعض الشخصيات التراجيدية من محدودي التفكير وجامدي العقول ومتبعي الهوى لتكتمل المأساة ولتخرج من ذلك بخلطة عجيبة لا يمكن التعامل معها بأي شكل من الأشكال ،صور ورسوم بسلوكيات أبعد ما تكون عن سلوكيات الإسلام ،وإذا ما رغبت في معرفتهم عن قرب والاطلاع على خفايا نفوسهم فما عليك إلا أن ترقبهم عند أول مشكلة تعترضهم وعندها سترى ما لا يسر مؤمنا ولا كافرا .. أشخاص عصابيون .. شتائم اتهامات وجنون القوة والعظمة لا يقبلون بحق ولا باطل مع غياب تام للعقل وأي منطق يمكّن أناس على قدر من الوعي من الوصول إلى نقاط تلاقي.
ورحم الله أبا الطيب إذ قال :
أغاية الدين أن تحفو شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ويقال في شرح البيت اقتصرتُم من الدِّين علَى ذلك، وعطلتم سائر أحكامه.
يقول بعض الوعاظ "اللي بدوا يربي لحية بدوا يكون قدها" بما معناه أنها تأتي منسجمة مع سلوكيات وأخلاق إسلامية مثلت ذروة ما عرفته البشرية .. ونخشى إن طبقنا هذا المقياس على البعض ألا يبقى منهم سوى اللحى.
أخيرا لا نريد أن نقارن قيماً باتت تسود مجتمعاتنا بقيم العصر الجاهلي فنقع في المحظور لكن لا بأس أن نتذكر بعض ما قاله زهير بن أبي سلمى قبل 1500 عام :
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يُهدّم ومن لا يظلم الناس يظلم