كلوديا كاردينالي ..أيام الطفولة والصبا في الوكر التونسي
ولفتت كاردينال الى انها تحدثت في الكتاب الصادر باللغة الفرنسية "عن ثلاثة اجيال تعاقبت على تونس وعن جذورها التي يصعب نسيانها وهي في القلب وفي المخيلة الى الابد".وترى الممثلة الايطالية التي تجيد الحديث باللغة الفرنسية التي تعلمتها ابان الاستعمار الفرنسي لتونس ما بين 1881 1956و التي ترى بانها "متعددة الثقافات". وتقول "لقد غادرت تونس في الخمسينات لكني حملتها معي". واضافت "تعودت منذ ولوجي عالم الاضواء والشهرة على السفر والانتقال من هوليود الى لندن ومن مراكش الى موسكو ولكن سفرى لم يمنع شوقي لزيارة تونس" مشبهة نفسها ب"الطائر المسافر الحالم دوما بالوكر الذي ولد فيه... اين الشمس الحارقة للقلوب والاجساد". وفي الكتاب الصادر عن دار النشر "تيمي" الفرنسية هذا العام ، استرجعت الممثلة الايطالية ذكريات طفولتها وصباها وتحدثت بحب وشوق عن اماكن ارتادتها كشواطىء حلق الوادي والمقهى العالية في سيدي بوسعيد في الضاحية الشمالية للعاصمة والمدارس والمعاهد التي زاولت فيها تعلمها فضلا عن الكاتدرائية التي شهدت زواج والديها.كما احتوى الكتاب الذي جاء في 200 صفحة على صور فوتوغرافية شخصية واخرى لمناظر طبيعية لمدن تونسية سحرت الممثلة الايطالية لا سيما جزيرتي جربة وقرقنة ومنتج الحمامات ، جنوب العاصمة ، وبنزرت ، شمال شرق ، والقصور الصحراوية والمواقع الاثرية المنتشرة في كامل البلاد.وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد كرمها في وقت سابق تقديرا "لاعمالها التي اتسمت بطابع التجديد وروح التسامح".ومنحها "الصنف الاكبر من وسام الاستحقاق الثقافي" منوها "بمسيرتها الفنية الثرية" و"بالمكانةالهامة التي تحتلها في الساحة السينمائية" مثمنا "تعلقها المتين بتونس".وعبرت الممثلة الايطالية عن "سعادتها البالغة بهذا التكريم" واصفة اياه ب"المفاجأة السارة والجميلة".ومن المتوقع ان يوزع الكتاب في وقت لاحق في ايطاليا بعد ان تم تقديمه في العاصمة الاسبانية مطلع هذا الشهر.ويامل الناشر الفرنسي جون بول نادي الذي ينحدر هو الاخر من تونس اصداره باللغة العربية.ولدت كاردينال في 15 ابريل ـ نيسان العام 1938 وسط العاصمة تونس من ام فرنسية واب ينحدر من صقلية الايطالية كان يعمل مهندسا في مجمع السكك الحديدية.وشكل اختيارها "اجمل ايطاليات تونس" منعرجا في حياة كلوديا كاردينال التي كانت ترغب في ان تصبح مدرسة. وتمكنت بفضل هذا التتويج من حضور فعاليات مهرجان البندقية السينمائي العام 1956 حيث تتالت عليها العروض السينمائية. وكانت بدايتها الى جانب الممثل العالمي عمر الشريف في الفيلم الفرنسي التونسي "جحا" العام ,1958 وشاركت كلوديا كاردينال طيلة مسيرتها الطويلة التي بداتها قبل اكثر من خمسين عاما في اكثر من 150 عملا سينمائيا لمخرجين بارزين امثال ماركو فريري وريني فوتيي وميخائيل كالاتوزوف وماك روبسن فرنسيسكو ماسيلي وسارج ليوني.وتحصلت كلوديا كاردينال على عدد من الجوائر من بينها الجائزة التكريمية في مهرجان برلين العام 2002 وجائزة الاسد الذهبي عن مجمل اعمالها خلال مهرجان فينيسيا العام ,1993